Friday, June 17, 2011

سيناريوهات ما بعد التطهير

فرحت كغيري واطمأننت للإجراءات القانونية الصارمة التي طبقت في فترة السلامة الوطنية.. وفرحت أكثر باستعادة الدولة لهيبتها بعد أكثر من 10 سنوات فقدنا فيها مفاهيم الدولة القوية وقوة القانون حتى كدنا نفقد الثقة في أي إجراء قانوني تتخذه الدولة..حيث طغى مفهوم القوة (الحرق والتخريب) هي من تنشأ الحق وتحميه.. وهو شعار مقارب لشعار حركة حق وزعيمها مشيمع بقوله شرعية الحق لا شرعية القانون.. ولم يكن ذلك فقط بل حدثت أمور لم نتوقعها.. حيث استغل الطابور الخامس الموجود في البحرين فترة الفراغ الأمني الطويلة وبدأ في بث سمومه في المآتم فنشأ جيل فريد من نوعه في الحقد والكراهية.. وبدأ بتهريب عشرات الآلاف من الأسلحة الأسلحة..وزاد التعاون بين هذا الطابور والحرس الثوري الإيراني وحزب الله.. وبدأ في زرع عملائه في جميع الوزارات والشركات والمؤسسات وبدأ في عملية تطهير لأهل السنة من الوظائف والبعثات..وساعدتهم الدولة في ذلك فهيأت لهم الأجواء بدعوى الحرية والمساواة وغفلت عنهم فسيطروا على أهم أعمدة الاقتصاد في البلد كبابكو وألبا وطيران الخليج والعديد من الوزارات.. وحاولوا الدخول في حصون مساكن السنة كالمحرق عن طريق شراء الأراضي وزرع عملائهم في أوساط أهل السنة لإضعافهم.. وغيرها من الأمور الكثيرة التي لا يتسع المجال لذكرها..

وها هي شرعية القانون وشرعية الدولة المدنية هي من تبسط أجنحتها في البلد فعاد الأمن والأمان.. وعادت الثقة عند الناس..ومن جمال هذه الثقة أن بدأ الناس يتوافدون على الداخلية والأمن لتقديم شكاواهم التي آثروا عدم إظهارها سابقاً لأنهم لم يكونوا يشعروا بقوة القانون وكانوا خائفين من الاتهامات الطائفية ضدهم أو حتى من التصفية.. ولا أخفي بأنني لم أكن أثق في أي إجراء قانوني أو قبض أو حبس لهؤلاء المجرمين..لأني أعلم بأن موعد إطلاقهم والعفو عنهم قد حُدد قبل موعد إدانتهم.. وحتى في ظل قانون السلامة الوطنية أتوجس خيفة كبيرة مما سيجري بعد انتهاء هذا القانون.. وهل سيتم العفو عن هؤلاء أم لا؟ وما مصير الأعداد الكبيرة التي تم وسيتم تسريحها من أعمالها (وصلت لما يزيد عن 500 حالياً وأتوقع وصولها لما يقارب 3000 شخص)؟ وإن لم يعفى عنهم كيف سيتصرف هؤلاء؟ وكيف ستزيد عداوتهم تجاه الحكومة وأهل السنة؟ وكيف ستتعامل الحكومة معهم كعاطلين وفقاً للقانون؟ كل هذه أسئلة لا نستطيع الإجابة عنها حتى نعلم ما الذي ستتخذه الحكومة من إجراءات مع هؤلاء..

أما عن مرحلة ما بعد قانون السلامة الوطنية هناك سيناريوهات عديدة محتملة لما سيحدث..وهي:
1. إصدار عفو عام عن الجميع وفتح صفحة بيضاء: ولا نستبعد هذا الخيار كونه استخدم 13 مرة من قبل.. فربما تتوجس الحكومة من حساسية إجراءاتها تجاه هؤلاء وتخشى تصعيدهم.. وتخشى تدخل إيران وبعض الدول في دعم هذه الاحتجاجات..لذا سترغب الدولة في تهدئة الأمور وتعود لمجراها ثم سيبدأ التآمر من جديد..وهكذا دواليك.
2. تطبيق القانون الصارم بالمضي في إعدام من ثبت في حقه التآمر ضد الدولة والتخابر مع دول خارجية بهذا الخصوص..أو من ثبت شروعه في القتل سواء للشرطة أو الأجانب.. كما سيتم سحب الجنسية عن مئات إن لم يكونوا آلاف الأشخاص.. وهذين الإجراءين هما ما يتمناهما أهل البحرين.. وفي ظني بأن هذا السيناريو هو الأقرب للواقع والتطبيق من خلال المؤشرات والإرهاصات الحالية.. إن بدأناها من تصريح وزير الخارجية ورئيس الوزراء وضغط الشعب البحريني (أهل السنة)... والإجراءات الصارمة الحالية... وإدراك القيادة والحكومة لخطورة الوضع الحالي (أخيرا).. والتحركات غير الطبيعية لوزير الخارجية البحريني بزياراته لتركيا والهند وباكستان وغيرها.. وزيارة وزير الدفاع والداخلية الأمريكي للبحرين والسعودية.. كل هذه التحركات الهدف منها تكوين غطاء دولي لحكومة البحرين لتطبيق أغلظ العقوبات.. وكل هذه الأمور قد..أكرر (قد).... تنبأ عن تطبيق الإجراءات سابقة الذكر في حق هؤلاء...ولكن هذه الخطوة وإن كنا نرجو تحقيقها إلا أن تبعاتها خطيرة.. حيث سيثور أهل الفتنة هنا (المتبقي منهم)..وسيصعِّدون من الاحتجاجات مطالبين بالعفو عن هؤلاء كونهم شرفاء الوطن.. وسيتم التواصل مع منظمات العفو وحقوق الإنسان والأمم المتحدة..وستدخل إيران على الخط بكامل قوتها وستزيد من حدة تصريحاتها النارية.. وستتهم البحرين بأنها دولة قمعية..الخ..
ولكن المؤشر الإيجابي هنا بأن أهل الفتنة في داخل البحرين لن يكون لهم صيت..فقواهم المتمثلة في خلايا إيران وحزب الله النائمة قد أزيلت..وقياداتهم الأخرى في السجون..لذا لن يستطيعوا-بإذن الله- التحرك.. ولكن سيبقى الرهان على الموقف الخارجي..ولا يخفى على الجميع بأن البحرين –منذ أيام الراحل عيسى بن سلمان رحمه الله- استطاعت نيل احترام وود جميع الدول الأخرى من خلال الزيارات المستمرة وتطبيع العلاقات معها.. وهذا أمر مشهود لحكومة البحرين وقيادتها.. لهذا نتوقع أن يكون التحرك الخارجي متنوعاً حسب الجبهات التالية:
• إيران والعراق وحزب الله: لا شك بأنهم سيتهمون حكومة البحرين بالقمع والهمجية والعنف والدكتاتورية.. وسينادون بتحرك دولي لإنقاذ الشيعة من الإبادة الجماعية والاضطهاد..وستصدر التصريحات المهددة لأمن واستقرار البحرين..وستخرج المظاهرات المنددة بهذا الإجراء.. وفي ظني بأنها الجبهات الوحيدة التي ستعارض بشراسة.
• دول مجلس التعاون: ستؤيد جميع إجراءات البحرين.
• الدول العربية والإسلامية: بعضها سيقف على الحياد..وأغلبها سيؤيد إجراءات البحرين.. ومنها تركيا.
• الأمم المتحدة: ستصرح تصريحات دبلوماسية.. وقد تندد (على استحياء) الأحكام القاسية ضد الإنقلابيين.
• أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي: قد تكرر التصريحات الحالية..من حق البحرين الدفاع عن أمنها.. ونأمل تحقيق المزيد من الإصلاحات..والحوار هو الحل..
لكن تبقى التحليلات التي سردناها تحتمل الصواب والخطأ..ولا أحد يعرف ما الذي سيحدث بعد انتهاء قانون السلامة الوطنية.. وما هي الأحكام التي ستصدر ضد هؤلاء المجرمين.. ولا أحد يمكنه الإجابة عن هذا إلا ملك البلاد..

آخر صيحات المعارضة (سبت التحرير)
يبدوا بأنه لا تزال هناك بوادر حياة (في الرمق الأخير) عند أفراد المعارضة تجاه ما يحدث لهم وما يخططون له..فبعد الصدمات المتكررة والإجراءات الصارمة من الأمن والجيش تجاه مثيري الفتن.. وبعد محاولاتهم المتكررة للخروج من القرى والصياح في مكبرات الصوت وإطلاق البالونات وقرع الطبول.. ها هم يخططون لصيحة جديدة..وهي يوم (سبت التحرير).. حيث يريد هؤلاء الخروج للمجمعات يوم السبت وإطلاق مظاهراتهم من هناك..
وأطمئن الأخوة والأخوات بأنهم لن يستطيعوا ذلك.. ولم يقدروا على ذلك.. فهم أجبن مما تتصورون..وما هذه النداءات إلا صيحات المحتضر على فراش الموت.. وهي لإرعاب الناس ليس إلا..
مشيمع مجنون
وردت أنباء متواترة عن أن حسن مشيمع أصابه الجنون وهو في السجن.. ولا نستبعد ذلك..فهي آخر الحلول التي سيتبعها هذا الخائن لتجنب حكم الإعدام الذي قد يصدر عليه في أية لحظة إن شاء الله.. وهي حيلة معروفة من قبل البعض.. وربما أراد تطبيق مطالبات الشعب بذلك حينما هتف ضده
بـ (مشيمع مينون..ودوه المصحة)..

د.حسن الشِّيَخي

سيناريو الخطة ب

يبدو أن أمريكا وبريطانيا مصرون على تسليم البحرين لإيران.. وإيران يبدو إنها لم تستسلم بعد ولن تستسلم أبداً..لأنها بصدد نشر المشروع الإلهي المعصوم لتحقيق دولة مهديها المزعوم..فبعد الفضيحة التي علمها القاصي والداني التي بينت وجود اتفاق أمريكي بريطاني إيراني لتغيير خارطة الخليج العربي التي تمكن في تسليم البحرين والكويت والمنطقة الشرقية لإيران (والبداية من البحرين)..على أن يتم توزيع نفط المنطقة بشكل متساوي بين إيران وأمريكا..

حيث بدأت المؤامرة من شمطاء أمريكا السابقة (كوندليزا رايتس) التي قدمت مشروعها لبوش الابن الذي يقضي بإعادة غربلة المنطقة وعمل فوضى خلاقة من خلالها يتم تغيير قادة العرب الذين احترقوا..ومن ضمنهم قادة الخليج العربي..فبدأ العمل يومها على ذلك..وصادف هذا ثوران الشعوب في تونس ومصر واليمن وغيرها..فأيدت أمريكا الشعوب فوراً..أما عن الخليج العربي.. فقد وجدت أمريكا في إيران حليفاً مهماً لإكمال هذه الطبخة التي أعدت من طباخ ماهر..خصوصاً بعدما جرب الأمريكان الإيرانيين في العراق..وجربوا إخلاصهم للأمريكان.

ففي البحرين مثلاً..بدت المؤامرة الأمريكية واضحة من عدة وجهات..وهي:

1. تصريحا روبرت جيتس وأوباما الداعيان لعمل إصلاحات حقيقية في المنطقة وفي البحرين على وجه الخصوص.
2. تم فتح القنوات والمنظمات للمعارضة البحرينية التي استغلت هذا الوضع أحسن استغلال.
3. الدعم الواضح من السفير الأمريكي وفضيحة الموظف اليهودي العامل في السفارة الذي وعد الشيعة بانقلاب البحرين.
4. التصريح المخزي لروبرت جيتس قبل ساعة الصفر بيومين أو ثلاثة..والذي لمح لحدوث أمر ما.
5. فضيحة انسحاب وتراجع الزوارق الأمريكية من المياه الإقليمية للبحرين طمعا في دخول القوات البحرية الإيرانية..وغيرها.

وبعد وقوف شعب البحرين مع القيادة..ودخول درع الجزيرة وانكشاف المخطط ظهرت نرفزة إيران الواضحة تجاه ما حدث..كما ظهرت حقيقة حزب الله بتصريحاته النارية ضد البحرين..واجتمع صفويو العراق..وغضب شيعة الكويت..وخرج شيعة القطيف..الخ..وكلهم كانوا يمنون النفس للإعلان عن أول انقلاب خليجي لبوابة الخليج (البحرين) لتحقيق الجمهورية الإيرانية الإسلامية الشيعية الكبرى..ولكن إرادة الله كانت أكبر من ذلك..

وبعد كل هذا..بدأت التحركات للخطة ب..فلا يعقل أن تنهزم كل تلك القوى هذه الهزيمة النكراء..ومن خلال القراءات والأخبار التي قرأناها فإن الخطة ب قد تبدأ بانسحاب القوات الأمريكية من الأسطول الخامس متوجهةَ لسلطنة عمان..علماً بأن هذه الأنباء فاحت رائحتها منذ مارس الماضي ولكن أمريكا نفت هذه الأخبار ولا تزال تنفيها.. كما تم إعلان الهجوم الإعلامي المكثف على البحرين والسعودية عن طريق القنوات الكبرى والمنظمات الحقوقية المتعددة..على أن تبدأ إيران بتحركاتها المريبة بمساعدة شيعة العراق (كونفدرالية جديدة) للضغط على الكويت والسعودية من جهتهما..

وهذه الخطة وسيناريوهاتها المحتملة لم تتضح بعد..لكن هناك تحركات مريبة من قبل إيران عن طريق:

1. وزير خارجيتها الذي بدأ رحلاته إلى قطر التي تعلم بما يجري وما سيجري..والذي هدد خلالها البحرين..كما زار بالأمس سلطنة عمان وصرح ضد البحرين.. في إشارة لوجود تواطئ قطري عماني ضد السعودية والبحرين..حيث تعتبر كل من الدولتين الخليجيتين جسر عبور لإكمال المشروع الأمريكي.. وأكبر دليل على ذلك اقتصار الزيارة على هاتين الدولتين.. وهذا مجرد تخمين وتحليل شخصي.

2. هناك تحركات مكثفة من إيران داخل العراق في هذه الأيام عن طريق تحريك دمية إيران (أحمد الجلبي) وجيش المهدي ومنظمة بدر..وشيعة العراق على العموم..وتذكروا هنا تصريحات منصور الجمري الذي قال بأن تغييرا مهما سيأتي من العراق.

لذا فإن السيناريوهات المحتملة –إن تمت هذه الخطة- ستكون كالتالي:

• إما سنشهد تدخلاً عسكريا من شيعة العراق الصفويين للدخول للكويت ثم للسعودية..بعد صمود البحرين.. ولعل هذا الأمر مستبعد نوعا ما حالياً.
• وإما أن يتم إعادة المحاولة عسكرياً في البحرين بعد انسحاب الأسطول الخامس..وبعد الضغط على درع الجزيرة للانسحاب من البحرين..وبعد خيانة أخرى من شيعة البحرين من الداخل بالطبع.
• وإما أن يتم اللجوء للحرب الحقوقية والإعلامية ضد البحرين والسعودية لتقديم تنازلات إصلاحية للشيعة تبدأ بتخفيف أحكام الإعدام ..وهلم جرى.

أما عن الأمور التي يجب اتخاذها فهي واضحة ويكاد يجمع عليها الجميع..وهي:
1. تحقيق الكنفدرالية الخليجية الحقيقية فوراً.
2. التحالف المشترك مع مصر وتركيا.
3. دعم الأقليات الإيرانية كالأحواز والبلوش والأكراد..لو إعلاميا وسياسيا على الأقل.

أما واجب الشعوب فهي الانتباه والترويج للأمور الثلاث الماضية من خلال الشحن الإعلامي المنظم في جميع وسائل الإعلام..إضافة إلى اليقظة اللازمة.

فتاوى المراجع بالجهاد
استمعنا لتصريح عبد الرؤوف الشايب متزعم حركة خلاص الذي صرح بوجوب الكفاح المسلح ضد الحكومة الخليفية والسعودية بناء على فتاوى من العديد من المراجع الدينية الكبرى (ويقصد بها خامنئي)..ولفت نظري في تصريحه عدة أمور:
1. بات واضحاً بأن قناة العالم (التي صدر خلالها التصريح) هي المحرك الرئيسي لشيعة البحرين في هذا الوقت..فأسئلة المذيعين وتصريحات المعارضين تدل على تحريك معين للشيعة وتدل على السيناريوهات القادمة لهم من خلال شفراتها.

2. أكد الشايب وجود فتاوى من المرجعيات الدينية بوجوب الجهاد ضد البحرين والسعودية..وهذه الفتوى صدرت من خامنئي والعديد أمثاله..وانتشرت في الأحواز أولاً من خلال تسربها من قبل خونة إيران هناك..والآن انتقلت للبحرين..وتتلخص الفتوى في وجوب الجهاد ضد البحرين والسعودية..ووجوب قتل كل سني أو غيره يعارض مشروع ولاية الفقيه.

3. أكد الشايب على أن أحكام الإعدام لو أقرت ستنفذ الفتوى فوراً رغم أنها يجب أن تبدأ الآن.

البحرين..بين مطرقة السنة..وسندان الشيعة
بعد كل تلك الأمور..فعلاً أصبحت قيادة وحكومة البحرين على مفترق طرق..خصوصاً فيما يتعلق بإقرار أحكام الإعدام..فإن خففت الأحكام فستخسر دعم السعودية بالإضافة للمكون السني في البحرين الغاضب جداً من تصرفات الحكومة هذه الأيام..خصوصاً بعد إقرار الميزانية دون زيادة الرواتب..حيث تشبع هذا الشارع بالعفو وتخفيف العقوبات..بغض النظر عن أن تطبيق القصاص حكم بشرع الله في هؤلاء.

أما إن وافقت القيادة على أحكام الإعدام وتم تنفيذها..فستتحضر البحرين لهجمة شرسة جداً من أمريكا وبريطانيا والجمعيات الحقوقية..وسيستثار الشيعة داخل وخارج البحرين..كما ستتدخل إيران بقوة كعادتها لنقد الحكم..وسينتفض حزب الله وشيعة العراق ضده أيضاً..

ونقول في النهاية..إن من أدخلنا في هذا النفق المظلم هي أنتم يا قادة البلد وحكومتها..فلو وعيتم ما كان يجري في السابق لما حدث ما حدث..ولو كان هناك تطبيق للقانون لارتدع هؤلاء المنافقون..ولكنكم فتحتم أبواب المشاكل بتقربكم من هؤلاء وحسن ظنكم فيهم..وأهملتم السنة.. فتحملوا الرياح التي تأتيكم منها..وتأكدوا بأن سنة البحرين الآن ليسوا كالسابق.

أما عن الأحكام..فإن حكمتم بالقصاص فستربحون أهل السنة في كل الخليج..وإن حكمتم بالتخفيف..فستخسرون رصيدكم من أهل السنة..كما إن الشيعة لن يرضوا بغير العفو..وبعد العفو سينقلبون مرة أخرى..لذا عليكم بالاختيار.. ويكفيكم توجيه الطعنات تلو الأخرى ضد أهل السنة كما يحدث الآن من تنازلات ضد المخربين وقادة الفتنة والتجار المنافقين.

نفاق الوفاق
كعادتها جمعية الوفاق تقدمت لجلالة الملك ولرئيس الوزراء بخالص العزاء والمواساة..وذهب قياديوها للتعزية بأنفسهم..وقبلوا الملك ورئيس الوزراء وكأن شيئاً لم يكن..وكانت الابتسامة موجودة على محياهم كعادتهم عند لقائهم الملك..رغم أنهم من تزعم ما حدث في الأزمة.

ولكنا لا نستغرب هذه الأمور..فدينهم يبيح التقية.. ونحن نعرف أفعالهم طوال السنين السابقة..ووجدها تلامذتهم اليوم في الوزارات والشركات ماذا يصنعون.


د.حسن الشِّيَخي

رسالة لمن تسمي نفسها معارضة متحضرة

الرسالة الأولى: إلى جماهير الشيعة والوفاق خصوصاً
لا يخفى على الجميع بأن إيران تعتبر الداعم الرئيسي للمعارضة الشيعية البحرينية (شاء من شاء وأبى من أبى) حيث بات واضحاً للعيان تشابه الدعوات والأجندات بين الطرفين سعياً لقيام دويلات شيعية وإضعاف الدول السنية كاليمن والكويت والبحرين والإمارات والسعودية، أضف إلى ذلك سيطرتها على العراق ولبنان، ونأسف في البحرين لقلَّةٍ ممن ينتسبون لأهل السنة من أمثال يساريي وعلمانيي جمعية وعد كإبراهيم شريف وغيره ممن يُطلَق عليهم التحالف السداسي الذي تحول لرباعي بعدما استأثرت الوفاق بكعكة الشيعة، فزَعَل البعض من تصرفات جماهيرهم الغوغاء التي كانت تهدد الناس للتصويت لصالح الوفاق، ونعود لإبراهيم شريف الذي انضم إليهم ليكون ذيلاً وخادماً لهم ولتوجهاتهم بينما لا يدري المسكين هو ومن معه بأنهم ساعة ما يحصل هؤلاء الشيعة على الحكم سيَتركونه جيفة هامدة كما تركوا وخانوا أهل السنة في إيران ممَّن كان معهم إبَّان الثورة في 1979، وقد استغلت المعارضة تواجد (شريف) ومن معه أحسن استغلال فتسلقت على ظهرها وظهور غيرها من جمهور الشيعة المسكين الذي انخدع بشعاراتهم الرنانة، وهم-أي الشيعة المعارضون- دائماً ما يبرزون هؤلاء ويقدمونهم للخطابة لتصوير هذه المعارضة بأنها شاملة لكل أطياف المجتمع، ويدعون بأن هناك جمهوراً كبيراً من أهل السنة متواجدون معهم وقد سألت جميع من ذهب إلى هناك ومررت أكثر من مرة فلم أجد سنياً واحداً.

وبالرغم من محاولات المعارضة المستميتة لدحض هذه الحقائق، وخصوصاً الدعم الإيراني- وإنكارها لهذا الأمر إلا أن الشواهد تؤكد صحة هذا، ومثال ذلك-لا الحصر-:
1. من المعلوم بأن الوفاق جمعية شيعية إسلامية تتخذ من تيار ولاية الفقيه منهجاً، وجمهور مقلديها ممن يتبعون السيستاني الموالي لإيران والذي سمح للقوات الأمريكية بالدخول لاحتلال العراق، والذي سبق أن –تشرفت- الوفاق بزيارته في العراق قبل بضع سنين.
2. الاتصالات الواردة بين قيادات وجماهير الوفاق مع إيران وموالاتهم العمياء لها، والدعم المادي الضخم الذي تقدمه لهم إيران، وقد قال أحدهم (جلال فيروز) لأحد النواب الإيرانيين بالفارسي (خادمكم جلال فيروز).
3. دعم الوفاق للمعارضة الشيعية المدعومة من إيران في اليمن وحزب الله (حزب اللات) وغيرها، حتى إنهم رفضوا التوقيع على بيان مجلس النواب البحريني المستنكر لأعمال وجرائم الحوثيين في اليمن والمؤيد لتدخل السعودية في حربهم.
4. لجوء الوفاق ومعهم خادمهم المطيع إبراهيم شريف الدائم لقناة العالم الإيرانية لنشر كذبهم.
5. عدم استنكار الوفاق لما تفعله الشرطة الإيرانية بالمعارضة (السلمية) بقيادة كروبي هناك، وهنا نطرح الأسئلة التالية لمعرفة مدى التناقض العجيب عند هؤلاء:
أولا: لماذا استنكرت الوفاق جميع أعمال عنف الشرطة في الدول الإسلامية باستثناء شرطة النظام الإيراني التي تعد من أشرس القوات الأمنية في المنطقة.
ثانيا: لماذا لا تُعتَبَر المعارضة السلمية في إيران معارضةً شرعيةً بينما تُعتبر شرعية في البحرين رغم التشابه الكبير بينهما.
ثالثا: لماذا ينادي جماهير الشيعة في البحرين إيران للضرب بيد من حديد للمعارضة الإيرانية ويتم تفسيقهم وتكفيرهم كونهم خارجون عن الشرع (مع أنهم معارضون سلميون)، بينما تعتبر معارضتهم في البحرين معارضة شرعية وسلمية وتنادي بالحقوق وتسعى لرد الظلم (مع إنهم مخربون ومحرقون لثروات الوطن).
رابعا: لماذا عندما تضرب الشرطة المحتجون الإيرانيون بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي (وتم إعلان وفاة ثلاثة إلى حد الآن) يعتبر هذا عملاً بطوليا ويطالبون بسحق هؤلاء الخونة-أقصد المعارضة الإيرانية-، بينما يعتبر هذا قتلا عمداً وعملاً جنونيا وجريمةً ومجزرةً كبرى في البحرين.
خامساً: لماذا يسمى قتلى المعارضة في إيران بأنهم خونة ومرتزقة ويستحقون النار، بينما يسمى قتلى معارضة البحرين شهداء والمشاركون في المظاهرات البحرينية مجاهدون بينما هم لم يتجرءوا للجهاد في فلسطين ولم يصوبوا أسلحتهم إلا إلى أخوانهم الجنود المسلمين من حماة الوطن، وكل تدريباتهم في إيران ولبنان كانت حول كيفية مواجهة رجال الأمن وصنع المولوتوف للمقاومة-والمقاومة منهم براء-.
سادساً: لماذا النظام الإيراني يعتبره هؤلاء بأنه أفضل نظام على وجه الأرض (وأكد بنفس هذا الكلام إبراهيم شريف) بينما يعيش فيه أكثر من 40% تحت خط الفقر، أضف إلى ذلك البطالة والفساد الإداري والمالي والأخلاقي..الخ علماً بأنه نظام جمهوري لكنه مُقاد من الولي الفقيه (نائب المهدي) الذي يتولى أمر البلاد وله مقاليد الحكم فيها إلى أن يموت (خامنئي الآن في الولاية منذ أكثر من عشرين عاماً) ولا يجوز انتقاده أو نصحه أو الخروج عليه، وفي نفس الوقت تعتبر أنظمة الخليج العربي (وخصوصاً البحرين) –بحد زعمهم- أسوء أنظمة الأرض رغم أن خط الفقر فيها لا يتجاوز 4،6% وهي من أقل النسب في العالم ويتمتع كل فرد بدخل قومي جيد نسبياً مقارنة بإيران التي تملك مقدرات تفوق مقدرات البحرين أضعافاً مضاعفة، ورغم أنها-أي البحرين- ذات نظام ملكي عائلي منذ أكثر من 200 سنة.

والمضحك في الأمر بأن إيران التي تدعي العصمة والحرية قد انتقدت عنف البحرين في التعامل مع المتظاهرين-لأنهم من الشيعة فقط-...!!! بينما هي تعذب وتقتل وتنكل بأهل السنة هناك الذين يعيش أغلبهم تحت خط الفقر، إضافة لتعذيبها وإعدامها لكل من يلبس لبس المعارضة، فنقول لحكومة البحرين بهذه المناسبة إننا لا نطالب قتل هؤلاء المعارضين أو تعذيبهم، ولكن نطالبكم بمعاملتهم بالمثل كما يعامل نظام الملالي في إيران المعارضة.. وهذا أقل شيء يستحقه هؤلاء، ونسأل الله أن تستمر المعارضة الإيرانية في ثورتها وقوتها حتى تنشغل إيران عنا، وحتى يزول نظام تصدير الثورة للأبد.

إن هذا التلون في التوجهات الطائفية البغيضة لهؤلاء تثبت إن مشروعهم إيراني شيعي رافضي صفوي بحت، والهدف منه باختصار تحويل البحرين لولاية شيعية تابعة لإيران وعزلها عن الخليج تحقيقاً للخطة الخمسينية، وتجد التقية ظاهرة فيهم بشعارهم الرنان الذي يظهر في دوار اللؤلؤة بكثرة (إخوان سنة وشيعة..هذا الوطن ما نبيعه)، بينما تقرأ شعاراتهم الأخرى تجد فيها كل البعد عن هذا الهدف، إن من يدعي الأخوة لا يسب أفضل الناس لدى الطائفة الأخرى، كما لا يسب أخيه أو يكفره أو يفسقه أو يخونه في المآتم والشيلات الهابطة، ومن يآخي لا يولِّي نفسه أنفسهم وصياً عن الجميع في الدولة ويعلن للملأ بأنه الأوحد ولا أحد سواه –واسمعوا لتصريحات قياداتهم في وسائل الإعلام-، أما عن بيع الوطن فالكلام فيه يطول، فأعضاء كتلة الوفاق اشتهروا بتصريحاتهم النارية المسيئة للوطن على قناتي العالم والمنار اللتان ما تفتئان تتعمدان الإساءة للبحرين، وهم –أي أعضاء الوفاق- ذهبوا للشيطان الأكبر (أمريكا) لينشروا غسيل حكومة البحرين بأكاذيبهم وضلالهم، كما استقر بعضهم في بريطانيا التي يعتبرونها (رأس الفساد) لتقديم شكواهم عن البحرين، وأسألوا أصحاب الملايين كمشيمع والسنكيس وعبد الوهاب حسين وغيرهم اللذين يقومون بنشر الأكاذيب عن النظام البحريني بنشر صور ضحايا غزة على أنهم بحرينيون معذبون، وقد نحت هذا المنحى قناة العالم الإيرانية الخبيثة الناطقة بالعربية التي أظهرت صورة طفلة فلسطينية استشهدت بنيران الصهاينة على أنها طفلة بحرينية قتلت بنيران قوات الأمن حتى جلس يتباكى عليها رئيس كتلة الوفاق (عبد الجليل خليل) على قناة المنار، ولمَّا تبين بأنها كذب وظهر للعيان ذلك سكت الجميع عن الموضوع ولم يعودوا إليه، وكل هذا لم يبيعوا وطنهم.

الرسالة الثانية: إلى المعتصمين في دوار اللؤلؤة
ومن العجب كل العجب أن تعتبر الوفاق (الكتلة الإيمانية) بأن هؤلاء الشرذمة المعتصمون في دوار اللؤلؤة متحضرون وقد بينوا للعالم أجمع بأنهم من أفضل الناس وأحسنهم وأنهم قدوات للشباب-استمع لخطبة علي سلمان فيهم-، وربما نسي سلمان أو تناسى ما وُجد من سيوف ومسدسات وأسلحة خفيفة والتي تم استخدامها لضرب رجال الشرطة-ومن لم يصدق فليذهب لمستشفى العسكري-، والتي ينكر هؤلاء –كعادتهم في الكذب- استخدام هذه السيوف، ولترك هذا ولنذهب للتحدث عن المظاهر الحضارية في الدوار، فبالمرور على الدوار نجد الفوضى العارمة التي تعكس منهجهم الجميل من خلال الكتابة والتلوين على النصب الجميل (اللؤلؤة) وعلى أعمدة الإنارة والخيام بعبارات التفسيق والتنكيل والسب والشتم للحكومة، وتحويلهم النجيل الأخضر الزاهي للأصفر المترهي بسبب وطئهم ومبيتهم ونصب خيامهم في الميدان. وليت هذا فحسب، بل إنك لتجد المناظر التي تقشعر لها الأبدان ممن يأكل أمام الخلق في الشارع ويرمي مخلفاته (ويدعون بأنهم حضاريون ويقومون بالتنظيف)، ونجد من نصَّب نفسه شرطي مرور بينما سدَّت سياراتهم الشوارع والممرات حتى ازدحمت السيارات المارة في هذا الشارع الحيوي، وتـتـقلب يمنة ويسرة لتدرك أنك في السوق المركزي فتجد جعفر يغازل سكينة، وشُبَّر يبيع السمك والربيان، ومكي يطبخ السمك لتظهر رائحة (الزفر) للعيان والمارة، ونجد عباس وعبد الزهرة بوجوههم المكفهرَّة الغبرة يبصبصون في المارة داخل وخارج السيارات، وعبد الحسن يمشي في الشارع بنعالته الزنوبة متعمداً ومتحدياً الجميع دون مبالاة، وتلتفت مرة أخرى فتجد حجيه سكينة وأختها زهرة يشربون الكدو، وحجي حسن وميرزا يدخنان الشيشة، ومرزوق ارتدى البرنوص القديم متجهاً لسيارته بوجهه الناعس لإكمال نومه في السيارة أو البيت، وترى جميل يبيع النفيش وجميلة توزع الكيك، ومهدي يبيع الكنار، وعبد الهادي يسخن الشاي، ومحسن يوزع الرويد والبقل، وكاظم يصرخ على ابنته فاطمة التي تمشي حافية في الدوار، ويظل الشباب حسين وفاضل وعبد علي يقرئون جريدة الوسخ (الوسط) ويولولون على ما حصل لهم، أما سيِّد وصادق وشلَّتهم فانشغلوا بمشاهدة قناتهم المفضلة (المنار) من خلال (الدش) الذي تم تركيبه خصيصاً لذلك، ويبدأ باقر بتجهيز صوته المزعج تمهيداً لبدء شيلات المأتم (أقصد الصيحات الثورية)، وعن مجيد وعلي وهاشم فقد استغلوا وجود الماء في بركة النافورة التي عكروها ليستحموا بها لعدم وجود الماء في بيتهم أو لأنهم لم يستحموا منذ شهرٍ، والغريب في الأمر بأن كل من هؤلاء قد ارتدى علم البحرين-والبحرين منهم براء- الذي لم يعرفوه إلا الآن للتغطية على مشروعهم الفارسي ومطالبهم الواهية ليغطوا على الأعلام السوداء وأعلام حزب الله التي كانت ترفرف في مسيراتهم السابقة ولا تكاد تجد علما واحداً من أعلام البحرين فيها، وحينما تتمعن أكثر فلن تجد أي فردٍ منهم انشغل بقراءة القرآن-الذي لا يعترفون به أصلاً-، والذكر – وغالب ذكرهم لعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما- أو الصلاة (إلا في أوقات صلواتهم التي يجمعون فيها الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء (العشائين))، إن من يريد تحقيق المشروع الإسلامي والإصلاحي لا يكون أفراده بهذه المظاهر التي يخجل منها المرء، بل يكون من خلال الدعاء والصلاة والذكر والتوبة والرجوع إلى الله تعالى-وانظروا لثورة شباب مصر-، وشتَّان بين الثرى والثريَّا.

إن من يدَّعي الحضارة يا علي سلمان ويا عيسى قاسم لا يسد الشوارع ويعطل أعمال الخلق، ويهرب من مستشفى السلمانية ليعالج بني طائفته في الدوار، ويهرب من أشرف المهن (التدريس) ليترك الأولاد والبنات دون مدرسين بحجة تحقيق مآربكم، والحضارة يا وفاق لا من يرمي المخلفات في المكان الجميل الذي تحول لمزبلة تعكس الوجه الحضاري المنتكس لهؤلاء الهمج، إن من يدعي نفسه متحضراً لا يستغل قلة عقل الشباب والأطفال لتقديهم قرباناً عنهم يصدون هجوم الأمن-ولم يصب أي من الأطفال ولله الحمد- ويتم التغرير بهم وغرس مفهوم المظلومية والانتقام منذ صغرهم، ومن يدعي نفسه ثائراً على الظلم لا يستغل الثورات الشريفة في مصر وتونس ليسقطها على بلد لا يمكن مقارنته بالبلدتين المذكورتين، ويخدع وسائل الإعلام ويصور ثورته بأنها ثورة مباركة مهدية بينها هي مشروع مسخٌ كان منذ القدم مشروعاً باطنياً لم يزد في الإسلام إلا شرخاً ولم يفتح في الأرض شبراً.

قارن هذا بالمسيرة السلمية التي خرج بها الشباب المحب لوطنه اللذين مشوا في شارع القصر لمدة ساعتين أو ثلاث ثم انصرفوا دون أن يرموا أو يوسخوا، والذين ادعت المعارضة بأنهم مجنسون وبلطجية، ولا أدري كيف وصل عددهم إلى 100 ألف يرتدون اللباس البحريني التقليدي من ثوب وغترة التي لا تجدها في دوار اللؤلؤة..!، ولا ندري من المجنس في هذا البلد الذين أتو بهم من محمَّرة العراق وإحساء وقطيف السعودية؟

ملاحظة أخيرة: لم تحدث هذه الأمور، ولم يتطور الوضع لهذا الحد من طفح الطائفية على السطح خصوصاً إلا بعد انضمام كتلة الوفاق لمجلس النواب منذ 2006 إلى الآن، واسألوا الوفاق عن أسباب ذلك.

رسالة تحذير: إن أمسك الشيعة بالحكم في البحرين، فستتحول البحرين للبنان أو لعراق ثانية، فسيطالبون برئاسة مجلس الوزراء والمجلس الوطني، بينما سيطون الحاكم سني، أو العكس وهكذا، وسينكِّلون بأهل السنة كما فعلوا بالعراق ولبنان، وصدق من قال وهو أحد علماءهم من العراق (اللهم لا تولي شيعياً أمراً).

رسالة ثناء: لجميع من أنشأ تجمع الوحدة الوطنية الذي يعبر عن أصوات السنة والمهمَّشين في هذا البلد، وعندنا عتب على ضعف البيان، ولكن أملنا برجالاته وبشباب البحرين كبير للقضاء على هذه الفتنة.

حفظ الله البحرين من كيد الكائدين، ونفاق المنافقين

د.حسن الشِّيَخي

دولة بلا نظام..فكيف تهتفون بإسقاط النظام

فوضى في النظام العام، مهزلة في تطبيق القوانين، لا حامي للقانون والنظام والآداب العامة، ولا أحد يلتزم بالضوابط، أصبح هؤلاء الغوغاء يعبثون بالبلد وكأنهم يملكونه، لا يلتزمون بقانون للمسيرات والاعتصامات ولا أحد يردعهم، ولا يلتزمون بالدوام في العديد من القطاعات ولا أحد يؤنِّبهم، ويقفون في وجه كل الوزراء وكل المسئولين ولا أحد يحاسبهم، بل ويَتَحَدَّون كل العالم أن يقف في وجههم، ما هذا الوضع الغريب الذي نعيش فيه؟! أصبح منطق القوة والعناد هو السائد وأصبح هو الحق، والسكوت والالتزام بالقانون هو الباطل.

والأغرب والأعجب من هذا بأن هؤلاء من أهل الفتنة الغوغاء يدعون بأنهم حضاريون وأصحاب حق وفقراء ومساكين ويريدون لقمة عيش، ويريدون العدالة والمساواة والحرية، وهم يصولون ويجولون ويصرخون وينصبون الخيام في وسط العاصمة ولا أحد يكلمهم حتى، وأكثر من يتم توظيفهم هم منهم، وأكثر البيوت التي توزع في مناطقهم لأولادهم، إن منطق الغاب والقوة أصبح هو منطق العقل في هذه الأيام، فهم يتحدون الشرطة والجيش والحكومة والقيادة والشعب بأكمله دون رقيب أو حسيب، ومما زاد الأمر غرابة وجود أناس يطبلون لهم ويشجعونهم ويعتبرون هذه المطالب –غير المعروفة إلى حد الآن- مطالب شرعية.

إننا في زمن عجيب وغريب أن يصبح منطق الغوغائية هو السائد وهو الحق، ومنطق الكذب هو الأبقى، ومنطق الأباطيل هو والأصلح، ومنطق التخريب هو الأنفع، ومنطق الحرق هو الأنجع، فلا التزام بقانون المسيرات، أو الاعتصامات -التي أصبنا بسببها بالغثيان من طفحها على الساحة-، ولا التزام بقانون التخييم-في الدوار-، أو البيع، أو تقديم المطالبات، ولا أدري لماذا يصيـغون الدستور والقانون وهو غير مطبق أصلاً، ولا أدري لماذا نعلم وندرس أبنائنا ونحثهم على الأخلاق العامة وهي غير موجودة؟

هم الآن سيغيرون من استراتيجياتهم، سيبدؤون بالتحرك بعد الدوار إلى باب البحرين إلى الدبلوماسية إلى أماكن لا يعلمها إلا الله، ولا ندري إلى متى ستتمسك الحكومة وقيادتها بالحوار مع هؤلاء الذين لا ينفع معهم إلا منطق القوة.

كل هذا بسبب –أبو المكارم-
إن من يتحمل ما وصلنا إليه هي الحكومة وعلى رأسها القيادة التي سمحت لهم بالخروج في أي وقت وفي أي مكان، فهي التي قوتهم ونمَّت شوكتهم، ودلَّلتهم ودلعتهم وآوتهم وشجعتهم :
• فإن تم تطبيق القانون ذهبوا إلى- أبو المكارم- ليسمح لهم بكل شيء، ويلغي أي قانون لأجلهم.
• وإن حرقوا ودمروا وتم القبض عليهم، يتم إطلاق مساجينهم متى ما طالبوا بذلك-من قبل أبو المكارم-، حتى أصبح شبابهم لا يخشون الاعتداء على أيٍّ كان لأنهم يدرون بأنهم سيخرجون في أقرب فرصة بمكرمة –أبو المكارم-.
• وإن تم إنذارهم في أعمالهم التي لم يذهبوا إليها ذهبوا إلى –أبو المكارم- ليلغي هذا.
• وإن أرادوا ممارسة طقوسهم الغريبة الباطلة سمح لهم –أبو المكارم-.
• وإن قتلوا شرطيا مسكيناً-وهذا حق الله- عفا عنهم (لأنه القائم بأمر الله) –أبو المكارم-.
• وإن أرادوا الحصول على وظائف –ولو كانت وظائف راقية، منحها لهم –أبو المكارم-.
• وإن أرادوا سد الشوارع وعرقلة المرور ومصالح الناس، وقف في صفهم- أبو المكارم-.
والآن يريدون إسقاط النظام، وتغيير الدستور، وتبديل التلفزيون، فهل سيمنحها لهم –أبو المكارم-؟
ونخشى في يوم ما، أن يطالبوا بالكرسي الكبير (الملك) فيمنحه لهم –أبو المكارم-.

وصدق الشاعر القائل:
إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

استقالة الوفاق
أخيراً قدم أعضاء كتلة النفاق (آسف أقصد الوفاق) استقالتهم لمجلس النواب بعد أن رغبوا في استلام راتب شهر فبراير، والآن سينصلح الحال إلى أحسن حال، ولن تكون هناك طائفية، ولن يكون هناك تأزيم، ولن يكون هناك صراعات وصراخات ومزايدات وشجار، وتصريحات مجنونة.

لو كنت مكان الظهراني لقدمت الشكر للوفاق من كل قلبي، ولوافقت على طلب الاستقالة فوراً وأنا مغمض العينين، لأني أحب البحرين، وأعلم أن لا أحد من هؤلاء يستحق العيش فيها، فكيف بالوصول بالبرلمان، ومن باع الوطن بأرخص الأسعار، فنبعه ولو كان بأغلى الأثمان.

الائتلاف الوطني
لا يزال الغوغاء يصيحون ويطالبون بمطالب، وكل على شاكلته، وكل يريد مطلب ما، وبالأمس خرج عليها ائتلاف جديد يسمى (الائتلاف الوطني) تم تشكيله من قبل مستقلين (شيعة طبعاً)، وقدم طلبات –لشيف المطعم- قبل الدخول في أي حوار، وهي:
استقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من المستقلين الخبراء، وتغيير سياسة إعلام البحرين ..الخ.
ولا أدري لماذا لا يطالبون صراحة بتغيير الحكم ويريحونا ويريحون أنفسهم.

مسيرة تجمع الوحدة الوطنية
حسناً فعل القائمون على تجمع الوحدة الوطنية بالمناداة لمسيرة وطنية كبرى-على شاكلة المسيرة السابقة- يوم الأربعاء القادم 2 مارس 2011- والتي يتوقع أن ينتظم فيها أكثر من المسيرة السابقة، خصوصاً بعد صدمة التغييرات الوزارية التي جاءت لاستفزاز هذا التجمع تحديداً، ويبدوا أن الحكومة تريد من هذا معرفة القوة الحقيقية لهذا التجمع.
لهذا ندعو جميع المواطنين الشرفاء للانضمام لهذه المسيرة.

كلمة أخيرة... يبدوا أن الأزمة لن تنقشع قريباً... لأنها أعمق مما نتوقع... وزادها عمقاً عناد هؤلاء وتقديمهم لسقف أعلى من قدراتهم، والأمر يتجه للتأزيم أكثر فأكثر لأن أهل الفتنة سيصعدون من حيلهم.. ونسأل الله أن يرد عنا كيدهم..

د.حسن الشِّيَخي