Monday, July 11, 2011

الوفاق وأمل‮.. »‬شحوال‮«

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1953 السبت 16 أبريل 2011

   لن نتحدث عن الجرائم العديدة التي‮ ‬ارتكبتها مجموعة من الجمعيات السياسية في‮ ‬البحرين،‮ ‬ولكننا سنتحدث عن جمعيتين فقط أجرمتا كثيراً‮ ‬في‮ ‬حق القيادة الشرعية للمملكة ولشعب البحرين ولأرض البحرين‮. ‬ جمعية الوفاق الوطني‮ ‬الإسلامية،‮ ‬وجمعية العمل الإسلامي‮ (‬أمل‮) ‬منذ أن تأسستا كانت نعراتهما الطائفية مذهبياً‮ ‬واضحة في‮ ‬حراكهما السياسي،‮ ‬بل إن تأسيس هاتين الجمعيتين تم على أسس طائفية،‮ ‬وهو ما‮ ‬يخالف قانون الجمعيات السياسية الذي‮ ‬يشترط ألا تمثل هذه الجمعيات مذاهب أو طوائف أو حتى أديان‮. ‬ لن نحاسب عما فعلته هاتان الجمعيتان منذ التأسيس،‮ ‬ولماذا لم‮ ‬يتم تطبيق القانون عليهما منذ تلك الفترة؟ فسماحة القيادة وحرصها على تطوير التجربة السياسية بمشاركة الجميع كان هو الأساس في‮ ‬تلك المرحلة،‮ ‬ولكن عواقب هذه المرحلة قادتنا إلى مرحلة شديدة التطرف،‮ ‬مرحلة وصلنا فيها إلى شكل من أشكال الصراع الطائفي‮ ‬المسلح عندما رفع من رفع أسلحته وواجه الطائفة الأخرى باسم‮ ''‬الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان‮''‬،‮ ‬وبأسلوب وصف بـ‮ ''‬السلمية‮''!‬ حراكنا السياسي‮ ‬خلال الفترة الماضية فقد مصداقيته بعد أن قادت هذه الجمعيات‮ -‬مع‮ ‬غيرها طبعاً‮- ‬موجة تاريخية لإسقاط النظام الملكي‮ ‬تحت حكم الأسرة الخليفية المالكة‮. ‬ومن هنا فإننا بحاجة إلى مرحلة سياسية جديدة،‮ ‬مرحلة‮ ‬يتم فيها تطبيق القانون على من‮ ‬يخالف،‮ ‬وتتم محاسبته دون تردد،‮ ‬بمعنى إذا حاول الاستفادة من حقه الدستوري‮ ‬في‮ ‬تنظيم مسيرة أو اعتصام ولكنه خالف القانون المنظم لمثل هذه الأنشطة فإن من حق الدولة أن تعاقبه فوراً،‮ ‬فكما هو من حق المواطن أن‮ ‬يعامل بعدالة ومساواة،‮ ‬فإن من حق الدولة أن تعامل بعدالة ومساواة أيضاً‮.‬ لو تخيّلنا نظامنا السياسي‮ ‬من دون الوفاق أو حتى جمعية‮ (‬أمل‮)‬،‮ ‬كيف سيكون الوضع؟‮ ‬ شخصياً‮ ‬أتوقع سيكون أفضل بكثير،‮ ‬فرغم وجود جمعيات كثيرة تمثل التيارات الإسلامية المختلفة،‮ ‬ولكنها لم تقد البحرين إلى حالة من الصراع الطائفي‮ ‬كالتي‮ ‬قادتنا إليها الوفاق وأمل‮. ‬كما أنها لم تقدنا كذلك إلى درجة المطالبة بإسقاط النظام السياسي‮!‬ والأخطر طبعاً،‮ ‬هو أنه لا توجد جمعيات سياسية في‮ ‬البحرين تقاد من تحت قبة المآتم والمساجد سوى هاتين الجمعيتين بارتباطهما الوثيق بالمؤسسة الدينية الشيعية من الخارج سواءً‮ ‬كانت في‮ ‬إيران أو العراق أو حتى لبنان‮. ‬وهذه الحقيقة تعكس لنا حجم الارتباط بنظرية ولاية الفقيه التي‮ ‬دعا لها أنصار عيسى قاسم وعلي‮ ‬سلمان‮. ‬ وزارة العدل برفعها دعوى قضائية ضد الجمعيتين،‮ ‬أكدت مدى جدية الدولة والحكومة على مزيد من الممارسة والالتزام المسؤول بحكم القانون وهو ما نتمنى أن‮ ‬يكون مبدءاً‮ ‬في‮ ‬الممارسة خلال الفترة المقبلة،‮ ‬لا أن‮ ‬يكون شعاراً‮ ‬رناناً‮ ‬كما كان في‮ ‬السابق‮. ‬ وإذا كان هذا هو المشهد اليوم فإننا نتوقع أن تشرع فئات من الوفاق وحتى‮ (‬أمل‮) ‬في‮ ‬تدارس تشكيل جمعيات سياسية جديدة إذا ثبتت الإدانة وصدر القرار القضائي‮ ‬بحل الجمعيتين‮. ‬وطلب تشكيل جمعيات سياسية جديدة حق أصيل لكل مواطن،‮ ‬ولكننا لن نصمت تماماً‮ ‬إذا ظهرت جمعيات سياسية من جديد تطالب بتأسيس نظام ولاية الفقيه في‮ ‬المنامة

تهديد علي‮ ‬سلمان‮ ‬ وولاية الفقيه‮ ‬2021

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1949 الثلاثاء 12 أبريل 2011

  عندما أعلن أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي‮ ‬سلمان عن عودة جمعيته إلى حالة الثورة وإن تطلب ذلك جهوداً‮ ‬تستغرق‮ ‬10‮ ‬أعوام من الزمن،‮ ‬هل طرحها عبثاً؟ لا أعتقد ذلك تماماً،‮ ‬ولكن من الواضح أن سلمان أكد قناعته بفشل ثورة‮ ‬‭,‬2011‮ ‬وتنبأ بشكل مبكر جداً‮ ‬بقيام ثورة جديدة مقبلة قد تقودها أجيال مقبلة،‮ ‬وليس الجيل الحالي‮. ‬ومثل هذا التنبؤ المبكر‮ ‬يعكس الإصرار على تحقيق أهداف واضحة وطويلة المدى،‮ ‬فكما تحققت لنا ثورة‮ ‬2011‮ ‬والمطالبة بإعلان الجمهورية الإسلامية على أرض البحرين،‮ ‬فإن الخطة المقبلة سيكون هدفها واحد ومكرر وهو المطالبة بإعلان الجمهورية مجدداً‮ ‬ليكون حكماً‮ ‬شيعياً‮ ‬قائماً‮ ‬على حكم رجال الدين كما هو الحال في‮ ‬إيران‮.‬ وفق هذه المعطيات،‮ ‬فإنه من المتوقع أيضاً‮ ‬أن تختلف الأساليب والأدوات المتبعة للوصول إلى الهدف الذي‮ ‬سعت إليه الزمرة المخربة في‮ ‬فبراير الماضي‮. ‬والتوقعات المبدئية بأنها لن تعتمد على الأدوات التقليدية التي‮ ‬اعتمدها تيار ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬منذ قيام الثورة الإيرانية عام‮ ‬‭.‬1979‮ ‬ فالأدوات التقليدية التي‮ ‬تم استخدامها من قبل أنصار ولاية الفقيه كانت تقوم على شبكات تنظيمية شيعية واسعة النطاق،‮ ‬ولكن مع الجهود المبذولة حالياً‮ ‬من قبل حكومة البحرين،‮ ‬وحكومات دول الخليج فإنها حتماً‮ ‬ستتفكك،‮ ‬وسيتم تفكيك الخلايا النائمة وغير النائمة،‮ ‬ومحاسبة الكوادر التنظيمية من رجال دين،‮ ‬وساسة،‮ ‬ورجال أعمال،‮ ‬وأكاديميين وتكنوقراط وغيرهم من أنصار ولاية الفقيه ومن تورطوا في‮ ‬الأحداث الأخيرة من الزمرة المجرمة‮ .‬ لذا فإنه من المهم تتبع الاتجاهات الجديدة التي‮ ‬يمكن من خلالها معرفة اتجاهات الثورة المقبلة التي‮ ‬يقودها تيار ولاية الفقيه،‮ ‬ويسعى إلى الاستيلاء على الحكم الشرعي‮ ‬للدولة البحرينية‮. ‬فهناك عدة خيارات أبرزها في‮ ‬الآتي‮:‬ أولاً‮: ‬الاستمرار في‮ ‬الضغط الإقليمي‮ ‬والدولي‮ ‬من خلال المنظمات الدولية بمزاعم انتهاكات حقوق الإنسان والتشكيك في‮ ‬شرعية الحكم‮. ‬ ثانياً‮: ‬عقد صفقات أكثر وضوحاً‮ ‬مع الغرب وتحديداً‮ ‬مع الولايات المتحدة الأمريكية لرسم خارطة طريق مشتركة لتحقيق الهدف المنشود،‮ ‬تتضمن تنازلات وسلسلة من الوعود‮. ‬ ثالثاً‮: ‬إيجاد بدائل إقليمية‮ ‬غير مكشوفة‮ ‬يمكن من خلالها تسلل نفوذ تيار ولاية الفقيه إلى البحرين والمنطقة من جديد،‮ ‬وقد‮ ‬يكون من أهمها إقامة علاقات وتحالفات مع تل أبيب‮. ‬ قد تبدو مثل هذه الخيارات تقليدية،‮ ‬أو خارجة عن المألوف،‮ ‬ولكنها خيارات سياسية لا‮ ‬يمكن بأي‮ ‬حال من الأحوال التغافل عنها أو إهمالها،‮ ‬فدائماً‮ ‬جميع الاحتمالات والخيارات واردة

الأدوات الأخيرة لولاية الفقيه

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1948 الأثنين 11 أبريل 2011

   إذا كانت فكرة تشكيل جيش المهدي،‮ ‬وتأسيس المجلس الانتقالي‮ ‬أفكاراً‮ ‬جديدة‮ ‬يطرحها تيار ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين فإن اللافت فيها أنها تعد آخر أدوات هذا التيار في‮ ‬محاولته تأسيس دولة ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين خلال هذه المرحلة على الأقل‮.‬ فكرة جيش المهدي‮ ‬والمجلس الانتقالي‮ ‬ليست بجديدة،‮ ‬فبكل تأكيد لم تظهر مثل هذه الدعوات،‮ ‬إلا وكان هناك من‮ ‬ينتمي‮ ‬لتيار ولاية الفقيه قد تدرّب سابقاً‮ ‬لدى قوات حزب الله،‮ ‬أو الحرس الثوري‮ ‬الإيراني،‮ ‬وإلا كيف تكون هناك دعوة لتأسيس هذا الجيش،‮ ‬فلا أعتقد أنه سيتم الحصول على عناصر عسكرية من دون أن تكون هناك عناصر بالفعل موجودة،‮ ‬وقد تكون العناصر المدربة والمحترفة التي‮ ‬شاهدناها مع الزمرة المخربة عند تطهير الدوار من هذه الزمرة هي‮ ‬العناصر التي‮ ‬يمكن أن تكون نواة لهذا الجيش‮.‬ طبعاً‮ ‬جيش المهدي‮ ‬معروفة أدواره في‮ ‬العراق،‮ ‬وكيف ساهم في‮ ‬إثارة النعرات الطائفية في‮ ‬بغداد،‮ ‬وقام بعمليات عسكرية لقتل السنة هناك،‮ ‬حتى أصبح جيشاً‮ ‬موازياً‮ ‬للجيش العراقي‮ ‬الرسمي‮. ‬ بالمقابل فإن فكرة المجلس الانتقالي‮ ‬التي‮ ‬أطلقها الشيخ محمد سند للقيام بعمليات ضغط داخلية وخارجية هي‮ ‬فكرة ليست بجديدة،‮ ‬وإنما هناك مجلس علمائي‮ ‬مازال زعيم تيار ولاية الفقيه الشيخ عيسى قاسم‮ ‬يقوم بها من خلال شبكاته الشيعية الواسعة‮. ‬فهذا المجلس‮ ‬غير القانوني‮ ‬قام بأدوار للضغط على النظام السياسي،‮ ‬وإثارة النعرات الطائفية منذ تأسيسه قبل عدة سنوات وحتى الآن باسم الدين،‮ ‬ولنتذكر ما قام به خلال طرح مشروع قانون الأحكام الأسرية بشقه الجعفري‮. ‬ محلياً‮ ‬فإننا لا نجد أية مواقف أو إدانة رسمية ومعلنة من قبل الجمعيات السياسية المختلفة،‮ ‬فهذه الجمعيات أعلنت أنها ترفض التدخل الأجنبي‮ ‬في‮ ‬شؤون البحرين،‮ ‬ولكنها لم تتحدث أو تنتقد الدعوات التي‮ ‬ظهرت لتأسيس جيش المهدي‮ ‬ومقاومة قوات درع الجزيرة،‮ ‬أو حتى فكرة إنشاء مجلس انتقالي‮ ‬التي‮ ‬طرحها أحد قادة تيار ولاية الفقيه‮. ‬مثل هذا الصمت والسكوت المطبق‮ ‬يذكرنا بموقف جمعياتنا السياسية عندما قام ثوار الدوار بالإعلان عن تأسيس الجمهورية الإسلامية في‮ ‬البحرين وقاموا بغلق الطرق والشوارع وتعطيل الحياة العامة،‮ ‬ولم‮ ‬يكن لها موقف سوى التأكيد على سلمية المطالبة بالحقوق السياسية‮. ‬وبعد أن استقرت الأمور نسبياً‮ ‬ظهرت وقالت إن مواقفها في‮ ‬ذلك الوقت كانت تعارض مثل هذه الممارسات وتطور الأحداث لما آلت عليه‮. ‬ نحتاج إلى مواقف أكثر صرامة،‮ ‬وإجراءات أكثر وضوحاً‮ ‬تجاه تيار ولاية الفقيه الذي‮ ‬ساهم في‮ ‬تدمير نظامنا السياسي‮ ‬حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم

جيش المهدي‮.. ‬ومجلس انتقالي‮ ‬خطوات إيرانية مقبلة في‮ ‬البحرين

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1947 الأحد 10 أبريل 2011

  الهدوء المريب الذي‮ ‬خيّم على الأجواء المحلية خلال الأيام الماضية‮ ‬يستحق المتابعة والاهتمام،‮ ‬خصوصاً‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق بالخطوات الإيرانية المقبلة في‮ ‬البحرين‮. ‬فطهران لم تكتف بعدم التدخل في‮ ‬الشؤون الداخلية للبحرين،‮ ‬رغم تصريحات وزير الخارجية الإيراني‮ ‬علي‮ ‬أكبر صالحي‮ ‬أمس النافية لتدخل إيران في‮ ‬شؤون البحرين،‮ ‬ولكن الأفعال التي‮ ‬يقوم بها المسؤولون الإيرانيون كفيلة بمعرفة حجم هذا التدخل والتناقض الذي‮ ‬يمارسه وزير الخارجية‮. ‬ بداية فإن نفي‮ ‬الوزير الإيراني‮ ‬لهذا التدخل‮ ‬يقابله في‮ ‬نفس التصريح انتقاد لاذع لما أسماه بـ‮ ''‬التدخل العسكري‮ ‬السعودي‮ ‬في‮ ‬هذا البلد‮''.‬ فكيف‮ ‬ينفي‮ ‬هذا التدخل وفي‮ ‬نفس الوقت‮ ‬ينتقد مشاركة قوات درع الجزيرة في‮ ‬إرساء الأمن والاستقرار في‮ ‬المنامة بطلب من الحكومة البحرينية وبتوافق خليجي‮ ‬مشترك وفقاً‮ ‬لمعاهدات الدفاع والأمن الخليجي‮ ‬المشترك‮. ‬لنقرأ تصريح وزير الخارجية الإيراني‮ ‬الصادر أمس‮: ''‬إن الذريعة التي‮ ‬اعتمدتها السعودية في‮ ‬دخولها العسكري‮ ‬إلى البحرين هي‮ ‬أنه جاء بطلب من البحرين وذلك تحت عنوان قوات درع الجزيرة في‮ ‬حين أن هذا التدخل مبرراً‮ ‬عندما‮ ‬يكون ذلك البلد معرض لهجوم عسكري‮ ‬أجنبي‮''. ‬مؤكداً‮ ‬أن الشعب البحريني‮ ‬له مطالب خاصة‮ ‬يجب احترامها ويعتبر هذا التدخل‮ »‬عدواناً‮«. ‬ هنا كيف‮ ‬يتحدث الوزير الإيراني‮ ‬باسم شعب البحرين ويقول إن له‮ ''‬مطالب خاصة‮ ‬يجب احترامها‮''‬،‮ ‬ويعتبر هذا التدخل عدواناً؟ نبدأ الآن بالحديث عن التصعيدات الأخطر،‮ ‬والخطوات التي‮ ‬تعكس التدخل الإيراني‮ ‬في‮ ‬شؤون البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬خلال الفترة المقبلة‮. ‬ ومثل هذه الخطوات‮ ‬يتم نشرها بشكل مباشر وعلني‮ ‬وصريح في‮ ‬وكالة أهل البيت للأنباء وهي‮ ‬الوكالة الإخبارية التابعة للمجمع العالمي‮ ‬لأهل البيت،‮ ‬وكما تحدثت سابقاً‮ ‬فإن الشيخ عيسى قاسم‮ ‬يعد العضو البحريني‮ ‬في‮ ‬هذا المجمع لأنه‮ ‬يمثل أعلى سلطة دينية شيعية في‮ ‬العالم،‮ ‬وبالتالي‮ ‬الأخبار التي‮ ‬يتم بثها عبر هذه الوكالة تمثل بشكل أو بآخر وجهات نظر هذا المجمع ومواقفه السياسية‮.‬ يوم الخميس الماضي‮ ‬بثت الوكالة تقريراً‮ ‬إخبارياً‮ ‬بعنوان‮ ''‬دعوات لتأسيس جيش المهدي‮'' ‬في‮ ‬البحرين للرد على القمع والاحتلال‮''. ‬ وخلاصة التقرير أن هناك اتصالات ومعلومات تفيد‮ ''‬وجود تحول قوي‮ ‬لدى صفوف الشباب البحريني‮ ‬يدعو إلى استخدام القوة والرد بالسلاح لمواجهة هذه الحملة العسكرية والأمنية ضد الشيعة في‮ ‬البحرين‮''.‬ وأشار التقرير إلى أن هناك دعوات لتشكيل جيش المهدي‮ ‬على‮ ‬غرار جيش المهدي‮ ‬في‮ ‬العراق‮.‬ بالمقابل أرسل آية الله التسخيري‮ ‬رسالة لرئيس الاتحاد العالمي‮ ‬للعلماء المسلمين الشيخ‮ ‬يوسف القرضاوي‮ ‬طالبه فيها‮ ''‬أن‮ ‬يقف إلى جانب شعب البحرين المسلم والمضطهد وأن‮ ‬يغيّر موقفه‮''. ‬وكما هو معروف فإن التسخيري‮ ‬يعد مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية خامنئي‮ ‬للشؤون الثقافية في‮ ‬العالم الإسلامي‮. ‬تزامن ذلك مع دعوة الشيخ محمد سند وهو من كبار علماء الشيعة في‮ ‬البحرين إلى تشكيل المجلس الانتقالي‮ ‬بحيث‮ ‬يضم جميع أطياف المعارضة في‮ ‬الداخل والخارج،‮ ‬وتكون خطواته كالآتي‮:‬ أولاً‮: ‬محاولة اكتساب الاعتراف من عدد من الدول الإقليمية والدولية للمجلس‮. ‬ ثانياً‮: ‬بيان خلفية الشرعية القانونية لهذا المجلس بعد سقوط شرعية النظام الحاكم في‮ ‬البحرين بسبب فقدانه ثقة‮ ‬غالبية مكونات الشعب في‮ ‬البحرين‮. ‬ ثالثاً‮: ‬المضي‮ ‬في‮ ‬عقد اتفاقات إقليمية ودولية للمضي‮ ‬بخطوات عملية في‮ ‬البحرين لإنقاذ الشعب من‮ »‬القمع الدموي‮ ‬الذي‮ ‬يمارسه النظام،‮ ‬وإقامة محاكمات دولية لرموزه‮«. ‬ هذا عرض لما‮ ‬يقوم به تيار ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين بدعم صريح وعلني‮ ‬من طهران،‮ ‬وهي‮ ‬خطوات‮ ‬ينبغي‮ ‬متابعتها وتحليلها ووقفها بشكل فوري‮. ‬لأنها خطوات تقوم على تشكيل مجلس جديد‮ ‬يحكم البحرين‮ ‬يمارس ضغوطاً‮ ‬داخلية وخارجية،‮ ‬وفي‮ ‬نفس الوقت‮ ‬يمارس عمليات عسكرية وحرب عصابات في‮ ‬الداخل البحريني‮ ‬من خلال جيش المهدي

ولاية عيسى قاسم على البحرين

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1946 السبت 9 أبريل 2011

   لو كان نظام ولاية الفقيه موجوداً‮ ‬لدينا في‮ ‬البحرين،‮ ‬فإنه بلاشك سيكون الشيخ عيسى قاسم وكيلاً‮ ‬للولي‮ ‬الفقيه ومرشد الجمهورية الإيرانية في‮ ‬البحرين‮. ‬ولكن ماذا سيترتب على ذلك؟ طبعاً‮ ‬نتحدث هناك عن نظام سياسي‮ ‬مختلف عن النظام الملكي‮ ‬الدستوري‮ ‬المعتمد حالياً‮ ‬في‮ ‬مملكة البحرين،‮ ‬لأن نظام ولاية الفقيه‮ ‬يعد نظاماً‮ ‬بوليسياً‮ ‬من الدرجة الأولى ويقمع حريات المواطنين وحقوقهم باسم الدين،‮ ‬فرجل الدين سواءً‮ ‬كان صغيراً‮ ‬أو كبيراً‮ ‬لديه السلطة في‮ ‬التحكم بمفاصل الدولة‮. ‬ إذا تأسس نظام ولاية الفقيه في‮ ‬المنامة،‮ ‬فإن حريات المواطنين ستنتهي،‮ ‬وسيتم استبدالها بحقوق دينية وشرعية‮ ‬يبتكرها رجال الدين،‮ ‬فهي‮ ‬الحقوق التي‮ ‬حددها الشرع للمواطنين في‮ ‬الدنيا،‮ ‬ومن‮ ‬يطالب بحقوق‮ ‬غيرها فإنه مخالف للشريعة الإسلامية‮. ‬ برلمانياً‮ ‬اليوم لدينا برلماناً‮ ‬يضم‮ ‬غرفتين إحداهما منتخبة،‮ ‬والأخرى معيّنة،‮ ‬وهنا تتوافق إرادة الشعب عندما‮ ‬يختار ناخبيه بحرية،‮ ‬وإرادة الملك عندما‮ ‬يختار ما‮ ‬يراه مناسباً‮ ‬من كفاءات لعضوية مجلس الشورى‮. ‬ولكن في‮ ‬نظام ولاية الفقيه،‮ ‬فإن المسألة مختلفة تماماً،‮ ‬وليس حقاً‮ ‬لكل فرد أن‮ ‬يرشح نفسه للانتخابات،‮ ‬بل هناك آليات معقدة تقوم على أن‮ ‬يكون لرجال الدين الكلمة الأخيرة في‮ ‬تحديد من‮ ‬يترشح ومن لا‮ ‬يترشح،‮ ‬ولابد أن‮ ‬يحصلوا على مباركة رجل الدين على الأقل،‮ ‬أو الولي‮ ‬الفقيه‮ (‬مرشد الثورة‮). ‬في‮ ‬المجتمع نفسه،‮ ‬لن تستمر الجمعيات السياسية الحالية كما هو معمول به في‮ ‬النظام الملكي‮ ‬الدستوري‮ ‬الذي‮ ‬توافقنا عليه مع حمد بن عيسى،‮ ‬لأن نظام الولي‮ ‬الفقيه لا‮ ‬يسمح إلا بإنشاء الأحزاب والتنظيمات السياسية الإسلامية بمختلف اتجاهاتها،‮ ‬وإذا كانت هناك توجهات ليبرالية أو حتى‮ ‬يسارية أو قومية فإنه‮ ‬يتم محاربتها وتفكيكها لأنها خارجة عن الدين والقانون الذي‮ ‬رسمه لهم الولي‮ ‬الفقيه‮.‬ المواطنون اليوم‮ ‬يستمتعون كثيراً‮ ‬بالتوجه للمجمعات التجارية وبعض الأماكن الترفيهية لأن النظام الملكي‮ ‬الدستوري‮ ‬يكفل لهم حداً‮ ‬معيشياً‮ ‬مقبولاً‮ ‬مع إمكانية تطوير هذا المستوى المعيشي‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬وقت وبما‮ ‬يتناسب مع ظروف المجتمع‮. ‬ولكن نظام ولاية الفقيه ماذا سيقدم؟ ببساطة نظام ولاية الفقيه‮ ‬يقوم على نظام المال الديني‮ ‬ـ السياسي،‮ ‬وهو المال الذي‮ ‬يتم تحصيله بطرق وآليات معينة ويعود ريعه لصالح عدد من رجال الدين،‮ ‬وبعض المؤسسات الدينية التي‮ ‬يضمن لها هذا النظام تراكماً‮ ‬مستمراً‮ ‬للثروة،‮ ‬وتكون النتيجة الحتمية لمثل هذا الوضع،‮ ‬هو تكوين طبقة من رجال الدين‮ ‬يملكون ثروات ضخمة من المال واستثمارات داخل وخارج البحرين جاءت من قوت الشعب باسم الدين طبعاً‮. ‬ويسفر عن ذلك وجود شريحة واسعة من المواطنين تعيش تحت خط الفقر،‮ ‬ووجود نخبة مرفهة من رجال الدين تعيش في‮ ‬القصور،‮ ‬ولا تبالي‮ ‬بالشعب إلا إذا عصى أوامرهم لأنها مستوحاة من الدين بلاشك‮. ‬لذلك لا نستغرب تماماً‮ ‬من الوثائق التي‮ ‬اطلع عليها الرأي‮ ‬العام البحريني‮ ‬على مدى الأسابيع الماضية بشأن الأموال الموجودة في‮ ‬حساب الشيخ عيسى قاسم وتقدر بنحو مليوني‮ ‬دينار،‮ ‬في‮ ‬حين أن المئات من أبناء الدراز مازالوا‮ ‬يعانون من نقص ذات اليد،‮ ‬ويبحث أبناؤهم عن وظائف،‮ ‬كما إنهم‮ ‬يبحثون عن حلول لمشاكلهم الإسكانية‮. ‬سبب هذا التناقض الصارخ،‮ ‬هو إيمان وقناعة الشيخ عيسى قاسم بنظام ولاية الفقيه وإمكانية استنساخه في‮ ‬البحرين،‮ ‬ولذلك نجد أن ممارساته ومواقفه خلال الفترة الماضية أكبر دليل على هذا النهج الذي‮ ‬ينبغي‮ ‬محاربته في‮ ‬البحرين

تخيّل‮ .. ‬البحرين‮ بنكهة ولاية الفقيه‮

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1945 الجمعة 8 أبريل 2011

من أهم فوائد الأزمة الراهنة أننا جميعاً‮ ‬أدركنا مدى خطورة التيار المناصر لولاية الفقيه في‮ ‬البحرين،‮ ‬فولاية الفقيه ليست مذهباً‮ ‬دينياً،‮ ‬وإنما منهجاً‮ ‬سياسياً‮ ‬أسس في‮ ‬إيران،‮ ‬وتم الترويج له على مدى أكثر من‮ ‬30‮ ‬عاماً‮ ‬بأنه جزء أصيل من المذهب الشيعي‮ ‬حتى بات من‮ ‬ينتقد نظرية ولاية الفقيه باعتبارها نظرية بحتة في‮ ‬الأساس خارج الملة،‮ ‬وخارج الدين،‮ ‬ويوصف بما‮ ‬يوصف من أوصاف شنيعة لأنه‮.. ‬لماذا؟ لسبب بسيط أنه واجهة هيمنة المؤسسة الدينية التي‮ ‬تقوم على نظرية ولاية الفقيه،‮ ‬فهذه النظرية رغم تعقيدها وربطها بمنطلقات دينية،‮ ‬أصبحت تتحكم بالبشر بشكل من الصعوبة بمكان فهمه،‮ ‬إذ لا‮ ‬يمكن تصديق الولاية المطلقة لعالم الدين لأنها ولاية لها حدودها وضوابطها الشرعية،‮ ‬وليست حدود وضوابط سياسية كما هو معمول به الآن‮. ‬لا أعتقد‮ ‬يوماً‮ ‬أن أنصار نظرية ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين حاولوا أن‮ ‬يفسّروا هذه النظرية بشكل أكثر عقلانية،‮ ‬ولكن التفسيرات التي‮ ‬كانت تتم الهدف منها بالدرجة الأولى هو مزيد من التبرير لمنطقية وشرعية هذه النظرية المستوردة من إيران‮. ‬وإذا كانت هناك محاولات نادرة لمقاومة أنصار ولاية الفقيه الذين‮ ‬يقودهم الشيخ عيسى قاسم،‮ ‬فإنها محاولات باءت بالفشل للقوة التي‮ ‬تتمتع بها المؤسسة الدينية ممثلة في‮ ‬المجلس العلمائي،‮ ‬والممارسات التي‮ ‬كانت تقوم بها إزاء كل من‮ ‬يحاول التشكيك في‮ ‬شرعيتها،‮ ‬أو‮ ‬يحاول الإساءة إليها،‮ ‬أو‮ ‬يحاول انتقادها،‮ ‬أو الخروج عن الخط الذي‮ ‬كانت تسعى لبنائه في‮ ‬البحرين‮. ‬ولذلك كانت المحاولات قليلة جداً‮ ‬بسبب حالة الخوف الشديدة التي‮ ‬أصابت الشارع الشيعي‮ ‬إزاء هذه الممارسات،‮ ‬رغم وجود الكثيرين الذين‮ ‬يتحفظون على هذه النظرية السياسية‮. ‬ومن مصادر القوة التي‮ ‬ساهمت في‮ ‬نشر هذا الخوف هو الشبكات التي‮ ‬أسسها الشيخ عيسى قاسم منذ السبعينات وأصبحت تقوم بأدوار موازية للأدوار التي‮ ‬تقوم بها مؤسسات الدولة الرسمية‮. ‬وبالتالي‮ ‬كان من السهل عبر هذه الشبكات تسقيط أي‮ ‬شخصية أو جماعة أو حتى من‮ ‬يفكر في‮ ‬الحديث بأمر مخالف حول نظرية ولاية الفقيه‮. ‬فعلى سبيل المثال‮ ‬يكفي‮ ‬أن من حاول الحديث منتقداً‮ ‬النظرية خلال السنوات الثلاث الماضية واجه انتقادات لاذعة عبر وسائل الإعلام الإلكتروني‮ ‬حتى اضطر الالتزام بالصمت‮. ‬ من العوامل التي‮ ‬ساعدت أيضاً‮ ‬على تقوية أنصار تيار ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين حجم البعثات الدراسية الدينية التي‮ ‬كانت تقدمها إيران بالتنسيق مع المجلس العلمائي‮ ‬وعدد من الحوزات المحلية،‮ ‬وذلك بهدف إعداد كادر جديد من رجال الدين مؤمنين بنظرية ولاية الفقيه وأنها جزء أصيل من المذهب الشيعي‮. ‬وهؤلاء هم الذين قادوا حركة تعبئة الجماهير وقدموا لهم الوعود بقرب قيام الدولة الشيعية في‮ ‬البحرين سواءً‮ ‬كانت تحت مسمى‮ (‬جمهورية البحرين الإسلامية‮) ‬التي‮ ‬أطلقها حسن مشيمع،‮ ‬أو‮ (‬الدولة المدنية‮) ‬التي‮ ‬نادى بها علي‮ ‬سلمان‮. ‬ وللحديث بقية حول الكيفية التي‮ ‬ستؤول إليها البحرين لو حكمتها نظرية ولاية الفقيه

جمعية الوفاق والأخطـــاء القاتلــة 15

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1943 الأربعاء 6 أبريل 2011

خطأ قاتلاً‮ ‬ارتكبتها جمعية الوفاق الوطني‮ ‬الإسلامية منذ تأسيسها وحتى اليوم،‮ ‬رغم أن الأخطاء أكثر من ذلك،‮ ‬ولكن هذه الأخطاء هي‮ ‬القاتلة‮. ‬ولذلك‮ ‬يقال في‮ ‬كثير من الأوقات بأن هناك سلسلة من الأخطاء تقودنا إلى وضع معين في‮ ‬النهاية،‮ ‬وهذا الوضع هو أنسب وصف لما قادتنا إليه الوفاق اليوم‮.‬ لنستعرض هذه الأخطاء القاتلة،‮ ‬ولنتعرف على ما أدت إليه‮: ‬ الخطأ الأول‮: ‬التحفظ على التعديلات الدستورية التي‮ ‬أجريت في‮ ‬‭,‬2002‮ ‬فلو لم تتحفظ الجمعية على هذه التعديلات لاستطاعت الدخول إلى البرلمان وتمرير مطالباتها السياسية‮. ‬ الخطأ الثاني‮: ‬مقاطعة الانتخابات التشريعية عام‮ ‬‭,‬2002‮ ‬وهذا الخطأ أدى إلى تقديم فرصة ذهبية لجمعيتي‮ ‬المنبر الإسلامي‮ ‬والأصالة للسيطرة على العمل البرلماني،‮ ‬واكتساب مزيد من الخبرة في‮ ‬هذا المجال‮.‬ الخطأ الثالث‮: ‬مقاطعة تيار الراحل الشيخ سليمان المدني‮ ‬بسبب خلافات حول المرجعية السياسية والدينية والموقف من الحكم‮. ‬وهذه المقاطعة أدت إلى خسارة الوفاق الكثير من الأنصار،‮ ‬وتقسيم الشارع الإسلامي‮ ‬الشيعي‮ ‬إلى قسمين‮. ‬ الخطأ الرابع‮: ‬رفض الشق الجعفري‮ ‬من قانون الأحكام الأسرية مما دفع العديد من المواطنين الشيعة إلى الاحتكام للمحاكم الشرعية السنية،‮ ‬وتوثيق زيجاتهم فيها‮. ‬ الخطأ الخامس‮: ‬وصف الشيخ عيسى قاسم كتلة الوفاق بـ‮ ''‬الكتلة الإيمانية‮''‬،‮ ‬مما أدى إلى خسارة الوفاق العديد من كوادرها بسبب حالة الانشقاقات،‮ ‬وكذلك الحال بالنسبة لبعض حلفائها بسبب رفضهم التحكم والتسيير من قبل رجل دين واحد‮.‬ الخطأ السادس‮: ‬مقاطعة الجلسة الافتتاحية للفصل التشريعي‮ ‬الثاني‮ ‬والجلسة الإجرائية،‮ ‬مما أدى إلى خسارتها لثلاثة مناصب أساسية في‮ ‬مجلس النواب،‮ ‬وهي‮: ‬رئيس المجلس،‮ ‬والنائب الأول والنائب الثاني‮. ‬كل ذلك رغم أنها كانت أكبر كتلة برلمانية‮.‬ الخطأ السابع‮: ‬تقديم استجوابين برلمانيين لوزير شؤون مجلس الوزراء ووزير الصحة السابقين دون ثبوت أي‮ ‬إدانة سياسية،‮ ‬وهو ما أدى إلى فقدانها المصداقية أمام الجمهور،‮ ‬بالإضافة إلى أنها أثبتت عدم كفاءتها برلمانياً‮.‬ الخطأ الثامن‮: ‬تبني‮ ‬ملف التجنيس رغم أن شريحة واسعة من كوادرها من المواطنين الذين نالوا شرف الجنسية البحرينية حديثاً،‮ ‬وعدداً‮ ‬من نواب كتلتها البرلمانية والبلدية كذلك‮. ‬وهو ما أفقدها المصداقية في‮ ‬طرحها القضية،‮ ‬وأثبت أنها كانت تطالب بتجنيس الشيعة فقط،‮ ‬وترفض تجنيس السنة،‮ ‬بعيداً‮ ‬عن أية اعتبارات قانونية‮. ‬ الخطأ العاشر‮: ‬الإعلان عن المطالبة بتداول السلطة على مستوى رئاسة الوزراء في‮ ‬يناير‮ ‬‭,‬2010‮ ‬أي‮ ‬قبل نحو عام من اندلاع أحداث فبراير الماضي،‮ ‬وهو ما أدى إلى كشف توجهاتها المستقبلية بشكل صريح‮. ‬ الخطأ الحادي‮ ‬عشر‮: ‬تقديم استقالتها من مجلس النواب بشكل نهائي‮ ‬احتجاجاً‮ ‬على الأحداث التي‮ ‬صنعتها بيدها،‮ ‬مما أدى إلى خسارتها نفوذاً‮ ‬سياسياً‮ ‬كبيراً‮ ‬في‮ ‬الأزمة الأخيرة،‮ ‬ولو كان نوابها موجودين لاستطاعوا الحد من عمليات المحاسبة للمتورطين في‮ ‬الأزمة‮.‬ الخطأ الثاني‮ ‬عشر‮: ‬تبني‮ ‬مطلب إسقاط النظام الذي‮ ‬أطلقته الحركات الإرهابية المتطرفة،‮ ‬وهو ما أفقدها التأييد المحلي‮ ‬والدولي‮. ‬ الخطأ الثالث عشر‮: ‬رفض الحوار‮ ‬غير المشروط الذي‮ ‬أطلقه سمو ولي‮ ‬العهد،‮ ‬ووضع عدة شروط قبل البدء فيه‮. ‬مما أدى إلى موجة انتقادات محلية ودولية إزاء رفض مبادرة الحوار الرسمية،‮ ‬ومحاولة تعقيدها من قبل الوفاق‮.‬ الخطأ الرابع عشر‮: ‬إعلانها في‮ ‬اجتماع خاص الاستعانة بالقوات الإيرانية،‮ ‬وهو ما أدى إلى أن تكون جمعية سياسية منبوذة بسبب استقوائها بالخارج،‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأنها اعتبرت قوات درع الجزيرة قوات محتلة وغازية وينبغي‮ ‬رحيلها‮. ‬ الخطأ الخامس عشر‮: ‬المطالبة بضمانة كويتية للوساطة بين الوفاق والجمعيات الست التابعة لها،‮ ‬رغم أنها ترفض التدخل الأجنبي‮ ‬في‮ ‬الشؤون الداخلية‮. ‬ باختصار تلك هي‮ ‬الأخطاء الخمسة عشر القاتلة بالنسبة للوفاق،‮ ‬وهي‮ ‬أخطاء قادتها إلى الوضع المزري‮ ‬الذي‮ ‬هي‮ ‬عليه اليوم،‮ ‬وللوضع المأساوي‮ ‬لكوادرها الذين انساقوا وراءها للمطالبة بإسقاط النظام دون أن‮ ‬يفكروا جيداً‮ ‬في‮ ‬مختلف السيناريوهات،‮ ‬والسيناريو الأهم وهو فقدان السيطرة على الأوضاع بسبب الأنشطة الإرهابية التي‮ ‬قام بها المخربون بعد أن كانت الأوضاع في‮ ‬صالحها

هل خدعنا الميثاق‮ ‬يا جمعيات

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1942 الثلاثاء 5 أبريل 2011

الجمعيات السياسية السبع‮ (‬الوفاق والجمعيات الست التابعة لها‮) ‬تكرر حالياً‮ ‬بأن مواقفها مازالت متمسكة بالملكية الدستورية ومرجعيتها ميثاق العمل الوطني،‮ ‬وهنا نتساءل هل خدعنا الميثاق،‮ ‬أم خدعنا أنفسنا به حتى ظهر لنا نظام سياسي‮ ‬في‮ ‬البحرين لا‮ ‬يعد ملكية دستورية؟ سؤال قد‮ ‬يكون‮ ‬غريباً‮ ‬بعض الشيء،‮ ‬ولكن ما هي‮ ‬الملكية الدستورية التي‮ ‬تطالب بها هذه الجمعيات؟‮ ‬ طبعاً‮ ‬الإجابة‮ ‬غير معروفة،‮ ‬لأن الجمعيات تعتمد على فكرة‮ (‬الملكية الدستورية‮) ‬دون أن تقدم لها أي‮ ‬تفسير،‮ ‬أو توضيح لهذا المصطلح حتى انخدع من انخدع،‮ ‬باختصار الملكية الدستورية التي‮ ‬تطالب بها الجمعيات السياسية خاضعة لأهواء وأمزجة قيادات الجمعيات السياسية السبع التي‮ ‬تحدد لجماهيرها وتخدعهم بها دون أن تقدم لها تفصيلاً‮ ‬وشرحاً‮ ‬وافياً‮ ‬بطبيعة هذه الملكية الدستورية‮. ‬ ميثاق العمل الوطني‮ ‬أقر النظام الملكي‮ ‬الدستوري‮ ‬بما‮ ‬يتوافق مع رؤية البحرين وليس مع رؤية المملكة المتحدة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬من حقنا أن نؤسس لملكيتنا الدستورية بالرؤية التي‮ ‬يتوافق عليها الحاكم والمحكوم،‮ ‬ولذلك أصبح نظامنا ملكياً‮ ‬دستورياً‮ ‬بالتوافق بين حمد بن عيسى وشعبه قبل عشر سنوات‮. ‬ من المهم جداً‮ ‬هنا أن نوضح اللعبة التي‮ ‬تمارسها الجمعيات السياسية السبع بفكرة الملكية الدستورية،‮ ‬فتحليل بسيط لبيانات هذه الجمعيات وتصريحات كوادرها منذ‮ ‬يناير‮ ‬2010‮ ‬وهو التاريخ الذي‮ ‬طرحت فيه الوفاق لأول مرة بشكل علني‮ ‬ورسمي‮ ‬مطالبتها بتداول للسلطة على مستوى رئاسة الوزراء،‮ ‬سنجد أن هناك لعبة‮ ‬يتم ممارستها على أرض الواقع‮. ‬ فعندما تقوم الوفاق والجمعيات السياسية الست التابعة لها بالسيطرة على الأمور،‮ ‬ويصبح لها نفوذ سياسي‮ ‬إعلامي‮ ‬قوي‮ ‬كما هو الحال في‮ ‬أوقات الأزمات‮ ‬يتم المطالبة بالملكية الدستورية بأنها تعني‮ ‬إسقاط النظام السياسي،‮ ‬ومعنى إسقاط النظام بالنسبة لها هو إلغاء الحكم الخليفي‮ ‬بشكل واضح‮. ‬وأبرز مثال على هذه الحالة هو ما حدث في‮ ‬الأزمة الحالية،‮ ‬فعندما ظنت الوفاق والجمعيات السياسية الست التابعة لها أن أمور الحكم انفطرت بسيطرتها على دوار مجلس التعاون ومجمع السلمانية الطبي‮ ‬وأجزاء واسعة من شارع الملك فيصل بالمرفأ المالي‮ ‬والمنطقة الدبلوماسية والمناطق المجاورة لها،‮ ‬كانت المطالبة بالملكية الدستورية تعني‮ ‬إلغاء الحكم الملكي‮ ‬لأسرة آل خليفة الكريمة‮. ‬ البعد الآخر في‮ ‬هذه اللعبة،‮ ‬هو حالة الاستقرار،‮ ‬وتزايد نفوذ الدولة مقابل تراجع نفوذ جمعية الوفاق والجمعيات الست التابعة لها سياسياً‮ ‬وميدانياً‮ ‬وإعلامياً،‮ ‬هنا تتحول المطالبة بالملكية الدستورية إلى حالة من المطالبات القائمة على مجموعة من الحقوق والإصلاحات السياسية كما هو الحال بالنسبة للحديث عن حكومة منتخبة،‮ ‬وتعديل الدوائر الانتخابية،‮ ‬وإطلاق مزيد من الحريات للمواطنين،‮ ‬وضمان حقوق الإنسان‮. ‬ وفق هذا التحليل فإننا اليوم أمام حالة الاستقرار،‮ ‬أي‮ ‬تراجع نفوذ جمعية الوفاق والجمعيات السياسية الست التابعة لها،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن بيانات الوفاق والجمعيات التابعة لها الآن تقوم على المطالبة بالملكية الدستورية التي‮ ‬تعني‮ ‬حكومة منتخبة ومزيد من الإصلاحات السياسية‮. ‬ الحالة جداً‮ ‬متناقضة للوفاق والجمعيات السياسية الست التابعة لها،‮ ‬والتناقض الأكبر‮ ‬يتمثل في‮ ‬مطالبة الجمعيات بأن‮ ‬يكون ميثاق العمل الوطني‮ ‬المرجعية السياسية للملكية الدستورية التي‮ ‬تطالب بها،‮ ‬وما نعرفه أن الجمعيات طالبت بتشكيل مجلس تأسيسي‮ ‬جديد‮ ‬يضع دستوراً‮ ‬جديداً‮ ‬للدولة،‮ ‬ولكن ميثاق العمل الوطني‮ ‬لم‮ ‬ينص على إقامة مجلس تأسيسي‮ ‬جديد كما تطالب به الجمعيات السياسية اليوم‮!‬

متى‮ ‬يفكك‮ ‬ عيسى قاسم شبكاته

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1940 الأحد 3 أبريل 2011

من أكبر العوامل التي‮ ‬قادتنا إلى ما نحن عليه اليوم من مآسٍ‮ ‬وقسوة في‮ ‬العيش والتعامل مع الآخر هي‮ ‬الشبكات الواسعة التي‮ ‬تأسست في‮ ‬البحرين على مدى أكثر من‮ ‬30‮ ‬عاماً،‮ ‬وبتنا اليوم أحوج ما نكون إلى تفكيك مباشر وفوري‮ ‬لهذه الشبكات التي‮ ‬نخرت المجتمع‮.‬ هذه الشبكات لا نقصد فيها تنظيمات سرية،‮ ‬لأنها كثيرة وغير معلنة،‮ ‬وجارٍ‮ ‬حالياً‮ ‬تتبعها وبحث مصادرها وأنشطتها لتجفيف منابعها تمهيداً‮ ‬للقضاء عليها نظراً‮ ‬لخطورتها على الأمن القومي‮ ‬البحريني‮.‬ الشبكات التي‮ ‬أسست في‮ ‬البحرين بدعم خارجي،‮ ‬أو حتى‮ ‬غير خارجي‮ ‬باتت مصدراً‮ ‬مقلقاً‮ ‬بشكل كبير لحالة السلم والأمن الأهليين،‮ ‬ولكن ما سبب خطورتها إذا كانت‮ ‬غير سرية ومعلنة؟ مصدر الخطورة‮ ‬يكمن في‮ ‬أن هذه الشبكات تعمل بيننا ونشاهد عملها ونتعامل معها بطريقة أو بأخرى،‮ ‬فهي‮ ‬شبكات موجودة في‮ ‬شكل مؤسسات المجتمع المدني،‮ ‬أي‮ ‬جمعيات وصناديق خيرية ومؤسسات دينية وحركات حقوقية وطلابية وشبابية ونسائية ونقابية‮. ‬ولا‮ ‬يقتصر الأمر على مؤسسات المجتمع المدني،‮ ‬فلدينا سلسلة واسعة تقدر بـ‮ (‬الآلاف‮) ‬من المآتم والمساجد والحوزات الدينية التي‮ ‬تم تحويل دورها من دور عبادة ووعي‮ ‬ديني‮ ‬إلى مؤسسات للتعبئة السياسية والطائفية منها‮ ‬يتم تربية المواطنين على كره الآخر وكيفية العمل على القضاء عليه‮. ‬ليس ذلك فحسب،‮ ‬وإنما هناك شبكات إعلامية واسعة تعمل ليلاً‮ ‬ونهاراً‮ ‬على بث خطاب إعلامي‮ ‬مقيت ارتبطت بوسائل إعلام تقليدية مثل بعض الصحف والقنوات الفضائية،‮ ‬كما استغلت ببراعة توظيف تقنيات الإعلام الإلكتروني،‮ ‬وخاصة وسائل الإعلام الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬تكوين رأي‮ ‬عام داخلي‮ ‬وخارجي‮ ‬مؤيد للاتجاه الطائفي‮ ‬الذي‮ ‬عملت عليه منذ سبعينيات القرن العشرين‮. ‬ في‮ ‬21‮ ‬أكتوبر‮ ‬2004‮ ‬تأسس المجلس العلمائي‮ ‬برئاسة الشيخ عيسى قاسم،‮ ‬وأصبحت هذه الشبكات العشوائية الضخمة تحت إمرته،‮ ‬ولم‮ ‬يكتفِ‮ ‬بذلك بل استطاع بحكم تعيينه من قبل مرشد الثورة الإيرانية خامنئي‮ ‬عضواً‮ ‬في‮ ‬المجمع العالمي‮ ‬لأهل البيت،‮ ‬وهي‮ ‬أكبر مؤسسة شيعية في‮ ‬العالم لعلماء الدين الشيعة ومقرها مدينة قم الإيرانية أن‮ ‬يبسط سيطرته وإمرته على هذه الشبكات الواسعة حتى صارت تتصرف وفقاً‮ ‬للاستراتيجيات العامة التي‮ ‬يحددها‮. ‬ لنتحدث عن جانب هام من النتائج التي‮ ‬أوصلتنا إليها هذه الشبكات في‮ ‬البحرين،‮ ‬حيث ساهمت في‮ ‬تعزيز ربط الطائفة الشيعية بالخارج دينياً‮ ‬وسياسياً‮ ‬ومالياً‮ ‬واجتماعياً‮ ‬سواءً‮ ‬برغبة أبناء الطائفة أو من‮ ‬غير رغبتهم،‮ ‬حتى أصبح من‮ ‬يخالف تعليمات قاسم أو المجلس العلمائي‮ ‬في‮ ‬قائمة الخيانة للدين وللوطن وللمذهب‮. ‬ومازلنا نتذكر جيداً‮ ‬ما حدث عندما سعت الدولة لاستصدار نظام‮ ‬يؤمن لأئمة المساجد والمؤذنين راتباً‮ ‬ونظاماً‮ ‬تقاعدياً‮ ‬يكفل لهم حياة كريمة على ما‮ ‬يقومون به من دور ديني‮ ‬أساس،‮ ‬فقامت هذه الشبكات بممارسة صنوف من الإرهاب،‮ ‬وشكلت ميليشيات إبطال الصلاة لمن‮ ‬يقبل بهذا النظام،‮ ‬لأن عليه الارتباط بالمؤسسة الدينية التي‮ ‬يتزعمها قاسم فقط‮. ‬ مثال آخر أيضاً‮ ‬عندما أصدر قاسم موقفاً‮ ‬سياسياً‮ ‬بعدم تمثيل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية للطائفة الشيعية وحظي‮ ‬بدعم قوي‮ ‬من الشبكات الشيعية،‮ ‬تحوّل المجلس العلمائي‮ ‬إلى مجلس موازٍ،‮ ‬وذلك انطلاقاً‮ ‬من أن مجلساً‮ ‬مشتركاً‮ ‬يمثل الطائفتين السنية والشيعية لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يمارس مهام الإشراف على الشؤون الدينية للطائفة الشيعية‮. ‬وبعد عدة سنوات انتقل قاسم إلى مرحلة جديدة لإدارة هذه الشبكات،‮ ‬فاعتزل رئاسة المجلس العلمائي‮ ‬في‮ ‬سبيل أن‮ ‬يكون هو القائد،‮ ‬والمجلس العلمائي‮ ‬بمثابة حكومة تدير شؤون الشبكات،‮ ‬فأصبح تدريجياً‮ ‬رمزاً‮ ‬ذاته مصونة،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن المساس بها رغم أنه رجل دين قابلة آراؤه للخطأ والصواب،‮ ‬وهي‮ ‬المعادلة الوحيدة التي‮ ‬يمكن التعامل مع كافة رجال الدين في‮ ‬العالم بها،‮ ‬وإن كان مرشد الثورة الإيرانية خامنئي‮. ‬ من هنا،‮ ‬إذا كنا نتحدث اليوم ونطالب بوقف الطائفية،‮ ‬والكراهية المتبادلة،‮ ‬والعنف الإرهابي‮ ‬حتى تهدأ الأمور وتصبح أوضاع الدولة البحرينية أفضل،‮ ‬فمن الواجب أن‮ ‬يقدم على تفكيك هذه الشبكات الواسعة،‮ ‬وإلا لن تكون هناك علاقة طبيعية بين السنة والشيعة أبداً،‮ ‬وإن كان من الصعب جداً‮ ‬جداً‮ ‬عودة هذه العلاقات إلى سابق عهدها،‮ ‬فالطائفة السنية التي‮ ‬لم تقم بتشكيل شبكاتها طوال العقود الماضية،‮ ‬لن تقبل أبداً‮ ‬بمثل هذه الشبكات أكثر مما مضى،‮ ‬لأنها اكتوت بنارها في‮ ‬فقدان الأمن،‮ ‬وقتل أبنائها،‮ ‬والإساءة إليها رغم عدم إساءة السنة لأبناء الطائفة الشيعية‮. ‬ وأعتقد أن الخيار الأمثل في‮ ‬حالة رفض تفكيك مثل هذه الشبكات،‮ ‬هو اللجوء إلى قوة القانون دون مجاملة لتفكيك الشبكات التي‮ ‬عملت على هدم الدولة البحرينية‮. ‬خصوصاً‮ ‬وأننا لم نستخدم القوة لوقف هذه الشبكات عند حدها بعد أن تجاوزت ووصلت إلى مرحلة متقدمة لإنهاء حكم الأسرة الخليفية المالكة،‮ ‬والقضاء على الطائفة السنية الأًصيلة في‮ ‬الدولة

هل معاقبة خونة ‮ ‬الوطن تعد انتقاماً

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1936 الأربعاء 30 مارس 2011

تمت إقالتنا من وظائفنا‮.. ‬أصبحنا عاطلين عن العمل‮.. ‬تم خصم رواتبنا‮.. ‬أصبحنا عاجزين عن الوفاء باحتياجاتنا اليومية‮.. ‬سحبت بعثات أبنائنا وبناتنا‮.. ‬فضاع مستقبلهم الدراسي‮.. ‬مواطنون‮ ‬يتم اعتقالهم على نقاط التفتيش ويتم تعذيبهم أمام الناس‮.. ‬وبعدها لا ندري‮ ‬مصيرهم‮.. ‬بالمقابل‮ ‬يتم الدفاع عنهم بالقول‮: ‬هؤلاء مواطنون ليس لهم ذنب سوى أنهم طالبوا بحقوقهم‮!‬ هذه الجمل القصيرة تمثل مختصراً‮ ‬لحالة الكثيرين ممن تورطوا في‮ ‬هدم الدولة البحرينية عندما رفعوا شعار‮ ''‬الشعب‮ ‬يريد إسقاط النظام‮''‬،‮ ‬ودافعوا عمن طالب بإقامة جمهورية البحرين الإسلامية،‮ ‬ودافعوا عمن طالب بملكية دستورية تقوم على نظام مدني،‮ ‬ودافعوا عمن طالب بطرد الطائفة السنية،‮ ‬ودافعوا عمن طالب بطرد الأسرة المالكة الكريمة‮. ‬ الحديث الآن‮ ‬يجري‮ ‬حول‮ ''‬الظلم،‮ ‬والاضطهاد،‮ ‬والتصفية،‮ ‬والانتقام‮''‬،‮ ‬لنفهم جيداً‮ ‬مثل هذه المصطلحات الرامية لخداع الرأي‮ ‬العام الداخلي‮ ‬والخارجي،‮ ‬فهل ما‮ ‬يحدث بالفعل‮ ‬يتوافق مع هذه المصطلحات الخادعة؟ بالطبع نعم،‮ ‬فهناك عملية ترويج خبيثة تتم حالياً‮ ‬بأن هناك ظلم‮ ‬يقع على طائفة بسبب مطالباتها السياسية‮. ‬لذا فمن الانتباه له،‮ ‬والوعي‮ ‬بخطورته‮. ‬ ما‮ ‬يجري‮ ‬حالياً‮ ‬هو تطبيق لحكم العدالة والقانون لا أكثر،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن تسمية الاعتقالات والمداهمات والعقوبات الوظيفية التي‮ ‬تتم لمن تورط في‮ ‬مؤامرة الدوار بأنها ظلم،‮ ‬لأنها تطبيق للعدالة،‮ ‬فمن أساء لنفسه ولطائفته ووطنه وقيادته وشعبه لابد من محاسبته،‮ ‬ولابد من معاقبته لينال جزاءه على ما فرّط في‮ ‬حق الجميع‮. ‬ من مشاكلنا في‮ ‬هذه الأحداث،‮ ‬وجود كثيرين ممن‮ ‬يطالبون بالتهاون والتحاور والسماح والمغفرة،‮ ‬ولكننا نقول إن هذه المطالب تم الاستجابة لها على مدى أكثر من‮ ‬10‮ ‬سنوات،‮ ‬ولكن لا أعتقد أنها باتت مقبولة شعبياً‮ ‬أو حتى لدى الحكومة والقيادة‮. ‬ يعيش بيننا من أساء للوطن وللمواطنين وللمقيمين وللقيادة،‮ ‬وهؤلاء مارسوا الإرهاب أمام مرأى ومسمع العالم أجمع رغم كل الأكاذيب التي‮ ‬قاموا بتلفيقها،‮ ‬وحان وقت الجدية لأن تكون الديمقراطية البحرينية الوليدة ديمقراطية القانون،‮ ‬فمن أساء‮ ‬يجب أن‮ ‬ينال جزاءه،‮ ‬وإن كنا جميعاً‮ ‬نعرف ما قد‮ ‬يترتب على تطبيق القانون في‮ ‬مثل هذه الظروف‮. ‬ إذا كنا نتحدث عن العقاب والانتقام،‮ ‬فإن الفرق بينهما واضح،‮ ‬لأن العقاب‮ ‬يقوم على العدالة،‮ ‬أما الانتقام فلا‮ ‬يقوم على العدالة،‮ ‬وإنما‮ ‬يقوم على التجاوز والتمرد،‮ ‬تجاوز الأخلاق،‮ ‬وتجاوز الثوابت‮. ‬لنتحدث عن النتائج،‮ ‬فالعقاب القائم على العدالة‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى الإنصاف،‮ ‬أما الانتقام القائم على التجاوز‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى الإرهاب والخراب‮. ‬ وما عشناه طوال الأسابيع الماضية كان انتقاماً‮ ‬بكل المقاييس،‮ ‬لأنه انتقام من الدولة التي‮ ‬احتضنت الجميع،‮ ‬وانتقام من القيادة التي‮ ‬رعت الجميع وأعطتهم حقوقهم وسعت للمساواة والخير للجميع،‮ ‬وانتقام من المواطنين الآخرين الذين عاملو مختلف الطوائف بكل احترام وتقدير دون تمييز أو تفرقة،‮ ‬وانتقام من المقيمين العرب والأجانب لأنهم عاشوا بيننا ضيوفاً‮ ‬وساهموا في‮ ‬بناء الدولة معنا‮. ‬ نتمنى أن نعرف جيداً‮ ‬الفرق بين العدالة والانتقام،‮ ‬فمازال هناك من‮ ‬يحاول الترويج لحالة الانتقام التي‮ ‬بدأها قبل سنوات بشكل وردي‮ ‬وناعم

وعد‮.. ‬شحوال

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1935 الثلاثاء 29 مارس 2011

قد تكون جمعية العمل الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ (‬وعد‮) ‬من أقل الجمعيات التي‮ ‬نالت حظاً‮ ‬في‮ ‬القراءة والتحليل وإبداء الرأي‮ ‬تجاه دورها في‮ ‬أزمة البحرين الحالية،‮ ‬في‮ ‬وقت لم تتحفظ فيه الجمعيات السياسية السبع على ما‮ ‬يسمى بإعلان جمهورية البحرين الإسلامية،‮ ‬أو مطلب إسقاط النظام‮. ‬فماذا حدث ويحدث في‮ (‬وعد؟‮ ‬ بعد أن تأسست جمعية‮ (‬وعد‮) ‬كانت فكرة تعويم الأيديولوجيا من أبرز المظاهر التي‮ ‬كان‮ ‬يسوّق لها قيادات وكوادر الجمعية،‮ ‬ولكن سرعان ما‮ ‬غاب هذا المبدأ في‮ ‬سبيل تغليب المصالح السياسية،‮ ‬والارتماء في‮ ‬حضن التيار الإسلامي‮ ‬الشيعي‮ ‬ممثلاً‮ ‬في‮ ‬جمعية الوفاق،‮ ‬هكذا من دون سبب لأنصار تيار‮ (‬وعد‮) ‬الذين آمنوا بمبادئهم لعقود طويلة من الزمن وتخلوا عنها فجأة ليتحول تيارهم إلى تيار تابع لجمعية الوفاق ظناً‮ ‬بأن الضعف الذي‮ ‬كانت تعاني‮ ‬منه الجمعية سيزول بعد التحالف الاستراتيجي‮ ‬مع الوفاق‮. ‬ولكن هل ساهم هذا التحالف في‮ ‬زيادة قوة الجمعية وانتشارها شعبياً؟ كلا بالطبع،‮ ‬لأن ما حدث هو زيادة نفور الشارع والجماهير تجاه جمعية‮ (‬وعد‮) ‬وأجندتها،‮ ‬حتى تحوّلت تدريجياً‮ ‬إلى تنظيم سياسي‮ ‬يقوم على قيادة الرجل الواحد،‮ ‬رغم وجود العديد من الكفاءات التنظيمية داخل الجمعية‮. ‬والأخطر الأحاديث الجانبية التي‮ ‬يتبادلها عدد من كوادر الجمعية منذ فترة ليست بقصيرة من شراء إبراهيم شريف لمنصب الأمين العام بالمال نظير ما‮ ‬يقدمه للجمعية من دعم مالي‮ ‬ومادي‮ ‬وفير بحكم استثماراته بعد أن دخل الأمين العام السابق عبدالرحمن النعيمي‮ ‬في‮ ‬ظروف صحية صعبة‮.‬ هذا المشهد الداخلي‮ ‬لدى الجمعية لم‮ ‬يقتصر على التحالف المعلن بينها وبين الوفاق،‮ ‬ولكنه امتد لتتداخل مصالح الأمين العام الذي‮ ‬استأثر بالقرار داخل وخارج الجمعية وأصبح النطاق الرسمي‮ ‬باسمها دون إتاحة المجال للأفراد للتصريح،‮ ‬حتى أصبح هو من‮ ‬يشكل مواقفها السياسية المختلفة،‮ ‬وأصبح ما‮ ‬يقوله من تصريحات ومواقف سياسية مستمرة هي‮ ‬مواقف الجمعية وإن لم تكن هناك مشاورات مع بقية الأعضاء في‮ ‬الأمانة العامة،‮ ‬أو حتى الرجوع للهياكل التنظيمية للجمعية‮.‬ لذا كانت المحصلة النهائية هي‮ ‬أن تتورط جمعية‮ (‬وعد‮) ‬في‮ ‬لعبة تاريخية قذرة لتأسيس جمهورية إسلامية‮ ‬يحكم فيها الولي‮ ‬الفقيه المرتبط بالنظام الثيوقراطي‮ ‬في‮ ‬طهران،‮ ‬وهي‮ ‬لعبة من الصعوبة بمكان تفسير أسبابها ودوافعها في‮ ‬تاريخ التيار الذي‮ ‬تمثله الجمعية،‮ ‬سيّما وأنها لم تنل أية مكاسب من كافة مخرجات تحالفها مع الوفاق منذ العام‮ ‬2002‮ ‬وحتى‮ ‬‭.‬2011

هل عرفتم لماذا حاولت الوفاق حماية نفسها

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1929 الأربعاء 23 مارس 2011

هل نتذكر ما حدث في‮ ‬البرلمان خلال أبريل ‮ ‬ 2009 ؟‮  ‬ لا أعتقد ذلك تماماً،‮ ‬فللأسف عقلياتنا البريئة في‮ ‬أوقات كثيرة لا تتذكر مثل هذه الدسائس والمؤامرات وإن‮ ‬غلفت بغطاء وردي‮ ‬وناعم اسمه حقوق الإنسان والاتجاهات الدولية في‮ ‬الحريات‮!‬ في‮ ‬أبريل‮ ‬‭,‬2009‮ ‬وخلال الفصل التشريعي‮ ‬الثاني‮ ‬تقدمت كتلة الوفاق برئاسة علي‮ ‬سلمان آنذاك اقتراحاً‮ ‬بقانون لتعديل عقوبات الجرائم الماسة بأمن الدولة الخارجي‮ ‬في‮ ‬قانون العقوبات البحريني،‮ ‬وخلاصة هذه التعديلات حذف عقوبة الإعدام من جرائم أمن الدولة،‮ ‬واستبدالها بالسجن من‮ ‬غير تحديد المدة الزمنية تجاه‮ ‬31‮ ‬فعلاً‮ ‬خطيراً‮ ‬لا‮ ‬يمكن السكوت عنها‮.. ‬هكذا ببساطة‮!‬ لن نتحدث في‮ ‬القانون،‮ ‬ولكن سأعطي‮ ‬مثالاً‮ ‬على تعديلات الوفاق المقترحة آنذاك حتى نستوعب حجم مؤامرة‮ ‬2011‮ ‬التي‮ ‬نعاني‮ ‬منها اليوم بتفاصيلها الخائنة‮. ‬الوفاق حينها اقترحت تعديل المادة‮ (‬113‮) ‬وهي‮ ‬المادة التي‮ ‬تعاقب كل من رفع السلاح على مملكة البحرين وعقوبتها الإعدام طبعاً،‮ ‬ولكن الوفاق اقترحت تعديلها لتكون بالسجن‮.. ‬هكذا ببساطة‮!‬ ولكننا نجد اليوم الكثير من الأسلحة التي‮ ‬عثرت لدى الخارجين عن القانون والإرهابيين الذين عبثوا بأمننا خلال الفترة الماضية‮. ‬هل كان ذلك إجراء لضمان حقوق المتورطين في‮ ‬دولة الدوار البائدة في‮ ‬حالة فشلهم بحيث لا‮ ‬يتم معاقبتهم بالإعدام،‮ ‬ولكن‮ ‬يحاسبون بالحبس؟‮ ‬أيضاً‮ ‬الوفاق اقترحت تعديل المادة‮ (‬114‮) ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تعاقب كل من تدخل لمصلحة العدو في‮ ‬تدبير لزعزعة إخلاص القوات المسلحة أو إضعاف روحها أو روح الشعب المعنوية أو قوة المقاومة عنده‮. ‬وعقوبتها طبعاً‮ ‬الإعدام،‮ ‬ولكن الوفاق اقترحت أن تكون العقوبة هي‮ ‬السجن‮.. ‬هكذا ببساطة‮!‬ فماذا‮ ‬يمكن أن نسمي‮ ‬حركة الورود الشريرة التي‮ ‬أعطيت لرجال الأمن وأفراد قوة الدفاع هل لرفع روحهم المعنوية؟ أو للاحتفال معهم بالفلنتاين مثلاً؟ فجميع ما قام به الخارجون عن القانون والإرهابيون في‮ ‬دولة الدوار كان هدفه الرئيس هو إضعاف الروح المعنوية للشعب،‮ ‬ويكفينا معرفة الأنشطة السياسية التي‮ ‬تمت عندما توجه هؤلاء إلى الديوان الملكي‮ ‬بالرفاع،‮ ‬أو حتى القصر الملكي‮ ‬في‮ ‬الصافرية‮. ‬ الوفاق حينها بررت عبر نائبها السابق جلال فيروز أن مقترحها هدفه بالنص‮: ''‬الحفاظ على الوحدة والتضامن بين الدولة وشعبها هو من أهم المقومات التي‮ ‬تبني‮ ‬حضارات متميزة،‮ ‬لتصل الدول إلى ذروة رقيها بترسيخ الشعور بالانتماء لدى شعوبها والثقة في‮ ‬التشريعات القائمة‮''.‬ وأضاف فيروز‮: ''‬لما كانت الوحدة الوطنية والتضامن بين الدولة وشعبها من أهم الأهداف التي‮ ‬تصبو مملكة البحرين للحفاظ عليها فقد جاء في‮ ‬ميثاق العمل الوطني‮ ‬في‮ ‬الفصل الأول المتعلق بالمقومات الأساسية للمجتمع على أن‮ ''‬المساواة وسيادة القانون والحرية والأمن والطمأنينة والعلم والتضامن الاجتماعي‮ ‬وتكافؤ الفرص بين المواطنين دعامات للمجتمع تكفلها الدولة‮''.‬ فأي‮ ‬حرية وأمن وطمأنينة وتضامن اجتماعي‮ ‬وتكافؤ الفرص نتحدث هنا،‮ ‬نحن نتحدث عن مصير وطن،‮ ‬وعن مصير دولة،‮ ‬هل بصلاحياتنا التشريعية‮ ‬يمكننا أن نعبث بالأمن،‮ ‬ونقول بعد ذلك أن هذا المقترح‮ ‬يخدم الوحدة الوطنية لنسمح بميليشيات وبإرهابيين‮ ‬يعبثون بأمننا ليلاً‮ ‬ونهاراً،‮ ‬وعندما نرغب في‮ ‬معاقبتهم وتطبيق حكم القانون نقول إنهم مذنبين وينبغي‮ ‬حبسهم‮!‬ طبعاً‮ ‬هذا المقترح الخائن وغير الوطني‮ ‬تم سحبه من قبل الوفاق بعد معارضة شديد من قبل الجمعيات السياسية،‮ ‬ومن قبل أعضاء السلطة التشريعية وكذلك الشعب‮. ‬ولكننا نتساءل أخيراً‮: ‬هل كانت الوفاق تبحث عن الأمن والحنان بمقترحها،‮ ‬وهل كانت تسعى للتمهيد لتأسيس دولة الدوار بعد عامين من تقديم مقترحها؟‮ ‬ سؤال نتركه للقراء‮!‬

ما قدر آروح الشغل

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1928 الثلاثاء 22 مارس 2011

هناك قصف جوي‮ ‬خارج منزلنا ولا‮ ‬يمكنني‮ ‬الخروج إلى العمل‮.. ‬لا‮ ‬يمكنني‮ ‬الخروج إلى العمل فمنطقتي‮ ‬محاصرة أمنياً‮ ‬وأخشى أن أتعرض للرمي‮ ‬من قبل القناصة‮.. ‬شقيقي‮ ‬توجه للعمل ولكن العسكر خرجوا له من الدبابات وطلبوا منه العودة للمنزل‮.. ‬لا‮ ‬يمكنني‮ ‬التوجه للعمل لأن هناك قتلاً‮ ‬في‮ ‬الخارج،‮ ‬وسأعود للعمل متى ما توقف القتل‮.. ‬عفواً‮ ‬ظروفي‮ ‬الصحية لا تسمح لي‮ ‬بالخروج من المنزل فلدي‮ ‬إجازة مرضية‮.. ‬أعتذر عن العمل فابني‮ ‬الصغير‮ ‬يعاني‮ ‬من الحمى منذ أيام،‮ ‬وأخشى تركه لوحده بالمنزل أو مع والدته‮....!‬ ليست هذه تصورات خيالية،‮ ‬وإنما هي‮ ‬أعذار واقعية وفعلية لكثير من المواطنين الذين تخلوا عن أعمالهم ومسؤولياتهم الوطنية استجابة لبعض القوى السياسية الإرهابية التي‮ ‬تحاول مواصلة إضرابها وعصيانها المدني‮ ‬لتحقيق مطالبها‮ ''‬السلمية‮'' ‬بعدما استباحت دماء المواطنين والمقيمين،‮ ‬واستباحت هذه الأرض الطاهرة لتحقيق تطلعاتها القديمة وتكوّن دولتها الطائفية القائمة على العنف والإرهاب،‮ ‬وليس الورد والسلام كما تدعي‮. ‬ الأعذار تلو الأعذار اليوم ليست مقبولة تماماً‮.. ‬فالبحرين إذا سمحت لمواطنيها بالتعبير عن آرائهم،‮ ‬وبالإساءة إلى هذه الأرض،‮ ‬وبالإساءة إلى المواطنين والمقيمين،‮ ‬وبالإساءة إلى القيادة،‮ ‬وبالعداء للآخر،‮ ‬وبالمواجهة والقتال ضد الآخر،‮ ‬وبزيادة الكراهية‮..‬إلخ،‮ ‬فإنها لن تسمح بمن‮ ‬يسعى لإيقاف عجلة التنمية فيها،‮ ‬وتعطيل مصالح الدولة البحرينية‮. ‬ هناك العديد من الأساليب التي‮ ‬يمكن أن نعالج هذه المسألة،‮ ‬وأعتقد أن الخيارات متاحة كثيراً‮. ‬ولكن لابد من مناقشة أصل القضية،‮ ‬لماذا‮ ‬يتخلف المواطن عن عمله وعن وظيفته بعد أن انتهت أحداث البحرين‮ ''‬السلمية‮''‬؟ لا أعتقد أن هناك أكثر من خيارين الآن لمن‮ ‬يعزف عن عمله،‮ ‬فالأول هو عدم القبول بالهزيمة والانكسار بعد فترة طويلة من الخداع‮. ‬والخيار الثاني‮ ‬هو الإصرار والعزيمة على مزيد من الاستكبار وتحقيق النتائج رغم الإيمان والقناعة بأن النهاية قادمة لا محالة ومعروفة نتيجتها سلفاً‮. ‬ وسط هذين الخيارين‮ ‬يمكن تصنيف من‮ ‬يرفض التوجه لعمله اليوم،‮ ‬ولا أجد هناك تصنيفاً‮ ‬أوسع من ذلك،‮ ‬وإلا لماذا نجد الأعذار تلو الأعذار كالتي‮ ‬سردناها في‮ ‬البداية،‮ ‬حتى بات من‮ ‬يصف شعب البحرين بالكذاب من كثرة ما شاهد على الفضائيات الصفراء‮. ‬ما العمل إذن؟ نحن بحاجة إلى مزيد من الإجراءات ومزيد من الصرامة والشدة في‮ ‬تطبيق القوانين واللوائح بدلاً‮ ‬من الليونة والتردد في‮ ‬تطبيقها إما مجاملة،‮ ‬أو خوف،‮ ‬أو عدم وعي،‮ ‬وعدم قناعة بدولة المؤسسات والقانون التي‮ ‬ينبغي‮ ‬بناءها هنا في‮ ‬البحرين وليس في‮ ‬طهران‮. ‬فخصم الراتب أو الإقالة من العمل ليس عيباً‮ ‬إذا كنا نسعى لأن‮ ‬يكون لدينا القوانين واللوائح الصارمة التي‮ ‬تطبق على الجميع بشكل متساوٍ،‮ ‬فهي‮ ‬جزء من أي‮ ‬نظام دولة مدنية

الحكومة بين المتشددين

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1907 الثلاثاء 1 مارس 2011

كيف سيكون شكل البحرين في‮ ‬14‮ ‬فبراير ‮ ‬2012؟‮ ‬ لا أعرف إجابة لهذا السؤال،‮ ‬ولكن هناك إجابات كثيرة مطروحة في‮ ‬الساحة،‮ ‬والبعض أصبح‮ ‬يغني‮ ‬عليها،‮ ‬وآخرون بدأوا في‮ ‬رسم ملامح المرحلة المقبلة بطرح قوائم لتشكيلات حكومية مقترحة في‮ ‬بحرين المستقبل‮ ‬يرأسها معارضون متشددون‮. ‬ اللافت أننا لم نسمع مقترحاً‮ ‬من الوفاق أو حتى وعد أو تجمع الوحدة الوطنية‮ ‬يسير في‮ ‬هذا الاتجاه،‮ ‬لأسباب نعرفها جيداً،‮ ‬وهو الاختلافات السائدة بين القوى السياسية الراهنة،‮ ‬ويمكن تفصيل هذه الاختلافات في‮ ‬الآتي‮:‬ ‮

- ‬تجمع الوحدة الوطنية‮: ‬يطالب بالحفاظ على شرعية النظام السياسي‮ ‬الحالي،‮ ‬ويطالب بمزيد من الإصلاحات السياسية،‮ ‬وبإشراك كافة مكونات الشعب والقوى السياسية في‮ ‬رسم خريطة الإصلاح المقبلة‮. ‬ ‮

- ‬حركة حق‮: ‬تطالب بإسقاط النظام السياسي،‮ ‬وترفض الحوار الوطني‮.‬ ‮

- ‬تيار الوفاء‮: ‬يطالب بإسقاط النظام السياسي،‮ ‬ويرفض الحوار الوطني‮.‬ ‮

- ‬التجمع السباعي‮ ‬الذي‮ ‬يضم سبع جمعيات سياسية‮: ‬لا‮ ‬يطالب بإسقاط النظام السياسي،‮ ‬ولكنه مع إصلاحه بشكل فوري‮ ‬ومبرمج زمنياً،‮ ‬ومن المقرر أن‮ ‬يشارك في‮ ‬الحوار الوطني‮.‬ 

أما إذا كنا نتحدث عن الشباب المتواجد منذ أيام ليست بالقليلة في‮ ‬الدوار،‮ ‬فهم تمثيل لتركيبة معقدة من التيارات السياسية المنظمة وغير المنظمة التي‮ ‬احتشدت في‮ ‬هذه الرقعة الجغرافية المحدودة،‮ ‬لعرض مطالبها وآرائها السياسية فضلاً‮ ‬عن استغلالها ميدانياً‮ ‬لإقامة بعض الاحتفالات والفعاليات الجماهيرية‮. ‬ 

هذه باختصار الخريطة السياسية بالنسبة للقوى والتيارات الفاعلة حالياً،‮ ‬وغيرها فإنها تقوم بأدوار هامشية لإثبات وجود‮ -‬وهو حقها بكل تأكيد‮- ‬والاستفادة من أية مكتسبات‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتم التوافق عليها في‮ ‬بحرين المستقبل‮. ‬ بهذا المشهد الواضح داخلياً،‮ ‬والغامض خارجياً،‮ ‬يمكن التعرف على الأطراف التي‮ ‬يمكن أن تلعب دوراً‮ ‬أكثر عقلانية في‮ ‬الحراك السياسي‮ ‬الراهن،‮ ‬ومسار عمل كل طرف،‮ ‬فمن سيتجه نحو مزيد من التشدد معروف،‮ ‬ومن‮ ‬يقبل بالحوار أيضاً‮ ‬معروف‮. ‬ ولكن من المهم هنا الانتباه إلى جملة الاختلافات في‮ ‬الرأي‮ ‬والخلاف حول القيادة،‮ ‬فالمعطيات خلال الفترة الماضية كشفت لنا الأطراف التي‮ ‬تسعى إلى قيادة الشارع،‮ ‬أو قيادة الدوار إن صح التعبير،‮ ‬وإذا كنا نتحدث قبل فترة عن طرفين أساسيين هما الشيخ عيسى قاسم من طرف وحسن مشيمع من طرف آخر،‮ ‬فإننا اليوم أمام ثلاثة أطراف تتطلع نحو قيادة الشارع،‮ ‬وهي‮ ‬الشيخ عيسى قاسم وحسن مشيمع وعبدالوهاب حسين،‮ ‬فهل‮ ‬يمثل هؤلاء كافة أبناء البحرين؟ لا أعتقد ذلك،‮ ‬وإن كانوا‮ ‬يمثلون شرائح من شعب البحرين‮. ‬ واتصالاً‮ ‬بذلك فإن الحديث المعلن اليوم هو أن هناك اتجاهاً‮ ‬لإحداث توافق بين كافة القوى السياسية البحرينية،‮ ‬والتأكيد على أن مطالب هذه القوى تمثل مطالب البحرينيين،‮ ‬ولكنني‮ ‬لا أعتقد أن مثل هذه المطالب‮ ‬يمكن أن تمثل كافة أبناء الشعب،‮ ‬إذ لا توجد لدينا آلية لإقرار هذه المطالب،‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأن المواطنين لم‮ ‬يفوضوا الجمعيات السياسية والقوى السياسية المختلفة الحديث عنهم بالنيابة،‮ ‬ويمكن معرفة هذا الرأي‮ ‬بسؤال معظم المواطنين؟‮ ‬ ؟ كلمات من الدوار‮..‬ ‮''‬شباب ميدان التحرير قاوموا بكل الطرق الحوار والمفاوضات‮.. ‬وقولوا‮: ‬من‮ ‬يحاور لا‮ ‬يمثلنا بل‮ ‬يمثل نفسه‮''

من‮ ‬يعبث بالبحرين

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1890 السبت 12 فبراير 2011

اعتدنا كثيراً‮ ‬على تدخلات عدد من دول الجوار في‮ ‬الشأن البحريني‮ ‬المحلي،‮ ‬كان منها إيران مثلاً،‮ ‬وأعتقد أن مثل هذه التدخلات وضعنا لها حلولاً‮ ‬وأوقفناها عند حدها،‮ ‬ولكن كيف نتعامل مع القوى السياسية الداخلية التي‮ ‬تعبث بمصالح وأمن واستقرار الدولة البحرينية بحجة المطالب الشرعية‮! ‬وبحجة مساعيها نحو مزيد من الحرية‮! ‬وبحجة مساعيها لتداول السلطة‮!‬ الآن هناك تحشيد من الوفاق وغيرها من القوى السياسية المتحالفة معها للعبث بأمن واستقرار الدولة من أجل السعي‮ ‬لتحقيق أجندات سياسية قديمة ومعروفة تحت شعار المطالبة بحقوق المواطن البحريني،‮ ‬وسعياً‮ ‬لإيجاد بدائل لمؤسسات دولتنا التي‮ ‬توافقنا عليها منذ الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني،‮ ‬وإجراء التعديلات الدستورية‮. ‬ بالطبع لدينا الكثير من التحديات والهموم المعيشية،‮ ‬ولكن لا أعتقد أن الخيار المطروح وفاقياً‮ ‬على الأقل سيكون هو الخيار الأمثل لإنهاء حالة المعاناة التي‮ ‬يعانيها المواطن،‮ ‬فلدينا آليات ولدينا قنوات بات الحاجة لاستخدامها وتفعيلها ضرورة ملحة. ‬ ولكن ذلك لا‮ ‬يعني‮ ‬تماماً‮ ‬عدم الانتباه إلى التحدي‮ ‬الكبير الذي‮ ‬تمر فيه المنطقة هذه الأيام،‮ ‬فإذا كنا اليوم نتحدث عن حاجة المواطن لمسكن لائق،‮ ‬وعن حاجة المواطن لزيادة في‮ ‬الراتب تقدر بنحو‮ ‬200‮ ‬دينار،‮ ‬وإذا كنا أيضاً‮ ‬نتحدث عن حاجة المواطن لخدمة صحية متطورة،‮ ‬وإذا كنا نتحدث عن حاجتنا لراتب تقاعدي‮ ‬لا‮ ‬يقل عن‮ ‬400‮ ‬دينار،‮ ‬وإذا كنا نتحدث عن حاجة أبنائنا لبعثات دراسية في‮ ‬جامعات مرموقة في‮ ‬الخارج لبناء مستقبلهم،‮ ‬وإذا كنا نتحدث عن حاجتنا لوظائف جديدة للمئات من المواطنين الذين لم‮ ‬يجدوا بعد وظائف لائقة لهم‮...‬ فإن كل هذه المطالب المشروعة بالتأكيد ستذهب هباءً‮ ‬وستزول أدراج الرياح إذا كنا ننتظر ما تسعى الوفاق للقيام به قريباً‮ ‬كردة فعل وفي‮ ‬سياق نظرية الدومينو التي‮ ‬جاءت إلينا من المغرب العربي‮ ‬ووصل إلى الساحل الغربي‮ ‬للبحر الأحمر في‮ ‬مصر تحديداً‮. ‬ عندما‮ ‬يظهر لنا من‮ ‬يحاول إثارة الفتنة،‮ ‬ويطالب بخروج جماعي‮ ‬عن الإجماع الوطني‮ ‬بحجج واهية،‮ ‬فإننا قد لا نفكر فيما بعد هذه الفتنة،‮ ‬وسنفكر في‮ ‬النتائج الأولية لهذه الفتنة التي‮ ‬ستدخلنا في‮ ‬سكرة مؤقتة تنتهي‮ ‬متى ما أدركنا ما فعلنا وما صنعنا بأيدينا من تدمير لهذا الوطن ومكتسباته،‮ ‬عندها لن تنفع مطالبات حقوق لأننا سنبحث عن الأمن وعن لقمة العيش لا أكثر

هل كذب علينا‮ ‬35‮ ‬نائباً

هل وصلنا إلى مرحلة نتحدث فيها عن دستور مختلف وجديد‮ ‬يختلف عن دستورنا الذي‮ ‬تعاقدنا عليه منذ العام ‮ ‬‭,‬ 1973‬ثم قمنا بالتعديل عليه عام ‮ ‬2002؟‮ ‬ نعلم أننا قد توافقنا على دستورنا،‮ ‬رغم أن هناك من اختلف عليه،‮ ‬وندرك تماماً‮ ‬أن البعض لديه طموحاً‮ ‬مشروعة،‮ ‬ومن‮ ‬يتطلع إلى تعديل الدستور،‮ ‬وهي‮ ‬بالتأكيد حقوق مشروعة لكل مواطن على هذه الأرض،‮ ‬ولكن أن نتحدث عن أن الدستور‮ ‬غير مقبول،‮ ‬وأن الدستور‮ ‬غير شرعي،‮ ‬وأن النظام السياسي‮ ‬يفتقد للشرعية الدستورية والسياسية والشعبية،‮ ‬فإنها سلسلة من الخرافات التي‮ ‬يحاول البعض ترويجها هذه الأيام‮. ‬ فجأة ومن دون سابق إنذار،‮ ‬وبعد صمت طويل،‮ ‬وقبول طوعي‮ ‬بالعملية السياسية،‮ ‬وإنهاء حالة المقاطعة السياسية التي‮ ‬كان‮ ‬يتبناها البعض،‮ ‬ظهر علينا عدد من نواب الوفاق وأصبحوا‮ ‬يروجون مجدداً‮ ‬بأن الدستور‮ ‬غير شرعي‮ ‬ومتناقض،‮ ‬ولا‮ ‬يوجد تفويض شعبي‮ ‬لتعديل الدستور،‮ ‬وهناك من‮ ‬يقف ضد الدستور‮.. ‬إلخ من الادعاءات التي‮ ‬اعتادها شعب البحرين،‮ ‬لماذا كل هذا الآن؟ ما نعرفه أن نحو‮ ‬35‮ ‬نائباً‮ ‬يمثلون جمعية الوفاق خلال الفترة من‮ ‬2006‮ ‬وحتى الآن،‮ ‬أقسموا على دستور مملكة البحرين عندما فازوا في‮ ‬الانتخابات التشريعية التي‮ ‬وصفوها بالنزيهة والحرة،‮ ‬فما الذي‮ ‬يدفع نواب الوفاق إلى إثارة هذه المسألة بعد أن قبلوا بالدستور ومكتسباته التي‮ ‬جاءت بناءً‮ ‬على الإجماع الشعبي‮ ‬على ميثاق العمل الوطني؟ أعتقد أن ما تشهده كل من تونس أولاً،‮ ‬ثم مصر ثانياً،‮ ‬داعب مشاعر الوفاقيين،‮ ‬ودفعهم إلى إثارة هذه المسألة مجدداً‮. ‬وسواء كانت الأحداث الإقليمية داعبت مشاعر كوادر الوفاق أم لم تداعبهم،‮ ‬فإنه‮ ‬يحق لنا التساؤل؛ هل قَسَمُ‮ ‬35‮ ‬نائباً‮ ‬وفاقياً‮ ‬خلال الفصل التشريعي‮ ‬الثاني‮ ‬والثالث على دستور مملكة البحرين‮ ‬يعتبر قسماً‮ ‬باطلاً؟ وهل كذبوا علينا عندما أقسموا على الدستور؟‮ ‬ لا أعرف حقيقة الإجابة على ذلك،‮ ‬وأعتقد أن الإجابة لدى الوفاق،‮ ‬لأنه من الصعب تفسير ذلك،‮ ‬بمعنى القسم ثم الحنث به،‮ ‬وأتساءل أكثر؛ هل تعد هذه الخطوة شكلاً‮ ‬من أشكال التقية السياسية المستوحاة من التقية الدينية؟‮ ‬ أعتقد أن الوقت حان تماماً‮ ‬لإنهاء مسألة شرعية الدستور،‮ ‬وعلاقة الدستور بالميثاق،‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأننا مررنا بفترة زمنية طويلة نسبياً،‮ ‬ولا أعتقد أننا بحاجة لإثارة ملفات الماضي،‮ ‬في‮ ‬ظل وضع إقليمي‮ ‬ودولي‮ ‬دقيق وحساس حفاظاً‮ ‬على مكتسباتنا،‮ ‬وحفاظاً‮ ‬على الدولة البحرينية‮.‬

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1889 الجمعة 11 فبراير 2011

الباكون على الميثاق‮

من المؤسف حقاً‮ ‬ونحن نحتفل معاً‮ ‬بمرور عقد كامل على ميثاق العمل الوطني‮ ‬أن نجد من‮ ‬يبكي‮ ‬حرقة على هذا الميثاق،‮ ‬ويطالب بإعادة النظر فيه،‮ ‬ويطالب بالبدء بتفعيل ما جاء فيه،‮ ‬ويستمر بكاؤه ليؤكد بأن ما توافقنا عليه عام‮ ‬2001‮ ‬لم‮ ‬يتح لنا تفويضاً‮ ‬شعبياً‮ ‬لتعديل الدستور،‮ ‬ولم‮ ‬يتحقق من الميثاق ما كنا نتطلع إليه‮!‬ بعد تجربة برلمانية دامت نحو أكثر من ثماني‮ ‬سنوات وشاركت فيها كافة القوى السياسية أصبحنا نبكي‮ ‬ونقول إن مجلس الشورى لم نوفق فيه ولم‮ ‬يساهم في‮ ‬العمل البرلماني،‮ ‬ولذلك فإننا نستغرب عندما تقول كتلة الوفاق بأنها حققت إنجازات برلمانية خلال السنوات الأربع الماضية،‮ ‬ونسأل هنا هل‮ ‬يمكن تحقيق إنجازات برلمانية دون الاستعانة بمجلس الشورى مثلاً؟ أيضاً‮ ‬نجد بكاء الوفاق على ميثاق العمل الوطني‮ ‬بكاءً‮ ‬ساخناً‮ ‬عندما تتحدث عن وجود أطراف قامت بالوقوف ضد المشروع الإصلاحي،‮ ‬وأوقفت تطلعات هذا المشروع الطموح‮. ‬قد‮ ‬يكون طرح الوفاق صحيحاً،‮ ‬ولكن ألا تعتبر قوى الإرهاب والتنظيمات السياسية الخارجة عن القانون والتي‮ ‬حرقت ودمرت وقتلت خلال المشروع الإصلاحي‮ ‬قوى مناهضة لميثاق العمل الوطني،‮ ‬وألا‮ ‬يحق لنا محاسبتها لأنها وقفت ضد مشروع أجمع عليه المواطنون وحاولت تخريبه من الداخل والخارج بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة؟‮!‬ عندما تطالب الوفاق بتطبيق القانون،‮ ‬وتؤكد مساعيها الجادة نحو بناء دولة المؤسسات والقانون فإننا نحترم مثل هذه المطالب،‮ ‬ولكن لا أعتقد أن الوفاق أو‮ ‬غيرها‮ ‬يستحق الاحترام عندما‮ ‬يطالب بإطلاق سراح الإرهابيين وعودة الهاربين في‮ ‬الخارج بسبب تجاوزهم القانون‮. ‬فتطبيق القانون واحترامه والعدالة في‮ ‬المواطنة أن نحاسب المتجاوزين،‮ ‬ولا‮ ‬يعني‮ ‬أن من لديه مطالب ولديه وجهات نظر أن‮ ‬يقوم بالتخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة،‮ ‬وعندما تتم محاسبته‮ ‬يقال إنه ناشط سياسي‮ ‬أو ناشط حقوقي،‮ ‬لأن هذه الصفة المبتكرة لا تعني‮ ‬تماماً‮ ‬أن هذا الشخص مرفوع عنه القلم وغير محاسب،‮ ‬بل‮ ‬يحق لنا جميعاً‮ ‬محاسبته ومقاضاته إن أساء لنا أو أساء لوطنه‮. ‬ البكاء المتأخر والغريب والمستهجن هذه الأيام من الوفاق على ميثاق العمل الوطني‮ ‬هل جاء بعد اعتكاف دام نحو أربع سنوات حظي‮ ‬فيها نواب الوفاق بمكافآت قيّمة وتقاعد مجزٍ‮ ‬وسيارات أعتقد أننا مازالنا نحلم بها،‮ ‬وفجأة تذكروا أن عليهم توجيه رسالة للقيادة بشأن الميثاق أم أن ذلك تمهيداً‮ ‬لسلوك وتصرف أرعن قد نتعرف عليه قريباً؟‮! ‬

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1887 الأربعاء 9 فبراير 2011

قناة الجزيرة‮ ‬وعاداتنا الست

اعتدنا كثيراً‮ ‬أن نرى الإدارة الأمريكية تتدخل في‮ ‬الشؤون العربية،‮ ‬واعتدنا كثيراً‮ ‬أن نرى اللوبي‮ ‬الصهيوني‮ ‬يعبث ليلاً‮ ‬ونهاراً‮ ‬بالقضية الفلسطينية،‮ ‬واعتدنا أن نرى القوات العسكرية الأجنبية موجودة في‮ ‬الأراضي‮ ‬العربية دون أن نسمي‮ ‬ذلك استعماراً،‮ ‬واعتدنا أن نرى لندن وواشنطن تأوي‮ ‬قوى الإرهاب التي‮ ‬تدعي‮ ‬محاربتها وتحاول حمايتها بدواعي‮ ‬حقوق الإنسان وحرية التعبير،‮ ‬واعتدنا كذلك أن نشاهد في‮ ‬شاشات التلفاز جوائز نوبل توزع سنوياً‮ ‬دون أن‮ ‬يكون للعرب نصيب منها،‮ ‬إضافةً‮ ‬إلى ذلك فإننا اعتدنا أن نرى الاقتصاديات العربية تترنح بين عشية وضحاها نتيجة ما‮ ‬يحدث في‮ ‬وول ستريت بالولايات المتحدة‮.‬

هذا هو واقعنا العربي‮ ‬المرير الذي‮ ‬اعتدنا عليه،‮ ‬ولكننا لم نعتد أبداً‮ ‬أن تظهر علينا إحدى الفضائيات العربية وتتحكم في‮ ‬شؤوننا الداخلية،‮ ‬وتقوم بممارسات بث الفتنة والانشقاق داخل المجتمع بدواعي‮ ‬حقوق الإنسان العربي‮ ‬وحرية التعبير،‮ ‬ونحن نحاول ليلاً‮ ‬ونهاراً‮ ‬التصدي‮ ‬لهجماتها،‮ ‬ففجأة نجدها تفتح جبهة على إحدى الحكومات العربية،‮ ‬وسرعان ما تتحول لمناقشة إحدى القضايا الحساسة بدول مجلس التعاون الخليجي،‮ ‬ولنا في‮ ‬أحداث تونس ومصر عبر ودروس كبيرة‮. ‬

أعتقد أن الدور الفاضح الذي‮ ‬تقوم به قناة الجزيرة أصبح دوراً‮ ‬يتجاوز دور الحكومات الغربية التي‮ ‬لها مصالح واسعة ونفوذ عميق داخل بلداننا العربية،‮ ‬وأصبح من السهل جداً‮ ‬ألا تقوم الإدارة الأمريكية باللجوء للعقوبات الاقتصادية أو التدخل العسكري‮ ‬لمعاقبة إحدى الحكومات العربية،‮ ‬بل بإمكانها بسهولة ويسر الاتصال بالمسؤول عن قناة الجزيرة وإبداء الرغبة والرأي‮ ‬دون الحاجة لتقديم ورقة صغيرة تسمى‮ (‬شيكاً‮ ‬نقدياً‮)‬،‮ ‬لأن القناة لديها أيضاً‮ ‬خطة ترغب في‮ ‬تنفيذها ومن سوء حظنا أن هذه الخطة تتقاطع مع مصالح العديد من القوى الغربية وفي‮ ‬مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية‮.‬

ماذا تريد‮ (‬الجزيرة)؟
قد‮ ‬يكون هذا هو السؤال الأكبر الذي‮ ‬يطرحه معظم المواطنون العرب الآن‮! ‬ولكن لا‮ ‬يهمنا ما تقدمه هذه القناة المثيرة للجدل،‮ ‬وإنما‮ ‬يهمنا الدور السياسي‮ ‬الذي‮ ‬تمارسه،‮ ‬وبات دوراً‮ ‬خطراً‮ ‬ليس على الحكومات أو على هذا الرئيس أو رئيس الحكومة ذلك،‮ ‬وإنما بات دوراً‮ ‬خطراً‮ ‬على كيان الدول العربية،‮ ‬فالاستعمار الجديد في‮ ‬عصرنا ليس عسكرياً‮ ‬كما كان في‮ ‬عهد أجدادنا،‮ ‬وإنما هو استعمار إعلامي‮ ‬ناعم،‮ ‬وأصبح هذا الاستعمار عربياً‮ ‬وليس أجنبياً‮ ‬بمعنى أنه لا توجد حاجة لدى لندن أو واشنطن أو حتى تل أبيب للتدخل العسكري‮ ‬في‮ ‬إحدى بلداننا،‮ ‬ولا عليها سوى الاتصال بالدوحة حتى تقوم بإعداد خطة رائعة ومحكمة وسريعة المفعول تبدأ بإشعال الفتنة،‮ ‬وتنتهي‮ ‬بتغطيات ساخرة على موقع الجزيرة الإلكتروني،‮ ‬وإذا حاول أحد طبعاً‮ ‬انتقاد الجزيرة سيقال له‮.. ‬لماذا أنت ضد حرية التعبير؟‮!‬

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1884 الأحد 6 فبراير 2011