كنا نقول دائماً بأننا نريد تصديق الجماعة في جمعية الوفاق وكتلتها، وأن نقول بأنها كتلة وطنية تعمل لأجل صالح البحرين، حالها كحال جميع الأطياف التي ترفع الوطنية شعاراً لها، بيد أن مواقفها على امتداد السنوات الماضية وحتى الآن تفرض كثيراً من التساؤلات، وتثير الاستغراب، وتقود شريحة عريضة من الشارع البحريني إلى رفض التعاطي مع ما تطرحه الوفاق، وتشكك فيه للأسف. اليوم الوفاق وعبر أمينها العام تتصدر ما يحصل على الأرض، رغم إدراكها بأن هناك محركات أخرى تبني عملها على ''التغرير'' بالناس عبر اللعب على جراحاتهم ومطالبهم المعيشية ''المشروعة''، وهي مسألة كانت مؤسفة للجميع، حينما اقتنعوا بأن الوفاق جُرت إلى واجهة المسألة. كان التعويل على الخطاب الهادئ المتزن للكتلة وأمينها العام، لكن في عدة مواقف افتقدنا للاتزان والهدوء، ما قاد المسألة للتأزم، وأسفرت عن سقوط قتلى وفي الجانب الآخر إصابات في أجهزة الأمن. الوفاق تعرف تماماً الخطاب المتشنج للجهات الأخرى، مثل حركات ''وفاء'' و''حق'' و''خلاص'' و''الأحرار''، التي تخالف الوفاق خطابها، بل سعت لتسقيط مرجعية الشيخ عيسى قاسم. بالتالي ألم يكن من الأحرى بجمعية لها وزنها، وكتلة لها ثقلها في مجلس النواب أن تقطع الطريق على من يريد قيادة البحرين للتأزيم؟! الوفاق تمثل المعارضة اليوم، وهي طرف في الحوار الذي دعا له سمو ولي العهد، وعليه فإننا نريد كشعب بكل طوائفه إعلاناً صريحاً يثبت حسن النوايا، لا المساومة في الحوار لتحقيق مكاسب سياسية. فتح المجال مجدداً لتعبير الناس عن آرائها دون قيود، والحرص على تجنب أي نوع من الصدام المرفوض، بالتالي يفترض أن نقطع الطريق أمام أي خطاب متشنج يريد ''تشطير'' البحرين، ويقسم بين طوائفه، خاصة تلك الخطابات التي تأتي من الخارج. اليوم أتمنى من الوفاق وأمينها العام أن تثبت للشعب البحريني، أنها كطيف ''وطني'' يهمها مصلحة الوطن، سنته قبل شيعته، وليس ذلك بالأقوال العامة فقط، بل بالأفعال والإعلان الصريح عن رفضها دعوات ''تأزيم'' الوضع، وتجييش الناس ضد النظام والقانون. الوفاق تقول دائماً بأنها تعمل سلمياً وترفض العنف وتدعو للتهدئة من جميع الأطراف، بالتالي نريد رؤية ذلك على الأرض. هي تقول بأن ولاءها للبحرين لا لولاية الفقيه أو تحويل البحرين لولاية تابعة لجهات خارجية، وتقول بأن المرجعية دينية لا سياسية، وعليه سأبني وبكل حسن نية ما سأقوله أدناه، وهي مطالبة للوفاق على غرار مطالباتها التي ترفعها في الوضع الحالي. البحرين مستهدفة من الخارج، ويتضح ذلك عبر تصريحات تهدف لتأجيج الوضع وتدعو الناس للفوضى العارمة، بل وتسقط النظام وتدعو للانقلاب عليه، خاصة ما يصدر عن السيد هادي المدرسي الذي بات يتخذ من إحدى القنوات منبراً لتحريض الناس في البحرين، خاصة بسطاءهم عبر اللعب على جراحاتهم وإيغار صدورهم على النظام وعلى أبناء الطائفة الأخرى. قلت بأننا نريد أن نمنح الوفاق الثقة، بالتالي أسأل الوفاق وأمينها العام عن رأيهم الصريح والواضح بشأن هذه التصريحات. هل يقبلون بها؟! وألا تعتبر تدخلاً خارجياً في شؤون البحرين باستغلال مسمى المرجعية المذهبية؟! أليست دعوة للتأزيم وهم من يقولون برغبتهم في التهدئة؟! هل تقبلون يا وفاق بهذا التحريض الصريح؟! هل تقبلون بتدخل الأجنبي في شؤوننا؟! وإن كان موقفكم بـ''لا''، وهو ما نتمناه، فأعلمونا به بكل صراحة. هل تقبلون خطابات مشيمع والشهابي؟! هل تقبلون بزج المواطنين الأبرياء في أتون النار؟! كلنا نريد الخير للوطن، ونخشى مما يحصل من تأسيس لانقسام طائفي بغيض، كل طائفة ترمق الأخرى بنظرات مخيفة. ليست هذه البحرين التي نريد يا سادة. بانتظار توضيح موقف الوفاق من هذه الأمور، وبانتظار منح الصوت الأخر موقعه الصحيح على طاولة الحوار، فالبحرين للجميع وليست لطائفة على حساب أخرى. ؟ اتجاه معاكس.. - هاتفتني أصوات رافضة لما حصل بشأن دعوة التجمع لنقابة ''ألبا'' بالأمس، حينما ''اسُتغفل'' البعض بإبلاغهم بأهداف مضللة للاعتصام والتجمع، ما أدى لانقسام بين أعضاء النقابة. أحد الغاضبين قال لي بأنه رافض لهذا الاستغفال، ولا نريد التأجيج لاصطفاف طائفي يقود البلد لما لا تحمد عقباه، فإيغار الصدور وصل أشده للأسف. - أخيراً، بشأن من يتحدث حسب ما تمليه أجندته وما يعتمل في قلبه، حينما قال بأن الجيش أطلق الرصاص على الناس، في وقت أن الإطلاق كان في الهواء للتحذير مثلما تقول الدولة (للأسف الدولة دائماً تكذب وغيرها الصادق الأمين الذي حاشاه أن يكذب،). لماذا لم يشر هؤلاء لما قام به البعض من تمثيل السقوط على الأرض؟! ولماذا لم يشيروا للألوان الحمراء المستخدمة وأكياس الدم لتمثيل مشهد السقوط وبثه عبر مقاطع الفيديو على الشبكة العنكبوتية؟! هل الجميع ''حسن النوايا'' يا جماعة؟! ارحموا البحرين، مزقتموها بـ''المبالغات'' و''التلفيق'' في الخارج قبل الداخل
فيصل الشيخ
فيصل الشيخ