Sunday, June 24, 2012

أين ذهبت عاصفتكم

أحمد جمعة
هذه هي المعادلة اليوم، أما أن تكونوا أو لا تكونوا. أما أن تحيوا بأمن وأمان وأما أن تعيشوا في رعب وخوف دائمين وهذا هو الحاصل اليوم، قلق مستمر وذعر متواصل وتوتر مزمن وكأننا كتب علينا أن نغادر البحرين ونحن فيها، من منكم لا يعيش الغربة وهو في بلده؟ من منكم لا يسمح بترك أولاده خارج الدار ولا يقلق عليهم طوال الوقت؟ من منكم يترك باب منزله مفتوحاً ولا يتنازعه الشك والتوتر.. هل هذه هي البحرين التي عهدناها؟ هل هذه ثمرة الدفاع عن البلاد عندما كانت هناك شعرة بين الجمهورية الاسلامية والدولة الخليفية فجاء الفاصل والفاروق فتغيرت المعادلة وعادت البحرين الخليفية من بين فكي الذئب الايراني، واليوم هل هذا هو ثمن الدفاع عن تلك المرحلة الفاصلة من تاريخ البلاد فنأتي اليوم وننسى كل ما جرى وتعود بنا عقارب الساعة الى ما قبل الدوار وما قبل الجمهورية الاسلامية، فيتحدث من يتحدث عن الحوار بلا شروط ويفصل من يفصل من زوار الدول الغربية وسط صمت وتخاذل حتى أهل الفاتح الذين يبدو أنه قُطع لسانهم وأدخلوا الثلاجة بحسب وعد لم يتأكد!!! النسيان هو الطريق الى الهاوية فعندما ننسى ما حدث نكون قد كتبنا على أنفسنا العودة الى حافة الهاوية والهاوية هنا تنتظر سنة او سنتين ويتكرر السيناريو، أي دولة تنسى ما جرى لها وتبدأ تردد كالببغاء: حوار.. حوار. أي أمة هذه التي لا تملك ذاكرة تسعفها على تذكر ما جرى لها تحت سماء سوداء مكفهرة كأنها يوم القيامة ولولا مشيئة القدر وحنكة قلة من رجال لوقعت المصيبة، فأي أمة هذه تنسى وتعبر السراط وهي تلقي بنفسها في أتون المصيبة التالية وهي ما كادت تخرج من مصيبتها الأولى. ينفي بعض المتحذلقين من نواب وشورى وكتاب أن لا توجد طائفية.. بل توجد طائفية وبامتياز. ينفي بعض المتسلقين أن لا توجد شروط للحوار.. بل توجد شروط وشروط. ينفي بعض المسئولين أنه لا توجد ضغوط أمريكية وغربية وحتى صومالية، بل توجد ضغوط وفوق الضغوط ولولا الضغوط لما تغيرت الأحكام والقوانين والقرارات وعيب النكران. ينفي البعض ان شعب البحرين نام مرة ثانية والناس عادت تلتحف بالخوف والفزع والقلق، نعم الناس عادت تخشى على ابنائها وأطفالها وهم يرون الشوارع والمدن والميادين بلا أمن ولا أمان. أخبروني ماذا ظل من ثورة الفاتح؟ ماذا بقي من صوت الفاتح سوى ذكرى يرددها زعماء الطائفة المغلوبة على أمرها وسط يأس وقنوط وضياع وبيات شتوي، فيما الدولة ورؤوس المؤامرة مازالوا يدبرون في السر والعلن لانقلاب آخر في الطريق وأنتم يا أمة الفاتح لاهون مثل ملوك الطوائف. يد واحدة لا تقبض على الجمر ويد واحدة لا تكفي لحفظ البحرين ورأس واحد مهما أوتي من قوة لابد معه من رؤوس فأين تلك الروح المتقدة أين الجذوة والنخوة والانفعال؟ لقد بلغ النصل العظم فماذا ننتظر الانقلاب الثاني يأتي ويطير بعرشكم؟ الآن فقط ومن هذه الساعة أما أن تأخذوا موقفاً حازماً صارماً تعلنون فيه كلمتكم وأنكم تغيرتم ولم تعودوا ورقة لعب بيد غيركم، وأما أن تبقوا مهمشين وينتهي بكم المطاف الى مواطنين من الدرجة الثانية فاختاروا أين تقفون. هذه إرادتكم لا أحد ينازعكم فيها. ألم تتعبوا من اللعب بكم؟ ألم تتعبوا من التحايل عليكم؟ ألم تتعبوا من الضحك عليكم؟ ألم تتعبوا من القفز فوقكم؟ ألم تتعبوا من تجاوزكم؟ ألم تتعبوا من الكذب عليكم؟ ألم تتعبوا من بيعكم بعد كل ثورة تصدون فيها المؤامرة عليكم؟ ماذا تبقى لكم؟ تصريحات صحفية للاستهلاك اليومي بينما الطرف الآخر يلعب بمشاعركم ويحرق أعصابكم ويستفزكم بالتصريحات الكاذبة والمفلسة، فلا نجد الا دعوات خجولة منافقة ومتحذلقة تطلق كالفقاعات تتسول الحوار.. هل هذا كل ما في جعبتكم؟