يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1983 الأثنين 16 مايو 2011
صحيفة الوطن - العدد 1983 الأثنين 16 مايو 2011
التمسك بأنصار ولاية الفقيه كخيار استراتيجي لواشنطن حالياً باعتبارهم الحلفاء الجدد والمستقبليين له العديد من السلبيات والإيجابيات للطرفين (الولايات المتحدة وإيران وأنصارها في البحرين) على الإدارة الأمريكية أن تعيد حساباتها إذا كانت تتطلع إلى استمرار نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي. وسواءً كانت سلبيات أو إيجابيات في التمسك بالخيار الاستراتيجي لولاية الفقيه، فإن الخاسر الأكبر في هذه المسألة هم طبعاً الطائفة السنية والعائلة المالكة في البحرين، وكذلك الحال بالنسبة لشعوب وحكام دول مجلس التعاون الخليجي من الطائفة السنية التي تترقب في هذه المرحلة الدقيقة ما ستؤول إليه تحالفاتها التاريخية مع واشنطن رغم ما يتداول من ''مجاملات دبلوماسية مستمرة بشأن تعزيز العلاقات الخليجية ـ الأمريكية''. لنتحدث عن البحرين والطائفة السنية فيها، ففيما يتعلق بالسلبيات فسنتحدث عن أهمها وهي خسارة الحلفاء التقليديين من الطائفة السنية والعائلة المالكة، بالإضافة إلى أنها تفتح المجال أمام إيجاد تحالفات إقليمية تمتد خليجياً وتنتهي دولياً من أجل تقوية الجبهة الخارجية. وهو ما تشهده السياسة الخارجية للمملكة حالياً. فالمؤشرات الحالية تشير إلى ظهور تحالف إقليمي ـ دولي من شأنه تعزيز العلاقات بين القوى الخليجية المناوئة لولاية الفقيه، تشمل السعودية وبعض دول مجلس التعاون الأخرى، بالإضافة إلى قوى إقليمية عربية مثل الأردن والمغرب، وقوى إقليمية غير عربية مثل تركيا والصين. فإذا كانت واشنطن متمسكة بحلفائها الجدد فإنه ينبغي أن تدرس حجم هذا التحالف الإقليمي ـ الدولي الذي من شأنه أن يكون لاعباً سياسياً هاماً في النظام الدولي، لاسيّما وأن هذا التحالف يتحكم بأكثر من نصف الثروة النفطية في العالم. بالمقابل فإن الإيجابيات من وراء تمسك واشنطن بحلفائها الجدد وهم أنصار ولاية الفقيه من الطائفة الشيعية استمرار الاستراتيجية الجديدة التي بدأتها واشنطن منذ السبعينات وحتى اليوم، وأنفقت عليها مليارات الدولارات من الخزينة الأمريكية ومن موازنات دول مجلس التعاون الخليجي ومن بينها البحرين بلاشك. وهو ما يحقق لها جملة من المكاسب سنتحدث عنها لاحقاً. خيار التمسك بالحلفاء الجدد سيخلق أيضاً تحدياً لواشنطن في تصاعد النعرات المناهضة للأمركة التي تسعى الولايات المتحدة لتكوينها منذ سنوات طويلة. وبالمقابل فإنه من المتوقع أن تزداد النعرات الدينية طبقاً لأسس طائفية، حيث سيزداد الالتزام الديني، ويتيح المجال نحو مزيد من التطرف المناهض للغرب، وتعود المسألة سلباً من جديد في مواجهة دولية جديدة بعد المواجهة التي ابتكرتها واشنطن إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر ,2001 وهو أمر إيجابي بالنسبة للولايات المتحدة إذا كانت متمسكة بحلفائها الجدد. وهذا المسار خطير للغاية لأنه ينذر بمواجهات فكرية وسياسية واقتصادية وحتى عسكرية بين الطرفين، وهذه المواجهة لن تقتصر على البحرين محدودة الموارد والتأثير دولياً، ولكنها ستشمل محوراً أكبر من ذلك بكثير. غداً نتحدث عن الخيار الثاني أمام واشنطن حالياً وهو التمسك بالوضع القائم في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي كخيار استراتيجي بدلاً من الحلفاء الجدد المقترحين.