Friday, April 20, 2012

الضحك على تقارير منظمة العفو الدولية

 طارق آل شيخان

أصدرت منظمة العفو الدولية يوم الثلاثاء الماضي السابع عشر من أبريل تقريرا بخصوص البحرين بعنوان “إصلاحات متهافتة: البحرين تفشل في تحقيق العدالة للمحتجين”، ذكرت فيه أن الإصلاحات المجزأة فشلت في توفير العدالة لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، على الرغم من إصرار الحكومة على أنها سوف تتعلم من أحداث فبراير ومارس العام الماضي، حسب ما جاء في التقرير.
وحوى التقرير العديد من الفقرات المضحكة، ان لم تكن غبية. فمثلا قالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية ما نصه: “بينما تتجه أنظار العالم إلى البحرين وهي تستعد لاستضافة سباق الجائزة الكبرى العالمي للسيارات (غراند بري)، فيجب أن لا يتوهم أحد أن أزمة حقوق الإنسان في البلاد انتهت”. والمضحك في هذا الامر هو ربط حدث رياضي بمسألة حقوق الانسان. فالفورمولا حدث رياضي يهم الرياضيين، الذين لم ينصبوا أنفسهم كنشطاء حقوق انسان. ولا دخل للسباق بمسألة الارتقاء بمفاهيم حقوق الانسان وبتعهدات الحكومة البحرينية بالاصلاح السياسي وحقوق الانسان. وكلنا يعرف ان الرياضيين دائما يحاولون ابعاد الرياضة عن السياسة. فما هو المغزى من ربط حدث رياضي بمطالبات سياسية وحقوقية؟ اللهم الا ان منظمة العفو الدولية تساند المعارضة الموالية لايران، التي دعت للنزول للشوارع بالتزامن مع الفورمولا.
وواصلت صحراوي قولها إن “ما تنفقه الحكومة من أموال طائلة على الخبراء الدوليين لمساعدتها في الإصلاح سوف يذهب هباءً ما لم تظهر إرادة سياسية حقيقية لاتخاذ قرارات صعبة، خاصة بما يتعلق بمحاسبة كبار المسؤولين في قوات الأمن المتهمين بالانتهاكات، وإطلاق سراح سجناء الرأي ومعالجة التمييز الأصلي ضد أغلبية السكان الشيعية”. والمضحك أيضا تبني هذه المنظمة اسطوانة المظلومية التي ترددها المعارضة الموالية لايران. فالتقرير طالب، لاحظ الفقرة التي بين القوسين، طالب “بمحاسبة كبار المسؤولين في قوات الأمن المتهمين بالانتهاكات”. فأي عبارات غبية احتواها هذا التقرير؟ فبأي حق تطالب بمحاسبة متهم بالانتهاكات، من دون ان تثبت عليه الادانة ويصدر عليه حكم قانوني. أكرر ما قلته. فالمنظمة طالبت “بمحاسبة كبار المسؤولين في قوات الأمن المتهمين بالانتهاكات”. المحاسبة تعني ادانة مسبقة ضد المتهم. فكان من المفروض من المنظمة اختيار كلمات تنم عن الحيادية، مثل هذه الفقرة “تقديمهم للعدالة للتحقيق في مزاعم المعارضة ضدهم”. هذه هي الحيادية في كتابة التقارير الدولية المحترمة، وليست الكلمات والعبارات الغبية والمضحكة، وتبني وجهة نظر المعارضة الموالية لايران.
وعبارة اخرى وهي الاغلبية الشيعية. فكلمة اغلبية تعني أنه على الاقل أن الاخوة والاعمام الافاضل الشيعة يمثلون ثلاثة أرباع المجتمع البحريني، فهل وثقت هذه المنظمة هذه الفقرة بدليل قانوني ورسمي واضح واحصائيات؟ وهل استندت على وثائق معترف بها دوليا أو على الأقل رسميا من قبل الدولة، حتى تقوم بالغاء نسبة السنة؟ أم ان تقريرها تمت صياغته من قبل المعارضة الموالية لايران، أم ان من كتب التقرير لا يعرف أدنى معايير الموضوعية والحيادية في كتابة التقارير المحترمة والقانونية.
ويكمل بيان منظمة العفو الدولية الأخير مغالطاته بشأن الأحداث التي جرت مؤخرا في البحرين قائلا ما نصه: “حوكم عشرات من السجناء في محاكمات غير عادلة أمام محاكم عسكرية أصدرت ضدهم أحكاماً بالسجن لفترات طويلة، ولم يفرج عنهم حتى الآن، على الرغم من أنهم أدينوا لمجرد قيادتهم لاحتجاجات ضد الحكومة واشتراكهم فيها دون استعمال العنف أو الدعوة إليه”. والمضحك أن التقرير نسي أن ما قامت به البحرين كان اجراء قانونيا ودستوريا بشأن قانون السلامة الوطنية. أما العبارة المضحكة الثانية فهي فقرة “لمجرد قيادتهم لاحتجاجات ضد الحكومة واشتراكهم فيها دون استعمال العنف أو الدعوة إليه”. فما قام به هؤلاء من احتلال لمستشفى السلمانية، واستغلال صرح إنساني لأغراض سياسية وطائفية قذرة،  وإرهاب الأطفال ومنعهم من ممارسة حقهم التعليمي، والعمل على استهداف الجاليات الآسيوية، والتخطيط للبدء بمناوشات مع السنة تمهيدا للحرب الأهلية، وتعطيل الحياة العامة بكافة اشكالها، وقيام (الشبيحة) بسد الطرقات والشوارع والمنافذ، تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون جملة وتفصيلا. ولكن كما قلنا فإن تقرير المنظمة لا يرقى لتقرير طالب ابتدائية.
ويضيف البيان ما نصه: “التهم الموجهة إليهم تشمل  تكوين جماعات إرهابية لقلب نظام الحكم. وقد نادى بعض السجناء علانية بإنهاء الملكية وإحلال النظام الجمهوري محلها. لكنهم لم يستخدموا العنف ولم يدعوا إليه.” فأي غباء تحتويها هذه العبارة؟ يدعون لإحلال نظام جمهوري ولكنهم لم يستخدموا العنف. وهل هناك اشد من الدعوة إلى قلب نظام الحكم وإحلال نظام (جمهوري إسلامي) تابع لايران، وما ترتبت عليه من الأحداث والوقائع التي سردناها أعلاه. وماذا سيكون ردة فعل تحالف السنة والشيعة الوطنيين، لو ان هؤلاء استمروا في محاولة قلب نظام الحكم؟ الا ستكون هناك مذابح ومجازر بين تحالف السنة والشيعة الوطنيين وبين مرتزقة إيران وعبدة الولي الفقيه بسبب الدعوة لإقامة نظام (جمهوري اسلامي) في الوقت الذي كانت فيه إيران تستعد لتنصيب أقزامها في البحرين!
وفقرة غبية اخرى وهي: “وتقر منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن البحرينية تواجه أحياناً جماعات تسلك سلوكاً عنيفاً، كأن تلقي زجاجات المولوتوف على هذه القوات أو العربات التابعة لها. لكن قوات الأمن يجب عليها أن تحترم القانون الإنساني الدولي ومعاييره”. فيا ايها البيان الغبي، انت تقر بأن هناك زجاجات مولوتوف قاتلة تلقى على رجال الأمن، الذين تطالبهم باحترام القانون الانساني ومعاييره، فما عساك تريد من رجال الشرطة أن يفعلوه تجاه ما يقوم به هؤلاء؟ أتريدهم ن يستسلموا ويحترقوا بسبب المولوتوف؟ ام انك تريدهم ان يلقوا الورود على أصحاب المولوتوف، أم ان يسكتوا ولا يردوا على هذه القنابل الحارقة، حتى يثبتوا لك التزامهم بالقانون الدولي؟. لو أن أحدا في أمريكا ألقى مولوتوف على رجل أمن، لكانت رصاصة تخترق رأسه هو الرد الأمثل.
نصيحة لكاتبي تقارير منظمة العفو الدولية، وهي ان اعتمادكم على ما يقوله هؤلاء الخونة كلاب الولي الفقيه ومرتزقة كسرى، الذين استغلوا المطالبات الشعبية المعيشية لكافة اطياف المجتمع البحريني، سبب لكم فقدان المصداقية والحيادية. فالناس بدأت الآن تعرف ان تقارير منظمة العفو الدولية، تقارير مشبوهة ومسيسة، ولا ترتقي الى التقارير الدولية المحترمة ذات المصداقية.

المصدر:

Thursday, April 19, 2012

شرفاء الوطن الهدف والأولويات

 
 
{ لابد من وجود (مشروع وطني) يعمل الجميع عليه حكومة وشعبا، لمواجهة المستجدات والمتغيرات والتهديدات والمخاطر، التي ضيعت حتى الآن سمات أصيلة في مجتمعات عربية كبيرة، ويراد بها جر هذا البلد الذي كان مضرب المثل في أمنه واستقراره وسلمه الأهلي، وتعايش الأديان والمذاهب فيه، يراد اليوم جر بلدنا إلى ذات سكة الفوضى، وحيث مسيخ العصر الدجال، يلعب بكل ما أوتي من دهاء وقوة وخبرة استعمارية طويلة على الأخلاقيات ليجعل اللاأخلاقي هو السائد، وعلى الانسانية ليجعل اللاإنساني هو السائد، وعلى ردود الفعل المنفلتة للشعوب، ليجعل من غضبها نارا تحرق الوطن، قبل ان تحرق أي شيء آخر، وليلعب على الطائفية وعلى العرقية، وعلى كل ما يفرق ولا يجمع، فهي جميعا وغيرها الكثير، وقود النار التي يحرق بها البشر والأوطان، ثم كما قرأنا عن المسيخ الدجال في آخر الأزمان، يصور للناس الجحيم جنة والجنة جحيما، ليفتتن الكثير من البشر به، وهو ما يفعله دجال العصر اليوم، حيث هو يفتن الناس بالكلمات والشعارات، ويلعب على أحلامهم، فيندفعون خلفه معتقدين ان ارضه هي أرض الأحلام، وانه سيحقق الخير لهم، فاذا بالنتيجة خراب ودمار وفوضى، وقتل وحرق وجنون، وتراجع عن الأخلاقيات وعن المبادئ الإنسانية، لأنهم ببساطة حين سمحوا له بأن يلعب بعقولهم وبوعيهم وبأخلاقياتهم، سمحوا له بالنتيجة ان يحولهم إلى «مسوخ»لا هدف لها ولا غاية الا العنف والتخريب وتجاوز كل المحرمات، وهو ما حذرنا القرآن الكريم منه. }
هذا ما يفعله اليوم بعض ابناء الأوطان، الذين تدربوا على يد المعاهد والأكاديميات والمراكز الصهيونية، ولا نستثني منهم أحدا سواء في المنطقة العربية أو غيرها.
{ ولهذا فان اليوم أهل الفاتح، ومن نصبوا أنفسهم قيادات لهم سياسية أو دينية أو مجتمعية أخرى، ومن يقود منابر توجيه الرأي والوعي سواء كانت منابر تقليدية أو منابر حديثة، كوسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية، فهم جميعا مدعوون وبقوة إلى فرز ما يحدث حولهم، وما يحدث في وطنهم البحرين، وما يراد لخليجهم العربي، الحيوي والاستراتيجي، من مآلات ونهايات حزينة هم في خير منها اليوم، ووسيلة من يخطط ويستهدف أمران يخرج عنهما الكثير من الفرعيات والهوامش وهما:
الأول: الأفكار.
والثاني: البشر كأدوات مستهدفين بتلك الأفكار. }
المعركة اليوم والحرب الراهنة على المنطقة العربية وعلى الخليج العربي ومنه البحرين، هي (معركة فكرية) بالدرجة الأولى، وحرب على الانسان وجذوره الوطنية والقومية وأخلاقياته ومبادئه الانسانية، فان تم تجريده من كل ذلك وسقط الانسان ووعيه في خضم الحرب القائمة، اصبح مجرد أداة لتنفيذ المخططات والمشاريع التدميرية ضد وطنه وضد شعبه وضد أمته وضد هويته، وزاده أو أدواته في كل ذلك بعض الشعارات والأفكار حول الحرية والديمقراطية وغيرهما، وهي لتعمية العقول والقلوب.
فماذا نستفيد من حريات وغيرها، حين يُلقي المستعمر الجديد شراكه علينا وعلى أوطاننا، ونتحول إلى ادوات لتنفيذ مخططاته، والسؤال الجوهري: هل نكون بعدها فعلا أحرارا؟ هل سنكون ديمقراطيين ونحن كقطع الشطرنج يتم تحريكها؟ هل سيتحقق المنشود من التغيير؟
{ هنا يأتي دور الهدف ودور الأولويات على أرضية الوعي الحقيقي بكل ما يحيط بنا وما يراد لنا والغايات التدميرية التي يسوقوننا نحوها تحت غطاء الشعارات البراقة.
وفي هذا فان الهدف الذي يجب على كل شبابنا الوطني أو الموالي لوطنه عن صدق، ان ينتبه جيدا للفخاخ المنصوبة له في كل مكان، فلا الفئة التي تسمي نفسها المعارضة وتحتكر هذه الصفة لنفسها، هي معارضة حقيقية كالمعتاد، بمعنى انها تعمل من اجل الوطن والشعب ونهضتهما ورقيهما، والا ما كنا رأينا منها كل ما هو نقيض لذلك، بل ما هو تدميري وتقسيمي وطائفي، ولا هي عروبية محافظة على هوية هذا الوطن وانتمائه وجذوره وتاريخه وحضارته، والا كان قد نطق قادتها كأبسط مثال: ان الخليج عربي، ولا هي ديمقراطية فمرجعيتها الدينية واستبداد تلك المرجعية ودعوتها إلى السحق والكراهية للآخر تؤكد ديكتاتوريتها وتسلطها وليس شيئا آخر، أما الشعارات التي ترفعها، فهي كذر الرماد في العيون، وحق يراد به باطل، لذلك فكل من يتقرب من ضفة (الوفاق) أو اتباعها، ومن يرفع معها شعاراتها أو بعضها فليدرك انه قد دخل (الفخ المحلي). }
بالمقابل فان فخاخ الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، هي كثيرة ومتنوعة بل باذخة في عطاياها ودعمها على المستويات كافة لكل جماعة أو أفراد أو مكونات في الشعب تقبل الدخول في لعبتها، والتدرب عليها، لتتحول إلى دمى متحركة في يدها، وهي تظن انها مع التدرب قد تحولت إلى جماعات حقوقية وديمقراطية وإلى نشطاء مستقلين وإلى إمكانيات مفتوحة للتغيير، حسب رغبتها هي كجماعات فيما هي تتحرك حسب رغبة الدولة أو الدول التي تتلاعب بها عبر منظماتها ومراكزها واكاديمياتها المشبوهة، المأمورة بأوامر الرؤوس المدبرة التي تدير اللعبة كلها.
هذه هي الحقيقة الخطرة، وهذه هي أصول اللعبة بين القوى الداخلية التي تسعى إلى تغيير نوعي مطلوب من دون غيره، وبين القوى الخارجية التي تحركها لتعبث بأوطانها، فما هو هنا دور أهل الفاتح والشرفاء في كل ذلك؟
وما هو هدفهم؟ وما هي أولوياتهم؟
{ حين تحرّك أهل الفاتح في فبراير ومارس ٢٠١١، ونُصب أعينهم هدف واحد لا ثاني له، وهو حماية الوطن من عبث من تُسمي نفسها المعارضة (الوفاق + الأتباع + الجمعيات غير المرخصة وغير القانونية) فإنني أستغرب اليوم أن لدى البعض منهم، أفكارا يبدو أن هذا الهدف الأساسي الجامع لكل الشعب من الشرفاء المخلصين قد تراجع، أو كأنه لم يعد الهدف الأساسي، فأصبح هؤلاء يشتتون وعي الشرفاء في اتجاهات فرعية على الرغم من أن التهديدات والمخاطر مستمرة وبقوة أكبر، وإن تراجع مظهرها (المحلي) المباشر بعد فشل الحراك الانقلابي الطائفي في فبراير - مارس ٢٠١١، وتعطله بصيغة (مؤقتة) يسعى أصحابها بكل الطرائق إلى إعادة هذا الوطن إلى سكته، وعبر أعمال عنف وتخريب وإرهاب ممنهج، وتصاعد في آليات الخطاب الديني المنبري والخطاب السياسي والإعلامي والحقوقي المفبركة والخادعة، واستقواء أكبر بالخارج وتنويع في مصادره ودوله وصولاً إلى روسيا وغيرها، فهل تراجع هؤلاء عن مخططهم أو نياتهم؟ وهل تراجع المخطط الأساس في الخارج الذي يغذيهم ويدعمهم ويمولهم ويدربهم؟
لماذا إذاً شعور بعض الشرفاء بالطمأنينة؟ ولماذا التراجع عن الهدف الأساس الذي هو حماية البحرين والدفاع عنها؟ }
وإذا كان الدفاع عن البحرين هو أعلى سلم الأولويات وحيث من المفترض أن المسافة بينه كهدف أول وبين ما يليه من أهداف هي مسافة كبيرة، فلماذا طرح شعارات لا تفيد ترسيخ المهمة الأولى، بل تبعد الشرفاء عن تلك المهمة، حين ترديد ما يفيد أن هناك اختراقا ما قد حدث في وعي بعض أهل الفاتح، فأصبحت مهمتهم الأولى هي خلخلة العلاقة بين أبناء أهل الفاتح وبين النظام الشرعي، بل انجر هذا البعض نحو فلسفة من تُسمي نفسها المعارضة، حيث الانجرار وراء التطاول على رأس القيادة السياسية وجسدها، ومن حيث اكتساب البعض الآخر تدريجيا لغة التخريب على أرضية ردات الفعل المنفلتة، بل انساق البعض وراء شعارات مطلبية غير متوافقة زمنيا وجوهرا مع المصلحة الوطنية، فهذا البعض انساق بدوره وراء فكرة التغيير حسبما يريده المخطط الخارجي، لتنفتح بعدها أبواب الصراع مشرعة لطلاب السلطة والساعين إليها، فهذا يريدها شعبية طائفية، وذاك يريدها في اتجاه آخر، لتجد بعدها الدولة الكبرى أن خيوط اللعبة عادت بقوة إلى أصابعها، فتلعب على غايات الفوضى والاقتتال الطائفي كما لم تلعب قط.
{ إن الهدف الأساسي الذي أخرج أهل الفاتح إلى ساحة الجامع الذي تسموا باسمه، بسبب تأثيره التاريخي في حماية البحرين وتعديل الميزان وتوازن القوى الداخلية، يجب ألا يغيب عن كل الأذهان لحظة واحدة.
ومن هذا الهدف الأساس وهو الدفاع عن البحرين تتفرع الأولويات وتتفرع أساليب العمل على خريطة الطريق التي يجب العمل وفقها شعبيا ورسميا لحماية الوعي الوطني من أي اختراق غير مرغوب وغير مطلوب لأنه اختراق خارجي لتوجيه الوعي المحلي في اتجاه خريطته هو وأهدافه هو بالضرورة.
ومن أولويات خريطة الطريق هذه للدفاع عن البحرين هي مواجهة من تختطف صفة المعارضة لنفسها، وكشف حقيقتها على الملأ الخارجي عربيا ودوليا، وفرز سلوكاتها الإرهابية عن غطاء الشعارات المطلبية الخادعة، مثلما توضيح الصورة حول توزيع الأدوار بين (الوفاق وأتباعها) وبين (الجمعيات غير المرخصة) وبين الغاية التي توحدهم معاً، وهي إسقاط النظام الشرعي، واستبدال جمهورية أو نظام طائفي موالٍ لجمهورية الولي الفقيه الأم به، أي العودة ألف عام إلى الوراء، فهل هذه مهمة إصلاحية أو ديمقراطية مثلاً؟
× مواجهة هؤلاء في الداخل وإضعافهم بكل الوسائل هما تخليص للشعب البحريني بكل مكوناته، حتى للطائفة الشيعية نفسها، من مستقبل معتم ينتظرهم لن يختلف عن وضع (شيعة الأحواز العرب) وعن وضع المواطن الإيراني أيا كان مذهبه أو عرقه وعن وضع السلانة في جمهورية النفاق الطائفية، وحيث لا يوجد مسجد واحد لهم في طهران.
يجب تركيز كل الجهد والقوى الشريفة والوطنية لإفشال مخططات الفئة الباغية على بقية الشعب، لسلب هذا الوطن من أمنه وسلامة مواطنيه وإسقاط الدولة والنظام والقانون والدستور لإرجاعه إلى الوراء، أن يتوحدوا ليشكلوا قواماً متماسكاً لـ(معارضة وطنية) تعرف لماذا هي تحافظ على شرعية نظامها، ولماذا تتمسك به، مثلما تعرف كيف تدافع عن وطنها، وتعرف معهما كيف تُسدد ضرباتها إلى فئة انقلابية طائفية، أضرت ليس بالوطن وبقية المكونات الأساسية، وإنما أضرت بالدرجة الأولى بالطائفة التي تنتمي إليها، ولذلك تجب التفرقة، وكما نقول دائماً، بين القيادات الانقلابية في كل المجالات، والصفوف المختبئة التي تتدرج خلفها، صف أول وثانٍ وثالث وهكذا، وأن إضعاف هؤلاء لا يعني إضعاف الطائفة كلها بل يعني إنقاذا للطائفة من أسباب الضرر التي أوقعتها القيادات الانقلابية عليها، فواحد من أكثر الأوهام التي زرعتها القيادات الانقلابية في روع سواء الدولة أو غالبية الشعب أو العالم، أنها هي والطائفة شيء واحد، وأنها هي والشعب البحريني شيء واحد.
هذا واحد من أخطر شعارات الحرب النفسية التي مارستها على الجميع، ولذلك أوهمت الداخل والخارج أيضاً بـ (أنها وحدها من يُمثل المعارضة) وأنها وحدها من يمثل الطائفة، وأنها وحدها من يمثل الشعب. ولذلك فإن أولى الأولويات لتحقيق هدف الدفاع عن البحرين هي إضعاف هذه القيادة الانقلابية، وفضحها، وكشفها، وكشف زيفها وعبثها بكل المكونات، ثم حصارها حتى القضاء عليها لاحقاً فلا يعود بيدها العبث بالبحرين وبأهلها لتحقيق أجندة إما إيرانية وإما غيرها.
× حين يتم إضعاف الأدوات المحلية التي تقود حراك العبث بأمن هذا البلد وشعبه، فإنه يعني أيضاً إضعافا للاعبين الخارجيين الذين يعتمدون في لعبتهم على هذه الدمى تحت شعارات كاذبة أنهم المعارضة وأن مطالبهم ديمقراطية وإصلاحية، وأنهم ينشدون العدالة، ولن نسرد هنا ما سلكته هذه الفئة، وما ارتكبته من أفعال إجرامية في حق الوطن، فهي أصبحت معروفة للجميع وهي كلها نقيض ما تدعيه المنظمات الدولية عن الوفاق وأتباعها، فإذا كانت الأولوية أيضاً للدفاع عن البحرين هي مواجهة المخططات الخارجية فإنها حتماً لن تنجح ما لم يتم تفكيك وإضعاف ومواجهة من تدرب لينفذ تلك المخططات في بلده.
واجهوا بقوة وبوعي وبإدراك كامل، وبتضافر بين جهود الدولة وجهود أهل الفاتح وكل الشرفاء، هذا الخطر الداخلي الملعوب عليه خارجيا، ومع هذه المواجهة لا تخلطوا أبداً بين هؤلاء وبين الطائفة، كما تم الإيهام في الحرب النفسية، لأن إضعاف هؤلاء هو تقوية للطائفة وإعادة إليها دورها الوطني الحقيقي وتخليص لها لتعود إلى حضن الأم البحرين.
}
هناك كما قلنا من أوهم الدولة وشعبنا بأن مواجهة القيادات والصفوف الأمامية في كل المجالات السياسية والإعلامية والحقوقية، التي قادت ولاتزال تقود أبجديات الحراك الانقلابي الطائفي، على الرغم من فشله، وإفلاس أصحابه، بأن مواجهة هؤلاء أمر مستحيل، لأنه يعني مواجهة نصف الشعب كما يقولون. وهذا في نظرنا كلام خادع أو مغلوط، وسواء من يطلقه يقول ذلك بوعي أو بلا وعي، فإنه يعني كأن لا حل مع هؤلاء أبداً.
{ الحل هو فصلهم كفئة مهما كانت عن الطائفة أولاً، وفصل وعيهم عن وعي الطائفة ثانياً، لأنهم مجرد تيار واحد في طائفة بأكملها، هو «تيار الولي الفقيه» الذي تسيّد اليوم لأسباب مختلفة داخلية وخارجية على وعي الطائفة وأصبح يقودها ولكن من يقودهم هم ليسوا كل الطائفة الشيعية، وثانياً من دخل في الحراك الانقلابي بقيادة هذا التيار (الولي الفقيه) يخلطون بين المذهب وبين هذا التيار من جهة، ولا يدركون حقيقة عواقب هذا الخلط من جهة ثانية، ولا عواقب الانقياد لأصحاب هذا التيار بزعامات دينية وسياسية من جهة ثالثة وأنه وبال عليهم الآن ومستقبلاً. }
ولهذا فحين تواجه الدولة هؤلاء، أو يواجههم شرفاء الوطن، فيجب الخروج أولا من وهم، أنهم بالفعل يمثلون حقيقة كل الطائفة وكل وعيها، فحتى أولئك الصغار والأطفال الذين يستغلونهم في التخريب والعنف والإرهاب هم مجرد أدوات مدفوعي الأجر، حينها فإن الدولة والشرفاء يواجهون من خرّب وعي نصف هذا الشعب، وكاد أن يجور على النصف الآخر. حتى لو ظهرت صفوف خلفية أخرى للقيادات فيجب أن يكون الحكم في مواجهتهم جميعاً هو ذات الحكَم في مواجهة الصف الأول أي المصلحتين الوطنية والشعبية، والسلامة الوطنية والأهلية، وأمن واستقرار البحرين، وكل ذلك يتم عبر القانون والقضاء وعبر الحصار الشعبي لهؤلاء.
{ إذاً نعود مجدداً للحكَم الأصلي الذي هو القانون والقضاء المستمدان من الميثاق والدستور، فإذا انزاحت (الوفاق) عن طريق الوطن فمهمة الشعب والطائفة الشيعية أن يُخرجوا إلى الأرض من يمثلهم كجمعية وكمعارضة وطنية تضاف إلى معارضة أهل الفاتح أي موالية للوطن أولاً وأخيراً، ومحافظة على مصالحه ومصالح بقية مكوناته، ومراعية للقانون والمؤسسات ومبادئ الميثاق والدستور اللذين هما أساس المشروع الإصلاحي برمته، وعاملة وفق الديمقراطية المتدرجة والإصلاح الذي يخطو خطوات ثابتة لم تخطها دول عربية كثيرة، وغير متجاهلة لهوية البحرين ولا لانتمائها إلى العمق الخليجي الاستراتيجي، وهذا ما لا تفعله «الوفاق وأتباعها» اليوم وما لا تفعله الجمعيات غير المرخصة، لأنها معاً وباختصار تخرب كل ما سبق، وتعبث بمصير وطن وشعب وترهنهما مباشرة أو غير مباشرة لأطماع إقليمية ودولية خارجية، وعلى الطائفة الشيعية وشرفائها مواجهة هذه الإشكالية بتشكيل جمعية سياسية وطنية بديلة عن (الوفاق). }
إذاً لا (الوفاق) ولا أتباعها ولا بقية الجمعيات ذات البضعة الأفراد، لا بديل لهم في البحرين، بل هناك بديل وطني لهم جميعاً ومن خلاله يجب إبعادهم عن الساحة السياسية، لأنهم باختصار أخلوا بكل قوانين اللعب فيها، وهذا ما يجب أن يعيه شرفاء هذا الوطن وأن تعيه الدولة أيضا وأن يعيه شرفاء الطائفة الشيعية، وأن يكفوا معاً عن التصرف كأن (الوفاق) وذيولها قدر لا خلاص منه ولا بديل عنه ولا فكاك منه، وأنها وحدها الطائفة والشعب.
ولهذا حين نقول شرفاء هذا الوطن، فنقصد الشرفاء من كل المكونات، الذين يجب أن يدركوا أن إحدى أهم أولوياتهم للدفاع عن البحرين كهدف أساسي، هو مواجهة وحصار من يعبث بالبحرين، وأيا كان مسماه، وأول المواجهة سحب صفة (المعارضة) عن هؤلاء بكل الإمكانيات الفكرية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية، التي تملكها الدولة ويملكها الشرفاء، وجعلها معركة أساسية لكسب الحرب النهائية عليهم، ويجب كشفهم أمام العالم (بأنهم ليسوا معارضة) لأنهم ببساطة أخلوا بكل قيم ومبادئ المعارضة الوطنية والإصلاحية التي تسعى إلى خير الوطن ونهضة شعبه.
هؤلاء مجرد أدوات يحركها الخارج ويجب على الدولة مواجهتهم بالقانون والدستور والمحاسبة والعقاب، وإحراج الدول الكبرى ومنظماتها بالمنطق القوي الذي يفيد في تفنيد حقيقة هذه الفئة التي تسمي نفسها معارضة. وبذلك يتم إضعاف المخططَين الداخلي والخارجي المرتبطَين ببعضهما بعضا، اللذين يغذيان بعضهما بعضا، ويبتزان الدولة، ويتلاعبان بمصير وطننا وشعبنا وأجيال المستقبل.
{ لا مصالحة مع الإرهاب أو العنف أو مع من يتبناهما أو يدعمهما أو يدافع عنهما. بهذا تسترد الدولة سيادتها وهيبتها، ومع الاتحاد الخليجي القادم تسترد أدواتها الأقوى في مواجهة القوى الخارجية العابثة بأمن الخليج عبر البوابة البحرينية.
الحرب مكشوفة وأدواتها مفضوحة، وهي (حرب مصيرية) بكل معنى الكلمة، لأنها اليوم وصلت إلى العظم، وإلى الاعتداء حتى على هوية بلداننا ومحاولة إلحاقها بالطامع الإيراني وأجندة الغربي الذي يريد كلاهما إقامة إمبراطوريته على حساب سلامة أوطاننا وشعوبنا. }
وهذا ما يجب أن يعمل عليه الشرفاء في هذا الوطن ودعم الدولة وتوجيهها نحوه، لأنها النصيحة الصادقة والمخلصة، للدفاع عن البحرين كهدف جوهري لا ثاني له، وبعدها تأتي الأولويات الأخرى مثل مكافحة الفساد المالي والإداري والقضايا الوطنية المختلفة، التي هي في جانبها الإصلاحي والمعيشي قضايا ذات ديمومة، بمعنى لا يمكن الانتهاء منها، مع رغبات أي شعب في التطور الدائم، ولا ننكر في هذا أن يتزامن العمل على كل القضايا الوطنية والشعبية، فهذه سنة الحياة حتى في خضم وجود التهديدات والمخاطر وقضية الدفاع عن البحرين، ولكن الذي نقصده هو عدم ضياع الوعي الوطني في التفاصيل ونسيان العمل الدؤوب على الهدف الأساسي الذي من دونه يضيع بلدنا، ومثلما عاش الوطن متآلفا متحابا، بعيدا عن أدوات العبث به، لابد أن يستعيد عافيته لا من خلال التسامح مع من يعبث ويدمر ويخرّب، وإنما من خلال الحسم في المواجهة وإبعاد وإضعاف من يعمل في تلك الاتجاهات أو يدافع عنها، واستعادة الطائفة الشيعية هويتها الوطنية التي ضربها من يدعي بأنه يمثلها.
حينها بالإمكان أن يعود الوطن إلى طبيعته، بعد أن يُجري عملية استئصال للغدد والخلايا السرطانية، التي تعمل ليل نهار للقضاء عليه، وإلحاقه بجغرافية السيناريوهات الحاقدة والمتآمرة، التي وصلت اليوم إلى حد محاولة اللعب على وعي بقية المكونات لإنجاح مخططها الانقلابي الغادر، الذي سيعيد هذا الوطن الناهض إلى الوراء ألف سنة.

فوزية رشيد
 
المصدر:

Friday, April 13, 2012

الانقلاب الأمريكي في البحرين – لماذا 2011 وليس 2017؟

 

ملاحظة: قد يتم حجب موقعي أو الوصلات التي في هذا المقال من قبل هيئة الإعلام، فأرجوا حفظ ما في الوصلات للمستقبل

في البداية أحب أن أنوه أنني لا انتقص الدور الإيراني والدول الأخرى في انقلاب البحرين، ولكن هذا المقال معني بجانب واحد، والذي هو الجانب الرئيسي من الانقلاب، وهو الجانب الأمريكي

نشرت سابقا مقال تمهيدا لهذا المقال باسم لنضع النقط على الحروف، الكثير لم يستوعبه أو لم يعطه اهتمام بالقدر المطلوب. أنصح بإعادة قراءته لاحقاً حيث أنني اليوم سأكشف من الأمور ما هي غائبة عن شعب البحرين بالدليل القاطع وليس استنتاجات أو أوهام، وسيضل كل ما أنشره نقطة في بحر

وهذه هي وصلته

لنضع النقط على الحروف

أن شعوب المنطقة الخليجية خاصة والعربية عامة بين فكين، أحدهما المشروع الصفوي شرقا والآخر مشروع الشرق الأوسط الجديد غربا، فكلا المشروعين يهدف إلى تقسيم المنطقة والقضاء على الإسلام وضم الدول لتبعيتهم، ومع الوقت ومرور السنين التقت أهداف هذان المشروعان وانصبوا فيما يسمى بالربيع العربي. اليوم سأتكلم عن المشروع الغربي فكلنا نعرف المشروع الصفوي، وفي مقال قادم سأكشف كيف تبنت أمريكا تصدير الثورة الخومينية لتتضح الصورة أكثر

مخطط الشرق الأوسط الجديد هو مخطط يعمد لتقسيم المنطقة لدويلات صغيرة على أساس عرقي أو ديني أو طائفي متنازعة فيما بينها ذات حكومات منتخبة تتغير سياستها كل بضع سنين مما يجعل المنطقة غير مستقرة ومشتعلة بالفتن والطائفية. فبذلك تلجأ هذه الدويلات للدول العظمى وتتحالف معهم ليضمنوا الاستقرار، وبالمختصر ستسلم كل مواردها وإرادتها وقراراتها للدول العظمى مما يخدم المشروع الصهيوني

هذا المخطط لا يمكن تنفيذه إلا بالاعتماد على الحركات الراديكالية، فتم توظيف وتدريب وتأهيل ودعم الشيعة الصفويين والإخوان وغيرهم من حركات متعصبة لتنفيذ هذا المخطط، والسبب بسيط وهو التبعية العمياء لقادتهم بسبب العقيدة، فيسهل التنسيق معهم وتوجيههم لما يريدون “خرفان”. سأل أحد القادة الأمريكان في العراق عن سب تفضيل أمريكا التعامل مع الشيعة على السنة، فقال مع الشيعة كل ما علينا فعله هو إقناع رجل واحد والجميع سيتبع وينفذ، أما مع السنة فعلينا إقناع أطراف عديدة مختلفة في الرأي والتوجه

مخطط الشرق الأوسط الجديد وضعته اللوبيات المختلفة وعلى رأسها اللوبيات الصهيونية، وأيضا ساهمت فيه اللوبيات الصناعية والتجارية حيث أن هذا المخطط سيفتح لهم أسواق جديدة وسيضمنون تحويل المنطقة إلى سوق استهلاكي بعد السيطرة على مواردهم وتقدمهم

وهذه اللوبيات تمارس عملها عن طريق منظمات مختلفة من تأسيسها أو تتبعها، كالمنظمات السياسة والحقوقية والإعلامية والاقتصادية وغيرهم، وهذه المنظمات هي التي وضعت تصور مخطط الشرق الأوسط الجديد وآلياته حسب الخبرة في المجال، وجندت ودربت وأهلت ودعمت الأفراد الذين سيقومون به، وهي من تشاهدونها تصدر البيانات وتنشر الأخبار الكاذبة في كل المنطقة منذ سنوات وليس فقط الآن

مخطط الشرق الأوسط الجديد وضع في قالب التنفيذ في عهد الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن، ولكن كفكرة فهو موجود من زمن بعيد فالتقسيم والفتن والصراعات هي عقليات استعمارية تحتقر الشعوب وتعمل على حدهم من التقدم. فكيف تضنون أن بوش الابن حصل على المساندة والتأييد لغزو أفغانستان والعراق؟ من يسيطر على الكونجرس ومجلس الشيوخ والإعلام الرئيسي؟ اللوبيات طبعا

ولم تكن أفغانستان والعراق هما الدولتان الوحيدتان التي أراد بوش الابن في عهده غزوهما، فليبيا أيضا كانت ضمن مخطط الغزو ودول أخرى كذلك، وبإمكانكم الرجوع لتصريحات كونداليزا رايس وبوش الابن في تلك الحقبة والتي تحدثت عن مشروع الشرق الأوسط الجديد

لكن بعد غزو أفغانستان والعراق تنبه بوش الابن لقوة ولاية الفقيه وأنه إذا طبق المخطط سيسلم المنطقة لإيران وستسقط أمريكا وإسرائيل، فقرر التخلي عنه لحين اكتمال مخطط آخر سنتكلم عنه في المقال القادم المعني بتبني أمريكا لتصدير الثورة الخومينية، والمعني كذلك بتمكين الإخوان من إقامة دولتهم ونشر مشروعهم السياسي بالمنطقة

فبذلك نستطيع القول أن الجمهوريين تخلوا عن هذه الفكرة مؤقتا لحين اكتمال العوامل الأخرى التي تضمن تطبيق المخطط وتوجيهه فيما يحقق مصالحهم، فاستغل الديمقراطيين ذلك وتبنوه في حملتهم الانتخابية. حيث قام أوباما بتقديم الوعود والضمانات للوبيات مختلفة والمنظمات والشخصيات المعنية بهذا المخطط بأنه سينفذه وسيسانده في حال انتخابه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية

وبإمكانكم الرجوع لخطابات أوباما في حملته الانتخابية وستجدون أن في غالبية خطبه ركزت على التالي

1. الاستغناء عن نفط الشرق الأوسط، بل في أحد خطبه قال التحرر من طغاة النفط، فمن هم طغاة النفط؟ وفاق الأمر ذلك لدرجه أنه عمل إعلان تلفزيوني بهذه الفكرة، وقال في خطبه أنه في عشر سنوات سأستغني عن النفط، وأنه سيستثمر 150 مليار في التكنولوجيا البديلة

طبعا أي شخص عاقل يمتلك ذرة علم سيقول عن هذا التصريح بأنه تصريح من رجل معتوه، لأننا نعلم عدد السنوات المطلوبة لتحقيق هذه الغاية ولن تقل عن 50 سنة. وأوباما يعلم ذلك أيضا فلمن هذه الأموال؟ طبعا لللوبيات المعنية بهذا القطاع، وستلاحظون أنه دائما يقول أنا لا أأخذ أموال من لوبيات واشنطن أو لوبيات النفط فمن مول حملته في 2008؟ وكيف جمع مليار دولار لحملته في 2012؟ تلك قصة بحد ذاتها

وهذا هو الإعلان

 

 

وعلى فكرة هو تنكر من هذا الإعلان منذ فترة بسيطة فانظروا لهذا

2. نقل الصناعات إلى أمريكا وفرض ضرائب لمن يعمل على نقل الصناعات للخارج، وهذا الموضوع كبير يصعب شرحه لأننا نعلم أنه إذا نقلت الصناعات لأمريكا سيرتفع ثمن السلع والدول ستبحث عن بدائل أرخص. ولكن ماذا إذا وقعت تلك الدول تحت السيطرةالأمريكية؟ هذا من أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد أن تزداد أمريكا غنى والشرق الأوسط فقر

3. دعم الحريات والديمقراطية والشواذ والخزعبلات التي يروجونها، وهنا مربط الفرس، ومعظم هذه الوعود قالها في الخفاء وتحصلت على وثيقة تثبت ذلك سأنشرها هنا

قبل أن أنشر الوثيقة يجب علينا فهم بعض الجوانب أولا حتى لا نفسرها بالشكل الخاطئ، مشروع الشرق الأوسط الجديد مندس تحت مشروع أسمه “مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط” بمعنى أن هذا المشروع هو الغطاء للمشروع التقسيمي، وليس كل من فيه جزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد

فهناك شخصيات وأطراف عديدة تعمل على نشر ثقافة الحقوق والمساواة والعدالة في الشرق الأوسط، فالغرب يستغل عمل وجهود هؤلاء ليدس مشروعه التقسيمي وأهداف الدنيئة. وعندما خرج ما يسمى بالربيع العربي اكتشفت هذه الأطراف أنه تم خداعها وأن هناك أيادي تعمل في الخفاء على إحداث الفوضى ونشر الإرهاب لما يخدم مشروع الشرق الأوسط الجديد

فمنهم من أنظم للمشروع، ومنهم من أنسحب من الموضوع ومنهم من قرر مساعدة دول وشعوب المنطقة على إيقاف هذا المخطط وتوجيههم نحو الطريق السليم الذي يحقق أهدافهم الديمقراطية ويحمي الشعوب من الفتن والتقسيم. ومن هذه الشخصيات البروفيسور شريف بسيوني، والذي أنقذ البحرين والخليج والدول العربية من شر المخطط، فمن أين تضنون جاء اقتراح المحكمة العربية لحقوق الإنسان؟ والتي ستحمي المنطقة من تدخلات الغرب؟

الوثيقة التالية يجب وضعها في قالب زمني متسلسل لنفهم علاقتها بالوثائق والأمور الأخرى، خصوصا فيما يتعلق بالانقلاب الذي شهدته البحرين في 14 فبراير 2011

في تاريخ 22/05/2009 رفعت مجموعة من المنظمات والشخصيات رسالة مفتوحة للرئيس أوباما تحت رعاية مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، ورعاية مركز دراسات الإسلام والديمقراطية، يذكرونه بوعوده وقت الانتخابات ويحثونه على تطبيق مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط

سأترككم تقرؤون الرسالة بأنفسكمـ وستعرفون من أين تأتي الوفاق بمواضيعها، وتشاهدون الجهات والمنظمات والشخصيات التي وقعت عليها، وأذكركم بعض الذين وقعوا كانت نواياهم صادقة وأنسحبوا بعد اكتشاف المؤامرة

وهذه هي وصلة الرسالة

Open Letter to Pres Obama about Democracy

والآن من موقع عليها أليست هذه الجهات التي تدعم نبيل رجب والخواجة؟ أليست منهم الجامعات التي تلقي فيها الخواجة أكاذيبها؟

بين الموقعين وجيهة البحارنة من البحرين، وعبد الخالق عبد الله من الإمارات، وجعفر الشايب من السعودية، ورولا دشتي من الكويت، وشخصيات من ثورة مصر نفسها. وكذلك حقوقيين ومنظمات حقوق إنسان كهيومان رايتس ووتش، وحقوق الإنسان أولا، ومنظمة فريدوم هوس، ومنظمة العفو الدولية

ولنلقي نظرة على من وقع عليها في البحرين

1. زينب الدرازي – جمعية البحرين لحقوق الإنسان

2. عبدالله بو حسان – جمعية وعد

3. ميرزا عيسى حسن – جمعية العمل الوطني الديمقراطي

4. فاطمة الجاسم

5. النائب البرلماني السابق والآن في الشورى وهو من الإخوان – صلاح علي عبد الرحمن

6. عبدالله بو حسان

7. محمد المسقطي – جمعية الشباب البحرينية لحقوق الإنسان

8. غادة جمشير

9. وجيهة البحارنة – جمعية المرأة للتنمية البشرية

وسأترككم تبحثون بأنفسكم عن من وقع عليها في الخليج، سأركز هنا على البحرين فقط

والآن وبعد هذه الرسالة بدءوا في تنفيذ المخطط على البحرين ويعدون له العدة، الرسالة كانت بتاريخ 22/05/2009، فأرسلت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في تاريخ 29/06/2009 برقية للسفارة الأمريكية في البحرين تطلب معلومات لتزود بها محللينهم السياسيين، بمعنى الجهات التي تضع وتدير الانقلاب

والأسئلة كانت كالتالي:

1. ما هي خطة الوفاق للانتخابات النيابية القادمة بعد أقل من سنة من الآن؟

2. ما هي الخطوات التي تتخذها الوفاق في تمثيل قضايا الشيعة الرئيسية، مثل تعديل دستور 2002، إعادة رسم الدوائر الانتخابية، التجنيس السياسي، البطالة؟

3. هل تفكر الوفاق باتخاذ خطوات خارج النظام السياسي، مثل الانسحاب من البرلمان وقيادة الاحتجاجات في الشوارع؟

4. ما هي وجهة نظر الوفاق والمجموعات الشيعية المتطرفة مثل “حق” على العلاقات الراهنة مع الملك حمد، ورئيس الوزراء خليفة، وولي العهد سلمان، ووزير الداخلية راشد بن عبد الله، ورئيس الأمن الوطني خليفة بن عبد الله؟

5. ما هو تصور الوفاق لمصالحة أو تحالف مستقبلي مع حق؟

6. هل هناك أية مؤشرات بأن حق قد تدخل داخل النظام السياسي؟

7. ما هي تركيبة أعضاء حق، وكم عدد أعضائها، وما نسبة الغير شيعة المنتمين لها؟

8. كم عدد أعضاء الوفاق، وهل هذا العدد زاد أو نقص بعد أن دخلت الوفاق للمجلس النيابي؟

9. ما هي تقسيمة التابعين للوفاق في مجلس الشورى والبرلمان، من حيث رجال الدين والتكنوقراط، وهل لديهم أهداف سياسية مختلفة؟

10. ما هو تأثير رجل الدين الشيعي عيسى أحمد قاسم على علي سلمان رئيس الوفاق، وعلى الوفاق نفسها؟

11. شهدنا مؤخرا تقارير عن حراك شيعي معارض جديد بقيادة عبد الوهاب حسين، ما مدى تطور هذه المجموعة المعارضة؟ هل توقف الناس عن مساندة الوفاق وحق لدعم هذه المجموعة، أو هم خرجوا من الشيعة المستقلين سابقا؟ ما هي أهداف هذه المجموعة وما هي إستراتيجيتها الشاملة؟

وهذه وصلة البرقية

http://wikileaks.ch/cable/2009/06/09STATE67067.html#

أعتقد وضحت الصورة وشاهدنا أجوبة هذه الأسئلة عمليا في الشارع خلال السنة الماضية، وإلى الآن هذا يؤكد كل ما طرحته في السنة الماضية وخصوصا عندما قلت أن الانسحاب من البرلمان جزء من المخطط وذكرت أسبابه، وأكدت منذ 14 فبراير أن الانقلاب والمخطط أمريكي وليس إيراني

بعد هذه البرقية حدثت أمور كثيرة لا يسعني ذكرها، ولكن في عام 2010 قامت الوفاق بطرح موضوع الحكومة المنتخبة وبلاوي أخرى تؤكد على ما جاء في الوثيقة، وعلى أجوبة برقية هيلاري كلينتون في اجتماعها السنوي العام، وأترككم مع الوصلة تقرؤونها بأنفسكم

http://alwefaq.net/index.php?show=news&action=article&id=3918

الكلام الذي قاله يطابق المواضيع في الوثيقة التي نشرتها وبرقية هيلاري كلينتون، فهو لم يقل ذلك إلا وهو مطمئن وتحصل على كل الضمانات الأمريكية ليخطو في ذلك الاتجاه. فما الدليل على ذلك؟ أعترافه منذ أقل من شهر حيث قال وبالحرف الواحد في أجتماعهم السنوي الأخير : قبل عامين، قامت الدنيا ولم تقعد بسبب ذكر التداول السلمي للسلطة في مؤتمر الوفاق العام 2010، وعدم جواز استمرار أسرة آل خليفة في احتكار السلطة.. كان ذلك خطاب في سياق تهيئة العقول وتعويد الآذان على هذه المصطلحات من أجل تهيئة أرضية لحركة عملية إصلاحية بعد عدة سنوات

وهذه هي وصلة اعترافه

http://www.twitlonger.com/show/goddbj

متى سمعت عن انقلاب البحرين؟

في منتصف عام 2010 بلغني خبر انقلاب البحرين وأن الشرق الأوسط ستقوم به الثورات وأن البحرين ستصبح غير مستقرة، حيث تسرب الخبر من مجموعة الشهابي في لندن. ولكنني ولكوني مواطن بسيط لم أعط الموضوع أي اهتمام، قلت في نفسي هناك استخبارات وهناك جهات معنية، وأنا لا أملك أي دليل وقتها سوى خبر وصلني. فأهملت الموضوع صراحة حتى قامت ثورة مصر، وصرح أحد أعضاء مجموعة المدونين الذين يعملون على تشويه سمعة البحرين منذ سنين على نشر خبر بأن البحرين بعد مصر

فتلك المعلومة التي وصلتني تعني أن الوفاق أي عيسى قاسم أخبر أسياده في قم فأعطوه الضوء الأخضر للتحالف مع أمريكا، وليضمنوا توجيه المخطط الانقلابي نحو المصالح الإيرانية أمرت إيران المجموعة الأخرى لتعد العدة لتدخل على الخط وتنزل متوازية مع انقلاب البحرين، والذي ترأسه مشيمع هنا على أرض الواقع

وهذت سيفسر لكم لماذا قال السفير الأمريكي في جلسة استجواب الكونجرس بأن انقلاب البحرين جاء من البحرينيين، والقصد الوفاق، وأنهم خائفون من أن تستغل إيران الوضع وتتلاعب فيه، فهو يقصد جماعة عبد الوهاب حسين والشهابي ومشيمع. وهذا هو فيديو الاستجواب مترجم كذلك

 

فماذا حدث أيضا في عام 2010؟

في ذلك العام نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقرير عن البحرين، وهو عن التعذيب في البحرين أحتوى على الكثير من المغالطات والأكاذيب والتحريف، والغرض منه ضربة استباقية ليضعوا البحرين في قالب الانتهاكات والتعذيب وخصوصا انتزاع الاعترافات. بما يخدم انقلابهم القادم حيث سبقوا بالإدانة

وللعلم نبيل رجب كان ينقل أمور التعذيب منه أيام الأحداث وينشرها فلم تكن لديه معلومات حقيقية وقتها. وانظروا من شكروا في آخر التقرير، وهذه هي وصلته باللغة العربية وعلى فكرة بعد قراءته ستجدون أنه تقرير سياسي طائفي وليس حقوقي، وحاولوا ترسيخ التوجيهات الأمريكية فيه بأن حراكهم خزعبلاتي وغيره

http://www.hrw.org/ar/reports/2010/02/08-0

فمن الأشخاص الذين شكروهم في التقرير أنقل هنا بالحرف الواحد من صفحة رقم 66

تود ھيومن رايتس ووتش أن تبدي عميق امتنانھا للمساعدة التي تلقتھا في البحرين من نبيل رجب، رئيس مركز

البحرين لحقوق الإنسان، وعبد لله الدرازي، مدير الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، وعبد الجليل سنكيس، منسق حقوق الإنسان بحركة حق للحرية والديمقراطية، ومحمد المسقطي، رئيس جمعية الشباب البحريني لحقوق الإنسان، وعبد الغني الخنجر، المتحدث باسم اللجنة الوطنية لشھداء وضحايا التعذيب

عبدالله الدرازي الذي شكروه هنا نفى ما في التقرير وقال هذه معلومات غير صحيحة، بمعنى أنهم حرفوا كلامه ومعلوماته. فتلقى تهديدات من مافيا حقوق الإنسان ويره من الأطراف، والدليل؟ في الوصلة التالية رقم 4

http://wikileaks.org/cable/2010/02/10MANAMA99.html#

اعتقد يكفي لهذه الحد ولننتقل إلى 1 فبراير 2011، في بداية شهر فبراير حصلت الكثير من الأمور جزء منها ذكرته سوسن الشاعر في حلقتها عن مبادرة ولي الأمر، وجزء لم تذكره، وهذه هي الحلقة للتذكير

 

بعض من ما لم تذكره هو التالي:

1. تحولت بعض المآتم لخلايا نحل، تطبع البنرات واللوحات، لذلك تجدون أن معظم ما يرفعونه نفس الشعارات ونفس الطباعة، وهذا دليل أنها لم تكن حركة عفوية ولم تخرج كمظاهرات إصلاحية ثم بسبب الردع وموت بعض المعتدين تحولت لإسقاط نظام. لا فبنرات وشعارات يسقط النظام وأرحلوا وغيرها طبعت أسبوعين قبل المظاهرات

2. في بداية فبراير خرج وفد من السفارة الأمريكية يجوب المجالس الإمبااعية يبشرهم بخروج الإنقلاب ويدعوهم لمساندته، ويقدم لهم الضمانات والتطمينات بأن أمريكا ستساندهم، وكذلك ألتقى بالكادر الطبي الإرهابي وغيرهم الكثير

هذا الوفد كان مكون من شخصان موظفتين أمريكيتين حكوميتين من السفارة الأمريكية، فلا يقول لي أحد أن السفارة الأمريكية منظمة غير حكومية، وهن من حددوا موقع دوار مجلس التعاون الخليجي ليكون مركز التظاهرات المركزية. فكانت من أسألتهم

1. أن خرجت ثورة في البحرين، فأي طرف ستقف معه؟

2. أن خرجت ثورة في البحرين، أين تعتقد ستكون؟

وهذه صورة لهما من قلب الحدث في زيارة لأحد المجالس لهذا الموضوع وأتحداهم يفندون سبب هذه الصورة فسأنشر غيرها بمن معها بو عمامة وبو غترة وعقال وغيرهم بالأسماء وأسرد شهادة الشهود وقتها، فهذه صور من تليفوناتنا وليس من مواقع

التي على اليمين تدعى ريتشل غراف، ونقلوها من البحرين مع السفير السابق خوفا من إنكشافهم، وهذه المرأة جزء من مركز البحرين لحقوق الإنسان الذي يديره نبيل رجب، وهي تعمل معه منذ سنوات أي بالأصح تدعمه بالمال عن طريق دورات وغيره من أمور في برنامج أسمه MRPI

فما هو هذا البرنامج؟ مصيبة سودة وأترككم تقرؤون ما هو بأنفسكم

http://mepi.state.gov/about-us.html

وهذا دليل أن نبيل رجب جزء من الانقلاب الأمريكي وكان يتدرب عليه منذ بضع سنين، ويتضمن هذا البرنامج كيفية الكذب وتضليل الإعلام وغيره من أمور، فما هو الدليل أن نبيل رجب جزء من هذا البرنامج؟ بسيطة أقدم لكم الوصلة التالية

http://wikileaks.org/cable/2005/01/05MANAMA76.html#

والآن أين ريتشل غراف؟ هي في البرازيل فسيفسر لكم ما علاقة مريم الخواجة مع البرازيل، وحكاية الكاركاتيرات المسيئة للبحرين التي تنشر في البرازيل

فنصل لخروج الانقلاب وبادر ولي العهد الأمير سلمان بمبادرة الحوار، وهنا سأسرد نقاط لم تتطرق لها سوسن الشاعر، ومنها أن في محادثة ولي العهد مع علي سلمان. سأله علي سلمان أن أراد الحوار فهل يمتلك صلاحية عزل رئيس الوزراء؟ فأجابه ولي العهد بنعم. وهذا سيفسر لكم أول مسيرة لقصر سمو الأمير الوالد خليفة بن سلمان ورفع شعار لأول مرة في البحرين وهو الشعب يريد خليفة بن سلمان

فقال ولي العهد لعلي سلمان أن أردت الحوار فأحضر معك شخصية سنية معروفة، فخرج علي سلمان مع وفد السفارة الأمريكية يجوبون مجالس سنية محددة، ويعرضون عليهم أن ينضموا للانقلاب تحت الوعود والضمانات الأمريكية. فرفض الجميع ذلك عدا فاروق المؤيد، فطلب منه النزول للدوار وتصويره فيه كإثبات أنه مع الانقلاب، وهذه صوره

لذلك فاروق المؤيد كان يعلم بدور جريدة الوسط ومنصور الجمري في الانقلاب وعلى علم بالأخبار الكاذبة، ليس كما أدعى بأنه لا يعلم ما يدور في الصحيفة. فندائي لأعضاء مجلس الإدارة والمؤسسين من عائلة كانوا وفخروا وغيرهم بالانسحاب من هذه الصحيفة، لأنها وصمة عار في تاريخهم الأبيض المشرّف

وأيضا سيفسر لكم لماذا تهرول جمعية وعد وراء المال الأمريكي أي الوفاق، على أساس أنهم سنه ومع الانقلاب ويريدون حوار ولي العهد. وسيفسر لكم لماذا إبراهيم شريف كان دائما يظهر في الصور مع علي سلمان وقتها. ليس لأنه نابغة أو شخص مهم، فقط لأنه سني خان وطنه وباعه من أجل حفنة من المال وبعض الوعود بمنصب

وما نشرته إلى الآن سيفسر لكم لماذا أوباما خرج في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وقال حوار مع الوفاق بالاسم، لأنها هي العميلة الأمريكية، ولم يقل حوار مع المعارضة، فلا قيمة لوعد وغيرهم

ثم تأخذنا الأمور ونصل لاعتراف هيلاري كلينتون بأن الربيع العربي ليس حركة عفوية، بل من صنعهم وأنهم يعملون عليه منذ سنوات، وهو خطابها الذي ألقته في المعهد الوطني الديمقراطي. فالجمهوريين لديهم المعهد الجمهوري الديمقراطي

وهذه هي وصلة خطبتها

http://www.state.gov/secretary/rm/2011/11/176750.htm

فماذا قالت فيه عن البحرين والسعودية؟ أترككم تقرءونه براحتكم، فأنا اعتقد أن ما نشرته إلى الآن كافي لإثبات الانقلاب الأمريكي في البحرين وبالدليل القاطع

فيبقى سؤال مهم وهو لماذا 2011 وليس 2017؟

هذا متعلق بسبب الإدارة الأمريكية والانتخابات ووعود أوباما، فالكثير كان يعتقد بأن أوباما لن يصمد أكثر من دورة واحدة، وهم يعلمون أن الجمهوريين أجلوا الموضوع لما لا نهاية، فاستغلوا وعوده لتقديم موعد تنفيذ المخطط. ولكن السياسة هي أن لا تنفذ كل وعودك بل جزء منها

فأوباما لم يعطيهم كل ما يريدون ليضمن فوزه لدورة أخرى وذلك بحصد أصواتهم وتأييدهم، ولكون الانتخابات الرئاسية على الأبواب قامت الوفاق بمسيرة التاسع من مارس لعدة أغرض ذكرتها في هذا التحليل

مسيرة التاسع من مارس

ولكن ما هي الغايات الأخرى التي لم أذكرها فيه؟

1. هذه المسيرة رسالة للوبيات والمنظمات التي تتبع الجمهوريين وعلى رأسهم المعهد الجمهوري الديمقرابي أب مخطط الشرق الأوسط الجديد، ليجعلوهم يرون أنهم كثرة ومتمسكين بالمخطط. لعل وعسى أن سقط أوباما يكونون حصدوا تأييد الجمهوريين

2. الهاشتاقات التي تخرج بها الوفاق من وقت لآخر هي موجهة للجمهوريين لإثبات وضعهم وموقفهم وأنهم كثرة، لذلك عليكم بنسف كل هاشتاقات الوفاق فالنهاية هم أقلية ونحن الأغلبية

وهنا أختم مقالي هذا، وأتمنى أنه سلط الضوء على الكثير من الأمور التي يجهلها العامة، وأن وجدت في المستقبل بأن الوضع مناسب قد أنشر أدلة وأمور أخرى عن الانقلاب الأمريكي. وألقاكم في المقال القادم عن تبيني أمريكا لتصدير الثورة الخومينية

 

المصدر: FM9779's