Thursday, July 21, 2011

انظر إلى اعتقادهم في النجوم والأبراج

موقع البينة
 
يعتقدون أن النجوم والأبراج تفيد وتنفع بل وتجلب الخير أو تصرفه.. يا سبحان الله.. وتناسوا قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: 34].

ويتناسون أيضًا أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وكرم الله وجهه- قد كَذَّبَ المنجمين وسَفَّه أحلامهم، ومن ذلك ما أورده القرطبي -رحمه الله في كتابه "الجامع لأحكام القرآن": (قيل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لَمَّا أراد لقاء الخوارج: أتلقاهم والقمر في العقرب؟ فقال رضي الله عنه: فأين قمرُهُم؟ وكان ذلك في آخر الشهر.

فانظر إلى هذه الكلمة التي أجاب بها، وما فيها من المبالغة في الردِّ على من يقول بالتنجيم، والإفحام لكل جاهل يحقق أحلام النجوم.

وقال له مسافر بن عوف: يا أمير المؤمنين! لا تَسِرْ في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار؛ فقال له علي: ولِمَ؟ قال له: إن سِرْتَ في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك بلاءٌ وضرٌّ شديد، وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرتَ وظهرتَ وأصبتَ ما طلبت؛ فقال علي رضي الله عنه: ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم، ولا لنا من بعده -في كلام طويل يحتج بآيات من التنزيل- فمن صدقك في هذا القول لم آمَنْ عليه أن يكون كمن اتخذ من دون الله نِدًّا أو ضِدًّا، اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك؛ ثم قال للمتكلم: نكذبك ونخالفك، ونسير في الساعة التي تنهانا عنها؛ ثم أقبل على الناس، فقال: أيها الناس إياكم وتعلم النجوم، إلا ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر، وإنما المنجم كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، واللهِ لئن بلغني أنك تنظر في النجوم وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيتَ وبقيتُ، ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان؛ ثم سافر في الساعة التي نهاه عنها، ولقي القوم فقتلهم، وهي وقعة النهروان الثابتة في الصحيح لمسلم.

ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا وظفرنا وظهرنا لقال قائل: سار في الساعة التي أمر بها المنجم، ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم ولا لنا من بعده، فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر وسائر البلدان؛ ثم قال: أيها الناس! توكلوا على الله وثقوا به، فإنه يكفي ممن سواه)(1)

أفبعد هذا الكلام كلام؟!

أين كلام أمير المؤمنين هذا عندهم؟!

﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ﴾ [الرعد: 19-الزمر: 9].

-----------------------------
(1) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج19 ص28-29