لم يعد للجزيرة الفضائية ستراً تستتر به جراء انكشاف المتبقي من سوءاتها التي فاحت رائحة الحقد منها من كل حد وصوب. هي قناة رأي من دون الرأي الآخر، وهي القناة التي لا تعطينا كامل الصورة، وهي القناة التي تنتقي الأشخاص والدول والمواقف والأحداث لتسلط عليها الضوء الوهَّاج دون سواها، وهي القناة التي يقطر عليها الدعم من جهات تملك براميل النفط وأنابيب الغاز، وإلا بالله عليكم كيف يمكن لقناة فضائية مستقلة أن تملك المليارات من الدولارات أو الريالات (هما وجهان لعملة واحدة) من أجل إدارة شؤونها وشؤون موظفيها؟ وكيف يمكن لقناة ناشئة أن تملك عشرات القنوات الرياضية وتملك حقوق البث المباشر لأعظم الدوريات والرياضات العالمية التي يصرف على نقلها البلايين من الدولارات؟. والله لم نعد نعرف ما هي توجهات قناة وضاح خنفر؟ هل هي ذات طابع ديني أو مدني أو أمريكي أو إيراني أو قطري أو إسرائيلي أو أجنبي؟ هل يديرها خنفر أم تديرها شبكات تجسسية إسرائيلية أو غربية أو تديرها مجموعة من البارونات والمافيات الإعلامية الخارجية؟. بدأنا نشكك في كل تفاصيل قناة الجزيرة بدءاً من مديرها ومن موقعها الجغرافي ومن طاقمها الإعلامي، في المقابل بدأنا نتأكد أن هنالك جهات محرمة لا يمكن لقناة الجزيرة وألف قناة جزيرة معها أن تقوم بانتقادها، ومن لم يعرف تلك الجهات فليسأل بن خنفر. نحن نقول لوضاح ومن يقفون خلفه من الكبار الكبار؛ كفاكم عبثاً بأمن الدول والشعوب، وكفاكم تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، فلا تلك الدول ولا شعوبها خولتكم للحديث عنها وباسمها، أما ما حدث لمصر الغالية فليس لكم يد فيه، لأن كل الذي جرى من ثورة تم وفق صناعة مصرية بإرادة شعبية مصرية أخرى، أما أنتم فكل الذي فعلتموه لمصر أن انتقمتم من شخص مبارك، وزدتم فيه شماتة لثارات قديمة يعرفها حتى الشخص الغبي. كفوا عن العبث الغوغائي الذي سينقلب عليكم يوماً من الأيام، واحترموا سيادة الدول واحترموا قرارات شعوبها، ولا تتدخلوا كحشريين في شؤون جيرانكم، وحتى من يبعد عنكم، لأن الجميع يدرك أن قناة الجزيرة أصبحت تدار من جهات تملك المال لا الإعلام. صحيح قد يعتقد البعض أن الجزيرة الفضائية خطت خطوات جبارة في مجال الإعلام، فأصبحت مؤسسة عالمية إعلامية ذات طابع تقني عملاق، لكن لا يمكن التغافل عن مصدر تمويلها من النفط، وعن أهدافها الخبيثة المستترة، فهي قناة تدس السم بالعسل، ولها أجندتها الخاصة التي تخطو تدريجياً كي تتحقق على المدى البعيد، مما يفقد الجزيرة أهم مقوم من مقومات الإعلام ألا وهو فقدان المصداقية . بما أن قناة الجزيرة تبث من أرض مجاورة نحبها ونكن لها ولشعبها كل الاحترام ننصح حاضنيها ومموليها وداعميها والمطبلين لها أن ينتبهوا من غفلتهم، فيوقفوا دعمهم للقناة الماسونية التي جاءت من بلد الضباب إلى الخليج عبر رحلة معروفة، أما وضاح خنفر فإما أن يتقي الله فيما يقوم به أو أن يطرد مذموماً مدحوراً
حسين التــتان
صحيفة الوطن - العدد 1895 الخميس 17 فبراير 2011