Friday, May 18, 2012

آية الله مجنـسي

طارق العامر
اُعذرنى يا عزيزي القارئ على هذا العنوان، مجبر أنا على الخوض في ابغض الحديث «حديث التجنيس» ولكن هذه هي حقيقة الأمر. تسأل عن حقيقة الأمر؟ اذا لنتكلم بصراحة وبمنتهى الشفافية، فالشعب يريد الشفافية والمكاشفة وحقيقة اية الله «مجنسي»، وهي مطلب رئيسي، والدولة أول المعنيين بوضع الحقيقة امام الرأي العام، حتى يتسنى لنا معرفة كيفية حصول اية الله «مجنسي» على شرف الجنسية البحرينية. فى هذه المشكلة بالذات، أنا اسأل الدولة، وأطالبها وأرجوها ومستعد ان أبوس راسها حتى تكشف لنا الحقيقة، بل وتصحيح الخطأ ان وجد.. ستندهش من هذا الالحاح في الطلب؟ ذلك لأني كما مئات الألوف غيري، أبحث عن قيمة الدولة وشكلها، هل كلامي يزعل أحدا؟ أرجو من أنصار اية الله «مجنسي» من الذين صدعوا رؤسنا طوال الاعوام السابقة بملف التجنيس، تماما كما صدعوا الباطل بالحق والخيانة بالولاء، أن لا يروا في طلبي هذا أي إهانة، فنحن متفقون منذ الأساس على الصراحة، وما دمتم تطالبون بحل ملف التجنيس، لذا فلا غضاضة بأن نضع جميع ملفات المجنسين على الطاولة واولهم ملف اية الله «مجنسي»، واذا كنا في الأساس مختلفون في أمور عدة، فما المانع ان نتوحد ولو على سبيل الفضول لمعرفة هذه الحقيقة بالذات، مهما كانت اتجاهاتنا واختلافاتنا. ما الفكرة فى كل ما سبق؟ هون عليك و«لا تغضب» فالغضب خُلُق عدواني مدمّر، والحياة أبسط من ذلك بكثير ولا تستاهل أن تغضب لأجلها، وتأمل الفكرة في كل ما سبق، ثم أجب على السؤال: هل للمعلول ان يعيب على الاخرين اصابتهم بنفس العلة؟ والله لو كان «أبوي» رحمه الله مجنسا، لمنعته عن الحديث في التجنيس، ولا يمكن ان أرتضي له ان يكون «بوجهين»، فالمتكلم في ذلك كالخائض في الماء الماشي في غير مظنة المشي، والأحسن له ان يصمت، ولا يجوز أصلاً ، أن يحمل على المجنسين. لكن من يجرؤ على معرفة الحقيقة او التصديق عليها. أنصار اية الله «مجنسي» بتشتتهم وارتباكهم وحيرتهم وتنازع الرجاء واليأس على قلبهم، قد لا يصدقوا أن شيخهم ضحك عليهم واستغلهم واستغفلهم واستخدمهم كأرهابيين يصبون العنف والخراب والدمار على رؤوس الأبرياء وعلى وطنهم، لذلك هم لا يملكون وسط كل هذا سوى الهروب من امام معرفة الحقيقة. إنها عملية شاقة ومجهدة بلا شك، وأزعم أن قطاعا واسعا من الوفاقيين يفضلون الهروب على معرفة الحقيقة، ويتمنون بينهم وبين أنفسهم ان يصابوا بالعمى، وأن يكتفوا بالسير خلف اية الله «مجنسي»، لأن أعمى البصيرة هو الوحيد الذي لا يمكنه ان يري الحقيقة. إنها من جديد، ثقافة سلطة ولاية الفقيه، المتأصلة في ثنايا العقل، حيث الحقيقة لا ترتقي الى الجرأة في البحث او حتى السؤال، بقرار من ولي الفقيه، بزعم أنه ينوب عن الإمام الغائب في قيادة الأمة وإقامة حكم اللّه على الأرض.. هي ثقافة تحمل الخيار الجاهز لكل تابع، وتعفيه من مشقة استخدام العقل، وترفع عنه كاهل مسؤولية التدبير او التفكير. «من القلب» شكري وتقديري للمؤرخ خليل المريخي علي كتابه القيم «ذاكرة التاريخ» وميزة هذا الكتاب هو شموليته للأحداث، فهو يحوي قيمة أدبية وتاريخية براقة، ترصد بعيون الكاتب نفسه، فترة زمنية من عمر هذا الوطن، وكل مراحل البناء والنهضة التي مرت بها البحرين، كما يخبرنا هذا الكتاب، ومن أجمل الأمور الذي يميز هذا الكتاب عن غيره من الكتب أنه يحوي على قصص ومعلومات شيقة ومهمة، من القلب اشكرك يا «بوطارق» على هذا الجهد الممتع والجميل.