Saturday, May 26, 2012

قضية أبو موسى واختبار النوايا الإيرانـية العدوان

داود البصري
لم يعد ثمة شك بحقيقة النوايا الإيرانية العدوانية في الخليج العربي، كما أنه لا يستطيع أي طرف إنكار شكل و طبيعة العقلية العدوانية والعنصرية و الإستعلائية التي تميز قادة النظام الإيراني وهم يتسابقون بشكل مثير للرثاء في التخلي عن (التقية السياسية) وإظهار حقيقة المواقف المنهجية والفكرية والمبدأية المسيرة للمشروع الإيراني، وهي مواقف لا تنبع أساسا من مؤامرات (الشيطان الأكبر ) كما يقولون ولا للدسائس البريطانية والدولية كما يروجون ويشيعون على الدوام! بل أنها مواقف مبدأية راسخة في عمق تلافيف دماغ من يسير النظام الإيراني ويحدد مسار ملفاته على صعيد إثارة المشاكل والأزمات الدولية، ففي الوقت الذي يحاول فيه النظام الإيراني إبراز أفضل طاقاته التفاوضية، والتعبير عن أسهل الطرق والوسائل لنزع فتيل أزمتهم مع الغرب حول الملف النووي، ويتبادلون المصافحات والابتسامات مع قادة ( الغرب الكافر)، فإنهم في نفس الوقت لا يجدون من وسيلة للتعامل مع جيرانهم العرب سوى إطلاق رسائل التهديد السخيفة، بل والتمادي المفرط والمريض في شتم العرب وتاريخهم وحضارتهم وبما يصطدم بحكم الواقع والضرورة مع الشعارات الإسلامية التي يرفع يافطتها النظام ويلوح بها أمام العالمين ويحاول من خلالها التسلل للعالم العربي عبر دبلوماسية التجنيد والتعبئة والرشوة المقدسة و تأليف القلوب عبر الدعوات و إرسال الأموال وتوزيع المساعدات و إنشاء الخلايا السرية، ليس لدينا من شك بأن رئيس النظام الإيراني وهو يزور و يدنس أرض جزيرة أبو موسى العربية الإماراتية المحتلة إنما يمارس عملا إستفزازيا عرف به الإيرانيون و تميزوا عبر التاريخ، كما أن ذلك الفعل الموبوء يطلق رسائل تهديدية واضحة لعرب الخليج العربي ويصطف علنا لجانب النظام العدواني الإرهابي السوري الآيل للسقوط والذي لن تنقذه من مصيره المحتوم كل المناورات الخبيثة وأساليب التهديد الإستعراضية الفجة المعبرة عن سقم روحي و خواء عقلي لا مثيل له، محمود أحمدي نجاد وهو يسخر من حضارة العرب و ثقافتهم فهو إنما يعبر عن حقيقة الفكر الشعوبي والمشبوه الذي يحمله و من معه تجاه الثقافة التي تشرفت بحمل رسالة الإسلام المسالمة العالمية وهي الثقافة التي تشكل ما نسبته 70% من الثقافة الفارسية الحالية نفسها ؟ وهو بهذا الموقف لا يسجل مواقف عنصرية بغيضة فقط بل يعبر عن إزدراء حقيقي للإسلام الحنيف و الذي للعرب وثقافتهم فيه دور القائد و الرائد والموجه، فوالله الذي لا إله إلا هو ما أبغض العرب إلا منافق، وما ناصبهم العداء الأحمق إلا جاهل حقود أشر و مريض يتلفع بعباءة الشعوبية العنصرية السوداء، وأعتقد أن نجاد و رهطه يعلمون علم اليقين بأن أهل بيت النبوة الكرام الذين يلهجون بذكرهم نفاقا ورياء هم أصل العرب ومادة الإسلام ولا ينتمون لقومية ولا لثقافة خارج السياج العربي! ولكن العنصرية البغيضة تأبى إلا أن تفصح عن نفسها بعدوانية غريبة وبأسلوب فج دنيء، ليعلم نجاد بأن كل حركات الإرهاب والتهديد والوعيد لن تجدي نفعا وأساطيلهم وزوارق حرسهم المطاطي لن تغنيهم أبدا في يوم الحساب الأكبر وحق الأمة العربية في الجزر الإماراتية المحتلة لا يتوقف عند تلك الحدود أبدا بل أن هنالك الثورة العربية الأحوازية التي ستغير معادلاتها ونتائجها صورة المنطقة بأسرها وستجعل الفاشيين والعنصريين وبقايا الدهاقنة من أهل معابد النيران التي أطفأت سيوف العرب نيرانها يزحفون على بطونهم من الرهبة والخشية، سيتجرع أهل الفكر العنصري الحاقد الكريه سموم الهزيمة المرة، وسيعود سيف خالد والمثنى وسعد ليقوم المعوج منهم، وسيعلم من تطاول على العرب و حضارتهم أي منقلب سينقلب وأي هاوية سينحدر إليها، وفرسان العروبة في الأحواز سيلقنون المحتل العنصري دروسا بليغة في الأدب واحترام الجار بل وسيعلموهم كيفية الكلام.. والأيام بيننا...