Saturday, May 26, 2012

طموحنا الوحدة الخليجية الشاملة

عبدالعزيز الجودر
اليوم أصبح كل شيء واضحا أمام المواطن الخليجي بعد أن سقطت الأقنعة واتضحت الحقائق بما يخص مستقبل دول وشعوب الخليج العربي وبات يعلم هذا المواطن يقينا أنه مستهدف في أمنه واستقراره ومن مصلحته العليا أن يرى على ارض الواقع تحقيق أعلى درجات التوحد بين دول الخليج العربي وشعوبها والذي يردد غير ذلك نعتقد انه ليس لديه انتماء عربي خليجي ولا يعنينا كشعب خليجي بشيء ولا حتى يمت للعروبة بصلة.
لذا فإن المصير المشترك يدعونا كشعب خليجي أن لا نقف بالمطالبة بالاتحاد الخليجي العربي فقط بل طموحنا كخليجيين أبعد من ذلك بكثير وهو تحقيق الوحدة الخليجية الشاملة وذلك لمواجهة التهديدات والاطماع الايرانية لكل دول الخليج العربي ومخططاتها تجاه المنطقة ولعل الوحدة الخليجية تنهي حالة الشعور بالتوجس الذي قد يراود المواطن الخليجي وتقضي بذلك على تلك الأهداف التوسعية الإيرانية وتزرع في نفوس الخليجيين الطمأنينة والسكينة.
هذا الحق المشروع الذي نطالب به هو اليوم الشغل الشاغل لدى كافة شعوبنا العربية الخليجية، عصرية السبت الماضي شهدت ساحة جامع الفاتح ملحمة وطنية خليجية تاريخية كبرى ردد من خلالها أجمل وأفضل العبارات في هذا الشأن المصيري الخليجي المشترك.
الذي أفرحنا كثيرا برقية سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء التي بعث بها الى ائتلاف الجمعيات والمشاركين في هذا التجمع المبارك اذ كانت بحق معبرة نأخذ منها العبارة المؤثرة التالية “إننا نشاطركم الرأي ونساندكم في مطالبكم في رؤية كيان خليجي موحد لديه من الآليات التي تمكنه من التعامل مع التحديات المصيرية التي تواجه المنطقة، وأن نعيش واقع حلم شعوب المنطقة في إذابة الحدود وفي تجسيد شعار خليجنا واحد وشعبنا واحد لينعم فيه الجميع بالاستظلال تحت مظلة الخليج الجامعة”.
رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود كانت له كلمة جميلة جدا في هذا التجمع التاريخي نقتطف منها الآتي “دعوتنا للاتحاد الخليجي مستمرة، وهي دعوة ترجع لآبائنا وأمهاتنا بخمسينيات القرن الماضي، إننا بائتلاف الجمعيات السياسية نؤكد أهمية سرعة إنجاز هذا الاتحاد بدءا من دولتين أو أكثر دفاعيا وسياسيا واقتصاديا واليوم نلتقي بوقت ظهرت فيه ملامح النجاة للمستقبل، ليس للبحرين فقط إنما للخليج العربي خاصة”.
عموما كلها فترة قصيرة من الزمن وسوف يعلن عن قيام الاتحاد الخليجي العربي وسنحتفل به جميعا كشعب خليجي واحد موحد وسوف نمضي قدما نحو ازدهار وتنمية دولنا وسوف نعمل يدا واحدة كشعوب كتب عليها أن تسير نحو التكامل والانصهار في كيان واحد يسعى للمحافظة على انجازاته ومكتسباته الحضارية.
هذا هو قدرنا المحتوم الذي لا مفر منه ولا محيد ولا مناص عنه فمستقبل خليجنا العربي في توحد شعوبه وغير ذلك فمصيرنا بكل درجات التأكيد “هدد” ومستقبله ومستقبل أبنائه مجهول.
الصورة الثانية
لعل بعضا منا يتذكر قصة الرجل الكبير في السن الذي جمع ذات يوما أبناءه فأعطاهم حزمة من العصي وقال لهم ليحاول كل منكم كسرها وحاولوا جميعا ولم يستطع أحد منهم ذلك، بعدها قال لواحد منهم فرق العصي وأعطي لكل واحد منكم عصا واحدة وقال لهم الآن أكسروها فكسروها بسهولة فقال لهم والدهم هكذا أريدكم مثل هذه العصي لأن في وحدتكم قوة وفي تفرقكم ضعف، نحن في دول الخليج العربي تنطبق علينا هذه “لحزاية” تماما ولنأخذ منها العبر والدروس قبل فوات الأوان.
وعساكم عالقوة