Monday, June 20, 2011

سؤال: هل نحن دولة ذات سيادة؟

كم يؤسفني أن أطرح هذا السؤال الصريح..وأترك إجابته للقارئ ليقيم وضع البحرين بعد أن نسرد بعض الأمور..وقبل ذلك علينا أن نعترف بأن دول الخليج وللأسف كانت منذ زمن دولاً شبه مستعمرة من الولايات المتحدة الأمريكية التي استطاعت إنشاء حوالي 10 قواعد عسكرية لها في هذه الدول.. فهي (دول الخليج) وإن كانت دول مستقلة قانونياً وعرفياً ولها أرض وعَلم ودستور وجيش ونظام..الخ ..إلا أن سيادة هذه الدول ناقصة.. فهل تستطيع السعودية أن تسحب استثماراتها من أمريكا والتي تشكل مئات المليارات..والتي لو سحبتها لانهار النظام الأمريكي تماماً؟؟..وهل تستطيع دول الخليج فك ارتباطها بالدولار الأمريكي مثلاً -رغم أن الكويت فعلتها- وهل يمكن لدول الخليج إيقاف تصدير النفط لأمريكا؟؟.. ويعلم الجميع بأن أمريكا هي من ضغطت على الكويت لزيادة إنتاجها النفطي لضرب النفط العراقي في 1990..فكانت إحدى أسباب الاحتلال العراقي للكويت بلعبة أمريكية.. بينما هي (أمريكا) من حرضت على حرب العراق لإيران.. وأمريكا هي الآن من تدعم التوجهات القَطرية (الغريبة) تجاه دول الخليج.. وهي من يعطل الكنفدرالية الخليجية لعدم رغبتها في توحد دول الخليج ضدها لتبقيها مفككة وضعيفة.. وهي من استاء من توجه السعودية للصين لصفقة السلاح المشهورة.. إضافة إلى المخططات الجديدة التي تسعى إليها رأس الأفعى (أمريكا) كالفوضى الخلاقة وغيرها.. كل هذه أسئلة وأمور أترك إجابتها وتحليلها للقارئ ليعلم حجم سيادة دولنا وللأسف.
تعامل أمريكا العالم بالمسطرة والفرجار!
 أما بالنسبة للبحرين.. فهي واقعة في ظل التدخل الأمريكي–حتى النخاع- وللأسف.. ولا داعي هنا لذكر أمثلة لأن هذا الأمر واضح وضوح الشمس ومن الخطأ أن ننكره.. وهو خطأ لابد أن نعترف به لأن سماحنا لأمريكا بالتدخل هو من جر علينا اليوم ويلات إيران وأذنابها في البحرين الذين استطاعوا سحب البساط من النظام البحريني لهم.. الأمر الذي يبين بأن أمريكا وأمثالها لا يسيرون إلا وفقاً لمصالحهم..فليس هناك صديق دائم ولا عدو دائم..ولكن هناك مصالح أمريكية دائمة.. وسأكتفي بضرب أمثلة قليلة حية واقعية تعكس التدخل الأمريكي اليوم..وهي:

1.
التدخل في آلية الحوار الوطني.. والذي جاء منذ البداية بضغط وتخطيط أمريكي رغم أننا لا ننكر دعوة القيادة المبكرة له.. وهذا الحوار لا يزال يقع في ظل المفاوضات الأمريكية..وللأسف فإن البحرين لا تستطيع "شك خيط في إبرة" إلا بموافقة أمريكا التي تتدخل في كل ما يتعلق بالحوار من مكان انعقاده إلى مواضيعه المطروحة.. ودليل هذا الكلام الزيارة التي قام بها ولي العهد لأمريكا للتباحث معها حول الحوار في 7 يونيو الجاري..والتي لا يوجد مبرر لها سوى إعطاء الشرعية لأمريكا للتدخل في الحوار.. والملاحظ في الزيارة بأنه تم تخفيض مستوى اللقاء المفترض عقده مع الرئيس الأمريكي أوباما إلى "زيارة عفوية" قام بها الرئيس أوباما عندما كان ولي العهد جالساً للتباحث مع مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي توماس دونيلون.. كما أن المحادثات التي أجراها ولي العهد مع الوزيرة كلينتون بعد ظهر ذلك اليوم لم تتضمن عقد مؤتمر صحفي مشترك بعد انتهائها.. والسبب في ذلك هو (زعل) أمريكا من التالي:

·
اللقاء التلفزيوني التي أجرته سوسن الشاعر مع القائمة بأعمال الولايات المتحدة في المنامة ستيفاني وليامز التي ظهرت مهزوزة ومحرجة.. والتي تبين بها فضيحة التحيز الأمريكي الواضح للشيعة وتآمرها معهم ضد البحرين.

·
محاكمة الأطباء السبعة والأربعين الذين ستتم محاكمتهم قريباً..لهذا تم تأجيل النطق في الحكم ضدهم..واحتمال العفو عنهم أمر وارد بفضل الضغوط الأمريكية طبعاً.

2.
التدخل الأمريكي السافر من خلال زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية (موسن) الذي كان متواجداً في محكمة السلامة الوطنية للنظر في سير القضايا ..والذي بعث بكل التقارير للحكومة الأمريكية يطمئن بها حكومة بلاده بحسن سير المحاكم.

3.
لا تزال السفارة الأمريكية تمارس الجاسوسية ضد البحرين وتنشر كل التقارير لحكومتها.. فالسفير الأمريكي (إسرائيلي الجنسية) وأتباعه بالتعاون مع المعارضة الشيعية قد اخترقوا البحرين أيما اختراق..الأمر الذي فضحه وثائق ويكيليكس وغيرها.

وللعلم..فإن أوباما نفسه على اتصال بالقيادة مباشرة مرة أسبوعياً على الأقل للاطلاع على آخر الأخبار.
والأمر المريب الذي بدأ يحاك من الولاية المتحدة الأمريكية للتخطيط في الحوار هو الضغط على البحرين لتحويلها لملكية دستورية يجرى فيها انتخاب رئيس الوزراء في مقابل تنازل المعارضة عن بعض الأمور والمطالب كتشكيل مجلس النواب وغيرها.. في إشارة واضحة لمحاولة أمريكا إرضاء إيران والمعارضة البحرينية بعد فشل مخطط قلب النظام.. فأن تصل المعارضة لكعكة رئاسة الوزراء فهو أمر ممتاز.. وهذا يعني بأن الثورة القادمة للمعارضة ستكون القاصمة التي ستحول نظام البحرين.. وهذا الاتفاق –إن تأكد- فيعد تعد صارخ على السيادة البحرينية –المعتدى عليها أصلاً- من أمريكا من جهة..وإيران من جهة أخرى.. لهذا فإننا نؤكد على دور تجمع الوحدة الوطنية في الحوار لاعتراض أجندة الوفاق والمعارضة..كما نؤكد على ضرورة اعتماد البحرين على حليفتها الأولى والأخيرة المملكة العربية والسعودية إضافة لسرعة التحول للكنفدرالية الخليجية.
سلاح المقاطعة وفاعليته
يخطئ من يظن بأن سلاح المقاطعة غير مُجدٍ.. فقد أثبت هذا السلاح فاعليته الكبيرة..فإسرائيل مثلاً تخسر المليارات نظير مقاطعة حكومات وشعوب المنطقة العربية لها وقد انتشرت المقاطعة ضدها لدى بعض شعوب الدول الأوروبية.. وقد تكبد الاقتصاد الأمريكي مليارات الدولارات بعد انتشار المقاطعة له إبان دخوله العراق في 2003..ولولا الإحباط الإعلامي الذي أصاب المقاطعة لواصلت تقدمها.

أما على الصعيد المحلي..فنقول بأن المقاطعة أصبحت واجب شرعي ووطني على أهل السنة وجميع شرفاء الوطن ضد تلك الفئة التي كانت تريد رمي البحرين في مخلفات إيران.. فجميع التجار والعوائل الشيعية تدفع الخمس للولي الفقيه الذي تحاربنا إيران من خلاله..وما يبقى من هذه الأخماس يتم توزيعه للمشاريع الشيعية التوسعية ضد أهل السنة في كل دول الخليج.. فجزء كبير من هذه الأموال صرف على الدوار بالإضافة لأموال التجار المباشرة.. ففيصل جواد مثلا كان يدعم الدوار ب7 آلاف دينار يومياً (ما يقارب 200 ألف في شهر كامل).. وكان يطمع في الحصول على منصب كبير في جمهورية الدوار.. وكان يتهكم على المقاطعة السنية..وهو من أرسل لقناة العالم صور لبعض شباب السنة الذين يزعم بأنهم اعتدوا على محلاته..ودفع الملايين كأخماس وجهت لإيران واستخدمت ضد البحرين داخلها وخارجها.. وعائلة الحواج كانت تدعم الدوار ب12 ألف دينار أسبوعياً.. وكان جميع أهلهم وأنسبائهم من المتواجدين في الدوار.. وهناك مالك مطاعم الأبراج الذي يدعمهم بقوة..وهناك عادل العالي الذي كان له الدعم الأكبر وهو مبلغ مليون دينار.. والكثير منهم دعم الدوار مادياً ومعنوياً..فنحن نتحدث عن 90 مليونير شيعي بحريني دعم جلهم الدوار.. إضافة للملياردير الكويتي (محمود حيدر)..وبعض التجار الإماراتيين..وبعض شيعة السعودية ومنهم عائلة المطرود الشيعية.
أما عن تأثير المقاطعة ضدهم.. فأبشر أخواني وأخواتي بأن المقاطعة قد فعلت بهم الأفاعيل..وأثرت عليهم تأثيراً كبيرا..وبالطبع لا يستطيعون التصريح بذلك.. فالتخفيضات التي أجراها جواد والحواج لم يجروا مثلها قط على مر التاريخ.. وبدآ في بيع بضائعهم في سوق الحراج.. كما أغلق جواد بعض محلاته في المناطق السنية التي تأكد بأن السنة لن يشتروا منه أبداً –إلا ضعاف الإيمان- وقد انتشرت فضيحتهما وغيرهما بعد اجتماعهم مع علي سلمان للتباحث حول تأثير المقاطعة ضدهم.. وللعلم فإن جواد يعاني من أزمة كبيرة في أمواله.. فمنذ زمن وهو لا يسدد التزاماته للبنوك.. ومن هنا نقول التالي:

1.
تبين بشكل قاطع بأن أرباح التجار الشيعة كانت من أهل السنة بالدرجة الأولى.. فبأموالنا تم دعم الدوار.. وبتخاذلنا كادت البحرين أن تضيع.. فندعو جميع شرفاء البحرين لمواصلة المقاطعة التي لها مفعول السحر..وسيكون لها دور كبير في الضغط على التجار الشيعة.. وأرجو ألا تلتفتوا للمثبطين من أهل السنة.
2.
ندعو شباب السنة للدخول في القطاع التجاري من خلال فتح محلات تجارية ومنافسة الاحتكار الشيعي لها.. فالفرصة باتت مهيأة لهم لذلك.. خصوصاً مع استعداد السنة لدعم أخوانهم بأي وسيلة كانت.
3.
ندعو الحكومة لمقاطعة جميع الخونة..فالاتفاق مع خائن في صفقة واحدة ستعوضه ما خسره من مقاطعة.
4.
ندعو تجار السنة لعدم استغلال الوضع استغلالاً سيئاً.. فحرام أن يتم زيادة الأسعار في هذه الظروف.. وأرجو أن يراعي هؤلاء التجار خطورة الوضع.
أعتذار واجب
أود أو أتوجه باعتذاري الخالص لجميع المعتدى عليهم من أهل السنة الذين لم أستطع التحدث عن قصصهم أثناء الأزمة.. ولكني سأكتفي بهذه الملاحظات:

1.
هناك اعتداءات كثيرة جداً حصلت من الشيعة ضد السنة في المدارس والجامعة والمراكز الصحية وغيرها ولم يتسنى لنا الحديث عنها لقلة المعلومات الواردة عنها وللأسف..فكم من طلبة ضربوا..وكم من طالبات تم انتهاك أعراضهن وتمزيق ثيابهن وتهديدهن..وكم من مدرسات تم حبسهن في غرف المدارس لأنهن مع النظام.. وهناك المئات منهم يعانين اليوم من الغمز واللمز والإيذاء من الشيعة..ويعانين من مراقبة الشيعة لتحركاتهن.. ونحن بدورنا نتوجه لجميع المتضررين أن لا يسكتوا عن حقوقهم..وأرجو أن يبعثوا بشهاداتهم للداخلية أو للتلفزيون أو لأي مكان ليتم نشرها.
2.
من خلال قضية الأستاذة خيرية إسماعيل وغيرها لاحظنا وجود تخاذل متعمد من قبل الشرطة (الشيعة).. فكم من قضايا تم تمزيق ملفاتها لأن الجناة شيعة.. وكم من قضايا تم التستر على الجناة فيها لأنهم شيعة.. ومنها مثال خيرية التي ذهبت لمركز الشرطة ففوجئت بمسائلتها هي دون الجاني الذي أخلي سبيله.. ومن هنا أوجه ندائي لوزير الداخلية بالنظر في هذه التجاوزات.
د.حسن الشِّيَخي
16
يونيو 2011