المشهد الأول: النقطة الأولى: حزب الله يعترض على قرار المحكمة الدولية مستبقاً الاتهام الافتراضي. النقطة الثانية: حزب الله ينسحب من حكومة الحريري ويسقط الحكومة. النقطة الثالثة: حزب الله يثني على ميقاتي رئيساً للحكومة اللبنانية وميقاتي لا يشدد في خطابه الأول على أهمية المحكمة الدولية! النقطة الرابعة: توتر في الأوضاع اللبنانية، واستعراض عضلات في الشوارع، وقوى دولية تحذر وتؤكد على أهمية المحكمة الدولية لاستقرار لبنان. النقطة الخامسة: دعم لا محدود من إيران لحزب الله وللحكومة اللبنانية الجديدة برعاية (سورية قطرية) على مستوى القيادات. نختم هذا المشهد اللبناني برعاية إعلامية قطرية جزيرية لكل عطسة من عطسات حسن نصرالله! ننتقل للمشهد المصري النقطة الأولى: أحداث مصر تبعد الاهتمام الدولي عن لبنان، وتشد الانتباه لما يحدث في مصر. النقطة الثانية: يخطب خامنئي خطبة الجمعة باللغة العربية (منذ متى؟!) مدعياً أن امتداد الدولة الإسلامية بدأت بوادره في الشمال الأفريقي، مشيراً إلى تونس ومصر تحديداً. النقطة الثالثة: طابقوا سيناريو اعتصام ميدان التحرير مع سيناريو اعتصام السوليدير! نختم المشهد المصري برعاية رسمية من قطر الجزيرة، يتم الدفع بالإخوان المسلمين من خلالها لصدارة المشهد المصري، رغم علم الجميع أن لا يد للإخوان فيما حدث، ولكن هناك إصرار من قطر الجزيرة على الدفع بهم للصدارة، وجعلهم الواجهة للأحداث الجارية، حتى بات القرضاوي هو الصوت اللازمة الذي تبدأ به القناة مشاهد التغطية للحدث. في المشهد الفلسطيني تتكرر الرعاية الإيرانية الجزيرية لجماعة الإخوان (حماس). فالرعاية الإيرانية لكل رموز حماس تجري على أعلى المستويات القيادية، وتجري على مستوى الدعم السياسي واللوجستي. نختم المشهد الفلسطيني بما قامت به الجزيرة مؤخراً بعرض وثائق تضر بالسلطة الفلسطينية، وتعزز من موقف الإخوان الحماسي!! على صعيد آخر، يمتد حبل ليس سرياً أبداً، وغير مخفي، ولا ينكره طرفاه وهما (إسرائيل والقائمون على قناة الجزيرة) من لقاءات بين القيادتين (قادة إسرائيليين وقادة جزيريين) إلى جانب مكتب إعلامي لقناة الجزيرة في تل أبيب، حتى وإن اقتصر على مراسل، ثم إن مكتب التجارة الإسرائيلية التمثيلي لا يبعد عدة أمتار عن مبنى القناة في الدوحة. في هذه المشاهد العربية الثلاثة (لبنان مصر فلسطين) ليس بالضرورة أن تبدأ أحداثها إيران، وليس بالضرورة أن تحركها إيران، كما إنه ليس بالضرورة أن تلتزم تلك الجهات العربية بما تمليه عليها إيران، ولكن ما يستحق الانتباه هنا هو الدور القطري في مجريات الأحداث الثلاثة، وهو دور ينسجم تماماً مع المواقف الإيرانية الداعمة للجماعات الإسلامية (حزب الله والإخوان) ولسنا هنا لمحاسبة الإخوان على هذا التحالف، ولا لمحاسبة حزب الله؛ إنما نقف اليوم أمام المشهد القطري تحديداً ولنبحث عن المصلحة القطرية الخافية علينا، والتي تستدعي التدخل والاصطفاف في شؤون الدول الثلاث. فأن تستغل أو توظف أو تستخدم إيران الظروف الجارية في مكان ما لخدمة مصالحها القومية أمر متوقع، إنما ما هي المصلحة القطرية التي تتفق مع المصلحة الإيرانية حتى تتوافقا هكذا بشكل متطابق؟ كما إنه ليس غريباً أن تكون مصالح دولة كإيران تشكل تهديداً لأي قُطْر عربي، وليس غريبا أن لا تعبأ إيران بذلك التهديد؛ إنما السؤال كيف لا تعبأ الشقيقة قطر باستقرار تلك الدول، وتسمح لنفسها بالتدخل هكذا في شؤونهم، وتسمح لنفسها بلعب دور لصالح أطراف ضد أطراف داخل أي دولة عربية؟! ما الذي تحاول قطر العزيزة أن تحققه؟ هل هو البحث عن دور (لاعب رئيس) في المنطقة وبأي ثمن؟ هل يستحق الأمر؟ هل يستفيد الشعب القطري الشقيق من هذه السياسة الخارجية؟ هل يستحق أن نعرض أمن المنطقة المرتبط ببعضه البعض والمحتاج لكل ذرة جهد لوحدة الموقف ووحدة الترابط في ظل هذه المخاطر الدولية؟ ثم ما هذا الثالوث الغريب الذي يجمع بين ''إيران''، ''قطر الجزيرة''، ''إسرائيل''؟! ما الذي يجمع بين قطر العزيزة وهاتين الدولتين الطامعتين والمعتديتين على أراضينا ومصالحنا؟ أي مصلحة قطرية تجمعها مع هؤلاء؟ بصراحة نحن نبحث عن قطر.. قطر التي نعرفها.. أين هي؟
سوسن الشاعر
سوسن الشاعر