هل صار المواطن البحريني مغفلاً هذه الأيام حتى وصلنا إلى من يعبث بنا يوم فرحتنا؟، جميل ورائع أن نرى آلاف المواطنين يحتفلون بذكرى مرور عقد على الإصلاح السياسي، ولكنه ليس رائعاً أن نشاهد أعداداً أخرى من المواطنين تم التغرير بهم إعلامياً وسياسياً ودينياً من أجل مطالب واهية ومردود عليها. لن نتحدث في هذه المطالب فسبق أن تناقشنا حولها، وسبق أن دخلنا جدالاً طويلاً وواسعاً بشأنها، ولكننا نتحدث هنا عن المواطن البحريني الأصيل الذي قبل أن يتم استغلاله إعلامياً وقبل أن يتم خداعه سياسياً وقبل أن يتم التلاعب به من أشخاص مثل عبدالوهاب حسين ونبيل رجب. أعتقد أنه من حسن حظنا أننا تعرفنا من خلال أحداث الأمس الممزوجة بالفرح وغير الفرح من هو الصديق، ومن هو غير الصديق، ذلك الذي كنا نحسبه صديقاً لقرون طويلة، ولكننا فوجئنا به ينكث العهد، وينكث المعشر، وينكث التاريخ، ويتجاهل المصالح، ويوجه لنا ضربات موجعة في مثل هذه الظروف. طبعاً شعب البحرين، وإن استغل بعض أطرافه، إلا أنه أكبر وأقوى جداً من مثل هذه الممارسات التي أصبحت مكشوفة للرأي العام المحلي، ولجماهير العالم. ولا أعتقد أننا نعيش في مجتمع مثالي، ولكننا نرفض أن يتم خداعنا بأكاذيب باطلة. خصوصاً وأنه سبق أن تعرضنا لمثل هذه الأحداث، بل والأشد منها، ولكننا تجاوزناها بعزمنا الوطني، وقوتنا الوطنية التي لا تؤثر فيها لحية أو عمامة أو حتى قناة الجزيرة التي تروّج الأكاذيب. شخصيات كانت في الظل لشهور طويلة، فجأة خرجت علينا من حيث لا نعلم، وأصبحت تقود، وأصبحت تطالب، وأصبحت تنادي بالحق وهو باطل، وأصبحت في الميدان.. هل لعيون المواطن، أم لما خلف عيون المواطن؟! أعجبني كثيراً تعليق أحد القراء بالأمس عندما قال هناك تحركات واسعة من قوى المعارضة الشعبية في طهران التي تسعى للاحتجاج وإبداء مناوئتها للنظام السياسي، ولكنها قوبلت بالإهمال، في الوقت نفسه فإن قنوات فضائية ابتعدت عن كل قضايا وهموم العالم العربي، وهموم شعوب العالم المظلومة، وركزت الضوء بأكاذيبها وادعاءاتها على المنامة، واستفسر القارئ؛ لماذا لا تقوم هذه القناة بتغطية أحوال أشقائنا في طهران؟ في النهاية فإن مثل هذه الأحداث الاستثنائية لن تثنينا عن الاحتفال بما حققنا من منجزات ومكتسبات في مختلف المجالات، وأعتقد أنها البداية لمرحلة جديدة من بناء الدولة البحرينية، بدلاً من البكاء والنعيق والنهيق الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.. مع خالص الاعتذار للقراء الكرام
يوسف البنخليل
|