Monday, June 20, 2011

عبثوا بنا‮ ‬يوم فرحتنا

   هل صار المواطن البحريني‮ ‬مغفلاً‮ ‬هذه الأيام حتى وصلنا إلى من‮ ‬يعبث بنا‮ ‬يوم فرحتنا؟،‮ ‬جميل ورائع أن نرى آلاف المواطنين‮ ‬يحتفلون بذكرى مرور عقد على الإصلاح السياسي،‮ ‬ولكنه ليس رائعاً‮ ‬أن نشاهد أعداداً‮ ‬أخرى من المواطنين تم التغرير بهم إعلامياً‮ ‬وسياسياً‮ ‬ودينياً‮ ‬من أجل مطالب واهية ومردود عليها‮. ‬ لن نتحدث في‮ ‬هذه المطالب فسبق أن تناقشنا حولها،‮ ‬وسبق أن دخلنا جدالاً‮ ‬طويلاً‮ ‬وواسعاً‮ ‬بشأنها،‮ ‬ولكننا نتحدث هنا عن المواطن البحريني‮ ‬الأصيل الذي‮ ‬قبل أن‮ ‬يتم استغلاله إعلامياً‮ ‬وقبل أن‮ ‬يتم خداعه سياسياً‮ ‬وقبل أن‮ ‬يتم التلاعب به من أشخاص مثل عبدالوهاب حسين ونبيل رجب‮. ‬أعتقد أنه من حسن حظنا أننا تعرفنا من خلال أحداث الأمس الممزوجة بالفرح وغير الفرح من هو الصديق،‮ ‬ومن هو‮ ‬غير الصديق،‮ ‬ذلك الذي‮ ‬كنا نحسبه صديقاً‮ ‬لقرون طويلة،‮ ‬ولكننا فوجئنا به‮ ‬ينكث العهد،‮ ‬وينكث المعشر،‮ ‬وينكث التاريخ،‮ ‬ويتجاهل المصالح،‮ ‬ويوجه لنا ضربات موجعة في‮ ‬مثل هذه الظروف‮. ‬طبعاً‮ ‬شعب البحرين،‮ ‬وإن استغل بعض أطرافه،‮ ‬إلا أنه أكبر وأقوى جداً‮ ‬من مثل هذه الممارسات التي‮ ‬أصبحت مكشوفة للرأي‮ ‬العام المحلي،‮ ‬ولجماهير العالم‮. ‬ولا أعتقد أننا نعيش في‮ ‬مجتمع مثالي،‮ ‬ولكننا نرفض أن‮ ‬يتم خداعنا بأكاذيب باطلة‮. ‬خصوصاً‮ ‬وأنه سبق أن تعرضنا لمثل هذه الأحداث،‮ ‬بل والأشد منها،‮ ‬ولكننا تجاوزناها بعزمنا الوطني،‮ ‬وقوتنا الوطنية التي‮ ‬لا تؤثر فيها لحية أو عمامة أو حتى قناة الجزيرة التي‮ ‬تروّج الأكاذيب‮.‬ شخصيات كانت في‮ ‬الظل لشهور طويلة،‮ ‬فجأة خرجت علينا من حيث لا نعلم،‮ ‬وأصبحت تقود،‮ ‬وأصبحت تطالب،‮ ‬وأصبحت تنادي‮ ‬بالحق وهو باطل،‮ ‬وأصبحت في‮ ‬الميدان‮.. ‬هل لعيون المواطن،‮ ‬أم لما خلف عيون المواطن؟‮!‬ أعجبني‮ ‬كثيراً‮ ‬تعليق أحد القراء بالأمس عندما قال هناك تحركات واسعة من قوى المعارضة الشعبية في‮ ‬طهران التي‮ ‬تسعى للاحتجاج وإبداء مناوئتها للنظام السياسي،‮ ‬ولكنها قوبلت بالإهمال،‮ ‬في‮ ‬الوقت نفسه فإن قنوات فضائية ابتعدت عن كل قضايا وهموم العالم العربي،‮ ‬وهموم شعوب العالم المظلومة،‮ ‬وركزت الضوء بأكاذيبها وادعاءاتها على المنامة،‮ ‬واستفسر القارئ؛ لماذا لا تقوم هذه القناة بتغطية أحوال أشقائنا في‮ ‬طهران؟‮ ‬ في‮ ‬النهاية فإن مثل هذه الأحداث الاستثنائية لن تثنينا عن الاحتفال بما حققنا من منجزات ومكتسبات في‮ ‬مختلف المجالات،‮ ‬وأعتقد أنها البداية لمرحلة جديدة من بناء الدولة البحرينية،‮ ‬بدلاً‮ ‬من البكاء والنعيق والنهيق الذي‮ ‬لا‮ ‬يسمن ولا‮ ‬يغني‮ ‬من جوع‮.. ‬مع خالص الاعتذار للقراء الكرام

يوسف البنخليل
صحيفة الوطن - العدد 1893 الثلاثاء 15 فبراير 2011