قبل أن نذهب بعبداً في أي تشخيص أو رؤية للوضع بالبحرين أمس، فإنه من الواجب على كل منصف أن يقول الحقيقة وأن يضع الأمور في موضعها الصحيح. ليس من الحكمة ولا العقل بمكان أن نضع إخوتنا الشيعة كلهم في كفة مثيري الفوضى أو الداعين لها، هذه فئة منبوذة لا تمثل كل أبناء البحرين من الشيعة الكرام. من يضع نفسه في موضع الخطأ ومن يقوم بالفعل هو الذي يجب أن نواجهه بالقانون خاصة إن كان قد ارتكب العنف أو أحرق، ولا ينبغي أن نوصم الفاعل بالطائفة بأكملها. حدثني مجموعة من الشباب البحريني المتحمس عصر أمس وقالوا إنهم طافوا على شوارع ومناطق كثيرة بالبحرين ولا يوجد أي شيء مما يروج له من أن تظاهرات سوف تخرج وأنها ستعم البحرين، كل ذلك محض كذب كما قال الشباب. مجموعة أخرى من الشباب قالوا إنهم اتصلوا بقناة الجزيرة الحيادية الراعية للرأي والرأي الآخر لتقول رأيها ولنقول للقناة إن بالبحرين الآن مسيرات فرح تعم شوارع المحرق وغيرها من المناطق، إلا أن من يتلقى الاتصال يحاول التهرب ويقول نعلم نعلم ويغلق الخط. البحرين ليست مصر، في مصر كانت المطالب وطنية، كان الشعب بكل طوائفه وأديانه متوحداً خلف مطالب الحريات، لكن الوضع في البحرين مختلف. في البحرين أناس كثر يؤمنون بأن ما تحقق من إنجازات الميثاق خطوات جيدة للغاية ''ويطالبون بالمزيد عبر القنوات الرسمية'' وأن بالبلد حريات للرأي وحريات المجلسين، بالبحرين لم تزور الانتخابات، بالبحرين مستوى الدخل جيد ونطالب كما تفضل جلالة الملك برفع أجور البحرينيين في القطاع الخاص قبل العام، بالبحرين صحافة حرة متنوعة الأطياف والتوجهات، بالبحرين أسعار اللحوم ''مثلاً'' أقل من أسعارها لدى جيراننا الأثرياء. أهل البحرين الحقيقيون من الطائفتين من ينبذ هذه الدعوات جملة وتفصيلاً، بالبحرين، مقيمون عرب وأجانب يحبون البحرين ربما أكثر مما يحبها بعض من يحمل جنسيتها. في البحرين رجال ينتظرون ساعة الصفر حتى يعلنوا مواقفهم الوطنية بكل قوة وحزم ويتحفزون لهذه الساعة بفارق الصبر. لذلك تفشل دعوات التحريض التي أطلقها رعاة الفتنة في لندن والذين لا يتمنون الخير للبحرين. ؟؟ رذاذ لا أعرف إن كان صحيحاً خبر إغلاق المحلات التجارية في بعض المجمعات التجارية، على الدولة ألا تقبل بأن يسعى البعض لشل الحياة العامة، من يقف خلف هذه الأفعال يجب أن يحاسب. الحياة طبيعية في البحرين والناس تذهب إلى أعمالها وإلى الأسواق هذا ما شاهدناه جميعاً. ليحفظ الله البحرين شامخة عزيزة بقوة وعزيمة رجالها وكل المخلصين من الطائفتين ومن كل المقيمين العرب والأجانب، وليحفظها رب العباد بعزيمة جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، حفظهم الله جميعاً وأبقاهم ذخراً للوطن
هشام الزياني
هشام الزياني