Saturday, May 19, 2012

أمس فوضى إيران.. واليوم كلمة البحرين وأهل الخليج

محمد مبارك جمعة
كان أمس وما قبله مناسبة للضوضاء والفوضى والصراخ الإيراني، ويقولون إن الصراخ على قدر الألم. أمرت طهران أتباعها في البحرين بالخروج في مسيرة تتزامن مع مسيرات أخرى في طهران، تعارض الاتحاد الخليجي. علي سلمان وزمرته، وكل من خرج معه منقاداً بعميانية، تنفيذاً لأوامر الولي الفقيه القابع في عاصمة الحريات المسلوبة والقمع والسحل، يكشفون كل يوم عن أنفسهم، وتتجلى الصورة واضحة كالشمس في كبد السماء، فهم مأمورون منصاعون لا قرار لهم، ولا قدرة عندهم على قول (لا) للولي الفقيه وفرماناته.
لا يهم، فالشرذمة التي تسبِّح بحمد طهران في البحرين، وتدعي أنها «معارضة» تظل شرذمة، وهم يعتقدون أنهم بهذه الفوضى وهذا التسبيح و«التشبيح» بحمد الوالي الإيراني سوف يثنون البحرين الخليجية العربية عن المضي قدماً في مشروع الاتحاد مع شقيقاتها في الخليج العربي. وإذا كان الأمس يوماً للفوضى والعمالة لإيران من قبل من تطلق على نفسها «معارضة»، والتي اختارت لها طهران يوم الجمعة لتسير أتباعها رفضاً للاتحاد، بما يتزامن توقيتاً وكيفاً ونوعاً مع مظاهرات طهران التي تدس أنفها في شئون دول الخليج، فإن اليوم سيكون يوم البحرينيين وأهل الخليج العربي فقط، حيث دعوة الائتلافات السياسية الوطنية إلى مساندة مشروع الاتحاد وتعريف شرذمة طهران في البحرين بحجمها الحقيقي. أقول إنه سيكون يوما لكل بحريني يشعر بالانتماء التام إلى هذه الأرض، ويرفض مجرد فكرة أن يتلقى أوامره من إيران.
وقع هذا اليوم سيكون مزلزلاً، فشعارات وأصوات البحرينيين الذين سيخرجون في طوفان بشري تأييداً ومباركة للاتحاد الخليجي العربي سوف يصل مداها إلى قم وطهران، وستصك آذان الزمرة الطامعة في أرض العروبة، وسيعرف علي سلمان ومن معه من أدوات ودمى طهران بأنهم لا يمثلون شعب البحرين، وأنهم ليسوا في ميزان الوطن سوى رقم هزيل لا يلتفت إليه.
لقد أبهجتنا تباشير انضمام جميع دول مجلس التعاون إلى الاتحاد، لنبدأ المسيرة معاً منذ البداية، بدل أن تقتصر على دولتين أو ثلاث، فمصير دول الخليج المشترك والنهائي هو الوحدة التامة الكاملة، وبها تنقلب الموازين ويعاد تشكيل الخريطة الجيوبوليتيكية في المنطقة العربية. ولذا فإنه ليس من الغرابة في شيء مقدار هذا الصراخ والهلع الذي يلف الجار الشرقي الذي طالما آذى البحرين ودول الخليج، ويوشك دابر أذاه أن ينقطع.