Saturday, May 19, 2012

متى سنصبح نحن الخطر

عبدالله المناعي
قرأت قبل أيام رسالة ماجستير أعدّها طالب أمريكي يدرس في جامعة جورج تاون حول البحرين تحت عنوان «مثلث النزاع: كيف تحد الانقسامات الداخلية في البحرين من المصالحة». كانت هذه الرسالة بعد بحث ميداني قصير في البحرين وبحوث كتابية حول الوضع السياسي من دراسات وقراءات أجنبية ومحلية من قبل الباحثين اللذين أعدا الدراسة. وبالرغم من أن بعض مقاطع الدراسة شابتها بعض الأخطاء التاريخية وأخطاء في بعض «الحقائق» التي أخذت من بعض الشخصيات والكتابات, فإن شيئا واحدا فاجأني بشدة، وهو مدى الاهتمام الكبير بالشأن البحريني والدقة في التفصيل التي حاول فيها الكاتبان توضيح الوضع في البحرين. لم تكن الدراسة تلامس الواقع فحسب، ولكنها أعطت توصيات للساسة الأمريكيين لتوجيه دفة السياسة الأمريكية في اتجاه أو في آخر.
يقول الكاتبان في إحدى توصياتهما: «يجب على الولايات المتحدة أن تعمل لتخفف من اعتماد البحرين على المملكة العربية السعودية (وذلك مهم) في حال قررت المملكة العربية السعودية تغيير موقفها. فسحب الأسطول الخامس الأمريكي من البحرين لن يؤدي إلى شيء سوى خلق فراغ ستملأه السعودية لا محالة. وفي المقابل يجب على الولايات المتحدة أن تساعد البحرين في الوصول إلى رؤيتها الاقتصادية ٢٠٣٠ لتقليل اعتماد البحرين على المملكة العربية السعودية تدريجيا وذلك ابتداء من البناء على اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والبحرين والتي وقعت في ٢٠٠٦ ومنح الحوافز الاقتصادية في مقابل الإصلاحات».
ويضيف الباحثان: «وبالرغم من كون الاتحاد الخليجي يبدو متوقعا جدا في المستقبل القريب فإن الولايات المتحدة يجب عليها أن تساعد في تطوير الروابط بين البحرين ودول الخليج الأخرى بخلاف المملكة العربية السعودية للمساعدة على التخفيف من سيطرة المملكة العربية السعودية على مجلس التعاون الخليجي. وعلى سبيل المثال فإن الولايات المتحدة بإمكانها إعادة إحياء المخطط الذي ألغي لبناء خط أنابيب للغاز بين قطر والكويت مرورا بطريق البحرين».
بطبيعة الحال، لا أعتقد أنهم سيفهمون منطقتنا يوما من الأيام. ولكن النذير هو أنه إذا كان هذا الباحث يفكر بهذه الطريقة فما هو شكل السياسة الأمريكية الحقيقية؟ وكم باحثا توصل أو سيتوصل إلى هذه الاستنتاجات في القريب العاجل؟ أما السؤال الأهم فهو متى سنصبح نحن كتكتل عربي خليجي خطرا استراتيجيا على الولايات المتحدة يتطلب منها التخفيف من قوتنا أو إزالتنا كما فعلت بالعديد من الدول الأخر.