Monday, June 11, 2012

موت الظفيري ومرحلة ضياع الحقوق

أسامة الماجد
يكتب عن حقوق الإنسان والدين الإسلامي والتسامح، وأنا أتحداه اليوم أن يكتب عن الحادث الإرهابي الذي خطف شابا في عمر الورد وهو أحمد الظفيري ابن الـ 17 عاما الذي توفي يوم أمس الأول من جراء انفجار قنبلة محشورة في إطار يحترق عندما كان يحاول أن يفتح الطريق في مدينة حمد.
نتحداك أن تكتب حرفا واحدا تدين فيه إرهاب المولوتوف والإطارات.. أن تكتب وتدين وتقف مع الحقيقة مهما كانت.. فأنت قلم ناصح ويخدم الوطن.
أما السكوت وغض البصر عن تلك الأفعال المشينة ومحاولة بناء سدود عالية لإخفاء الحقيقة، فلا تعني في قاموس اللغة إلا.. الخيانة، أجل.. هذه الكلمة التي تحاولون غسلها عن أجسادكم ولكن دون جدوى!!.
مات الشاب الظفيري من عمل إرهابي واضح.. إطار وفي داخله قنبلة محلية الصنع، وحرق الإطارات في شوارعنا أصبحت قصة يومية اعتدنا عليها كالوجبات الثلاث، هذا هو الموت وهو ما علينا ان نواجهه شئنا أم أبينا.. فنضالهم المزعوم لن يتوقف، وقريبا جدا سيخسر المواطن استقلاليته وحريته في التنقل إلا بعد أن يأخذ الإذن المسبق من مليشيات الوفاق التي فاقت الفاشية والنازية في جرمها وهي الباعث الرئيس على تعطيل حرية الناس وأمنهم وسلامتهم.
ليست العلة فيهم ولا فينا، العلة في شيء اكبر من أن نفهمه كمواطنين، لقد بّحت أصواتنا ونحن نطالب بردع هؤلاء المخربين والضرب بيد من حديد وفرض قانون الإرهاب عليهم، وعزل الباطل وإزهاقه، لقد أصبح وطننا كالطريد، يتلوى في قبضة المجهول، سيارات الشرطة تجوب الشوارع بشكل غير معهود، ورجال الشرطة يقفون في أماكن ليس من المفترض أن يقفوا فيها، والمحزن والغريب الذي لم نعتد عليه في تاريخ البحرين هو خوف بعض المواطنين من الذهاب إلى مناطق لقضاء حاجة ولنقلها بكل صراحة ودون مجاملة، من كان يذهب في السابق إلى سترة ليشتري سمكا لبيته، لا يستطيع أن يذهب اليوم، يخاف، يتوجس من خروج الفئة الضالة ورمي سيارته بالمولوتوف، وأعرف عائلة من مدينة حمد لم تمر في شارع دار كليب منذ الأيام الأولى من الأزمة، بعد أن كانوا يشترون كل ما يحتاجون من السوق هناك، والسبب، رمي سيارة الأب بالمولوتوف لأنه كان يضع صورة القيادة على سيارته، تخيلوا ذلك، حتى وضع صورة القيادة على السيارة أصبح يشكل خطرا على المواطنين الذين يمرون في بعض المناطق، وكأننا في بلد غير خليجي!.
عكس الذي يسكن في سترة فيمكنه التنقل وبكل حرية في الرفاع أو الزلاق أو المحرق دون أن يشعر بأي خوف، لعلمه بأن هذه المناطق ليست مناطق المولوتوف وليست بأوكار للإرهاب! إذا نحن نعيش في خلل ونرزح تحت ضريبة الخوف من التنقل ودخول أي منطقة إلا بمحاذير، وكل ذلك بسبب هذه العصابات التي شاهدها العالم في التقرير الأمني الذي بثه تلفزيون البحرين يوم الخميس الماضي.
الشاب الظفيري توفي، وهناك سخط عام في الشارع البحريني “المحب لوطنه ولقيادته”. واستياء من المرحلة التي وصلنا إليها من ضياع الحقوق، فمن هو المسؤول عن دم هذا الشاب الذي قضى غدرا؟ لا أحد، نعم لا أحد، فحرق الإطارات وكما ذكرت قصة يومية اعتدنا عليها كالوجبات الثلاث. كل ما يفعلونه هو تلغيم الإطارات بقنابل محلية الصنع وإشعالها في الشوارع والهرب في ظرف دقائق والرجوع إلى جحورهم. والمواطنون الأبرياء هم من يتحملون تبعية ذلك. إن اقترب وحاول عمل ما عمله الشاب الظفيري رحمه الله، لقي نفس المصير، وإن حاول المرور بسيارته بالتأكيد ستحترق، كل ما علينا فقط هو الانتظار لغاية وصول الدفاع المدني ورجال الأمن، أما أعمالنا ومصالحنا فلتذهب إلى الجحيم!.
الذي أعرفه أن أي تصرف يتحول من ممارسة عادية متقطعة إلى ظاهرة متفشية في المجتمع تضر بالناس وبالأمن، تجند كل الطاقات للقضاء عليها حالا ودون تردد، ولا أعرف إن كان حرق الإطارات في شوارعنا يعتبر ظاهرة يجب القضاء عليها فورا أم مجرد ممارسات صبيانية عادية؟!