Monday, June 11, 2012

اعذرنا يا أحمد الظّفيري

إبراهيم الشيخ
الشاب أحمد الظفيري (١٨) عاماً، استشهد أمس الأوّل، بعد معاناة مع حروق أصيب بها منذ إبريل الماضي، عندما حاول إبعاد الإطارات المشتعلة في الطريق، لينفجر به جسم غريب كان يستهدف رجال الأمن!!
استشهاد أحمد الظفيري يأتي ليعيد طرح مجموعة من الأسئلة، وليكشف مزيداً من الفضائح التي لم تتوقّف منذ عام!
أحمد لم يكن سوى حلقة في سلسلة «السّحق» التي سوف يُسأل عنها عيسى قاسم يوم القيامة.
خالد السردي، الطفل عمر، مهنّد، الشهيد المعمّري، زهرة، فاطمة العباسي، رجال الأمن الذين قضوا، ومجموعة العمالة الآسيوية التي انتهكت إنسانيتها وأرواحها، وغيرهم كثير. جميعهم أرواح بشرية، تمّ انتهاك حرمتها بتحريض بشع، كان هو أسوأ ما يمكن أن يصدر عمّن تحوّل من رجل دين، إلى متاجر بالدين وبالمذهب، أمر بسحق كلّ مخالف، كما حرّض على سقوط عشرات الضحايا من أبناء مذهبه، في سبيل غايات باتت لا تخفى على أحد!
(قيادات) و(رموز) تستنكر سقوط طفل من درج في زيمبابوي، بينما تصاب بالخرس عندما تنتهك حقوق أبناء الوطن، فقط لأنّهم ينتمون الى طائفة أخرى! ولا عجب في ذلك، فقد شاهدنا بشاعتهم الإنسانية والأخلاقية تجاه ما يحدث في سوريا!
أسوأ ما في استشهاد هذا الشاب، هو قيام الوفاق وأتباعها بالتشكيك في طريقة وفاته، بل وبتزوير تفاصيلها، حتى لا تصل الى العالم فضائحهم الأخلاقية!
بعد كل تلك الحكاية، سؤالنا للدولة: هل قبضتم على قتلة الظفيري؟! ويا ترى ماذا سيكون جزاؤهم؟!
النّاس تتألّم بسبب انحياز الدولة الى طرف من دون الآخر! فقضايا القتل والاعتداءات الطائفية، لم تلقَ من الدولة الاهتمام الذي وجدناه للطرف الآخر، ويكفينا أن نتابع نتائج تقرير بسيوني، لنتابع الاهتمام بإرجاع الحقوق الى المعتدين، بينما هناك تهاون فاضح وغير مفهوم في إنصاف المعتدى عليهم!
الطرف السنيّ كان أكثر المتضرّرين من أحداث البحرين، لأنّه لم يكن طرفاً أصلاً في المواجهات بين الانقلابيين والسّلطة، وفي نفس الوقت كان هو الطرف الذي لم يؤخذ حقّه ممّن اعتدى عليه!
حتى في تنفيذ الأحكام، تابعنا كيف كان الحكم على العبيدلي سريعاً ومتطرفاً، حيث حكم عليه ١٥ سنة بتهمة حرق مجموعة سيارات! بينما هناك من اعتدى على الأرواح، أو حرّض على «سحقها»، تؤجّل محاكماتهم، وغيرهم يسرح ويمرح من دون حساب ولاعقاب!
لا نريد أن نوغل في الحديث عن مظالم أهل السنّة في البحرين، والتهميش الحاصل بحقّهم، لكن ما يحدث لا يسير في صالح الدولة، ولا نتمنّى له أن ينفجر، ليأخذ منحىً لا تحمد عقباه أبدا.

برودكاست: مجازر سوريا تنتقل من قرية إلى قرية، والدّعم الصفوي الإيراني العراقي اللبناني متواصل، والحماية الروسية مستمرة.
مقابل ذلك كلّه، كنّا نستنكر ونشجب بيانات الاستنكار والشّجب العربية! أمّا اليوم، فحتى تلك البيانات اختفت.
آخر السّطر: لو كان الإمام الطبري حيّاً يرزق، لأضاف فصلاً جديداً في تاريخه، يتكوّن من ثلاث كلمات: سوريا.. وأشباه الرّجال.