Tuesday, June 12, 2012

عندما يصاب الإعلام بالعمى

أنس زاهد
قبل أيام قليلة قام الطيران الأمريكي في أفغانستان، بقتل عدد كبير من المدنيين خلال حفل عرس أغارت عليه الطائرات الأمريكية دون أن تميّز ما إذا كان الهدف الذي تقصفه مدنيًّا أم عسكريًّا!
هذه الحادثة أصبحت لازمة من لوازم السلوك اليومي لقوات الاحتلال الأمريكي في أفغانستان. غارة تليها غارة أخرى، ومدنيون أبرياء يتساقطون خلال كل غارة، ثم اعتذار من قيادة القوات الأمريكية، وأحيانًا من الرئيس الأمريكي نفسه، كما حدث عقب وقوع المجزرة التي ارتكبها الجندي الأمريكي المجرم قبل حوالى شهرين -لم يتم حتى اللحظة إحالة الجندي الإرهابي للقضاء -كما وعد أوباما- لكن كل ذلك لم يدفع قوات الاحتلال الأمريكي لتوخي الحذر أكثر من السابق، وبذل مجهود أكبر للتأكد من طبيعة الأهداف التي يقومون بقصفها لتجنب إيقاع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين.
كل مذبحة من هذه المذابح توضح مدى استهتار الأمريكيين، وحلفائهم الغربيين، بأرواحنا كمسلمين. إنهم لا ينظرون إلينا كبشر بل كذباب.. حتى الحيوانات تحظى بتقدير، وكرامة حسب منظورهم، أكثر منا بكثير.. هل سمعتم أن غربيًّا تجرّأ على قتل كلاب، أو قطط، ثم أفلت من العقوبة؟!
اللافت للنظر أن أخبار المذابح الأمريكية في أفغانستان ترد في العادة مصحوبة بالقليل من صور جثث الضحايا. هل سبق وشاهدتم كيف مات الضحايا الأفغان، وقبلهم العراقيون؟ هل سبق ورأيتم ماذا حل بجثثهم؟ هل سبق وأن عرضت أية محطة تلفزيونية صور الأشلاء التي تمزّقت، والأعضاء التي انفصلت عن الأجساد، والملامح المطموسة بفعل التفحم الناتج عن الاحتراق؟ هل تسنّى لنا ولو لمرة واحدة معرفة الأسلحة والقذائف التي يستخدمها الأمريكيون، وحلفاؤهم الغربيون في قتل البشر هناك؟ إنني لم أرَ طوال سنوات الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق، صورة جثة ضحية مدنية واحدة توضح مدى بشاعة الجرم.. أم أنكم تعتقدون أن من يموت نتيجة قصف جوي، إنما يموت بشكل أنيق ودون أن يتحول جسده إلى أشلاء مبعثرة في كل مكان؟!
كاميرات الإعلام تعاني من داء العمى مع كل جريمة يرتكبها الأمريكيون. أليس ذلك عجيبًا بعض الشيء؟!