Tuesday, June 12, 2012

صراع الانتخابات المصرية

صحيفة الوطن أون لاين
مع اقتراب يوم التصويت في جولة الإعادة في الانتخابات المصرية بداية الأسبوع المقبل تزداد وتيرة الصراع الانتخابي بين المرشحين أحمد شفيق ومحمد مرسي، وهو صراع تعدى مسألة التنافس بين شخصين ليشمل ما يقارب حربا فكرية ومؤسسية مفتوحة بين تيارين.
مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي ينطلق من قاعدة قوية أظهرتها استطلاعات جولة الإعادة في الخارج، حيث تشير أغلب التقارير إلى حصوله على غالبية أصوات المصريين في الخارج، وهو أعاد طرح نفسه خلال الأيام الماضية على أنه مرشح الثورة وليس فقط الإخوان المسلمين، مستعيرا لهجة ثورية قوية في الهجوم على أحمد شفيق واتهامه بإعادة إنتاج النظام السابق وسحق الثورة والثوار في حال عودته، إضافة لاتهامه بالضلوع في حادثة "معركة الجمل" الشهيرة واللعب على وتر أن ترشيح شفيق سيعني الإفراج عن مبارك، وفي كل هذه التحركات الإعلامية لمرسي حاول استمالة القاعدة الشبابية والثورية إضافة لمحاولات متعددة لاستمالة المرأة والأقباط كقواعد انتخابية من خلال عدم تخويفهم من منهج الإخوان القادم.
على الصعيد الآخر، قام أحمد شفيق كما بدا خلال مؤتمره الصحفي الأخير برفع وتيرة الهجوم على الإخوان حد اتهامهم بالضلوع في الانفلات الأمني الذي أعقب الثورة من خلال مساهمتهم في فتح السجون، كما اتهمهم بخيانة الثورة، مستعيرا لغة التخويف الشعبي من وصولهم للحكم وإعادة إنتاج نظام إسلامي متشدد والانفراد بالسلطات، خاصة في ظل التعطيل القائم بخصوص لجنة تأسيس الدستور التي كان يفترض من مجلس الشعب ذي الغالبية الإخوانية أن ينتهي منها منذ مدة طويلة. شفيق الذي يغازل قطاعات كبيرة من الشعب تسعى للاستقرار وكذلك قطاعات الناخبين من المرأة والأقباط حاول تصعيد هجومه على المنهج الإخواني وتخويف المصريين منه بشتى الوسائل الإعلامية الممكنة.
هذا التصعيد من الطرفين يأتي في ظل أجواء متوترة بالأساس نتيجة تعطيل تأسيس لجنة الدستور والخلاف القائم حولها، وكذلك سعي الإخوان بكل الوسائل للضغط نحو حكم تأييد لعزل أحمد شفيق طبقا لقانون العزل الذي يواجه حكما مقبلا من المحكمة الدستورية إما ببطلانه أو قبوله، في مقابل حكم آخر يتعلق بدستورية الانتخابات البرلمانية، مما يعرض البرلمان ذي الغالبية الإخوانية لإمكانية حله أو حل جزء منه.
في ظل كل هذه التوترات تدخل مصر المرحلة الثانية من الانتخابات في مصير مجهول، ويزيد الطين بلة هذا التصعيد والصراع المفتوح بين المرشحين في الوقت الذي يتطلع العالم العربي كله لعودة مصر وتجاوزها لكل ما يحدث؛ إلا أن المؤشرات للأسف تقود للاعتقاد أن الحالة المصرية لا تتجه للتحسن، وخاصة في ظل الاستقطاب والصراع الحاد الذي ظهرت آثاره في الحرب الكلامية بين مرسي وشفيق.