Monday, May 21, 2012

فوبيـــــــا السـعوديــــــــــة

طارق العامر
لم تخرج الوفاق لتندد بالتصريحات الإيرانية، لم نشاهد أنصارها وهم يحرقون العلم الإيراني، ولم نسمعهم يطالبون بطرد السفير الإيراني، الوفاق ثارت فنثرت حمائمها ضد انضمام البحرين للاتحاد الخليجي، ولكنها لم تثر ضد جحافل بني صفيون حين طالبوا بضم البحرين لإيران، هذه عمق المهزلة التي ساقنا إليها الوفاقيون، وهو أداء دور الخيانة والتساوق مع المشروع الصفوي، الجميع شاهدهم واستمع لهم على القنوات الفضائية الصفوية العميلة وحتي «الصديقة» وجميعهم قدموا أداء جيدا وأحياناً جيد جداً ولكنه لم يتجاوز حدود الخيانة. كنت أظن مثل غيرى إذن أن خيانة الوفاق مسألة فيها نظر، او لحظة عابرة، دافعها الخصومة او المناكفة السياسية او العناد او البغضاء، لكن تبين أن هذا لم يكن صحيحا، فالخائن كالذبابة، يـترك الوردة ويذهب إلى القمامة، الا لعنة الله على من جعل الخيانة شرفا ومن الوطنية سيبلا للخيانة!! لهذا انتهينا ومات الكلام عن اي حوار، فمثل هؤلاء لا فائدة في الحوار معهم.. هل يمكن أن توافقني عزيزي القارئ وتعينني على أداء دور المعارض لأي حوار قادم؟ أسمحوا لي، فلقد بدأت بالقفز فوق المرحلة التى نعيشها، لأن المسألة اختلفت تماما، ولحظات المهادنة والتهدئة واللين والأسلوب الحضاري في التعامل، انتهت!! اليوم على الدولة أن تدرك بأنها اصبحت تتعامل مع أردأ أنواع البشر، استبدلوا عروبتهم وأوطانهم وإنسانيتهم وقوميتهم ودينهم، بعمامة ايرانية لا تسوى عند الله جناح بعوضة. لماذا ترفض الاتحاد يا هذا؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان تواجهوا أنفسكم به، فالاتحاد كفكرة، لا يضركم في شيء، ولا تخشونه منه شيء، ولا يزعجكم بشيء، لو كان الاتحاد مع ايران – لاقدر الله – او كان مع جميع دول الخليج العربي، من دون المملكة السعودية -تحليلي بالتأكيد صحيح وتوافقني عليه- اذا المشكلة في السعودية، بمعني اكثر دقة وشمولية ووضوح، هي «فوبيا السعودية»، وهو خوف مبرَّر تماما، لكون حلم «جمهورية ولاية الفقيه» سيتبدد الى مالا نهاية على يد السعودية، وذلك بخلاف التبعات التي سيخلفها الاتحاد مع السعودية!! افتح قوس «...» ثم تخيل ماذا سيكون في داخله، وبالمناسبة هو خوف قد تملك أن تتعالج منه، او تتعايش معه حتى لو كنت لا تتقبله، لكن لا تملك ان ترفضه!! نعم، فقد قضي الأمر، والبحرين مقبلة على مرحلة رائعة وعظيمة مع الاتحاد الخليجي، والمستقبل بات واقعا ومن المحال تغييره، وما هي الا لحظات في عمر الزمن ..شهر أو شهرين او ثلاثة.. «ويتحقق هذا الحلم الذي اشتد الشوق اليه منذ عقود، شاء من شاء، وأبى من أبى». هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة، وانا مدرك جيدا أن لا أمل في أن تعترفوا بهذه الحقيقة، ذلك لأن المسافة بينكم وبين إدراك الحقيقة مسافة هائلة لعلكم حين «ترتحلون الى ايران» ستجدون وقتا للتفكير والتأمل وغالبا لن تصلوا إلى الحقيقة الكبرى وهي أنكم فشلتم وأغرقتم انفسكم في غياهب المستقبل، لكن أفضل ما سيكون في هذا المستقبل هو غيابكم عنه وعن المشاركة فيه! في نهاية المطاف، ليس في وسعي سوى أن أدعو الله أن يحرمكم صحبة الشرفاء الذين سيمضون الى الاتحاد -قولوا آمين- وأن يحشركم في زمرة من قضيتم أعماركم تخونون معهم الوطن وتتآمرون عليه.. يارب، ارنا فيهم يوما أسودا.