Monday, May 21, 2012

عجـــــــــــــــــــــــــــبي

سعيد الحمد
هذه علامات تعجب بصيغة استنكارية فرضتها مرحلة ضبابية في الوعي وفي فكر بعض شرائح الانتلجنسيا الذين فشلوا في ادارة مشاكل الواقع بواقعية كانوا يدعونها يوما وتعلقوا بأذيال عمائم الدوار في لحظة اخترقتنا فيها علامات تعجب بصيغة استنكارية في الانقلاب على الذات وعلى الفكر والثقافة والموقف. انتهازية طائفية منذ البداية الأولى لتكوينه الاول كان يبحث عن دور أكبر من حجمه وأكبر من امكانياته وأكبر من محدودية ثقافة العناوين التي لم يغادرها.. جرب كل شيء وجرب كل مكان ولم يجد ضالته فسرعان ما نكتشف لعبته فيهمش كونه يبحث عن زعامة او موقع بين الصفوف متقدم لا يملك شروطه.. عجزه الذاتي جعله ضد الجميع.. لم يعجبه.. فمرة كان يساريًا يتزيّد على اليساريين ومرة قوميا لم يعجبه القوميون ومرة كان اسلاميا ألقى مراسيه عند الاسلاميين المتطرفين فهمشوه كما همشه السابقون الذين اكتشفوا نزوع الزعامة فيه وخواءه من الداخل. واخيراً وجد ضالته في ركوب الموجة الطائفية ولكونه «سنيا» غازل اللحظة الطائفية «الشيعية» تلعب بأوراقها الوفاق فاصطف وراءها وراح يتقرب ويتودد لشعاراتها الجوفاء ملوحا بـ «سنيته» لعلهم يلتقطونه ويدفعون به الى الصفوف الامامية.. وهي انتهازية رخيصة تتلاعب بمقادير الوطن لم يتورع عن اللعب بها فقط ليحصل على ما لم يحصل عليه عندما جرب الالتحاق بكل الجمعيات والتيارات والتنظيمات السياسية منها والمدنية النقابية والمهنية فلم ينل فيها ما يريد وما يطمع لأنه لا يتوفر على شرط واحد يؤهله للقيادة أو الجلوس في الصفوف الاولى لقيادات تلك الجمعيات والمنظمات. وهو الآن يركب في ابغض واقبح أشكال الانتهازية الذاتية موجة الاصطفافات الطائفية لينعق خارج سربه لعل السرب الطائفي الوفاقي يلتقطه ويزايد بـ «سنيته» ورقة زائفة يتكسب من ورائها ويربح شهرة في زمن الشهرة الزائفة ذاكرة الوطن وليس ذاكرة الدوار. اعتقد البعض من متحذلقي بقايا اليسار انهم لعبوا دورا «قياديا» في الدوار وهو اعتقاد واهم اقنعوا به انفسهم فصدقوه وراحوا على اساسه يتصورون كل مجريات الامور يومها في الدوار وبالنتيجة انحصرت ذاكرتهم في الدوار وفي حدوده فقط وغاب عنهم ما هو أهم غابت عنهم ذاكرة الوطن التي لا تنسى وقد فجعها موقفهم كونهم كانوا يرفعون شعارات اممية عابرة للفئوية والطائفية والمذهبية والعصبوية الضيقة والشوفينية واذا بهم يتغطون بها في دوار يفوح طائفية ومذهبية ويكفي انه دوار كان مواظبا على تقديم «دروس» هادي المدرسي وهو الشخصية التي كانت تلقي «دروسها» في العام 1976 ضد اليساريين البحرينيين تحديدا وتحرض عليهم جهاز اندرسون.. فيا سبحان الله كيف ليساري أن يقف في دوار ويستمع لدروس شخصية كانت تطالب بتصفية رفاقه في السجون.. عجبي ثم عجبي. كلما زيفوا بطلا قلت قلبي على وطني. هل تذكرونها ايها اليساريون القدماء «لا أخاطب فيكم الطارئين فهم لا يعرفون القصيدة ولا يعرفون فيمن قيلت فيه وما مناسبتها. أسأل «الحرس القديم» هل تذكرون عبدالخالق محجوب أمين عام الحزب الشيوعي السوداني الذي اعدمه النميري ذات صيف حزين في مطلع السبعينات وهل تذكرون كيف صدح بالقصيدة الشاعر السوداني محمد الفيتوري في قاعة نادي النسور القديم.. وكيف صفقتم وكيف أدمعت عيونكم وكيف سخرتم من زيف ابطال من ورق.. هل تذكرون؟؟ اذن لماذا الآن تساهمون في تزييف «أبطال» باسم الوطن والوطنية وانتم تعلمون علم اليقين كم هم زائفون وطارئون من راكبي الموجات.. وهل احتاج معكم لذكر بعض أسمائهم ام انتم ادرى بـ «البير وغطاه» وادرى بأنهم أبعد ما يكونون عنكم وعن فكركم وايديولوجيتكم وثقافتكم.. ولعلي هنا أسأل من باع فكره ومن اشترى وما اقسى العبارة على قلبي: «فبين البايع والشاري يفتح الله» فعلى ماذا فتحتم وصدى قصيدة الفيتوري يتردد في ذاكرة جيلكم «كلما زيفوا بطلا قلت قلبي على وطني».