Monday, May 21, 2012

المشروع الإصلاحي والاتحاد

أحمد مبارك سالم
في ظل ما يثير الكثير من حالة الاستغراب من ردة فعل تلك الجماعة التي تصنف نفسها ضمن المعارضة من الاتحاد الخليجي المرتقب، حيث تقرر وتصنف ذلك بأنه احتلال وترفضه وتمقته، ولا أعرف كيف يقبل منطق أو عقل بذلك، فإن حالهم هذه أشبه ما تكون في موقفهم من الاتحاد بالشعرة التي قصمت ظهر الفيل وليس البعير؛ ذلك أن إعلان الاتحاد بدعوة من خادم الحرمين الشريفين جعله المولى ذخراً للأمة الخليجية يمثل إعاقة لمشروعهم الصفوي الذي يسعون ضمن بوادره إلى السيطرة على الخليج العربي في عقود، حيث سيحول الاتحاد دون ذلك لقرون، ونتمنى أن يكون إعلان الاتحاد كسراً لشوكة أولئك الخونة الذين لا يمكن تصنيفهم في غير هذه الخانة.
وحقيقة الأمر إنه لا يمكن أن يفهم من موقف الوفاقيين عندما يطالبون بالإصلاح في البلاد وفي ذات الوقت يرفضون الاتحاد، وذلك على الرغم من أن المتوقع أن يكون المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى نموذجاً لتطوير الحراك الديمقراطي في الخليج، ولعلنا في ذلك نحذو حذو دول الاتحاد الأوربي التي أنشأت برلمانها المشترك، ويحقق المطالبون بالإصلاح من الوفاقيين – وهذا إن كان بالفعل يريدون الإصلاح – مطالبهم ضمن بوتقة الاتحاد المرتقب بين دول مجلس التعاون.
وعلى الرغم من أن المتوقع أن يكون الاتحاد بين دول مجلس التعاون اتحاداً كونفدرالياً تبقى فيه سيادة كل دولة مستقلة عن غيرها، إلا أن مجالات التعاون المرتقبة يُتوقع أن تحقق الكثير من المكتسبات لشعوب المنطقة بصورة عامة، وهذا ما سيجنيه جميع من يعيش في دول الخليج العربي في السنوات القادمة بحوله وقوته.
في بداية انطلاق الثورة المزعومة التي أصنفها ضمن بند الخيانة العظمى ولا شيء غير ذلك في فبراير من العام الماضي كانت المطالبات بإسقاط النظام من جوانب وأطراف عديدة، وبالإصلاح الديمقراطي المصطنع من جانب آخر، واستمر هذا النهج حتى بدت بوادر الاتحاد من خلال دعوة خادم الحرمين الشريفين إليه في ديسمبر من العام المنصرم، ليبقى التساؤل الذي يفرض نفسه بعد ذلك... ما هو الربط بين المطالبة بالإصلاح وفي ذات الوقت رفض الاتحاد الخليجي على الرغم من أنه سيكون في صيغة كونفدرالية ؟
إن هذه التساؤلات يمكن أن أصنفها ضمن التساؤلات العبيطة كما يقول إخواننا المصريون؛ وذلك لأن السبب فيما يقومون به من يصنفون أنفسهم ضمن خانة المعارضة، وذلك فيما يصنفونه ضمن النضال السياسي وفق مبادئهم الهدامة معروف وأعلنوا عنه وهو يتمثل ببناء امتداد للجمهورية الإسلامية المزعومة والإسلام منها بكل تأكيد براء، والتأكيد من خلال ذلك على الولاء للنظام الإيراني الدكتاتوري البائس الذي كان وما زال يمارس أبشع صور التدخل السافر في الشؤون الخليجية، حيث كان آخر ما قام به ضمن ذلك مسيرات سيرها في طهران رفضاً للاتحاد بين البحرين والسعودية بحجة أن ذلك مخطط أمريكي، وأن البحرين حكومة وقيادة قد اتخذته رغم أن الشعب – حسب تعبيرهم – يرفضونه، وكم أسعدني الرد القاسي من قبل معالي وزير الخارجية على هذه التصريحات ضمن برنامج الزميلة سوسن الشاعر (كلمة أخيرة)، وذلك عندما ذكر بأن استفتاء الشعب على القبول بالاتحاد والامتداد الخليجي تم التصويت عليه في ميثاق العمل الوطني، حيث احتوى الفصل السادس منه على ما يقرر هذا الامتداد وهذا التوجه، ثم تساءل معاليه: وهل يقوم النظام الإيراني باستفتاء شعبه فيما يمارسه من سياسات تتعلق بالدعم المادي الخرافي لتصدير الثورة، في حين أن شعبه يعاني من ويلات الفقر؟
زبدة القول
نقولها وبصريح العبارة... إن المشروع الإصلاحي سيستمر وستتسع نطاقاته، وسيشكل الاتحاد بين دول مجلس التعاون ليكون لبنة طيبة في تطويره وتحسين مخرجاته، حيث نترقب أن تكون الأيام القادمات بعد الاتحاد أياماً مشهودة تحقق فيها الشعوب الخليجية نيلاً لرغبتها وتحقيقها لمكتسباتها التي ترنو إليها، حيث تمتد المطالبة بهذا الاتحاد إلى أكثر من خمسة عقود، وليخسأ الخاسئون ممن يرفضون ذلك، فقد اتضحت نواياهم الخبيثة التي لم تعد تخفى على أحد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.