Monday, May 21, 2012

بسيوني أم مع لاريجاني

صلاح الجودر
أبرز مطالب مسيرة الجمعة للجمعيات الشيعية المعارضة (لبيك يا وطن) كانت تنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق والمعروفة بتوصيات بسيوني، وعلى هذا الأساس تم التحشيد لإخراج الناس من بيوتهم والدفع بهم على شارع البديع، وتم الهمس في آذان الناس بأن المطلب الرئيسي سرعة الحكومة في تنفيذ توصيات بسيوني!!، ولكن في ثنايا المسيرة كان خلط السم بالعسل، وتضليل الناس بشعارات ثورية مهلكة، وهذا ديدن الجمعيات السياسية أو من يقف خلفها، فتم رفع شعار (لا للإتحاد الخليجي)، الإتحاد الحلم الذي ينتظره كل أبناء الخليج دون استثناء، بمن فيهم أبناء البحرين، فمن من أبناء الخليج يرفض التحول من مستوى التعاون إلى درجة الإتحاد؟!، فالجميع يعلم بأن المجلس الخليجي بقادته هو الذي دفاع عن هوية دول الخليج العربية حينما قامت الحروب الثلاث في المنطقة، الحروب التي كانت إيران طرفاً رئيسياً فيها، وشريكاً داعماً لتغير بعض الأنظمة في المنطقة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية حينما تقاطعت مصالحهما الأقليمية ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد. المؤسف له أن دعاة الفتنة والمحنة لازالوا مصرين على تفتيت المنطقة الخليجية، وتمزيقها تنفيذا للمخطط التدميري لتغير هوية أبناء المنطقة، فبعد عام كامل من الأحتقان بسبب الأعمال العنفية التي خلفوها في دوار مجلس التعاون، ها هم اليوم يسعون لإيقاف مشروع الإتحاد الذي يحلم به كل أبناء الخليج، فمرحلة التعاون قد استهلكت كل طاقتها، ولا بد من التحول إلى الإتحاد لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة. لو كانت مسيرة (لبيك يا وطن) بإرادة شعبية ووفق القانون والنظام لقبلها المجتمع على مضض كما قبل فترة المسيرة القرقاعونية التي دعا لها الشيخ عيسى قاسم، ولكن لأنها مسيرة قادمة من إيران، وفق أجندة إيرانية لقياس مدى أنصياع وطاعة شعوب المنطقة العربية للأوامر الإيرانية، فهذه المسيرة كانت موجهة في المقام الأول للمصابين بداء المذهبية والعشوبية، لذا رفضها أبناء الوطن لأنها تدخل صارخ في الشئون الداخلية للبحرين. بعد صلاة الجمعة بطهران خرجت مظاهرة مدعومة من التيار الديني الإيراني تطالب شعب البحرين برفضه للإتحاد الخليجي والتقارب والتكامل مع الشقيقة السعودية، ورفعت في المظاهرة شعارات كثيرة تتطاول وتنال من القيادة السياسية في البحرين والسعودية ودول الخليج الأخرى، وترفع شعار (هيهات منا الذلة)، بعدها بساعات قليلة تخرج على شارع البديع مسيرة مماثلة في الصوت والصورة، ترفع نفس الشعارات وتطلق نفس العبارات، المسيرتان نقلتهما وكالات الأنباء للتأكيد على تبعية مسيرة البديع لمسيرة طهران. مسيرة (لبيك يا وطن)التي نظمتها جمعية الوفاق وتوابعها من الجمعيات الليبرالية إنما خرجت بأوامر من طهران، وهذا أمر ليس بخاف على أحد، ولا يمكن نكرانه، فبعد تصريحات رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني خرجت الجمعيات المعارضة والمسجلة تحت قانون الجمعيات السياسية في البحرين لتعلن رفضها لفكرة الإتحاد، وتأييدها لما صرح به رئيس مجلس الشورى الإيراني، وتبنيها لمسيرة (لبيك يا وطن) للتأكيد على الانتماء الإيراني والولاء الفارسي، فلم نسمع منها رفض أو استنكار لتدخل بعض القيادات الإيرانية في الشأن الداخلي للبحرين، بل كان الصمت والسكون، ومن ثم التنسيق للخروج دعماً ومساندة للمشروع الإيراني في المنطقة. شعار(لبيك يا وطن) ليس المقصود منه البحرين بأراضيها وبحارها وسماءها وناسها، فجميع الأعمال العنفية في الشارع تؤكد بعدهم من ذلك الشعار، ولكن لبيك يا وطن هو المقصود فيه هي إيران التي أصدرت أوامرها، من هنا جاءت التلبية للتأكيد على الأرتباط بالوطن الأم(إيران)، والأنصياع لأوامرها، وهذا ما جرى في العراق حينما تدخلت إيران في الشأن العراقي الداخلي بإصدار مجموعة من الفتاوى التي لاقت الترحيب الحار فكانت سبباً في تقسيم العراق وتحويله إلى كنتوات طائفية وعرقية. من هنا يثار تساؤل كبير في المجالس والمنتديات، هل المسيرة التي أنطلقت على شارع البديع تطالب بتطبيق توصيات بسيوني أم أنها تأكيد لتوجيهات لاريجاني؟!.