Monday, May 21, 2012

ويقولون إنه لا علاقة لإيران في ما يحدث

أحمد سند البنعلي
غريب أمركم أيها الإخوة، ترفضون الاتحاد وتخرجون في مسيرات في كل مكان في تعبير عن ذلك الرفض وتجيرون الإعلام في كل مكان لوقف خطوات الاتحاد الخليجي تحت تبرير ابتلاع السعودية للبحرين ويكون كل ذلك قبل معرفة ماهية ذلك الاتحاد وكيف سيكون شكله وما نوعه، ليس ذلك فقط بل ينبري البعض في إيران والعراق ليخرجوا في مسيرات رافضة لذلك الاتحاد وكأن النية والرغبة هي تشكيل اتحاد مع العراق أو إيران، فما دخلكم أنتم وما علاقتكم بالبحرين والسعودية وباقي دول الخليج وما شأنكم بما ننوي ونريد القيام به.
إذا كان الرفض يأتي من قبل بعض المواطنين في البحرين فإن ذلك حقهم في التعبير عن موقف يخص البلد الذي يقيمون عليه مع أننا في أشد الاستغراب من رفض جمعيات سياسية لفكرة الوحدة العربية وبالذات تلك الجمعيات المنتمية إلى الفكر العروبي، ولكن ما يبعث على السخرية هو خروج تلك المسيرات في إيران لرفض المشروع الذي لا ناقة لهم فيها ولا جمل بل هو يناقض التكوين الإيراني ذاته والقائم على التوحيد بين مكونات مختلفة الأعراق من فرس وعرب وأكراد وغيرهم ولكن أن يتوحد العرب فإن ذلك مرفوض من قبل إيران وسياسييها وشعوبها.
ثم يأتي من يقول ان إيران لا تتدخل في الشأن المحلي البحريني، فإذا كان هذا الفعل لا يمثل تدخلا فكيف يكون شكل التدخل، ثم إلى الجمعيات السياسية الرافضة للاتحاد نوجه السؤال ما علاقتكم بما يحدث في إيران حاليا وموقف قادتها من الاتحاد فما يحدث هو خير دليل على العلاقات القوية القائمة منذ أمد بعيد بينها وبين النظام في إيران فإن لم تكن هذه أدلة قاطعة على التدخل الإيراني في الشأن المحلي البحريني كما ورد في تقرير “الدكتور بسيوني” فإن هذه شواهد لا تحتاج إلى دليل.
السعودية لا تريد ضم البحرين كما ينادي الرافضون في إيران والبحرين إنما الضم هو ما تقوم به إيران بحق الأراضي العربية التي تعمل على تغيير هويتها العربية بخطة مدروسة طويلة المدى سواء كان ذلك في الأحواز العربية أو في الجزر العربية الإماراتية المحتلة لذلك لا يوجد غير تفسير واحد لتلك الحملة الشرسة التي تشن ضد الاتحاد وهي أن الدافع للرفض ليس سياسيا وليس ضياع الهوية التي يتشدقون بها وليس أن تضم السعودية البحرين كل ما في الأمر هو دافع طائفي واضح لا يحتاج إلى تعليق أو تفسير وهو ما تخشاه إيران وتخشاه الجمعيات الرافضة.
يرى الرافضون للاتحاد في الداخل أن هذا الاتحاد هو نتيجة لما مرت به البحرين ومن أحداث طوال الشهور الماضية وهو ما يجعل المصيبة مضاعفة “حسب فهمهم” فقد أرادوا تحويل البلاد إلى صورة أخرى من العراق وإذا بالأمور تنقلب رأسا على عقب ويكون التوحد مع السعودية هو احد النتائج لتلك الأحداث “حسب رأيهم” وهو أمر لم يحسبوا له حساب وهو ما يعني في آخر الأمر “حسب ظنهم” ضياع ما أرادوه وهدفوا إليه إلى الأبد وهذا أمر صعب قبوله أو الخضوع له، لذلك لن تتوقف الحرب على التوجه الاتحادي ولن يهدأ لهم بال حتى يتم وضعهم أمام الأمر الواقع وبالإرادة الشعبية البحرينية التي أثبتت في مواقفها أنها مع الاتحاد كما شاهدنا في الوقفة الأخيرة في مركز الفاتح الإسلامي.