Sunday, May 6, 2012

دروس في خطاب العاهل السعودي

محمد المحميد
الخطاب الذي تفضل به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، حفظه الله ورعاه، في لقائه الوفد المصري، والذي أعاد المياه إلى مجاريها والأمور إلى نصابها، يحمل في مضامينه دروسا عديدة من قائد عربي للأمة العربية، يكرس طبيعة العلاقات العربية التي يجب أن تبقى وتدوم وتستمر رغم كل التحديات، وهو خطاب يستحق التوقف والتأمل.
خطاب العاهل السعودي أكد أن خصوصية العلاقة بين السعودية ومصر هي أنها علاقة تاريخية، وليست صفحة عابرة، يمكن أن تتغير بتغير الأنظمة الحاكمة، ولا يمكن لأي كان كائنا من كان أن يعبث بها، بل هي أولوية لا تقبل الجدل أو المساومة عليها، أو السماح لأي فعل أن يلغيها أو يهمشها.
كما أن الخلاف العابر الذي وقع بين البلدين الشقيقين الكبيرين قام على أساس العتب لا على قواعد الخصومة، وهذا درس كبير في إدارة شئون الأمة العربية، ومسئولية عظيمة لا يدركها إلا الزعماء الكبار أمثال العاهل السعودي رعاه الله.
الدرس المهم والبارز في خطاب العاهل السعودي هو دعوته وأمله أن يقف الإعلام المصري والسعودي موقفاً كريماً، وليقل خيراً أو ليصمت، ولربما كان هذا التحدي البارز التي طغى على الساحة في ظل وجود بعض وسائل إعلامية حاولت أن تؤجج الخلاف وتصعد المشاحنات بين البلدين لأغراض وأهداف باتت معلومة في أن تبرز دول أخرى لقيادة الأمة العربية وهذا دور كبير لا يستطيع الأقزام القيام به، تماما كما لم يقدر أصحاب التأزيم على استغلاله واستثماره، فكان خطاب العاهل السعودي كالصفعة القوية في وجوههم جميعا.
وقد كشف الأستاذ فهمي هويدي الكاتب المصري المعروف أسوأ أمر على الإطلاق فيما وقع، وهو التناول الإعلامى الذى لم يخل من تطاول وتجريح، ولم يسلم منه أحد من المسئولين السعوديين، جراء ممارسات بعض الصحف الصفراء التي تعتمد الإثارة الرخيصة وبعض الأقلام التي اخترقت الساحة الإعلامية في غفلة من الزمن، وكانت النتيجة أن عددا غير قليل من حملة الأقلام المحدثين لم يتعلموا كيف يفرقون بين النقد و«الردح».
خطاب العاهل السعودي درس مهم في فترة زمنية مهمة ولحظة عصيبة للأمة العربية، نثق بأنها قادرة على تجاوز كل الأزمات في ظل وجود قادة وزعماء من أمثال الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي له عظيم التقدير وكبير الامتنان وما يليق بمكانته الكبيرة في النفوس المخلصة.