Sunday, May 6, 2012

طائفية السلمانية.. حولوا نصف ميزانيته للعسكري

هشام الزياني
مهما حاولنا أن نقول للناس إن مستشفى السلمانية أصبح أفضل من قبل؛ إلا أن الناس يرفضون هذه المقولة رفضاً باتاً وقوياً. الخوف من الذهاب لمستشفى السلمانية بسبب ممارسات مجموعة من الأطباء والطاقم الطبي وربما الموظفين؛ تجعل الناس يبحثون عن مكان آخر للعلاج حتى وإن كان بأسعار مرتفعة. ما حدث للأسرة التي وقع عليها هجوم إرهابي بتفجير عبوة غاز (وأصيبت بسببها الأم والابن في مستشفى السلمانية قبل أن ينتقلا للمستشفى العسكري) مع طبيب في السلمانية يحتاج إلى وقفة من الوزير الفاضل صادق الشهابي، حيث روت الأسرة أن الطبيب كان يريد أن يلقي بالحادث إلى حادث منزلي، وليس بفعل فاعل وبفعل إرهابي، فكان يقول للأسرة “أنتم كنتم في المطبخ وانفجر السلندر” فكانت المريضة تقول له: لا الانفجار حدث بقرب البيت بفعل فاعل، ثم يعود الطبيب ليقول لها “سلندر المنزل انفجر عليكم”، وهذا يعني أنه يريد أن يفرض عليها فرضية بذاتها حتى لا يصبح الحادث إرهابياً، وهذا الأمر خطر للغاية. هذا كله يبين أن السلمانية مازال يعاني من التمييز الطائفي، وربما مازال محتلاً، أو أنه يحتاج إلى زلزال يضرب كل رؤوس الطائفية في هذا المستشفى الذي ينبغي أن يقدم خدمات إنسانية للجميع مواطنين ومقيمين. أما الحدث الآخر والذي نطلب من الوزير أن يتحقق من صحة الواقعة، فقد روي عن الأسرة التي حدث لها التفجير ذاته أن سائق سيارة الإسعاف كان يقول للأسرة (أنتوا ما فيكم شي ليش تكبرون السالفة، المفروض تروحون البيت)، إن كانت هذه الواقعة صحيحة -وأنا لا أستبعدها بعد ما جرى لنا في الأزمة. فإنني أطالب وزير الصحة بإجراء تحقيق فيها، وإن ثبتت صحتها يجب أن لا يعمل سائق إسعاف وهو لا يملك المسؤولية ويميز بين المرضى على أساس طائفي. ما أريد أن أطرحه على الحكومة وعلى السادة النواب هو الآتي؛ في زيارة لي قبل أيام للمستشفى العسكري وجدت حالة غير طبيعية من الزحام، كل صالات الانتظار دون مبالغة ممتلئة، وهذا يظهر أن السواد الأعظم من أهل البحرين يبحثون عن العلاج في أي مكان آخر غير السلمانية بعد سلسلة حوادث الإجرام التي حدثت هناك. وهذا يجعلنا نطالب بتوسعة المستشفى العسكري توسعات كبيرة وتخصيص ميزانيات لهذا المستشفى من أجل أن يكون المستشفى الأول في البحرين، حتى وإن كان مستشفى مختصاً لقوة دفاع البحرين. الذي أنا بصدده هو الآتي؛ ما دام السواد الأعظم من أهل البحرين لا يستطيعون العلاج في السلمانية، والدولة تخصص ميزانيات ضخمة للمستشفى ولوزارة الصحة، فيجب أن يحول جزء كبير أو نصف ميزانية السلمانية إلى ميزانية المستشفى العسكري، هذا ما نطالب ببحثه من مجلس الوزراء ومن المجلس التشريعي. زيارة صباحية واحدة للمستشفى العسكري سوف تجعلكم تصابون بالذهول رغم أن سعر العلاج هناك مرتفع لغير العسكريين، حتى أن موقفاً للسيارة لا يمكن الحصول عليه إلا خارج المستشفى. ما دامت الدولة تدفع ملايين الدنانير من أجل مستشفى السلمانية الذي يجب أن يكون لجميع المواطنين والمقيمين، والسواد الأعظم كما قلنا لا يذهب إلى هذا المستشفى بعد أن تلطخت سمعة المهنة وبعض الأطباء والطاقم الطبي والموظفين جراء هذه الممارسات، فيجب أن تقسم الميزانية وتعطى للمستشفى الذي يتوجه إليه الناس. هذا ما نطالب ببحثه في السلطتين التنفيذية والتشريعية.
رذاذ من المؤسف في هذا الوطن أنه ليس لدى الدولة ردات فعل تساوي فعل الإرهاب والإجرام، كما يحدث من تفجيرات بقنابل عن بعد وحين يصاب رجال الأمن إصابات بالغة. ردات الفعل دون المستوى، الإرهاب يتعاظم، والأمن يتراجع، وحتى الجناة لا يُقبض عليهم، وإن قُبض عليهم تم إخراجهم أو الحكم عليهم بأحكام ضعيفة. كيف تريد الدولة أن تتعافى من الإرهاب؟
الكاميرات مثبتة في أغلب الشوارع والإرهاب يزداد، إذاً لماذا هذه الكاميرات؟ ماذا تصور، هل تصور الشباب المنفرد..؟ هؤلاء لا يرهبون، صوروا المجرمين والإرهابيين)..!!