Thursday, May 3, 2012

حذار من الوقيعة بين السعودية ومصر

إذن محاولة اغتيال السفير السعودي في القاهرة بتخطيط عناصر إيرانية لم تكن كذبة، بل كانت حقيقة، وكانت هناك محاولة أخرى أيضاً لاختطاف السفير. يوم أمس بث موقع «العربية نت» تسجيلاً لمكالمة هاتفية مع مستشار السفارة السعودية في القاهرة محمد سامي جمال الدين، أكد فيه إلقاء الجهات الأمنية في القاهرة القبض على ثلاثة إيرانيين كانوا يخططون لاغتيال السفير أحمد عبدالعزيز قطان، وأن السفير تعرض أيضاً لمحاولة اختطاف من قبل مجموعة إيرانية اندست بين المتظاهرين المصريين.
تهديدات واضحة تتعرض لها سفارات المملكة العربية السعودية في مختلف بلدان العالم، من أمريكا إلى بنغلاديش ثم اليمن والآن مصر، وهذا يفسر قيام المملكة العربية السعودية باستدعاء سفيرها وإغلاق سفارتها في القاهرة وقنصليتين، إذ أن الأمر لم يكن محصوراً في تظاهرات غير مبررة أمام المباني الدبلوماسية التابعة للسعودية إثر قضية «الجيزاوي»، بل هناك محاولات اعتداء حقيقية على السفير والمساس بسلامته من قبل عناصر إيرانية، ولو كانت هذه الاعتداءات قد وقعت لتم إلصاق التهمة بالمتظاهرين المصريين، ولكانت حينها فتنة ما بعدها فتنة بين السعودية ومصر.
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر قال «إن واشنطن لا تملك أي تفاصيل عن محاولة اغتيال السفير السعودي في القاهرة، إلا أن هذه المعلومات إن صحت فإنها تؤكد ما ذهبنا إليه في الماضي من أن إيران تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العالم».
بالفعل، لم يكن أمراً معقولاً أن السعودية قد أغلقت سفارتها في القاهرة واستدعت سفيرها بسبب قضية المحامي المحتجز وما أعقبها من تظاهرات، وهو إن صح فليس فيه كامل الحقيقة، ويبدو أن السبب الفعلي لذلك له علاقة بالأوضاع الأمنية في مصر، وما تعرضت له سفارة السعودية وقنصلياتها من تهديدات قد تمتد لتطال حتى الجالية السعودية هناك، ومحاولة لاغتيال السفير، وأخرى لاختطافه. ولهذا فإن الإعلان عن استهداف السفير السعودي جاء بعد اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة من إغلاق للسفارة وقنصليتي الإسكندرية والسويس وخروج السفير قطان من هناك تحت حراسة مشددة.
العناصر الإيرانية التي خططت لاغتيال السفير تم القبض عليها، والمصدر الوحيد الذي بث هذا الخبر وإن بشكل مبهم هو وكالة الأنباء العراقية كما قال المستشار جمال الدين، واليوم بدأت التفاصيل تخرج إلى العلن، ويتضح معها مدى خطورة التبعات التي كان من الممكن أن تحدث. الطرفان السعودي والمصري باتا اليوم في أمس الحاجة إلى تنسيق أكبر من ذي قبل، ومن الخطأ أن يترك الباب مفتوحاً لأي نشاط إيراني في مصر مهما كان مسماه، إذ أنه في النهاية سوف يهدف إلى إحداث وقيعة بين البلدين وتخريب علاقاتهما التاريخية.