Thursday, May 3, 2012

ضــــــــــــبط النفــــــــس

أمريكا يا أمريكا بريطانيا يا بريطانيا هاتان الدولتان ماذا تريدان بالضبط من البحرين؟ ضبط النفس وضبطنا النفس حتى آخر رمق ولم يبق سوى الاستسلام وهذا محال لأنه ان كانت الدولة تريد فالشعب لا يريد. جمعيات ومنظمات وعصابات دولية باسم حقوق الانسان فتحنا لهم بدل الباب الف باب ورغم ذلك لم يسجلوا إلا ما يريدونه هم. رجال الأمن تمت محاكمتهم وهذا ما لم يجرِ حتى في أمريكا وبريطانيا. عودة المفصولين تمت. الاعلام تم تكميمه المسيرات والاحتجاجات في البحرين تتم في الاسبوع أكثر ما تتم في بريطانيا وأمريكا في السنة الواحدة. العالم عرف كله ان ما يجري في البحرين هو ارهاب ما عدا وزارتي الخارجية في كل من أمريكا وبريطانيا مصرتين على ان العنف في البحرين هو احتجاجات سلمية. آخر ما تفتقت عنه قريحة الخارجية الأمريكية هو على الدولة في البحرين ضبط النفس. ضبط النفس أكثر مما حاصل الآن، هذا ما أود أن افهمه ويفهمه غيري في البحرين وليت سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا يفهموننا ماذا يعني ضبط النفس في القاموس الأمريكي والبريطاني؟ هناك هدف أمريكي بريطاني متفق عليه لم يعد يخفى على أحد، يريدون رأس البحرين مقابل صفقة مع الشيطان لا أعلم، لأنه لا توجد دولة في العالم تقدم ما قدمته البحرين من شهادات وحسن نية وحسن سلوك ومجاراة القوانين الدولية والحقوق الدولية والانسانية وغير الانسانية حتى وصل الأمر إلى حد ان المواطن البحريني يفكر في أخذ المبادرة بيده، وطبعاً هذا ما تريده بعض القوى أن تسود الفوضى ويعم الخراب ويسهل بعد ذلك جني الثمار كما تريد قوى الشر في العالم. هناك برنامج امريكي معروف منذ زمن وقد فشل فشلاً ذريعا متمثل في تسويق الديمقراطية على الطريقة العراقية ولم يجنِ الشعب العراقي سوى الخراب والدمار وانظروا اليه كيف فقد الأمن والاستقرار وفقد كل مقومات الدولة العصرية الحديثة، لماذا إذن اصرار الادارة الامريكية الحالية على تسويق نموذج العراق في المنطقة رغم فشل هذا المشروع بامتياز؟ لماذا تدعم ادارة أوباما الأحزاب والمنظمات الدينية المعادية للديمقراطية على غرار حزب الدعوة في العراق والوفاق في البحرين مع علمها بان هذه الاحزاب ما هي الا امتداد لحزب الله في لبنان؟ ما هذا التناقض الفاضح بين اعتبار حزب الله اللبناني حزبا ارهابيا ودعم مثيله في البحرين والعراق والخليج؟ هذه الاسئلة تعجز واشنطن على الرد عليها وتتجاهلها وترفض حتى مناقشتها وربما لهذا علاقة بخسارة الانتخابات القادمة لو جرى طرح هذه الموضوعات اليوم. الخلاصة هي ان واشنطن انسحبت من العراق بعد فشل مشروع الديمقراطية هناك وفي نفس الوقت تصر على تصديره لبلدان اخرى رغم النتائج الكارثية التي جرها النموذج الفاشل في العراق. لماذا هذا الاصرار؟ أما بريطانيا العظمى فهي تمارس نفس سياستها الاستعمارية القديمة التي ولى زمنها في عصر الاستعمار الجديد، فهي من جهة تدعي الصداقة وخلف الستار تضرب هذه الصداقة، أي الطعن من الخلف وقد اتضح ذلك من خلال مواقف تكررت كثيرا وكان آخرها موضوع السفارة. وما معنى المطالبة المستمرة ايضا باتباع سياسة ضبط النفس؟ ما المقصود بضبط النفس؟ هناك همس في بعض أروقة السياسة الدولية: ان بريطانيا وأمريكا تريدان تحجيم سنة العالم مقابل اتاحة الفرصة لشيعة العالم بالصعود وذلك بعدما عانى الغرب من آثار القاعدة وبن لادن، ولكن السؤال: هل هذه السياسة حقاً عاقلة وتملك رؤية ولها منظروها؟ ان كان ذلك صدقاً وانا هنا اتحفظ على تصديق ما يردد فان العالم سوف يشهد انقلاباً خلال السنوات القليلة القادمة لان التيار السني ان أدرك مثل هذا التوجه فسيكون هناك مليون بن لادن ولا أظن ان الغرب مستعد لمثل هذه الحرب، فقد كان بن لادن واحدا وفعل ما فعل، فكيف بألف بن لادن. هذه مجرد تسريبات ارجو الا تصدق، ولكنها من تداعيات سياسة ضبط النفس التي لا نعرف الى أين تريدان كل من بريطانيا وأمريكا أن نذهب في سياسة ضبط النفس.