Friday, May 4, 2012

حتى في العرف الأمريكي.. استهداف الشرطة إرهاب

من قال ان امريكا ضد الارهاب؟ من قال ان امريكا ضد القاعدة؟ ومن قال ان أمريكا تعادي إيران؟.. أليست امريكا هي نفسها من حضنت ورعت ومولت ودربت بل وساهمت في ظهور القاعدة الى الوجود؟ واذا كانت امريكا تعادي ايران وتعتبرها احد اضلاع محور الشر، فكيف لها ان تدعم حكومة نوري المالكي في العراق وهي تعلم أن علاقته بطهران قديمة، وجذوره المتطرفة تدفعه للشعور بالتعاطف مع دولة المذهب؟ إذا وضعت كل هذه الأسئلة بجوار الاتهام الكلاسيكى، فستكتشف حقيقة من يرعى الارهاب في البحرين!! أنا من المؤمنين بأن الامريكان ومنذ خرجوا الى الوجود وهم لا يسعون لخير المسلمين والعرب ابدا ابدا، ومؤمن بأن للأمريكان دورا في ما يحدث في بلدي البحرين، وللأسف، إني اكتشفت ذلك بعد أن بلغت من هذا العمر ارذله، لذلك سأشطح فى كلامي ولا يهمنى فأقول: نعم اعلم ان سفارة امريكا هي من ترعى الوفاق، ومن هي الوفاق؟ هي من تستهدف كل يوم ميليشياتها عناصر الشرطة، ولدي من الشواهد الكثيرة والأدلة الكثيرة، لكنني قبل ان اسردها، اؤكد أني لا ألزم أحدا بأن يؤمن بما اقوله. ولنبدأ، منذ عشر سنوات أو يزيد، طلعت علينا «ماما امريكا» وهي تصرخ وتبكي: الحقووووني، الارهاب ضربني في مقتل واستباح هيبتي كأكبر قوى على كوكب الأرض، ومنذ ذاك الحين، الدنيا قامت ولم تقعد، فانتهكت سيادة دول وتدخلت امريكا حتى بالمناهج الدراسية زاعمةً أن بعضها يروج للإرهاب، ولو أننا جمعنا جماجم قتلى العدوان الأمريكي في افغانستان والعراق فقط، لشيدنا ارتالا من الجبال، وحينها خرج علينا الامريكان والغرب بتعريف للإرهاب؟ في الغرب، ربط الإرهاب بنظرية «صراع الحضارات» معتبرين أن من أهداف الإرهابيين «زعزعة استقرار البنى الاجتماعية والاقتصادية والدستورية لبلدٍ ما»، كما جاء في التعريف الذي وضعه الاتحاد الأوروبي في 2004 (مجلة القانون الألمانية، 1 مايو 2004)، اما امريكا نفسها فتبنت تعريفاً رسمياً للإرهاب اكثر شدة، وعملت به وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية الأمريكية وهو موجود في القانون الأساسي الأمريكي، البند 22، الفقرة 2656، ويقول هذا التعريف: «مصطلح الإرهاب يعني العنف المدفوع سياسياً، عن سابق إصرار، ضد أهداف غير محاربة، من قبل مجموعات شبه قومية، بغرض التأثير على الجمهور» وتم تعريف «الأهداف غير محاربة»، بأنها رجال الشرطة وافراد الجيش والتأكيد جاء وفقا للمركز القومي الامريكي لمكافحة الارهاب الذي أنشئ في ديسمبر 2004 لدمج وتحليل التقارير الاستخباراتية الامريكية عن الارهاب والذي اعطى توضيحا صريحا ودقيقا وشاملا بالمقصود بـ «الاهداف غير المحاربة» فقال: «العنف السياسي المقصود، هو كل ما يستهدف مدنيين وغير مقاتلين بينهم الشرطة وأصول الجيش خارج ساحات القتال»!! انتبه للتعريف الأمريكي والغربي الدقيق، لا، وهناك غير التعريف الرسمي الأمريكي والغربي عشرات التعريفات لمفهوم الإرهاب التي قد تختلف معه بهذه الجزئية أو تلك، سوى أنها تحتفظ بفكرة تجريم العمل العنيف خارج إطار الحروب الرسمية ومنه، اذا كان مهددا للحياة، واذا كان غير قانوني، واذا كان دافعه سياسي أو ديني، واذا كان يستهدف هدفا مدنيا، واذا كانت آليته هي التخويف او التهديد الموجه ضد الدولة أو المجتمع!! بذمتك، اليس الموضوع يجنن وياخذ العقل؟ كنت مثلك، أظن أن الارهاب في مضمون التعريف الامريكي، نمط واحد وصيغة لا تتغير، لكن اكتشفت أن المسألة شكلية تجميلية محضة، تخضع للأهواء والاطماع الامريكية ومشروع الشرق الأوسط الكبير. تصدق أن المسألة تحتاج إلى محللين نفسيين لا إلى محللين سياسيين؟ فأمريكا التي تعتبر استهداف عناصر الشرطة والجيش في اي دولة في العالم عملا أرهابيا، هي من تطالب عناصر الشرطة في البحرين والذي يواجه اسياخ الحديد والفخاخ المعدة للانفجار وكل انواع العنف والارهاب، بتلقي المولتوف على صدره وقبل ان تنفجر يمررها لزميله، وبادئ ذي بدء الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس.. شفتم ألم نقل لكم إنها لعبة مصالح، يا أخي، ملعون من يصدق ان امريكا ضد الارهاب!