Sunday, May 27, 2012

إبادة جماعية مذهبية والصّمت سيّد الموقف

إبراهيم الشيخ
مذبحة «الحولة» بحمص أمس الأوّل، التي نفّذتها عصابات علوية تابعة لجيش الأسد، وراح ضحيّتها أكثر من مائة روح بريئة نصفهم أطفال، بعضهم قضى نحراً وبعضهم باليد من دون سلاح!! تعبّر عن الحقد الأسود الذي بدأ يظهر للعلن من العصابات الصفوية والعلوية على حد سواء.
التحليلات من داخل سوريا تشير إلى أنّ هناك صفقة تدار في الخفاء، تهدف الى انعزال العلويين بدولة منفصلة تحميها إيران وروسيا، وما المجازر المستمرة في حمص وريفها إلا بهدف التطهير المذهبي لأهل السنّة هناك، بهدف إفراغ أهلها منها، لتسهيل ذلك المخطّط!
وجود صفقة في الخفاء، قد يبرر صمت الغرب وتركيا والعرب عمّا يحدث هناك من مجازر ومذابح يشيب لهولها الولدان، ويعجز المرء عن وصف تفاصيلها!!
مع كل محنة ومصيبة نكتشف أنّ أمتنا هشّة ضعيفة، لم يولّ عليها من يخاف الله في تلك الأرواح، والدليل أنّ الغرب نطق، بينما أنظمتنا «لا حسّ ولا خبر»، حيث مازالت تعاني الخرس، ويبدو أنّها تعيش على كوكب آخر!
أعداد الشهداء في سوريا تجاوز العشرين ألفا، أعداد كبيرة منهم من الأطفال، وجميعهم يُقتلون بأبشع الطرق التي تعبّر عن حقد دفين لا تجده حتى عند اليهود!
اغتصابات بالآلاف، ضدّ النساء والصبايا، بعضهم أمام والديهم، تفنّن فيها الشبيحة والعصابات الصفوية، التي تحجّ إلى هناك مُبتعثين من جيش المهدي بالعراق ومن حزب الشيطان بلبنان.
البواخر الروسية مازالت تنقل إلى الأسد وشبيحته الأسلحة ليباد من تبقّى من أهل سوريا، والمليارات الإيرانية مازالت تتدفّق عبر بواخر النّفط الفنزويلي، وعبر شراء المواقف الدولية.
دولنا مازالت تعوّل على مواقفها (الحكيمة) من الأزمة!! وإذا أرادت فعل شيء فإنّها تقوم به في الخفاء!!
تركيا تفكّر في استقرارها مع الأكراد أكثر ممّا تفكّر في الإبادات والمجازر التي تدور هناك.
من الواضح جداً أنّ الجميع قد بيّت نيّته بالتخلّي عنهم، وبذلك صدقت شعاراتهم المدويّة: «يا الله.. مالنا غيرك يا الله».
برودكاست: إذا انتصرت إيران في سوريا، ونجحت خطّتها في انفصال العلويين بدولة مستقلة، فلتتأكّد دولنا أنّها ستعاني من ذلك الويلات، لأنّ تلك الشوكة السامّة ستظلّ كالخنجر المسموم المغروز في خاصرة الأمّة، لتستكمل معه إيران حلقات التطويق الصفوية، التي تستهدف عروبتنا وهوّيتنا.
آخر السّطر: أنتم تخونون الأمّة، وتسترخصون دماء أبنائها ومقدّساتها، وغداً ستدور عليكم الدوائر.