Sunday, May 27, 2012

يضربون الدولة بأموال الدولة

هشام الزياني
في هذا التوقيت المهم من مرحلة ما بعد العملية الانقلابية الفاشلة، يتوجب على الدولة أن تقوم بجملة مراجعات كبيرة لسياسات الدولة وللأموال التي تذهب إلى معاول الهدم التي لا تريد للدولة الإصلاح ولا التقدم، إنما تريد الانقلاب. إذا كان صحيحاً ما ذكره النائب عبدالله الدوسري من أن الانقلابيين ذهبوا إلى جنيف بأموال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهذا يعني أن أموال البحرين تذهب إلى البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وهذا البرنامج يعطيها للانقلابيين ليعملوا ضد البحرين، إن كان هذا صحيحاً فإنها كارثة حقيقية. كارثة تشبه كارثة الأموال التي تعطيها الدولة للوفاق من أجل أن تفعل كل ما تفعله خارج إطار القانون، بل وتمول أيادي الإرهاب وقطع الطرقات والمولوتوف، وكل ذلك دون أن يتم إيقاف الدعم عن الجمعيات الإرهابية. لتسمح لي الدولة؛ هي أدخلتنا النفق المظلم، وكانت على وشك تضييع أهم ركائز بناء الدولة البحرينية على أسس العلم ودون طائفية، حين سلمت وزارة التربية لمن يعمل ضد البحرين، وكان هذا بخراب سنوات طويلة. اليوم الخراب ليس في منصب مدير البعثات، إنما الخراب من الداخل في طائفية تزوير الدرجات “رفع أناس، تهبيط معدل آخرين” كل ذلك يحدث الآن من الداخل، والتربية تتفرج، فحين يضيع التعليم يضيع مستقبل البحرين، ويحدث لنا كما حدث في 2011 إضراب وعصيان مدني بأمر الولي الفقيه فتشل البلد من بعد أن سلمت الدول كل الوزارات لمن يريد الانقلاب عليها في اللحظة الحاسمة. أعود لموضوع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة الذي قال عنه النائب الدوسري إنه مول الانقلابيين للذهاب إلى جنيف، وبالتالي هو يمول كل تحركاتهم ويمول أنشطتهم ضد مملكة البحرين. ألا يحتاج ذلك إلى وقفة من الدولة؟ ألا يحتاج إلى مساءلة الأمم المتحدة عما تفعله، هل هو قانوني، هل هو شرعي هل هو مقبول دولياً، هل هو ضمن مواثيق الأمم المتحدة؟ هل ينقص الانقلابيين الدعم؟.. هم يتلقونه من إيران ومن الدول الكبرى ومن دول خليجية والآن الأمم المتحدة تمولهم..! هذا ما نطلبه اليوم من الدولة، عليكم أن تقوموا بسلسلة مراجعات للسياسات للتمويل الذي يضرب الدولة، هل نحن مغفلون، نعطي الأموال لمن يضربنا..؟ هل الدولة في غفلة لدرجة أنها تعطي البعثات الكبيرة والدراسات العليا، لمن يتظاهر ضدها في بريطانيا وفي أمريكا وفي مصر، أيعقل أن تفعل ذلك دولة ما في العالم مهما بلغت من الديمقراطية؟ اليوم نقول إن كلية المعلمين هي إحدى بوابات الدخول مباشرة إلى وزارة التربية والتعليم، من الذي تصرف عليه الدولة الأموال من أجل أن يصبح معلماً غداً وبعد غد؟ هل الدولة مازالت في غيبوبة لتسلم نفسها بنفسها وتقول لماذا حدث لي هذا بعد ذلك؟ أنت من فعلت بنفسك، لم يفعله بك أحد، كلية المعلمين، بوليتكنك، معهد البحرين للتدريب، كلها تحتاج إلى سياسات وطنية، فأهلاً ومرحباً بكل معلم ومعلمة يعملون من أجل البحرين ويحبون أهلها، ويدرسون الأطفال من غير طائفية، من غير تزوير للدرجات على أسس طائفية، أهلاً بهم من أي طائفة وملة ودين، لكننا لا نقبل أبداً أن تكون الدولة في غفلة وتنفق الأموال بسخاء في البعثات وفي كلية المعلمين على من يطأفنون التعليم ويخربون عقول الطلبة والطالبات بدس السم في العسل. متى تصحو الدولة.. متى نشعر أن القانون يسود؟.. متى نشعر أن ميزان الوطنية هو ميزان موجود فعلاً، في كل الوزارات، وفي كل المؤسسات؟.. لا أعلم.