Sunday, May 27, 2012

كفى لعباً يا أهل الفاتح

أحمد جمعة
ما كان بودي قلته مائة مرة قبل أن اكتب هذا المقال. ما كان بودي التطرق للخلافات التي اصبحت مكشوفة بين بعض الجمعيات السياسية الوطنية حتى لا تستغل وتوظف من قبل الوفاق وتوابعها، لم أكن أنوي ذلك وترددت كثيراً في نشر أسرار العلاقات بين هذه الجمعيات وهي تحديداً الوحدة الوطنية والمنبر الاسلامي والأصالة لولا أن الأمر بلغ حداً لم يعد من حق هذه الأطراف أن تعتبر نفسها حرة في التصرف بالخلافات بينها، لأن الشارع الجماهيري الذي نشأ عن الفاتح لم يكن الفضل فيه لا للوحدة الوطنية ولا للمنبر الاسلامي ولا للأصالة ولا لأي من هؤلاء الذين يتقاتلون اليوم على المناصب والمراكز والزعامات، فهذا الشارع الذي انتفض عفوياً وانفجر كالبركان، فعل ذلك بوحي من خوفه وفزعه على الوطن، ولو كانت الدعوة فقط التي اطلقت للتجمع في الفاتح بذلك اليوم المبارك كان عنوانها تجمع الوحدة الوطنية وهو لم يتأسس بعد، أو ان الدعوة اقترنت باسم المنبر الاسلامي او الأصلة، لما وجدت الف شخص بالمكان، ولكن الذي حدث وليتذكر الجميع ذلك جيداً أن الدعوة انطلقت بشكل عفوي ومن غير اسم لجمعية أو تيار أو جهة سوى أنها حملت دعوة لنصرة البحرين والدفاع في وجه انتفاضة الشر التي لم ننس ولن ننسى حينها درجة الصفر من الرعب والفزع والذعر التي انتاب أهالينا وأطفالنا ونساءنا، فلم يكن أمامهم سوى فزعة انتفاضة الوطن الذي القى عن كاهله كل التسميات من احزاب وتنظيمات وتيارات وشخصيات وانضوى تحت يافطة الفاتح من تلقاء ذاته، وهكذا تأسست هذه الحركة التي بسببها يتقاتل اليوم أخوة الأمس من تحت الطاولة والضرب من تحت الحزام بين بعضهم البعض وفي الظاهر يتبادلون الابتسامات أمام الكاميرات ولا يخفى على احد حجم ودرجة لا أقول الخلافات ولكن الطعن فيما بينهم باسلوب يبدو للوهلة الأولى راقياً ومهذباً وفيه اخلاقيات ظاهرة ولكنه للأسف الشديد كلف أهل الفاتح وأهل البحرين الشرفاء كثيراً. حقاً كنت متردداً في التطرق علناً لهذا الموضوع لولا حجم الطعن في بعضكم البعض وحجم التكلفة التي ظهرت في النتائج وحجم الأخطار التي سيترتب عليها استمرار هذا النهج، لا تنفوا ذلك ولا تفسروه بالخلاف في الراي ولا بالاجتهاد كعادتكم فانا لست مطلعاً على الموضوع وحسب، أنتم أدرى بموقفي ودوري في هذا الموضوع الذي لمسته واضحاً من خلال جلسات ومواقف ومناورات ومساومات جرت كلها تحت الطاولات وفوق الطاولات، في العلن والخفاء وانفجرت مؤخراً على الشارع وأثرت على النتائج وشعر بها القاصي والداني ولم تخف حتى على المواطن البسيط البعيد عن دهاليز سوق السياسة الذي للأسف أصبح مؤخراً سوقاً للبيع والشراء والانتفاع، فهناك من استثمر الفاتح وانتفاضة الشعب الزاخرة بالمشاعر الملتهبة على الوطن لأجل فتات المصالح التي بعضها وصل لأهله والبعض ينتظر دوره في الفتات فيما لا زال الوطن جريحاً ولا زال الخونة يتربصون به ولا زالت أدوات الهدم تعمل معولها فيه بينما أنتم تتقاتلون من تحت لتحت ويطعن بعضكم في بعض من الخلف فيما تتصافحون وتتبادلون الابتسامات وكأن ذلك مسرحية من مسرحيات سعد الفرج. لم يكن بودي التطرق لهذه اللعبة التي لم تعد لعبة بل هي مشروع تمزيق لوحدة أهل الفاتح التي أقولها بصوت عالٍ.. لا فضل لأي من جمعياتكم ولا لأي من قادتكم فيه سوى الحضور والانصراف، أما الفضل من أوله لآخره فهو لأهل الفاتح البسطاء والعفويين والشرفاء والأفياء ممن عصرهم الخوف والذعر على وطنهم فخرجوا ملبين نداء الشرف والكرامة لا نداء الجمعيات والزعامات ولا نداء المراكز والمناصب والانتفاع من هنا وهناك، أقولها بكل صراحة بعدما مللت من الصمت واحترام اللعبة السياسية، كفاكم تقاتلاً من تحت الطاولات، وكفاكم طعناً في بعضكم البعض، وكفاكم انتفاعاً من استثمار الفاتح الذي هو ملك لشعب البحرين الوفي وليس لفرد أو جمعية أو زعامة أو دولة. أقولها من دون دبلوماسية ولا لف أو دوران، يا أهل الفاتح من وحدة وطنية ومن أصالة ومن منبر اسلامي ومن صحوة الفاتح ومن شباب الفاتح ومن بقية المساهمين السياسيين .. توقفوا أرجوكم عن الطعن من الخلف، توقفوا ارجوكم عن السعي في الخفاء لإضعاف بعضكم بعضاً لأني مدرك الاسرار التي تدور بينكم ومدرك ان هناك من يظن أن اضعاف الاصالة سيقوي الوحدة الوطنية ومن يضعف الوحدة الوطنية سيقوى المنبر الاسلامي ومن يضعف هذا سيقوي ذلك، هذا خطأ فادح وانعدام للمسؤولية واختطاف لانتصار الوطن، كفوا عن تمزيق الفاتح لأن اهل الفاتح لن يسكتوا بعد الآن ولن يغفروا لكم صراعكم على المصالح السياسية الضيقة وعلى فتات الانتفاعات الزائلة. الوطن شامخ بكم أو بدونكم.