Thursday, May 31, 2012

الإمام الأكبر ورسالته الحازمة إلى إيران

السيد زهره
ما فعله الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشريف الدكتور احمد الطيب قبل نحو أسبوع يعتبر تطورا مهما يستحق التوقف عنده.
نعني ما فعله حين تصدى بحزم لمحاولات إيران نشر التشيع في مصر وشق صف الوحدة الوطنية المصرية واثارة الطائفية، ووجه رسالة واضحة حازمة إلى إيران.
الذي حدث ان البعض، وبترتيب إيراني بالطبع، أقدم على فتح «حسينية» في احد مناطق القاهرة. وترافق مع هذا تقارير كثيرة معروفة على نطاق واسع عن وجود مخطط إيراني لنشر التشيع عبر وسائل وأساليب كثيرة أولها المال.
السلطات المصرية بادرت وأغلقت الحسينية، لكن الإمام الأكبر إذ استشعر خطورة المخطط الإيراني، تحرك على الفور ليضع حدا لهذه القضية وليضع النقاط فوق الحروف.
الأمام الأكبر جمع علماء الأزهر الشريف وعلماء الدعوة السلفية والصوفية والاشراف، وعقد معهم اجتماعا مطولا لتحديد موقف محدد واضح من هذه المسألة.
والموقف الذي انتهى اليه العلماء، لخصه الإمام الأكبر في الجوانب التالية:
١ - التحذير من اقامة أي مساجد طائفية لمذهب مخصوص او فئة بعينها تنعزل عن سائر الأمة وتشق الصف وتهدد الوحدة الروحية والاجتماعية لمصر وشعبها سواء سميت بـ «الحسينينات» أو غيرها، وهو ما يكشف عن نزعة طائفية لا يعرفها أهل السنة والجماعة في مصر.
٢ - ان الأزهر الشريف ليس في عداء مع أي دولة إسلامية، لكنه يرفض رفضا تاما قاطعا أي محاولات لزرع الطائفية وثقافة كره أصحاب رسول الله، والاساءة إليهم.
والمصريون هم أكثر شعوب الأرض قاطبة حبا واحتراما وإجلالا لآل بيت رسول الله وصحابته الكرام ولا يقبلون في ذلك مزايدة ولا احتيالا.
٣ - ان مصر في تاريخها الطويل تميزت بالسماحة الفكرية والفقهية والتقت على أرضها جميع المذاهب جنبا إلى جنب، والأزهر لا يقبل ان يتهدد النسيج الروحي والاجتماعي لمصر وشعبها.
٤ - ان الأزهر هو الحصن الحصين لأهل السنة والجماعة في العالم كله لن يسمح باختراق المجتمعات السنية من طرف أي مذهب كان، ولا يمكن للوحدة الإسلامية ان تقوم الا بالاحترام المتبادل والتعددية المذهبية، وان التبشير بالتشيع لا مكان له بالمجتمعات السنية.
وقال الإمام الأكبر انه على ضوء كل هذا، وفيما يتعلق بمحاولات إيران نشر المذهب الشيعي في مصر فان «الأزهر الآن يضبط نفسه حفاظا على وحدة المسلين، ولكن إذا لم تتم السيطرة على هذه الحالة فسيكون للأزهر خيارات أخرى للدفاع عن اهل السنة والجماعة».
اذن، هذا هو الموقف الحازم القاطع الذي أعلنه الإمام الأكبر واتفق معه فيه كل العلماء في مصر.
بالإضافة إلى هذا، حين طلب القائم بالأعمال الإيراني مقابلة الإمام الأكبر، وتحدث معه عن أهمية الحوار والوحدة وما شابه ذلك من شعارات طالما يتحدث عنها الإيرانيون في كل مرة يثار فيها الحديث عن مخططاتهم الطائفية.. حين فعل هذا، ابلغه الإمام الأكبر موقفا واضحا قاطعا أيضا.
قال الإمام الأكبر ان هناك شروطا محددة لمواصلة التفاهم والحوار مع الدوائر الشيعية. في مقدمة هذه الشروط، إصدار فتاوى صريحة من مراجع الشيعة تحرم سب الصحابة وأمهات المؤمنين، وتحريم نشر المذهب الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة.
وحين قال القائم بالأعمال الإيراني ان هناك فتوى من المرشد الإيراني خامنئي بتحريم سب الصحابة وأمهات المؤمنين، رد عليه فورا ان هذه «فتوى سياسية» لا تكفي، وان المطلوب هو ان يصدر مراجع الشيعة المعتبرين في قم والنجف فتاوى ملزمة لكل اتباع المذهب الشيعي تحرم سب الصحابة والسيدة عائشة وتحرم نشر المذهب الشيعي في بلاد السنة. وقال الإمام الأكبر انه من دون تلك الشروط لن يكون هناك حوار ولا تفاهم.
هذا هو موقف الإمام الأكبر والأزهر الشريف.
والإمام الأكبر بقدر ما هو عالم الدين الأكبر بالنسبة للعالم الإسلامي هو عالم سياسة أيضا، وعلى دراية عميقة وتفصيلية بما يحاك للوطن العربي عموما من مخططاتي سواء من قوى دولية أو اقليمية.
بعبارة أخرى، هو يعلم تمام العلم ان محاولات إيران نشر التشيع في مصر يندرج في إطار مخطط سياسي ايراني له أبعاده الخطيرة التي لا بد من التصدي لها.
بعبارة ثانية، هذا الموقف ليس موقفا دينيا وحسب، وانما له أهميته السياسية والوطنية البالغة.
وعلى أية حال، فان الرسالة التي وجهها الإمام الأكبر إلى إيران عبر هذا الموقف هي رسالة واضحة محددة مؤداها، ألزموا حدودكم، وكفوا عن مخططات محاولات شق الصف وتهديد الوحدة الوطنية واثارة الطائفية في مصر، وان كنتم تريدون حقا حوارا وعلاقات طيبة، فهذه هي الشروط.