Thursday, May 31, 2012

الحوار.. الوفاق.. الوسيط والآخرون

فيصل الشيخ
مشكلة الوفاق أنها ليست صريحة مع شارعها، مازالت تستغفله وتستغله، ومازالت تلعب فيه كورقة تثير من خلالها أجواء الداخل وتؤزم بها الأوضاع، لا مشكلة إن حرقته، ففي النهاية النار لن تصيبها هي. في المقابل إيجابي أن يعي كثيرون ممن استغلوا الآن تفاصيل اللعبة، فأنتم أصلاً لا تهمون الوفاق كبشر لكم حقوق وتريدون العيش في بلدكم بسلام وكرامة حقيقية، أنتم بالنسبة لهم أدوات و«عتبات” من خلالها يصلون إلى ما يريدون من مكاسب. من يقف وسط الحشود ويقول لهم صمود ولا عودة للوراء وضحينا من أجلكم، ماذا يطلق عليه حينما يقاتل بالخفاء لأجل مد جسور تواصل مع النظام لأجل عقد حوار كلنا نعرف أن هدفه حفظ ماء الوجه واستعادة جزء من المكاسب التي تخلوا عنها طوعاً، أو عفواً، أجبرتهم أوامر الولي الفقيه بالتخلي عنها. من يمارس هذا الفعل ماذا يطلق عليه؟! أليس أفاقاً متلوناً مخادعاً يلعب على كل الأوتار، وأخطر لعبة يمارسها هي اللعب في الناس ومصائرهم؟! الناس تضررت، بينما عناصر الوفاق تسرح وتمرح وتسافر هنا وهناك، وطبعاً الله يبارك في التمويل الجزيل الذي من خلاله يتم التكفل بالسفر والتنقل والإعاشة. الناس هم من تضرروا في حياتهم على مختلف الأصعدة، فئات باتت تعيش اليوم عزلة قسرية بفضل هذه الممارسات، شرخ كبير أصاب المجتمع هو أكبر إنجازات الوفاق بممارساتها وحراكها الطائفي، واليوم تأتي لتوكل “وسطاء” لدى الدولة ليفتحوا حواراً جديداً وكأن شيئاً لم يحصل! رغم ذلك، إلا أن العنجهية تستمر، يريدون حواراً انفرادياً مع الدولة، حواراً لا يقبلون فيه بالآخر، وهم أصلاً فئة صغيرة في المجتمع لا حق لها أن تجبر المجتمع كله أن يقبل بما تريده هي أو تسعى إليه. من يريد التحاور عليه ألا ينسى بأن الحوار ليس مقصوراً عليه وعلى الدولة فقط، بل هو حق لكل مواطن في هذا البلد، ولكل أطيافه ومكوناته. أليست الوفاق هي من أطلقت الدعاية الإعلامية خلال الحوار الوطني الذي دعا له جلالة الملك حفظه الله وقالت بأن الشعب يجب أن يكون كله ممثلاً بالحوار؟! اليوم نقول لكم بأن أي حوار يقتصر عليكم وعلى الدولة مرفوض من قبل بقية أطياف الشعب. أي حوار اليوم ليس بشروطكم أبداً، أنتم من أضعتم فرصة التحصل على مكاسب عديدة حينما تعنتم في الحوار الأول، بالتالي حوار اليوم من يحق له وضع الشروط هم المخلصون لهذه البلد، لأنهم هم الأحرص منكم على مستقبل هذه البلد، ليسوا هم من يخرجون يومياً ليشوهوا صورة البحرين، وليسوا هم من يحرض على الفوضى، ويرفض إدانة العنف أو وقفه، وليسوا هم من يأتمرون بالخارج، يتحركون يمنة تجاه ما تريده إيران، ويتحركون يسرة تجاه ما يريده الأمريكان. إن كان من حوار وطني قادم فكل ما نشدد عليه هو أن يكون بالفعل حواراً “وطنياً”، يجلس إلى طاولته “الوطنيون” فقط، فما كاد أن يضيع الدولة إلا حينما ارتدت عناصر الخيانة رداء غريباً عليها أطلقت عليه رداء “الوطنية”، في حين أنها وطنية زائفة وكاذبة. الوطني لا يفعل ما فعلتموه أبداً، نحمد الله أننا في هذا البلد بتنا نعرف من قلبه على البحرين ومن قلبه ينتظر التهليل لأجل سقوط البحرين، وهي التي لن تسقط بإذن الواحد الأحد.