Thursday, May 31, 2012

قطع الرّأس

إبراهيم الشيخ
٨٤ مدرسة تعرّضت للاعتداء والتخريب والرمي بالمولوتوف منذ بداية العام الدراسي، بينما تجاوز عدد حالات الإيذاء النفسي أكثر من خمسة آلاف حالة، ناهيك عن أكثر من خمسين حالة اعتداء بدني مباشر، هذه هي حصيلة «السلمية» والمطالبة بـ «الحقوق» التي تدّعيها الوفاق!
أمام تلك الحالات، كم كان يتمنّى المرء أن يشاهد خطبة واحدة صريحة على الأقلّ من بعض الرموز الدينية تحرّم تلك الجرائم الإرهابية في حقّ أبنائنا الطلبة، لكن يبدو أنّهم تفرغوا لخطب «اسحقوه»، لأنّها ترضي الطرفين!
أتساءل أحياناً عن الدوافع التي تشجّع تلك الفئات المنحرفة، على حرق المدارس، أو إشعال الإطارات في الشوارع، أو رمي المولوتوف على المواطنين وعلى رجال الأمن. من يدير تلك الشبكات؟ ومن يموّلها؟ ومن هي رؤوس الأفاعي في الداخل والخارج؟!
أتساءل أيضا، هل هناك أطراف خارجية موجودة هنا بصفات دبلوماسية أو سياحية تدير وتنظّم وتموّل؟ بل وتُشرف على إخراج ونشر فيديوهات العمليات؟! فلن تستغرب إذا وجدت المسحة اللبنانية والعراقية على الكلمات المستخدمة، مثل استخدام «بلدة» بدل «قرية»، هذا غير استنساخ الأحداث وردّات الفعل بصورة مشابهة لما حدث هناك!
لو بحثنا عن إجابة لسؤال: ما الفائدة من حرق المدارس؟ أو رمي المولوتوف على سيارات المواطنين في الشارع؟ فلن نصل إلى نتيجة؛ سوى أنّه إرهاب مدفوع الثمن يدار من الخارج، ويموّل من أطراف داخلية وخارجية مفضوحة.
بالتأكيد، حتى لو قبضت الدولة على جميع من قام بتلك العمليات الإرهابية المجرمة، فسوف يخرج غيرهم ليقوموا بنفس تلك الأدوار، فالعملية شبيهة بالقبض على من يعمل داخل دار للرذيلة، بينما يُترك صاحب الدّار ليجلب غيرهم لتنفيذ أدوار شبيهة!
إذا لم تقطع الدّولة الرأس، فلن تتوقّف تلك الأعمال، بل ستزيد؛ لأنّها ستصبح مجالاً للمزايدة عبر الصفقات والضغوط السياسية! من الدّاخل والخارج على حدٍ سواء!!

آخر السّطر: يبعث له رسالة على تويتر يقول له فيها: كيف تدين مقتل الأطفال في فرنسا بينما لا تدين مجزرة الحولة؟!
بعدها يقوم بإرسال رسالته ليدين فيها مجزرة الأطفال في الحولة، ولا ينسى أن يضمّنها عبارات متداخلة تحتمل التأويل، بإمكانها أن تبرّئه إذا تمّ انتقاده من وليّه ووليّ نعمته!!
أنتم عار على الحركات الوطنيّة، تعسًا للعبيد.