Sunday, May 20, 2012

في مواجهة الخطر الإيراني

السيد زهره
رد الفعل الإيراني على إعلان دول مجلس التعاون الاستعداد عمليا لقيام الاتحاد الخليجي العربي، وكيف اظهرت عداءها السافر لدول وشعوب المنطقة، وكشفت عن اطماعها ومخططاتها تجاه المنطقة.
رد الفعل الإيراني على الاتحاد على هذا النحو يأتي دليلا ساطعا آخر يؤكد مدى الخطورة التي تمثلها إيران على امن واستقرار دول المنطقة العربية ومستقبلها كله.
السؤال هو: ما الذي يجب عمله في مواجهة العداء الذي أظهرته إيران وخطرها على هذا النحو؟
هناك أربعة جوانب كبرى ينبغي التنبيه إليها في هذا الصدد:
أولا: دول الخليج العربية يجب ان تبني استراتيجيتها على أساس ان إيران دولة معادية لدول الخليج العربية وشعوبها بكل ما يترتب على ذلك من مواقف ومن سياسات.
نقول هذا ليس لأن دول الخليج العربية تريد ذلك. بالعكس، تريد أفضل العلاقات مع إيران شرط ان تكون قائمة على الاحترام الفعلي وعلى عدم التدخل نهائيا في الشئون الداخلية.
إيران هي التي رفعت راية العداء صراحة لدول وشعوب المنطقة العربية، وهي التي تؤكد في كل مناسبة انها لا تريد علاقات حسن جوار او احترام متبادل.
وكما نعلم، الموقف الإيراني الأخير من الاتحاد وتهديداتها العدوانية للبحرين ولدول المنطقة يأتي في سياق مواقف وسياسات إيرانية ثابتة ومتصلة كلها تصب في اتجاه العداء الكامل لدول وشعوب المنطقة.
نعلم ما فعلته إيران في البحرين من وقوفها الكامل مع القوى الطائفية التي تستهدف النظام الوطني وتستهدف تقويض امن واستقلال البلاد. ونعلم ما فعلته فيما يتعلق بجزر الامارات العربية المحتلة وموقفها العدواني السافر المستفز. ونعلم بما يفعله اتباع إيران في كل دول الخليج العربية. ونعلم أيضا ما فعلته في السنوات الماضية في العراق ومحاولات الهيمنة على مقدراته ومحاربة عروبته وسلبه استقلاله.
اذن، إيران هي التي أعلنت نفسها دولة معادية استراتيجيا لدول وشعوب المنطقة العربية. ودول مجلس التعاون يجب ان تتعامل معها على هذا الأساس بكل ما يترتب على ذلك من مواقف ومن سياسات يجب اتباعها إزاء دولة معادية.
ثانيا: ودول الخليج العربية مطالبة بالمضي قدما وفي أسرع وقت ممكن في خطة إقامة الاتحاد وإعلانه.
قد تكون لدى بعض الدول تحفظات على بعض الجوانب او تريد ان تضمن قيام الاتحاد على أسس راسخة سليمة بحيث يأتي قويا قادرا منذ البداية.
ولا بأس في هذا. لكن الذي يجب ان يكون واضحا ان ردود الفعل على قيام الاتحاد بمجرد إعلان الترتيب لقيامه، والتطورات التي تشهدها المنطقة، ومصلحة دول وشعوب المنطقة الاستراتيجية.. كل هذا يجعل من الاتحاد خيارا مصيريا لا رجعة فيه.
ولهذا يجب عدم السماح لأي اختلاف في الآراء أو الرؤى قد يكون موجودا بأن يعرقل قيام الاتحاد. هذا لا يخدم الا أعداء دول وشعوب المنطقة.
ثالثا: ودول الخليج العربية يجب ان تنتبه اشد الانتباه إلى القوى الطائفية الموجودة في دول المنطقة الموالية لإيران، وما أصبحت تمثله بدورها من خطر.
هذه القوى بموقفها المعلن المعادي للاتحاد تنفيذا لأوامر إيران، وبما تفعله في البحرين وباقي دول المنطقة في الفترة الماضية، وبتبعيتها المطلقة لكل المواقف والسياسات الإيرانية، اثبتت انها بالفعل اكبر أدوات إيران في محاولتها فرض مخططاتها وتنفيذ اجندتها لتقسيم وتمزيق شعوب المنطقة.
اذن، دول الخليج العربية يجب ان تضع على رأس أولوياتها كيفية تحجيم وانهاء الخطر الذي اصبحت تمثله هذه القوى الموالية لإيران.
رابعا: والدول العربية بشكل عام يجب الا تقف ساكنة إزاء هذا الخطر الإيراني على دول وشعوب الخليج العربية.
هذا الخطر هو خطر يتهدد الأمن القومي العربي كله، ومن ثم، فان مواجهته ليست مهمة دول الخليج العربية وحدها وانما كل الدول العربية.
ولنا هنا ان نتساءل: أين جامعة الدول العربية من المواقف الإيرانية المعلنة في الأيام القليلة الماضية ضد البحرين وضد كل دول مجلس التعاون وإزاء تهديداتها لمجرد إعلان النية في قيام الاتحاد؟
لم نسمع ان الجامعة العربية أعلنت أي موقف حتى الآن إزاء هذا التهديد الإيراني.
هذا الصمت من الجامعة موقف معيب ولا يمكن قبوله على الإطلاق.
على أية حال، هذه بعض الجوانب الأساسية التي نرى انها ضرورية لمواجهة الخطر الإيراني وردع إيران وحماية مصالح دول وشعوب المنطقة.