Sunday, May 20, 2012

أنتم آخر من يتكلم عن السيادة

سوسن الشاعر
اكتشفنا بعد الرابع عشر من فبراير أنكم كنتم تخططون لاستجداء التدخل في السيادة الوطنية وانتهاك عرضها وهتك شرفها، وقد أعددتم العدة لسنوات وجهزتم الخطة لتسهيل مهمة مغتصبي السيادة الوطنية، أأنتم الذين تتحدثون عن السيادة؟ أتهمكم السيادة؟ أنتم آخر من يتكلم عن السيادة.
السيادة شرف نحميه بأرواحنا ودونها الرقاب، ونحن قول وفعل وليس مثلكم تستجدون اغتصاب أمكم البحرين.
من هو حريص على السيادة لا يضع فراشه في السفارات الأجنبية وينقل لها كل همسة وكل كلمة وكل حركة ويستشيرها في الكيفية التي يتحرك بها ويتعاطى بها مع سلطاته الشرعية؛ تنفيذية كانت أو كيف تعامل مع زملائه في التشريعية، أو كيف يتعاطى مع ناخبيه، لقد خنتم الأمانة وتأتون لتتحدثوا اليوم عن السيادة؟ أنتم آخر من يتكلم عن السيادة.
من تهمه السيادة لا يبكي على شاشات التلفزيون يدعي كذباً وزوراً وبهتاناً أن طائرات الأباتشي تقصف أحياءهم طمعاً في أن يكون مصير وطنه كمصير من قصفته طائرات التحالف، أأنتم تتحدثون عن السيادة؟ أنتم آخر من يتكلم عن السيادة.
من يخشى على انتهاك حرمة السيادة لا يذرف دموع التماسيح وهو يرتدي الرداء الأبيض كما شاهدناكم في تلك الأيام السوداء، ويقوم بتمثيل أقرب إلى المسرح الرخيص وهو الاستشاري الرفيع ويقول -وقد سمعناه والتسجيل محفوظ وليت التلفزيون يعيده كل لحظة- إن “الإماراتيين والقطريين والسعوديين دخلوا ويحملون السلاح وهم الآن يقتلون به أهله العزل في القرى”، ألا ما أقبح الوقاحة!، ذلك مشهد لن يمحى من ذاكرتنا وسننقله لأجيالنا القادمة.
أي سيادة تلك التي تدعون حمايتها؟ وأنتم الذين فتحتم باب الحصن الخلفي لكل أجنبي؛ فما بقي أمريكي أو أوروبي أو منظمة أو دولة أجنبية إلا وارتميتم في أحضانهم وبعتم شرفكم من أجل نظرة (حنان) زائف يتعطفون بها عليكم، وتوسلتموهم أن يتدخلوا ويدوسوا أرض أمكم و.. وطنكم، ثم أرسلتم أبناءكم وبناتكم يجوبون البلدان يستعطفون التدخل وهتك عرض السيادة، واخترعتم الروايات وأخفيتم الحقائق واستمتّم في الدعوة لاغتصاب وطنكم ثم تأتون بعيون وقحة تتحدثون عن السيادة؟
خرجتم بمسيرة دعت لها دولة أجنبية عدوة تدعي أنكم أتباع ورعايا لها وخدم لها، فقبلتم عبوديتها وسلمتم الطوق لها، ليقودكم داعي المسيرة الطهرانية، ولبيتم النداء الإيراني وخرجتم معه في ذات اليوم سمعاً وطاعة، وتأتون اليوم تدعون أنكم تخرجون دفاعاً عن السيادة؟ هل أبقيتم لكم من كرامة وأنتم الذين انقدتم كالخراف بدعوة من السيد الإيراني؟
أتعتقدون أن أحداً يحترم الخائن؟ أتعتقدون أن للخائن سيادة؟ حتى ذلك الذي وظفكم وسخركم لخدمته والله إنه ليسخر منكم، والله إن مليون جائزة ومليون دعوة ومليون خطاب أجنبي يرفعكم ما هو إلا طوق للعار يلف على رقابكم ويقذف بكم بعده إلى أسفل سافلين، فمن خان أول مرة سيخون ثاني مرة، إن ما قمتم به هو الخيانة بكل أصنافها، وهو الانتهاك لشرف الوطن، وهو خرق للسيادة، لقد بعتم شرف وطنكم بأبخس الأثمان، وتأتون اليوم لتتحدثوا عن السيادة؟ أنتم آخر من يتكلم عن السيادة.