Sunday, May 20, 2012

قولوها ولا تستحون.. تصدير الثورة لا ربيع الثورات

صلاح الجودر
لو كانت ثورة من ثورات (الربيع العربي) لآمنا بالله وسلمنا، ولكنها احدى فصول تصدير الثورة الإيرانية للدول العربية، هكذا باختصار ودون تعقيد، وبين الثورتين(العربية والإيرانية) بون شاسع، فالثورات العربية تتحرك من أجلها الشعوب ذاتيا دون تدخل من أحد، والثورة الإيرانية هي التي تنطلق من طهران عبر القنوات الفضائية الطائفية لتحريك الشعور المذهبي والشعوبي لأبناء المنطقة، ولمن شاء أن يرى المشهد البحريني فليتأمل في الثورتين، الثورات العربية التي جرت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا دون تدخل من أحد، ثم لينظر في الثورات الإيرانية المفتعلة التي يتم تصديرها للدول العربية مثل البحرين والإمارات واليمن والكويت والسعودية، فعام كامل والأنقلابيون وأتباع إيران يحاولون إيهام الناس بأن ما يجري في البحرين هي ثورة شعبية على غرار ربيع الثورات العربية، والحقيقة أنها مسرحية فاشلة رفض مشاهدتها أبناء الأمة العربية حينما أكتشفوا أصابع إيران بها. فرئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني والنائب حسين علي شهرياري هما آخر من تدخلا في الشئون الداخلية للبحرين بتصريحاتهما المشبوهة والمسمومة، وكشفا عن الأطماع التوسعية الإيرانية ومشروع تصدير الثورة، وخلوا الطبق مكشوفا!، فتهديدهما للبحرين ودعوتهما لأبناء هذا الوطن (البحرين) لرفض مشروع الأتحاد الخليجي الذي أصبح واقعاً ملموساً جاءت لتكشف حجم الأطماع الإيرانية ومشروعها التوسعي في المنطقة. فتصدير الثورة الإيرانية الذي أنطلق عام 1979م كان بادئ الأمر في أتجاه الشقيقة السعودية، فسنوياً كانت إيران ترسل أفواجاً من الحجاج لزعزعة أمن واستقرار الأماكن المقدسة بدعوة يوم البراءة وتصدير الثورة!، وتم تأجيله بطلب من بعض القيادات الدينية التي رأت بأن الوقت غير مناسب، فاتجهت حينها لتشكيل نواة ما يسمى جيش تحرير البحرين والذي حاول غزو البحرين في الثمانينيات(بواسطة القوارب السريعة) بالتعاون مع بعض الخلايا النائمة بالداخل، وهذا المخطط كذلك فشل في تحقيق أهدافه حينما تصدى له أبناء البحرين، سنة وشيعة. واليوم تحاول إيران مجدداً الدخول إلى الدول العربية عبر بوابة(الربيع العربي) كما فعلت حينما دخلت العراق تحت غطاء أمريكي وبريطاني!، فإيران لا تزال مصرة على تصدير الثورة، والتحرش بالدول العربية في الخليج لذا جاءت في أفتتاحية صحيفة كيهان(الثلاثاء 15مايو) للمدعو شريعتمدراي بأن (البحرين جزء من إيران) وأن(غالبية الشعب البحريني ينظر إلى البحرين باعتبارها جزءاً من إيران)، فلا تزال تلك العقول التوسعية تجتر التصريحات من أجل أن تبقى الدول الخليجية صغيرة وضعيفة، فلا تريد أن ترى كياناً كبيراً يعرف بـ(الإتحاد الخليجي). التصريحات الإيرانية الأخيرة تؤكد على وجود العقليات الفارسية الكسراوية الصفوية التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، فمثل تلك التصريحات تزيد من لهيب الصراع في المنطقة، فتصريحات علي لاريجاني وحسين علي شهرياري وعباس رمضاني بور وحسين شريعتمداري وغيرهم هي شنشنات عرفها أبناء هذا المنطقة منذ قيام الثورة الإيرانية، شنشنات مرفوضة من أبناء البحرين، سنة وشعية، لأنها تصريحات عدائية واستفزازية لأبناء المنطقة. من هنا فإن أبناء البحرين أمام محك تاريخي حساس ولحظات مهمة، يجب عليهم أن يؤكدوا رفضهم للمشروع الإيراني(تصدير الثورة)، وتمسكهم بكيانهم الخليجي وأنظمتهم السياسية التي كانت بهم رحيمة، فإيران التي تعاني الكثير من المشاكل بالداخل هي اليوم تستشعر خطر الإتحاد الخليجي، لذا هي تصرخ بقمة رأسها رافضة له، فما تخشاه إيران هو وحدة أبناء الخليج، لذا سارعت بتحريض شعوب المنطقة على الإتحاد مثلما فعلت العراق حين مزقت الوحدة الوطنية، حتى تحول العراق إلى كنتونات طائفية وعرقية، اكراد وسنة وشيعة، فبعد أن كان شعباً واحداً تحول إلى وطن ممزق تنهش فيه الضباع الطائفية، وهذا ما تبحث عنه إيران اليوم في دول الخليج العربية. من هنا فإن المسئولية تحتم على أبناء الخليج العربي تحديد مصيرهم، فإما مع الإتحاد العربي أو مع التدخل الإيراني، فما تتعرض له الدول الخليجية ليس بثورة عربية ولكنه ضمن مشروع تصدير الثورة الإيرانية، فقولوها ولا تستحون أنكم مع تصدير الثورة الإيرانية لا ليس ربيع الثورات العربية!.