Monday, May 28, 2012

هل يضيع مستقبل البحرين بضياع التعليم

هشام الزياني
إذا أرادت الدولة أن تصحح مسار أمور خاطئة كثيرة أوصلتنا إلى مرحلة الانقلاب بعد أن تمت الهيمنة على مفاصل الدولة (وزارات، وهيئات، شركات كبيرة مملوكة للدولة) فإن أولى الخطـــوات تصحــــيح مســــار التعلـــيم في البحرين (بوابة الانقلاب). كل البهرجة التي نسمعها ونشاهدها عن التعليم لن تجدي نفعاً، إن كان التعليم “مطأفناً”، وإن كان التعليم سرق تحت عين الدولة وبرضاها، نعم نشجع كل المبادرات لتطوير التعليم والابتكار في تطوير التعليم وفي إعداد المعلم كركيزة أساسية للتعليم، لكن كارثتنا تكمن في الركيزة الأساسية حين يكون المعلم / المعلمة يعمل بشكل طائفي لا بشكل مهني وإنساني مع الطلبة، يقسمهم إلى فسطاطين، كما قالها عيسى قاسم في شعارات العزاء “فسطاط يزيد وفسطاط الحسين”، (وأهل التوحيد يحبون سبط رسول الله وسيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه حباً جماً، نحبه كما أمرنا الله ورسوله بمحبة أهل بيت الرسول الكرام، لا إفراط ولا تقديس). إذا كان المعلم يقسم الطلبة إلى هذا التقسيم؛ فمن أين ينهض التعليم حتى لو أتيت بكل تقنيات العالم، وحتى لو أنفقت مال الأرض، مادامت القلوب غير نظيفة ولا تعامل أبناء الوطن بوطنية وحب وصدق فلن تجدي كل المبادرات. تضيع البحرين حين يضيع التعليم (زعل من زعل ورضي من رضي) هذه هي الحقيقة، والخراب الذي نحن فيه يحتاج إلى سنوات طوال لتصحيح المسار بمعلمين ومعلمات وطنيين يحبون البحرين وأهلها. لن أرضى أن يعامل أي طالب أو طالبة شيعية معاملة غير مهنية وغير إنسانية، هذا غير مقبول ولا نريده، بل يجب أن نحاسب عليه من يقوم بفعل غير مهني. كما إن المتفوق من أي طائفة ودين يجب أن يأخذ حقه كاملاً غير منقوص، نحن نحب الحق، ونحن أهل الحق، فلا نحب الظلم لأي إنسان على أساس مذهبه أو انتمائه. لا نقول ذلك للإعلام فقط، لكن هذه هي أخلاق أهل البحرين الحقيقية، والأسرة المالكة منذ أن تولت مقاليد الحكم لم تفرق بين أناس وآخرين، وهذا يحسب لها؛ إلا على مقياس الوطنية والانتماء للبحرين. حدثتني مدرسة للغة الإنجليزية تقول إنها تدرس ابنها أفضل تدريس للغة الإنجليزية في المنزل حتى أصبح مستواه عالياً جداً، لكن المفاجأة كانت حين جاء الابن بدرجة الامتحان التي أعطاها إياه المدرس، فقد حصل على 12/20 درجة، غضبت الأم وذهبت إلى مدير المدرسة وقالت أريد أن أعرف هل هذه ورقة ابني؟ فقيل لها نعم، قالت فكيف يحصل على هذه الدرجة أريد المدرس أن يحضر، وإذا بالطامة، فبعد أن تم تصحيح ورقة الامتحان أمام المدرس وأمام المدير اتضح أن الولد يستحق درجة 20/20..! تقول الأم لماذا يحطمون أبناءنا ويظهرونهم على أنهم غير متفوقين والسبب الطائفية؟ هذه الحكاية فقط للإشارة إلى ما يحدث في مدارسنا، والمدرسة موجودة وابنها كذلك، لكن هل يرضي ذلك وزير التربية؟ لو أن الوزارة تتخذ إجراءات ضد من يميز بين الطلبة على أساس مذهبي في الدرجات والتعامل بقوة وحزم تصل إلى الفصل من العمل، لربما اتعظ البعض، لكن لا يبدو أن ذلك يحدث. في هذه العجالة سوف أتعرض معكم لمواقع كثيرة للتعلم والتدريب بالبحرين، وانظروا من الذي يدرس هناك، ومن هم في القبول والتسجيل، وهل هم يعاملون الطلبة بمهنية ودون تمييز؟.. معهد البحرين للتدريب، بوليتكنك، كلية التمريض (الطريق السريع للسلمانية)، جامعة البحرين الطبية، جامعة الخليج العربي، معهد الدراسات المصرفية، كلية المعلمين، بعثات (تمكين) المختلفة؛ الطيران وغيرها.. الخ. هنا نؤكد أن حق التعليم والوظيفة حق لكل مواطن بحريني، لكننا ضد أن يطأفن التعليم، وأن تطأفن الوظائف، هذا ما نمقته. كنت أتحدث إلى شخص لديه اطلاع على أمور كثيرة، فقد قال لي معلومة خطيرة، وهي أن أحد التجار الذين صنعتهم الدولة بإعطائهم المناقصات المليونية الكبيرة يرسل كل عام 400 بعثة داخلية وخارجية لأبناء فئة معينة، إن صحت هذه المعلومة فإن هذا الرقم يعادل رقم البعثات في بابكو، كما يعادل رقم بعثات وزارة التربية والتعليم. هل عرفتم الآن لماذا مستقبل البحرين مرتبط بالتعليم، والتعليم النوعي؟ منذ سنوات طوال وفي كل عام يرسل 400 بعثة كم هي النتيجة في عشر سنوات؟ هذا بخلاف بعثات الولي الفقيه إلى الهند وغيرها، وبخلاف بعثات الوفاق، وبخلاف بعثات الجمعيات والصناديق الخيرية.. الحسبة عندكم. اختطاف البحرين لم يحدث في الدوار، اختطاف البحرين تم في وزارة التربية، وفي تضييع البعثات، وفي تكديس أناس في وزارتين وترك البقية، هذا ما ضيع البحرين. إذا كانت قطاعات كثيرة ضاعت، فإن القطاع المصرفي يترنح للسقوط، فإما أن يتم إنقاذه وإما أن يسلم فتكتمل الدائرة. بعد كل الذي حدث لنا من كارثة، فإن التاريخ لن يرحم من يضيع مستقبل البحرين في التعليم وفي البعثات وفي كل الكليات والجامعات، مستقبل البحرين يراد له أن يختطف مرة أخرى، فهل من معتبر، فهل من مجيب؟
رذاذ: نشر في الكويت خبر يقول؛ إن تعليمات صدرت للجهات الأمنية في لبنان مفادها أن أي مواطن خليجي من الكويت أو السعودية أو البحرين أو الإمارات أو قطر يصل إلى لبنان ترسل نسخة من جواز سفره إلى المخابرات السورية في نفس يوم الوصول..!! وقد أعذر من نذر.