Wednesday, June 20, 2012

سوريا إلى أين... 2

أحمد سند البنعلي
بالأمس نقلنا مقتطفات مما ورد إلينا من بيان أصدرته هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا بسبب ما وصل إليه الحال في ذلك القطر العربي بثورة شعبه على النظام، ويتبين من البيان عدة أمور نود أن نوجز الحديث عليها في التالي، ولكن قبل ذلك من المهم التنويه بان هذه الهيئة العليا هي احد شقي قيادة العمل الثوري في سوريا في جانبه السياسي وهي القيادة القابضة على الجمر في داخل القطر ومعها على الجانب الآخر يوجد المجلس الوطني المقيم جميع أعضائه خارج سوريا، لذلك يكون الإعلام بعيدا عن الداخل ومتركزا على الخارج ويصور الأمر على غير حقيقته.
أول ما يمكن قراءته من البيان هو براءة الثورة في سوريا من كل ما يحدث من عنف ومجازر بحق المواطن السوري وهو ما يعني أن الهيئة العليا لا زالت في موقعها الوطني الحقيقي من الدعوة لسليمة الحراك الثوري في سوريا ونظرتها من أن العنف لن يكون في خدمة الشعب العربي السوري بقدر ما هو مجمل للنظام وداعم لبقائه في السلطة.
ثاني ما يمكن فهمه من البيان هو وعي القيادة في الداخل بدور النظام في إشعال الطائفية ودوره الكبير في المجازر التي تحدث للشعب السوري سواء بتنفيذها مباشرة أو بغض الطرف عن منفذيها لتصوير الأمر على أن ما يحدث هو بسبب العنف الذي يمارسه الشارع وان النظام هو الوحيد القادر على وقف تلك المجازر وهو الميزان الذي يمكن أن يوقف العنف الطائفي والحرب الأهلية التي يسير عليها الشعب العربي السوري مع أن الحقيقة مخالفة لذلك والشعب في سوريا بعيد عن الطائفية والحرب الأهلية التي يروج لها ذلك النظام.
ثالث الأمور هو وعي القيادة في الداخل للدور الخطير التي تلعبه قوى الخارج في إشعال الفتنة بين مكونات الشعب السوري عن طريق تزويد بعض العناصر بالسلاح من أجل القيام بعمليات تغذي التقسيم المراد له أن يحدث في سوريا وعلى رأس تلك القوى الغرب بجميع تقسيماته وبعض الدول المجاورة لسوريا من تلك التي تدعم النظام وترنو إلى إطالة بقائه وتفتح حدودها للقيام بما يخدم النظام من علميات عسكرية وأمنية، بل انه ليس ببعيد أن يكون لسوريا دور خفي في تدفق السلاح على الداخل السوري ليس للنظام ولكن لمن يخدم النظام عن طريق القيام بعمليات إرهابية تنسب في ما بعد للثورة من اجل تشويه صورتها في الخارج وهو ما نراه في البيان حين يقول (من جهة أخرى فان قوى ومجموعات مسلحة ذات أجندات خارجية آو ذات مشاريع سياسية غير ديمقراطية تعمل وتدعو للعسكرة واستخدام العنف من اجل تحقيق أهدافها ومشاريعها بعيداً عن الإجماع الشعبي تلعب أدوارا مكملة لادوار النظام في تمزيق البلاد والمجتمع) .
ثم إن قيادة الهيئة حين ترفض العنف الذي تقوم به بعض العناصر المسلحة فإنها تدعم قيام الشعب السوري بالدفاع عن نفسه ضد النظام حتى بالسلاح لذلك فهي تميز تمييزا واضحا بين القوى المسلحة المدعومة من الخارج وبين الشعب السوري المدافع عن ذاته ووجوده وهي لذلك تدعو الشعب العربي السوري لمواصلة سلمية الثورة والتركيز عليها، وتطالب على الجانب الآخر المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمة العربية لدعم ذلك التوجه والبعد عن تغذية العنف فوق التراب السوري وهو ما يدفع بنا كذلك لمطالبة الجامعة العربية والدول العربية لاستعادة الدور التي بدأت به العام الماضي في دعم الشعب السوري وجعله قادرا على مواصلة ثورته ضد النظام وتسهيل المعيشة على أبنائه وهو الأمر الذي يسهل على قيادة الثورة في جانبيها المدني والسياسي للقيام بالدور المناط بها للوصول بالشعب العربي السوري إلى بر الأمان ووقف التدهور الحادث حاليا على التراب السوري.