Saturday, June 2, 2012

طرد السفراء وماذا بعد

أحمد مبارك سالم
سمعنا مؤخراً على إثر وقع الجريمة الشنعاء التي قام بها النظام السوري في قرية الحولة بحمص عن قيام مجموعة من الدول الأوربية وأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية بطرد السفراء الممثلين للنظام السوري من دولهم، وقد تم قبل ذلك طرد السفراء الممثلين للنظام السوري في دول مجلس التعاون وغيرها، وذلك كرد فعل على المجازر الشنيعة التي يرتكبها النظام السوري الطائفي الخانق على شعبه في بلاد الشام، ولكن نقولها وبأعلى صوت ... وماذا بعد؟
ماذا بعد طرد السفراء؟ وإلى متى سنظل ضمن بوتقة هذه الإجراءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟ ولماذا اتخذ الناتو قراراً بضرب نظام القذافي حتى سقط والأمر يختلف في ذلك بالنسبة لسوريا؟ هل لأن الإجرام الذي يمارسه النظام السوري في حق شعبه أخف وقعاً من الإجرام الذي مارسه القذافي قبل ذلك؟ أم إنها حسابات بين الدول العظمى، والدول العربية تضيع ضمن هذه الحسابات، فلا تتمكن من اتخاذ قرار ولا خطوة في ظل التعنت الروسي والصيني في الإصرار على عدم اتخاذ أي موقف صارم من النظام السوري.
تساؤلات كثيرة، وإجابات أكثر تشعباً ستبرزها الأيام القادمة حول هذا الملف الحساس، أما وقد آنت نهاية النظام السوري، فإن ذلك ليس لمواقف الدول العظمى، بل لإرادة من رب الأرباب، ومسبب الأسباب الذي ينظر إلى عباده من أهل الشام الذين يناضلون ليل نهار في سبيل إزاحة هذا النظام البائس، والذي عندما ينزاح ستنكسر شوكة الحزب الطائفي الذي يطلق على نفسه حزب الله، وستنكسر شوكة المشروع الاستعماري الصفوي التوسعي بعزيمة أبطال الشام الذين ينبغي ألا يقتصر دعمنا لهم على الدعم بالمال والدعاء، بل لابد من الجهاد معهم بوقفة رجل واحد تتحدى الصلف والتعنّت الإيراني.
ولا ننسى في خضم الحرب الطائفية الصفوية التي يقودها نظام الملالي في إيران، وتمتد فروعها بقيادة الطائفي المالكي في العراق، والمجرم بشار في بلاد الشام، والشخصية الطائفية المدعو حسن نصر الله في لبنان أن نكون صفاً واحداً منيعاً يقف أمام خطة هذا المد الصفوي البغيض، والذي أثبت بشاعته عندما أمسك بسدة الحكم في العراق وفي سوريا، وهو يسعى إلى ذلك في البحرين وفي السعودية وفي غيرهما في ظل مساعيه الاستعمارية البغيضة والعنصرية التي يوظف من خلالها الخيرات التي كان ينبغي أن يتنعم بها شعبه.
لا يكفي أن نتخذ هذه المواقف المهترئة من نظام يذبح شعبه كالنعاج، وينكل به ويذيقه ويسومه سوء العذاب، ونداء نتوجه به عبر هذا المنبر الإعلامي إلى حكام العرب والمسلمين بحكم قواسم الدين واللغة، وإلى مختلف الدول في العالم باسم الإنسانية التي انعدمت في شخص هذا النظام، أن تتخذ خطوات جادة في دعم إسقاط هذا النظام البائس بأقصى سرعة ممكنة أياً كانت التبعات.
وفي رأيي، فإن الانتصار قريب جداً، وسيكون على يد الجنود المخلصين من الشعب السوري، والذين يستعينون بالله ويركنون إليه، وموعدنا في رمضان القادم شهر الانتصارات، فعندها سنرى نهاية يتفكر فيها المتفكرون، ويتدبر فيها المتدبرون. إنها نهاية الطغاة والجبابرة من أمثال فرعون وهامان وبشار وخامنئي، وغيرهم كثر في هذا الزمان وفي غيره من الأزمان، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
زبدة القول
إن المواقف المهترئة التي يقوم بها المجتمع الدولي لم تعد مجدية، فمع كل موقف يتخذ ضد النظام السوري لردعه يكون في المقابل إصرار على الجريمة الشنعاء التي يمارسها هذا النظام في حق شعبه، فمازالت المذابح مستمرة، وهذا النظام قد قام بالكثير من الجرائم في حق شعبه، وهو ما لم يقم به حتى النظام الإسرائيلي المحتل، فقد أثبت من خلال شناعة جرائمه كمية الحقد الدفين الذي تستوعبه قلوب هؤلاء المجرمين.
نقولها وكلنا تعلق برب الأرباب ومسبب الأسباب، إن نصر الله قريب، وإن دعاءكم ووقفتكم أيتها الشعوب الإسلامية والعربية ستكون ثمرتها وموعدنا معها في رمضان القادم بحوله وقوته، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ونهاية هذا الطاغية نهاية سيعتبر لها المعتبرون، ولعل ما يجري على أرض الواقع اليوم يمثل بوادر لنهاية النظام الإيراني الذي يمثل مركز صناعة الإرهاب والتطرف والعنصرية البغيضة لتصديرها للعالم باسم المظلومية وتصدير الثورة المزعومة التي لم يجن منها الشعب الإيراني إلا الجوع والفقر والبأس على يد هذا النظام المنحل والبائس والوضيع.