Saturday, June 2, 2012

عبدالحميد دشتي.. كمان وكمان

داود البصري
للنائب الكويتي المحترم عبدالحميد عباس دشتي في تصريحاته وأقواله وتحركاته المعلنة تناقضات غريبة وانقلابات عجيبة بعضها يثير الابتسامة والبعض الآخر يثير الحنق، ولكن الغالب الأعم في تلكم التصريحات الساخنة اتسامها بالإثارة الشديدة لكونها تحمل بين عناصرها الساخنة أطنان هائلة من الغبار و(الطوز) ولربما حتى (اليورانيوم المستنفذ)!!، فمواقف السيد دشتي من العديد من الملفات العربية والإقليمية والخليجية خصوصا معروفة للقاصي والداني ولا تحمل في طياتها أية أسرار أو مغاليق! فكله مفتوح ومباشر وعلى الهواء مباشرة، وموقفه في دعم النظام المجرم في سوريا بالتصريحات والاستثمارات المجزية بل والتبشير بقدسية وعدالة وروعة الدستور السوري المسخ الجديد الذي أصدره في الوقت الضائع زعيم وسيد وقاتل أطفالها ومحطم حرائرها الرفيق الفريق الدكتور بشار أسد هو من المواقف المناوئة بالكامل لمواقف الأغلبية الشعبية ليس في الكويت فقط بل في العالم العربي والإسلامي برمته!، كما ان مواقف السيد أبوطلال دشتي من أعمال التخريب الإيرانية في البحرين والمتدثرة تحت غطاء الشعارات الإصلاحية وتلك قضية حق أريد بها باطل لا تحتاج لمترجم كي يحلل شفراتها ويفك ألغازها ويفند أسبابها؟ أما عداؤه العلني والصريح والمعلن للمملكة العربية السعودية ودعوته اللندنية عليها وعلى نظامها بالهلاك فهو أمر مثبت وصريح في عوالم اليوتيوب وفي صولات أفلام الفيديو لمؤتمرات المعارضة البحرينية المدعومة إيرانيا في لندن الصمود والتصدي!!، أما اجتماعاته المارثونية وحضوره لمؤتمرات أحزاب إيران في العراق ومؤتمر النجف الأخير التشهيري والطائفي القح ضد عروبة وحرية واستقلال وسيادة وشرعية مملكة البحرين الدستورية فتلك من نوافل الأقوال والأمور، وطبعا لا أراني في حاجة لتفصيل مواقف السيد النائب المحترم دشتي من قضية (نجدة قوات درع الجزيرة لحفظ عروبة البحرين وسلامها الأهلي) وموقفه الرافض والصريح بل والمعادي لذلك التوجه وهو موقف في النهاية ينسجم مع توجهاته الفكرية والساسية والآيديولوجية، فالرجل لم تتحرك مشاعره أبدا لمناظر جثث أهالي سوريا في حمص وإدلب ودرعا ودير الزور والبوكمال ودمشق وحلب وحماة، ولم تهتز شواربه لمناظر تقتيل النساء والأطفال واستعمال السلاح الجوي السوري المهان أمام الطلعات الإسرائيلية والمستأسد ضد المدنيين العزل، ولم يقم بإدانة تدخل حرس خامنئي الثوري في دعم طغاة الشام ولا تدخلات حزب حسن نصر الله المعيبة وعصابات مقتدى الصدر وأحمد الجلبي في الشأن السوري، ولكنه من خلال الأزمة الإعلامية الأخيرة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والشيخ يوسف القرضاوي تدخل بقوة وبشكل مخالف لكل توجهاته المعلنة السابقة وأطلق صواريخ الصمود والتصدي والتوازن الاستراتيجي الكلامية ضد جماعة الإخوان المسلمين المصرية التي أدان تصريحات ناطقها الإعلامي السيد غزلان واعتبرها تصريحات غير مسؤولة! مؤكدا أي السيد دشتي (على أننا كدول خليجية يجمعنا هدف ومصير مشترك)!! وطبعا الكلام الآنف الذكر جميل جدا ولكنه على رأي الرفيق الراحل الفريق عبدالحليم حافظ (حاجة غريبة.. الليل ده كله كان إمبارح)!! ترى أين كان المصير الخليجي المشترك ودشتي يساند مذابح النظام السوري ضد شعبه على الضد من الإرادة الخليجية الجماعية؟ وأين هذا المصير المشترك ودشتي يتحالف ويساند أمراء الطوائف في العراق كالجلبي والجعفري وصولاغ ومقتدى أفندي المنغولي في تآمرهم العلني ضد مملكة البحرين؟ وهل يصمد رأي السيد دشتي حول المصير المشترك الخليجي فيما لو قررت دولة الإمارات العربية المتحدة تفعيل موقفها بالإصرار على استعادة الجزر الإماراتية المحتلة من قبل النظام العنصري الإيراني المتغطرس الذي يصر على فارسية تلك الجزر بل وعلى تبعية مملكة البحرين ذاتها لإمبراطورية الولي الفقيه!!، أعتقد أن عصر الفذلكات والتذاكي ولعب الثلاث ورقات واستغلال الأزمات لتغطية مواقف معينة قد انتهى تماما أمام الشفافية الإعلامية و مواقف الاصطفافات الصريحة، نتمنى فعلا أن تكون (فزعة) النائب دشتي لدولة الإمارات المقدمة الموضوعية لفزعته ونصرته لمملكة البحرين التي تقاتل اليوم كل شياطين الغدر لتبقى حرة عربية خليجية مرتبط مصيرها بالمصير المشترك لدول الخليج العربي! كما نتمنى على السيد دشتي الالتزام بالمصير الخليجي المشترك وإدانة النظام الإرهابي السوري المجرم، فمواقف الخليجيين واضحة ولا تقبل التأويل.. أما الاصطياد في الماء العكر فقد انتهت عروضه بالكامل، ننتظر بكل شوق المواقف الخليجية المصيرية الجديدة للنائب عبدالحميد عباس دشتي.. وهلوا وإحنا نهل.. ويا محلى جمع الشمل....!