Tuesday, June 5, 2012

مبادئ ولّت ومؤامرة مستمرة

أحمد جمعة
الوفاق وبناتها الأخريات..في كل مرة يتطرق فيها الحديث عن اعادة طرح موضوع الحوار يطلع علينا بعض اعضاء الوفاق بتصريح مفاده التمسك بمبادئ ولي العهد وهي الأرضية للحوار مع ما سمي بوثيقة المنامة وهذا بالطبع يعني العودة الى الدوار، ما يقصده اعضاء الوفاق بأرضية مبادئ ولي العهد هو العودة للاحتقان الذي سبق احداث الدوار ودبر للمحاولة الانقلابية الرثة التي اصطدمت بجدار الفاتح الجماهيري الأول والثاني فسقطت على أثرها كل المبادئ والوثائق والأوراق ولا عودة للوراء إلا من خلال جماهير الفاتح ولن يكون هناك دور ولا مكان للوفاق ولا للجمعيات الاخرى اذا ما جرى اغفال جماهير الفاتح التي هي جدار الصد الوطني ضد أي اتجاه يشم منه التخاذل او التنازل عن مبادئ الفاتح المعلنة في أيام الأزمة والتي على أساسها وقف شعب البحرين وقفته السيادية وغير المعادلة والى جانبه رجل المواقف خليفة بن سلمان مما يلغي كل الجدل حول العودة للوراء والتنازل عن المكاسب والمنجزات الوطنية التي تحققت منذ لحظة اسقاط المؤامرة وحتى اليوم الذي تركض فيه ما تسمى بالمعارضة الى من يلقي لها بحبل النجاة بعدما فقدت كل أوراقها، وبشيء قليل من الصبر والصلابة والتعاطي الذكي سوف تخلع ما يسمى بالمعارضة ملابسها الداخلية قطعة قطعة فقط لو تجفف منابع المسامرات الليلية التي تستحوذ على الخريطة السياسية التي أفقدت الوسطاء دورهم الانحيازي القديم فأقدموا على لعب دور الوسطاء الوطنيين. نقلت نشرة صحفية لما يسمى بالمعارضة فقرة من تصريحات ضبابية فحواها «تمسكت ما يسمى بالمعارضة في مسيرة أمس الجمعة انطلاقاً من دوار جنوسان وصولاً الى دوار باربار (لاحظوا كلها دوارات) بالحوار الحقيقي والصادق والذي ينقل البحرين الى بحرين الديمقراطية والعدالة والمساواة والكفاءة والتنمية» من يستمع الى قادة الوفاق وتصريحاتهم ومن يستمع الى المتحدثين باسم الجمعيات الخمس وهي في ركب الوفاق حيث لم أسمع ولا كلمة بل ولا حرف نطقت به هذه الجمعيات يختلف عما يبدر من الوفاق وبالتالي لا ننتظر جديد بهذا الشأن فكل ما يتردد ويصرح به هو اجترار للخطابات السياسية الركيكة التي لا تنم عن ذكاء ولا دهاء فيمن يكتبها لأنها لا تستفيد من الاخطاء ولا تستفيد من المراجعات لإخفاقات السنوات الماضية وهي اخفاقات تكررت وكادت تصبح ماركة مسجلة. ان مبادئ الحوار من الاهمية بان يتعلم المرء كيف يأخذ قبل ان يخسر؟ كيف يقف في منتصف الطريق ليقطع ثلثي الطريق؟ وكيف يكسب اصدقاء بدلاً من توسيع دائرة الاعداء؟ وكيف تكون النتائج العامة ايجابية بدلاً من ان تكون سلبية؟ فهل عرفت الوفاق طوال المدة الماضية كيف تستثمر مبادئ العمل؟ بالطبع لا لأنها وبالدليل القاطع خسرت اصدقاءها قبل خصومها ولو نظرنا لدائرة العلاقات العامة الوفاقية بالأطراف الأخرى لوجدنا انها انحسرت باتجاه تضيق مساحة الاصدقاء الداخليين والخارجيين وبالتالي تسعى للخروج بأقل الخسائر وتتطلع لمن يلقي لها بالحبل المنتظر وهذا هو سبب الحراك الأخير. الجدل الدائر اليوم في البحرين حول العديد من الموضوعات، وعلى سبيل المثال تصريحات نواب الوفاق السابقين وردود الافعال بشأنها تستدعي الوقوف عندها وتأمل هذه التصريحات وكذلك التصريحات التي ادلى بها الآخرون في هذا المجال والتي تستجدي مبادئ ولي العهد، وكما أوضحت في مقال سابق فقد اعلن ولي العهد بنفسه بأن هذه العناصر كانت مرتبطة بمواقف واحداث وظرف وقد رُفضت في يومها فانتهى مفعولها، فلماذا اعتبارها حبل النجاة للوفاق وبناتها اليوم؟، وبالعودة الى الوراء قليلاً نجد الفترة الأخيرة قد ترددت العديد من التصريحات سواء لجمعيات سياسية او لوسطاء سياسيين وسماسرة علاقات سياسية عامة تتعلق اغلبها بالوضع السياسي العام والعودة للحوار وكان لها من ردود الافعال ما يظهر الفتور في طرف شارع الفاتح الجماهيري بل أن ذلك رفع من سقف التمسك بشروط التخلي عن دعم العنف من قبل الوفاق ورفع درجة الشحن الطائفي والسياسي وخلق مناخ التصلب يذكرنا بما جرى في الشهور الماضية حينما تعلق الأمر بتصريحات وبيانات صدرت حول الحوار وهو الأمر الذي تكرر خلال الشهور الأخيرة ولا مؤشر على حنكة سياسية فيه بقدر ما هو رد فعل لموقف خارجي دولي.