Tuesday, June 5, 2012

يا وفاق الشعب يريد

سعيد الحمد
بعد أن انتهكت الوفاق حق الشعب وظلت تتحدث باسمه على مدى عام وثلاثة شهور عجاف ولم تكف حتى الان عن ادعائها المزعوم والحديث باسم الشعب.. ليسمح لنا الشعب البحريني ولمرة واحدة فقط ان نخاطب الوفاق باسمه وننوب عنه «إن أذن لنا» للحديث مع الوفاق في هذه المساحة لعلنا نبلغ الوفاق وتوابعها رسالة نتصور انها مهمة وضرورية قبل ان تنغمس الوفاق وتوابعها في البحث عن مخارج للازمة المختنقة التي زجوا انفسهم فيها في لحظة غواية مغرورة بنشوة ضجيج اعلامي خادع مكر بهم بريقه حتى تكشفت الحقائق للناس اجمعين ليجدوا انفسهم في الزاوية الضيقة فيهبوا ابحثا عن مخرج مما هم فيه. ولا يعنينا هنا الوقوف على معالم الطريق والمخرج ولن ندخل في جدل حول هذا الحوار الذي بدأنا نقرأ ونسمع عنه ولن نخدع من الوفاق وتوابعها فقد علمتنا تجربة الانقلاب بمرارتها الكثير وكشفت الوجوه الحقيقية حين سقطت اقنعة التقية وتعرت الشعارات حتى من ورقة التوت.. وما يعنينا ان نبلغ الوفاق وتوابعها من المشاركين في مؤامرة الانقلاب الفاشل أن الشعب يريد هذه المرة ويريد منهم التالي وما يلي. أن تتحلى القيادات الوفاقية وعلى رأسها علي سلمان ونائبه حسين الديهي والامانة العامة بكامل اعضائها مضافا اليها رئيس مجلس شورى الوفاق بشيء من الشجاعة الادبية والسياسية فتقدم استقالات جماعية من جميع المناصب القيادية كونهم جميعا ساهموا بقصد مقصود في الكارثة الوطنية الكبرى كما تسببوا في الازمة الخانقة التي تعيشها الوفاق ويعاني منها اعضاؤها ومنتسبوها ومؤيدوها والمتعاطفون معها كما تعاني منها الطائفة الشيعية الكريمة التي زعموا جورا وبهتانا تمثيلها وادعوا ذلك علنا ما تسبب في معاناة فئات وشرائح شيعية كثيرة كانت ضحية هذا الادعاء الوفاقي الباطل لكنها «تلك الفئات» لم تستطع التبرؤ من ذلك الادعاء الكاذب خوفا من تهديدات الوفاق لها ومن ممارسة الارهاب ضدها فاختارت الصمت المقهور خشية وهلعا من التهديدات بالويل والثبور. والان وبعد ان انكشف الغطاء واصبحت الوفاق في حالة دفاع بعد ان كانت في ذروة الهجوم الانقلابي لا بد وأن تدفع قياداتها ثمن خطاياها التاريخية القاتلة بحق الوطن والمواطنين ولا أقل من ان تقدم استقالاتها وتنزوي بعيدا بعد الكارثة التي كانت سببا رئيسا فيها.. لعل وعسى للمواطنين ان يسمعوا للوفاق شيئا ما بعد ان اخذتها تلك القيادات الوفاقية الى خصومة شديدة من فئات وقواعد واسعة من شعب البحرين فقدوا معها الثقة تماما في كل القيادات الوفاقية وكذلك في قيادات الجمعيات السياسية التابعة للوفاق والتي ظلت قياداتها تبصم على كل ما تصدره الوفاق من بيانات ايام الانقلاب وتسير في ذيلية خلفها الى الدرجة التي فقدت معها هويتها وتلبستها الهوية الوفاقية بامتياز وبشكل فاقع كلف جمعياتها التي كانت ديمقراطية وكانت مدنية الكثير الكثير وفقدت آخر أوراقها في الشارع السياسي وبين الجماهير مما يستدعي منها استقالات جماعية هي الاخرى حتى تستطيع جمعياتها أن تحافظ على البقية الباقية من هوية مدنية ديمقراطية كانت لها قبل ان تبيعها قياداتها مجانا للوفاق. هذا ما يريده الشعب منكم الان ان كنتم يا وفاق وتوابعها تريدون ترميم علاقتكم المتدهورة بالشعب وبالقاعدة العريضة من الجمهور البحريني بل والجماهير الخليجية العربية التي صدمت صدمة أليمة ومريرة في انقلابكم الأسود الفاشل. نكتب هذا الكلام ليس من موقع استعداء ولا نحرض عليكم قواعد كم المتضررة من أسلوبكم في القيادة.. ولكننا نكتبه انطلاقا من الحس الشعبي العام الذي تلمسناه على مدى شهور الازمة من القاعدة الشعبية العريضة التي نتواصل معها وتتواصل معنا في حوارات ونقاشات واسئلة ورؤى وافكار خلاصتها لشيء من الخروج من ازمتكم الخانقة ما ذكرناه انفا متمنين ان تقرأه بعقل النقد الذاتي الذي غاب عنكم لفترة طويلة في استفرادات متعالية مارستموها وكانت تلك نتيجتها الكارثية الكبيرة.. فهلا استمعتم واصغيتم لرأي آخر ليس من دوائركم المغلقة لعلكم تقفون على شيء مما يفكر فيه الشعب؟؟