Tuesday, June 5, 2012

علينا أن نعي الدرس.. فخيانة البحرين ديدنكم

أسامة الماجد
سنكون على خطأ كبير إذا اعتقدنا أن خونة الوطن من “هواة السفر” والتنقل سيكتفون ببث أكاذيبهم وتلفيقاتهم على البحرين في دول أوروبا فقط.
أبدا... فهؤلاء الشرذمة والعملاء سيلفون الكرة الأرضية لتشويه سمعة بلدنا طالما ملالي طهران يدفعون لهم كامل المصاريف.. إنهم يحملون خريطة العالم في أيديهم ويختارون المناطق التي يعتقدون أنهم يستطيعون تمرير أكاذيبهم بسهولة، دولة تلو الأخرى، بعد أوروبا سيذهبون بكل تأكيد إلى أفريقيا ومن ثم إلى مناطق أخرى دون حياء أو وخزة ضمير.. فالخيانة تجري في دمائهم منذ الصغر!!
مازحني صديق قبل فترة وقال لي بأنه سيأخذني معه إلى البرازيل لحضور نهائيات كأس العالم عام 2014.. وطلب مني أن أستعد لإجازة طويلة.
جلست بعدها في المكتب وقلت في نفسي، بحريني في البرازيل.. إنه شيء جميل، سآخذ كل ما أستطيع أخذه عن البحرين من كتب سياحية وعن العادات والتقاليد، وعن تطورنا الاقتصادي والمصرفي، وريادتنا في التعليم والمسرح وفي كل شيء، المهم أن أعرف البحرين للاتينيين الذين لا يعرفون عنها شيئا. وفي الوقت نفسه انتابني شعور بأن الخونة لن يتركوا البحرين في حالها. بل من المؤكد أنهم سيحاولون الوصول إلى تلك التظاهرة الرياضية العالمية من أجل تشويه سمعة بلدنا، فهم يعرفون أن أنظار الكرة الأرضية ستتجه ناحية البرازيل في العام 2014. إنهم يفعلون كل شيء طالما ماما طهران تدفع لهم!!
بصورة عامة نحن لا تربطنا علاقات كبيرة مع دول أميركا الجنوبية، ويخيل إلي أن الوقت حان لزيادة التمثيل الدبلوماسي للبحرين في أميركا الجنوبية، تمثيل يواكب التطورات التي أفرزتها الأحداث الأخيرة.
ففي الوقت الذي نجد فيه لإيران “عدونا الأول والمحرك الأساسي للخونة” بعثات دبلوماسية منتشرة في أرجاء تلك القارة، لا نجد بالمقابل للدول الخليجية والبحرين على وجه الخصوص تمثيلا كافيا. حتى ان كان هناك تمثيل سيكون جهدها قاصرا وتمثيلا متواضعا.
لقد استطاعت إيران ان تنسق جهودها في أميركا اللاتينية وتنطلق في الصعيد الاقتصادي والتكنولوجي وربما العسكري، فهي تستفيد من أخطائنا وتقاعسنا وتحاول ان تهدم ما نبني وتقوضه، واستطاعت بمكر وخبث أن تروج هناك انها بلد محب للسلم وللصداقة، ولكن دول الخليج العربي تريد الضرر بها. ولا نستبعد إلصاق التهم بالإنسان العربي والخليجي في انه محب للهدم ولا تقوم شخصيته على ثقافة راسخة أو عقيدة ثابتة.
هذه الصورة عنا من المؤكد انها تدور في بعض بلدان أميركا الجنوبية، كيف لا وهم “أي إيران” قد تصدوا منذ فترة للتراث العربي وراحوا يشوهون القيم الحضارية التي أبدعها الفكر العربي ورعاها عبر العصور.
والعجيب اننا في دول الخليج لم نلتفت إلى هذه الظاهرة الخطيرة الهدامة التي باشرها نظام الملالي الوقح وأعوانه من الصهاينة، فالزمرة الحاكمة في إيران فعّالة في كل ميدان وفي كل شبر من الكرة الأرضية خدمة لمشروعها الصفوي القذر، ونحن لا نعرف لغاية الآن عن دول أميركا الجنوبية إلا كرة القدم فقط، بل وتخيلوا أن الكثير لا يعرف من تلك القارة سوى البرازيل والأرجنتين!!
صدقوني عملاء إيران لن يتوقفوا في يوم ما عن خيانتهم للبحرين، طالما “حنفية الدولارات” مفتوحة، وعلينا اليوم ان نعي الدرس الأكبر الذي تعلمناه خلال الأزمة، وأن نعرف حقيقتهم وما يفعلونه في الخارج ضدنا، واضعين نصب أعيننا خريطتهم، حاسبين لها حسابها من كل طرف وزاوية، لكي نستطيع ان نجابههم ونصد أخطارهم وأخطار من يحركهم.
ان نظرة سريعة إلى ما قد حصل للبحرين من خيانة عظمى من قبل البعض، كان حريا بنا أن نفتح أعيننا على الحقيقة الرهيبة، الحقيقة التي تتلخص بأن التاريخ لم يعرف في أحقابه المتطاولة خيانة اكبر وأشنع من خيانة هؤلاء الذين جندتهم إيران للنيل من سمعة بلدهم.