Thursday, May 24, 2012

من حقي أن أعارض

أحمد جمعة
من حق أي انسان أن يوافق او يعارض على حدث ما، وهذا مشروع في كل الأمم والمواقف، وهو أيضاً حق لهؤلاء الذين يعارضون اليوم الاتحاد الخليجي. لو افترضت افتراضاً ان هناك رأيا مختلفا حول الاتحاد الخليجي وان لدي أسبابي وحيثياتي هل يفترض ان أعبر عن هذا الاختلاف بحدة تصل الى حد تجيير كل ما في وسعي من كلمات وسباب وأكثر من ذلك فقط للتعبير عن هذا الرأي؟ هل بعد هذه التصرفات والسلوك الغريب والمشين في حق الوطن وفي حق المنطقة الخليجية العربية وفي حق العروبة أيضاً أن نرى هذا التصرف الذي يبلغ حد الخيانة القومية والخيانة الوطنية عندما يقترن بموقف مع دول اقليمية غير عربية لها مصلحة في عدم الاتحاد وهي الدولة الفارسية التي اعلنت رسمياً من خلال تصريحات كل قادتها وكل المسؤولين فيها عن وقوفها ضد الاتحاد الخليجي حتى لو كان ثنائياً، هذا الموقف الايراني مفهوم ومعروف وله اسبابه التي من بينها خشية النظام الايراني من بروز قوة اقليمية منافسة خاصة بعد انحياز العراق للدولة الفارسية وبالتالي اصاب الهلع قادة طهران من وجود قوة اقتصادية وعسكرية وسياسية اقليمية عربية تقبع على قمة الثروة في المنطقة الخليجية، وهذا بلا شك يؤدي الى تحطيم احلام الفرس في الهيمنة على المنطقة بعدما استقر لهم الأمر بخروج الدولة العراقية القوية من الحسابات. لكن وهنا ابدأ الدخول في الموضوع الأساسي والذي لا أجد له من تفسير سوى التفسير النفسي الدال على نفسية اصحابه ويعكس بشكل لا ارادي الارتباط الروحي بالطرف الذي ينتمي إليه هؤلاء ويمكن التأكد من هذا الحليل بالعودة الى شريحة المعارضين للاتحاد في كل من الكويت والبحرين وعُمان وقراءة مواقفهم بتأمل ستجد ان نفس المفردات والفقرات والمنطق يجمع بين هذه الشرائح وهنا تكمن الحالة الانتمائية التي تجبر هؤلاء على الالتحاق بطابور القوى الاخرى على الضفاف الايرانية للتنسيق في البداية والتعاضد في منتصف الطريق ثم الاعلان المباشر عند الضرورة، الا ان ما حدث كان نكسة للخطة المتسرعة كالعادة وأدى الى كشف هؤلاء اوراقهم مباشرة من دون تضليل كما كان متفقاً عليه وسبب ذلك ان الدعوة للاتحاد قد فاجأتهم سرعتها وتوقيتها من حيث الاعلان عنها فما كان من الطابور الخامس الا ان التحق من غير دراسة ولا مبررات ولا حيثيات للموقف من الاتحاد الا بالشكل المكشوف والمفضوح الذي عرى موقفهم المعارض الذي يصب في القناة الايرانية وهنا تكمن روح الخيانة الوطنية وحتى القومية، وهنا أسال الملتحقين بالوفاق وتيار الولي الفقيه مثل جمعية وعد والتجمع القومي البعثي الذين بحكم مبادئهما القائمة على العروبة والوحدة والاتحاد، ما هو موقفهما من الاتحاد؟ اعتقد ان فيه من الاحراج بحيث لن نسمع رأيا في هذا الموضوع سوى التضليل بالدراسة والتقييم والظروف الموضوعية والذاتية وهي العبارتان المتكررتان في اجندتي التنظيمين من القرن الماضي. كيف نقنع من لا يريد ان يقتنع بأهمية هذا الاتحاد للشعوب قبل الدول؟ هل هناك اتحاد في العالم بين أي مؤسستين او شركتين او دولتين او حتى بين اسرتين لا يمثل شيئاً جميلاً وايجابياً؟ اذن لماذا هذه الحرب على موضوع الاتحاد وكأنه اتحاد بين الشياطين وليس بين دول يجمعها مصير واحد منذ نشأت، لنأخذ فقط عنصراً واحدا من كل العناصر التي تؤسس لقوة خليجية واحدة وهو النفط. نفط الخليج العربي هو رغم كل المقولات الحاسدة فانه في ظل كل دولة من دول المنطقة أحيا هذه الدولة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام وحول الصحاري الى وديان وجعل من البحر ناطحات سحاب وجلب التعليم المتقدم والصحة بمستوياتها المطلوبة ووفر السكن والوظائف ونجح في وضع البنية التحتية موضع التحقق كما هو حال الدول المتقدمة، فلا تصدقوا من فشل في تحقيق ذلك من الحاسدين فيما حققه نفط الخليج العربي من بيئة طيبة للعيش والحياة وان كان ثمة شك في ذلك فانظروا الى ما فعله النفط في الدول الثورية والانقلابية من حولنا والى ايران بالذات التي يقبع شعبها في فقر مدقع، حيث أشاع الفقر والعوز وبعث بمواطني تلك الدول للعمل كأجراء في الدول الأخرى ولا شماته في ذلك بقدر ما هو اعتراف بواقع يرفضه المدعون على الضفة الأخرى، نحن نتمنى الخير والعطاء والتقدم لكل اخوتنا أينما كانوا ولكن للأسف الشديد فقد أحبطتهم انظمتهم المدعية. اعتقد ان على هؤلاء المهوسين بمعارضة الاتحاد الخليجي بهذه الشدة سؤال انفسهم هذا السؤال فقط: ما مصلحتنا من رفض الاتحاد علماً بأنه سيسهم حتى على المستوى الشخصي في تحسين حال المواطن البحريني. اعتقد ايضاً ان الجواب هو الخيانة تجري في العروق.