Thursday, May 24, 2012

علي سلمان بين لقمة الحلال والحرام

إسحاق يعقوب الشيخ
الافتراء البليد في السياسة يشكل عين الحماقة.. وضعف الحجة في حقيقة الافلاس السياسي.. فالأحمق في السياسة يَصِمُ الآخر بالحماقة من واقع انه ينضح غيًا من الحماقة السياسية التي يشرب من انائها! وفي خطاب الشيخ علي سلمان بمناسبة اليوم العالمي للتمريض قال ان «شعب البحرين صوّت على عنوان الاستقلال وبالتالي في البحرين -بشكل استثنائي- من حقق الاستقلال ليس اسرة آل خليفة وانما شعب البحرين وهو الوحيد الذي يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال وعدمه وليس لسلطة وليس لآل خليفة الحق في اي عنوان وحدة أو كونفدرالية مع اي احد» وهذه فرية بينة يتشدق بها دون خجل. الا ان الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني ان الاستقلال الذي احرزته دولة البحرين في استفتاء شعبي تحت مظلة الامم المتحدة، ان استفتاء شعبيا وحكوميا ادى الى استقلال دولة البحرين وصوب واقع عروبتها دوليا تابعة في حكمها لأسرة آل خليفة.. ولا غرو فإن الحكم الخليفي آنذاك ساهم مساهمة فعالة في قيادة الحراك الشعبي في الاستفتاء وتوجيهه في التصويت على استقلال البحرين وانهاء النزاع الايراني لصالح حكم اسرة آل خليفة كما ساهمت في ذلك ظروف دولية.. وقد التف الشعب البحريني حول الحكم الخليفي في الاستفتاء وهو ما انجز عروبة البحرين واستقلالها الوطني ودفع بالأطماع الايرانية في مزبلة التاريخ! وهذه هي الحقيقة التاريخية بعينها.. وانه من الافتراء البليد التنكر والافتراء على هذه الحقيقة الناصعة كما نراه في خطاب علي سلمان وفي الواقع فإن استقلال دولة البحرين قد انجز بإرادة الشعب والحكومة على حد سواء وكان دور الحكومة على الصعيد الدبلوماسي الاقليمي والعربي والدولي فاعلاً ومؤثراً في تكريس احقية عروبة البحرين واستقلالها. وان من الحماقة السياسية تشويهها أو التنكر لحقيقتها التاريخية الامر الذي يخدم الاطماع الايرانية واجندتها في منطقة الخليج والجزيرة العربية! ويتابع الشيخ علي سلمان في خطابه قائلا: «قراركم باطل وادعاؤكم او ادعاء بعض إعلامييكم او موظفيكم بان هناك مجلس نواب ممثل للشعب كذبة لا يقبلها احد في العالم فقراركم باطل ولا يعتمد على اي اساس شرعي» تراه سادرا في افتراءاته الملفقة دون ان يرف له جفن علما انه وزمرته في جمعية الوفاق الاسلامية خاض انتخابات مجلس النواب وشكلوا كتلة برلمانية لأكثر من 16 نائبا.. الا انهم اداروا ظهر المجن للمعارضة السياسية الديمقراطية البرلمانية السلمية الدستورية وتبنوا معارضة الارهاب والعنف والتخريب واثارة الفتنة الطائفية والاعتداءات بقوارير الملتوف وحرق اطارات السيارات وسكب الزيوت في الطرقات! ان من حق اي كائن من كان ان يبدي انتقاداته وملاحظاته مع او ضد الطريقة التي تأخذ طريقها الى الوحدة او الاتحاد بين دول اعضاء مجلس التعاون في ان تدار امور تشكل الاتحاد بإرادة شعوب المنطقة لا بإرادة حكامها فقط.. الا انه من البلادة ايضا للشيخ علي سلمان ان يقارن صيغة الاتحاد الاوروبي بصيغة دول مجلس التعاون في الطموح من اجل الوحدة.. وان دلت هذه المقاربة على شيء فإنما تدل على عين الحماقة التي يحاول امين عام جمعية الوفاق الاسلامية الشيخ علي سلمان عبثا الصاقها بالآخرين! وبعد، ألم يسأل الشيخ علي سلمان نفسه هو ومن معه في جمعية الوفاق الاسلامية الاسباب السياسية الموضوعية التي ادت بدرع الجزيرة ان يأخذ طريقه الى مملكة البحرين! ألم يسأل الشيخ علي سلمان نفسه هو ومن معه في جمعية الوفاق الاسلامية عن الاسباب السياسية الموضوعية التي ادت الى التوجه بإقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون! ألم يسأل الشيخ علي سلمان نفسه هو ومن معه في جمعية الوفاق الاسلامية لماذا فتحت السجون والمعتقلات بعد ان كانت ابوابها تصفق خالية من اي سجين أو معتقل.. وشرعت ابواب المحاكم على مصراعيها لمحاكمتهم! ألم يسأل الشيخ علي سلمان نفسه هو ومن معه في جمعية الوفاق الاسلامية لماذا العشرات والمئات من العاطلين الذين تم فصلهم غِبَّ الاحداث من مختلف دوائر قطاعات المجتمع.. وهم الآن على ابواب وتحت رحمة المحامين يلتمسون العودة الى اعمالهم وسد لقمة عيشهم لقمة حلال من كدهم وعرق جبينهم لا من حرام لقمة عيش وافدة من الخارج.. وتذهب الى جيوب بعض العوائل المنكوبة بالأحداث التي تمر بها مملكة البحرين والى تجار الفتنة الطائفية وباعتها ومسوقيها والمتاجرين بها ومرتزقتها من الصبية العاطلة عن العمل! ألم يسأل الشيخ علي سلمان نفسه ومن معه في جمعية الوفاق الاسلامية لماذا الاختناق الاجتماعي والسياسي والانقسام الطائفي يتوغل النفوس والعقول والارواح والقلوب ويشق المجتمع الى نصفيه الشيعي والسني ويؤجج النعرات المذهبية ويدفع بها في صدام المجتمع الواحد! لا نتيجة بلا سبب.. ولا سبب بلا نتيجة ان مجمل الاحداث المادية والمعنوية التراجيدية التي تعيشها مملكة البحرين تكمن اسبابها في نتائجها المؤسفة التي نعيشها جميعا وتمزقنا جميعا حكومة وشعبا وفي ذات بنى المجتمع الذي نتشكل فيه بدون استثناء: منافع ومصالح حكومة وشعبا فالضرر يأخذ الجميع لان الوطن وطن الجميع ولا وطن فوق الوطن ولا طائفة فوق طائفة وكل المكونات المادية والفكرية والروحية والدينية والطائفية والمذهبية والعرقية والقبلية وما الى ذلك هي ليس لها درجة اعلى من درجة الوطن ان درجة الوطن العليا! وبعد أكان لدرع الجزيرة مكان بيننا لو لا حماقة افعال الدوار الشنيعة ومجمع السلمانية الطبي وهتافات اسقاط النظام وتأجيج الطائفية والشتم البذيء ضد قيادات المجتمع والدعوة الى اقامة جمهورية اسلامية وما الى ذلك من ترهات الحماقات السياسية والتصرفات الصبيانية التي كانت محط عين وتأييد ودعم وتفعيل قادة جمعية الوفاق ومن ورائهم اجندة الخارج. أو أكان هناك من ضرورة حتى في التفكير بإقامة اتحاد لدول مجلس التعاون لو لا هذا الهياج الطائفي المدعوم من الجمهورية الاسلامية الايرانية واجهزة اعلامها ومرتزقتها في المنطقة. أو أكان هناك من حاجة الى فتح ابواب السجون والمعتقلات وتفعيل دوائر التحقيق والمحاكم والمحاماة. أو أكان هناك من اقصوا من اعمالهم وشردوا وهم على ابواب المحاكم يطلبون العدل والرحمة والرأفة بالعوائل التي تعيش على حافة الفقر والاملاق. أو أكان هناك مكان للأيدي الاجنبية والسفارات وجهات مشبوهة في تحريك اصابع الفتنة الطائفية والعمل على نسف الوحدة الوطنية وتأجيج الطوائف والمذاهب والاعراق والقوميات وتفتيت القيم الوطنية وزعزعة النفوس وزرع الفتنة في المجتمع! ان وزرًا وطنيا تاريخيا يقع على عاتق جمعية الوفاق الاسلامية وكوادرها وقياداتها.. وبالدرجة الاولى على عاتق مرشدها آية الله عيسى قاسم رأس الفتنة الطائفية ومحرض الغوغائية من على منبر صلاة الجمعة ودعوته المعهودة بالسحق وقتل الطرف الآخر!.