Thursday, May 24, 2012

أين موقعنا من محادثات ٥+١

محمد مبارك جمعة
علام انطوت محادثات إيران مع مجموعة (٥+١)؟ وما هي النتائج المتوقعة منها فيما يتعلق بالشأن الإقليمي في منطقة الخليج العربي؟ وخصوصاً أن هذه المحادثات تلفها السرية التامة. بعض المصادر تحدثت عن ضوء أخضر إسرائيلي للولايات المتحدة الأمريكية للمضي قدماً في توقيع اتفاق مع إيران فيما يخص برنامجها النووي. بالطبع الإعلام لا ينقل سوى ما يراد للمشاهد والمتابع أن يصدق ويعتقد، وتبقى الحقائق مخفية خلف الأبواب والغرف المغلقة.
لكن بالنظر إلى ما هو متوافر من معلومات، فإن الاتفاق المتوقع إتمامه بين إيران ومجموعة (٥+١) يتكون من ٨ نقاط أساسية: النقطة الأولى: (وهي نقطة في غاية الأهمية) أن الطرفين الأمريكي والإيراني قد توصلا إلى قناعة بأن البرنامج النووي الإيراني لا يمكن إيقافه، وعليه فإن الطرفين سوف يوقعان اتفاقاً ينظم هذه المسألة. ويرى محللون أن هذه النقطة سيستخدمها كل من أوباما وخامنئي لإقناع ناخبيهم وجماهيرهم بأنه هو الرابح من هذا الاتفاق. بمعنى أن أوباما سيقنع الأمريكيين بأن إيران مستعدة لتوقيع اتفاق يحدّ من نشاطها النووي، بينما خامنئي سيقنع الإيرانيين بأن القوى العظمى في العالم تعترف بأن البرنامج النووي الإيراني لا يمكن إيقافه.
النقطة الثانية: تتوقف إيران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠% (وهو الحد الأدنى الممكن لإنتاج سلاح نووي) مع استمرار العمل في منشأة «فوردو» تحت الأرض، بعكس رغبة إسرائيل.
النقطة الثالثة: تقوم إيران بتحويل مخزونها المخصب بنسبة ٢٠% من اليورانيوم والبالغ (١١٠ كيلوجرامات) إلى طرف خارج إيران، حيث ستتم إعادة تدوير اليورانيوم المخصب على هيئة صفائح وقود ومن ثم تعاد إلى إيران، بحيث يصبح من الصعوبة البالغة (وليس المستحيل) استخدامها في تصنيع سلاح نووي.
النقطة الرابعة: لن يفرض سقف على إيران في إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة منخفضة تتراوح ما بين (٣,٥%) و(٥%).
النقطة الخامسة: بناء على ذلك، توقع إيران بروتوكولا إضافيا يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوسيع نشاطات تفتيشها على المنشآت النووية الإيرانية.
النقطة السادسة: ستظل المواقع النووية الإيرانية السرية التي لا تعلم عنها واشنطن أي شيء خارج نطاق التفتيش.
النقطة السابعة: ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الاتحاد الأوروبي بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بشكل تدريجي ولكن ليس بشكل كلي.
النقطة الثامنة: ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الاتحاد الأوروبي بإلغاء حظر بيع البترول الإيراني والمقرر سريانه في بداية يوليو .٢٠١٢
هذا هو ملخص الاتفاق المتوقع توقيعه نتيجة محادثات (٥+١). ويتضح منه أن إيران سوف تتراجع عن تنفيذ برنامجها النووي بشكل يضمن كبح قدرتها على إنتاج قنبلة نووية بسرعة، وفي المقابل يكسب أوباما بعض الوقت إلى حين انتهاء الانتخابات الرئاسية بما يضمن له عدم خوض أي حرب خلال هذه الفترة.
ويبقى السؤال المهم: إذا كانت هذه هي البنود المعلنة للاتفاق الإيراني الأمريكي، فما هي الاتفاقات «غير المعلنة»؟ ما الذي ستقدمه واشنطن الى طهران وما الذي ستقدمه طهران الى واشنطن نتيجة توقيع هذا الاتفاق؟
بالتأكيد المسألة ليست بعيدة عن مكاسب ومخاطر قد تكون دول الخليج العربي ومصالحها الاستراتيجية في عمقها. وهذا السؤال لست أنا من يجيب عنه بل بالتأكيد قيادات دول مجلس التعاون التي تعي خطورة أن تجري هذه المحادثات بعيداً عن تدخلها المباشر في أدق التفاصيل.